• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفترق الطرق: قرارات مصيرية في عمر الشباب
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    القائد وضجيج الترند
    نهى سالم الرميحي
  •  
    التساهل في المنازل من أسباب المهازل
    شعيب ناصري
  •  
    المحطة العشرون: البساطة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    ضبط سلوكيات وانفعالات المتربي على قيمة العبودية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    تأملات في المساواة والعدالة الاجتماعية في القرآن ...
    د. منى داود باوزير
  •  
    التعليم الإلكتروني والشباب: نقلة نوعية أم بديل
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    قواعد قرآنية في تقوية الحياة الزوجية
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    هل فقدنا ثقافة الحوار؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    المحطة التاسعة عشرة: الصبر
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    حقوق الزوج على زوجته
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثامنة عشرة: الحكمة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
    نجلاء جبروني
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق المرأة (2)

حقوق المرأة (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/7/2025 ميلادي - 1/2/1447 هجري

الزيارات: 172

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق المرأة (2)

 

الحمد لله الذي خشعت له القلوب وخضعت، ودانت له النفوس ورقت، وعنت له الوجوه وذلت، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

و بعد...

ما زال الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام.

 

إن الإسلام يذكر للنساء في صدر الإسلام مواقف رائعة ومواقف مدهشة، فكما صبر الأخوة على العذاب من الرجال، صبرت المسلمات من النساء، ففاطمة بنت الخطابتُسلم قبل أخيها عمر، ولما عرف عمر بذلك ضربها فتقول في وجهه حين رأت الدم يسيل منها: نعم، يا ابن الخطاب أسلمت، فافعل ما بدا لك. فيُصعق عمر من إجابتها، ويقول لها: جيئيني بالكتاب الذي تقرؤون منه، فتأتيه به، فلما قرأه، قال: "دلوني على محمد كي أسلم".

 

وإن أُم شريك آمنت وعُذّبت وجُوّعت وعُطّشت وألقيت في الحرَّ، وهي في شبه إغماء من الجوع والعطش، ولما حاولوا ردها إلى الكفر، قالت: «اقتلوني، ولن أعود للكفر أبداً». وبينما هي في حالة إغماء أحست بشيء رطب على فمها وهي مقيدة ومربوطة في الشمس، فنظرت فإذا دلو من السماء نازل لكي تشرب منه، الله سقاها كرامة لها. ولما عرف قومها الحقيقة عرفوا أنها على الحق وأنهم على الباطل، فكوا وثاقها وحبالها وقالوا لها: فلننطلق إلى رسول الله لنعلن إسلامنا.

 

وكذلك أم أيمن الحبشية: امرأة هاجرت وحدها في شدة الحر والعطش، وكانت صائمة ولكن الله تعالى حين جاء وقت الغروب أنزل إليها دلواً من السماء فشربت منه، وكانت لا تحمل ماءً معها ولا تجده من حولها، تقول أم أيمن وهي مربية الحبيب محمد تقول بعد أن شربت من هذا الدلو كنت أصوم في اليوم الشديد الحر فلا أشعر بعطش أبداً.

 

ولا ننسى نُسيبة الأنصارية والتي كانت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- تدافع عنه في أحد حين انهزم كثير من الرجال وابتعدوا عنه حتى قال عنها: «ما التفت يميناً وشمالاً إلا وأنا أراها تقاتل عني».


هكذا كانت المرأة المسلمة وهكذا كان تكريم الإسلام لها. يمشي أمير المؤمنين عمر فتستوقفه المرأة فيقف لها، وتقول له: «يا عمر كنت تُدعى عُميرًا، ثم قيل لك: عُمر، ثم قيل لك: أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب». وهو واقفٌ يسمع لكلامها فقيل له: يا أمير المؤمنين.. رجال. ونقف نستمع. لهذه العجوز فقال: (والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما تحركت من مكاني، أتدرون من هذه العجوز؟، هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات. أيسمع رب العالمين قولها، ولا يسمعه عمر)، وهذه والدة سفيان الثوري رحمه الله، توجهه لطلب العلم، وتعوله بمغزلها، وتقول له: اذهب فاطلب العلم وأنا أعولك بمِغزلي.

