• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة وموقعها في المجتمع الإسلامي (خاطرة نقدية ...
    عبدالإله أسوماني
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
  •  
    رسالة تفاؤل
    أسامة طبش
  •  
    حاجة الشباب إلى اللعب والترفيه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أسلوب عرض درس في اللغة الأجنبية
    أسامة طبش
  •  
    حاجة الناس إلى الحب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    دور الأوامر والحوار في علاج مشكلات الأطفال؟
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    سنة أولى زواج
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الثقة بالنفس
    أسامة طبش
  •  
    الزوج البخيل والزوجة البخيلة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تفاعل القيم بين التصور والتصديق: درس اللغة ...
    محمد المختار البوزيدي
  •  
    الإشراف التربوي المعرفي
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء ...
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    حاجة الشباب إلى الإيمان
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    ضغوط الحياة الزوجية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حاجة الشباب إلى الأمن
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء
علامة باركود

أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (3)

أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (3)
د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/5/2015 ميلادي - 11/8/1436 هجري

الزيارات: 6077

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأخطاء الشائعة في التداوي (ج3)


أدوية.. وليست أدوية؛ الفيتامينات والمعادن:

مقدمة:

تتعلق المداواة بين الفشل والنجاح، والفائدة والضرر - بمُتغيِّرات