 

الله أكبر هذا كله دليل على صدق هؤلاء النساء، وعلى عظم مكانة المرأة في الإسلام، فالله لم يُعط الفضل للرجال فقط، ولم يُعط الشرف للرجال فقط، ولم يُعط العزة والكرامة للرجال فقط، إنما أعطاها لكل من آمن وصدق إيمانه وثبت على الحق ثبوتاً صادقًا رجلا أو امرأة.

 

مفهوم عن النساء:

فإن قال قائل: إن النساء ناقصات عقل ودين فنقول لك: إن الحديث فسّر نقص الدين، بأن المرأة تحيض فإذا حاضت فإنها لا تصوم ولا تصلي، وليس أكثر من ذلك.

 

أما عقلها فإن الله تعالى جعل عاطفتها أقوى، إن عاطفة المرأة هي التي تحنو بها على الابن في صغره، وتحنو على البنت، وتحنو على الزوج، وتحنو على الأخ، إن عاطفة المرأة تعرفها حين تجد الأب قد مات، والذكور يُقسّمون مال أبيهم، والبنات يندبن أباهن ويبكين عليه، فعاطفة المرأة هي جمالها. بل العاطفة هي التي تجعل بيوتنا جميلة وتجعل حياتنا جميلة، وجمال المرأة في رقتها، في عذوبتها، وفي كلمتها الحلوة، ولذلك إذا خرجت المرأة عن طبعها لعنها الله، فقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المترجلة من النساء كما لعن المخنثين من الرجال. هذه حقائق يجب علينا جميعاً أن ندركها لكي نعرف قيمة المرأة في الإسلام.

 

أيها الأحباب:

لما جاء الإسلام رفع الظلم عن البشر، وأعطى كل إنسان حقه، ووضع المرأة في مكانها الطبيعي، وبين للرجل وللمرأة أن كلاً منهما في حاجة للآخر فقال للرجل: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ [الروم: 21] أي أن المرأة خُلقت منك فقد خُلقت حواء من آدم فهي جزء منك، وهي بعضك، ولا يستغني الكل عن البعض، ولا يستغنى الإنسان عن جزءٍ منه، فلا يستغنى الرجل عن المرأة.

 

كما بيّن للمرأة أنها جزء من الرجل، وأن الرجل أصلها، وأن المرأة لا تستطيع الحياة الجميلة، بدون الرجل، فهي أحوج ما تكون إليه كما يحتاج الفرع إلى الأصل: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].


وبيّن تعالى في كتابه أن جميع الأوامر وجميع النواهي هي للرجال وللنساء على السواء، فالرسول أرسل إلى الرجال والنساء، والقرآن أنزل للرجال والنساء، فالله ذكر كل ذلك في القرآن.

 

بل جعل للنساء سورة بكاملها خاصة لهن وحقوقهن وما هذا لعظم شأن المرأة في الإسلام.

 

ففي الحديث عن المساواة في الحقوق المادية الخاصة قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ ﴾ [النساء: 32]. وعند الميراث قال: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 7].


وعند الكلام عن جزاء أهل الإيمان فإنه سبحانه ذكر الجميع: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].


إن الجزاء الحسن والحياة الكريمة ورضاء الله تعالى، وسعادة الدنيا والآخرة، كما يكون للرجل الصالح يكون للمرأة الصالحة، والله ربُّ الرجال ورب النساء، ولا يميز أحداً على أحدٍ إلاَّ بالتقوى فرُبَّ امرأة تقية كانت أفضل من ألف رجل لأنهم ليسوا أتقياء: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]. ولما ذكر الله تعالى الإيمان والإسلام والصدق والذكر، فإنه ذكر المؤمنين والمؤمنات مع بعضهم، في آية واحدة فقال: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

 

وذكر الله سبحانه مريم أم عيسى عليه السلام، وذكر أنها صدّيقة، ولم يذكر الله اسم صدّيق واحد في القرآن. سوى الأنبياء أما بالنسبة إلى غير الأنبياء فلم تذكر الصدّيقة في القرآن إلا مريم فقال: ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ﴾ [المائدة: 75].

 

إذن كرّم الله النساء تكريماً ما بعده تكريم، وأعطى الله المرأة حقها، بل إنه لما ذكر قصص الرجال في القرآن وخاصة قصص الملوك، كان أكثر الملوك المذكورين من الرجال في القرآن ممن ضل وكفر وخاب سعيه، ولكنه ذكر ملكة واحدة كانت أفضل من ألوف الملوك والرجال الذين كفروا بالله، تلكم هي بلقيس ملكة سبأ التي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.

 

المرأةُ في ظل تعاليم الإسلام

المرأةُ في ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاتِه الحكيمة تعيش حياةً كريمة في مجتمعها المسلم، حياةً مِلؤها الحفاوةُ والتكريم من أوَّل يوم تقدُم فيه إلى هذه الحياة، ومُرورًا بكل حال من أحوال حياتها.

 

رعى حقَّها طفلةً، وحثَّ على الإحسان إليها، ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «من عال جاريتين حتى تبلُغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين» وضمّ أصابعه، وفي مسلم أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان له ثلاث بنات وصبر عليهن وكساهن من جِدته كُنّ له حجابًا من النار»»[سبق تخريجه].


رعى الإسلام حقَّ المرأة أُمًّا، فدعا إلى إكرامها إكرامًا خاصًّا، وحثَّ على العناية بها، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، بل جعل حقَّ الأمّ في البرّ آكد من حقِّ الوالد، جاء رجل إلى نبينا فقال: يا رسول الله، من أبرّ؟ قال: «أمّك»، قال: ثم من؟ قال: «أمّك»، قال: ثم من؟ قال: «أمّك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك» [متفق عليه].

 

رعى الإسلامُ حقَّ المرأة زوجةً، وجعل لها حقوقًا عظيمة على زوجها، من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق بها والإكرام، قال: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عوان عندكم» [متفق عليه]، وفي حديث آخر أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خياركم لنسائه».


رعى الإسلامُ حقَّ المرأة أختًا وعمَّةً وخالةً، فعند الترمذي وأبي داود: «ولا يكون لأحد ثلاثُ بنات أو أخوات فيُحسن إليهنّ إلا دخل الجنة» [ رواه الخرائطي واللفظ له والحاكم ولم يقل أو أخوات وقال صحيح الإسناد].

 

وفي حال كونِها أجنبيةً فقد حثَّ على عونها ومساعدتها ورعايتها، ففي الصحيحين: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم الذي لا يفتُر، أو كالصائم الذي لا يفطِر».

 

بل إن الإسلامَ يفرض للمرأة من حيث هي ما يسمَّى بمبدأ الأمن الاقتصادي مما لم يسبق له مثيلٌ ولا يجاريه بديل، حينما كفل للمرأة النفقةَ أمًّا أو بنتًا أو أختًا أو زوجةً وحتى أجنبية؛ لتتفرّغ لرسالتها الأسمى وهي فارغةُ البال من هموم العيش ونصب الكدح والتكسُّب.

 

إننا بعد هذا كله ندرك أن الله الذي يأمر بالعدل أعطى كل ذي حقٍّ حقه، سواءً كان رجلاً أم امرأة، وإن الواجب علينا أن نعطي الحقوق لأهلها، وأن ندرك أن الله محاسبنا يوم القيامة رجالاً ونساءً، وأنه لا يرضى أن يعتدي أحد على أحد، بل لا يرضى أن يعتدي إنسان على حيوان، بل لا يرضى أن يعتدي حيوان على حيوان.

 

كذلكم الرجل الذي له عضلات ويظلم زوجته في كلماته، أو نظراته، أو عدم النفقة عليها، أو في حرمانها من أهلها، أو في ظلمها أو في جسمها أو في ضربها أو في احتقارها وازدرائها، هذا إنسان ضحل الفكر، بعيد عن الحق، يأخذه الشيطان إلى طريق الجاهلية، ومفاهيم الجاهلية، وعليه أن يعلم أنه بظلمه لزوجته أو أخته، أو ابنته عليه أن يعلم أنه ربما قد يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج فيجعلها الله هباء منثوراً بسبب ظلمه وطغيانه، والله يقول: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، وسبحان الله أين أمثال هؤلاء عن وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل موته حين أخذ يردد. «اتقوا الله في النساء ثلاث مرات إنهن عوان عندكم» بمعنى أسيرات عندكم.

 

إن الإساءة إلى المرأة إساءة عظيمة لماذا؟ لأنها ضعيفة، ولأنها لا تستطيع أن ترد كيد الرجل أو تتظلم، أو تجهر بالشكوى، ولا أن تخرج فتسيح في الأرض، لأنها عرض، إنها امرأة لذلكم كان ظلمها أشد الظلم، وكان إلحاق الضرر بها مصيبة أكبر من كل المصائب، فليتق الله إنسان عنده امرأة، فإن كانت أُماً فالجنة تحت قدميها وإن كانت أختاً فدخول الجنة موقوف على الإحسان إليها، وإن كانت بنتاً فمن حقها تربيتها وتزويجها باختيارها، لا يرغمها على زوج لا تريده، وإلا فقد ظلمها وأساء إليها، والويل له من ربه.

 

لو فُتحت لنا الحجُب لنرى ما الذي يقع في بعض البيوت لرأينا:

امرأة مضروبة مُهانة أمام أولادها.

 

لرأينا امرأة لا تسمع إلا السب والشتم ليل نهار من زوجها وأولادها.

 

المرأة إذا أُهينت وذُلّت أنجبت لنا أبناء مهانين ذليلين، ولو أُكرمت وعزّت ورُفعت مكانتها أنجبت لنا أبناء كرماء أعزاء شرفاء.

 

لو فُتحت لنا الحجب لنرى ما الذي يقع في بعض البيوت..

 

لرأينا امرأةً حُرمت من ميراثها.

 

لرأينا امرأة مظلومة سُلبت حقوقها وهي مع ذلك باقية فلو سألتها تقول لك وأبنائي وبناتي وماذا يقول الناس اصبر.

 

لرأيت امرأة تصرخ من ظلم ابنها فلذة كبدها.

 

لرأينا امرأة حُرمت من أهلها شهور بل سنين وتتمنى زيارة لأهلها لكنها تُمنع.

 

فلنتق الله خاصة في الزوجات، فإن الشكاوى كثيرة، وإننا مطالبون بالصبر على المرأة، وبالحلم، ومن أراد أن تكون امرأته على الصراط المستقيم فقد أخطأ خطأً مبيناً لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: «إن المرأة خلقت من ضلع أعوج لن تسقيم لك على طريقة، فإن أردت أن تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقُها» [مسلم - النكاح باب الوصية بالنساء]..

 

ثم قل لي أيها الرجل إذا أردت المرأة كاملة لا عيب فيها، فالمرأة تريد رجلاً كاملاً لا عيب فيه، فهل يوجد رجل كامل لا عيب فيه؟

 

ثم لماذا لا ننظر في عيوبنا قبل أن ننظر في عيوب غيرنا، لماذا لا نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا.

 

أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته،، إنه خير مسؤول، وصلى الله وسلم على الرسول وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وسطية أهل السنة في رعاية حقوق المرأة
  • يا دعاة حقوق المرأة ألقوا على الإسلام نظرة
  • الإسلام يحافظ على حقوق المرأة
  • الإسلام ورعاية حقوق المرأة
  • حقوق المرأة (1)

مختارات من الشبكة

  • حقوق اليتيم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق اليتيم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المرأة والاستهلاك: رؤية اقتصادية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المرأة بين حضارتين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتِّفاقيات حقوق الإنسان(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • حقوق الوالدين (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/2/1447هـ - الساعة: 16:32
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب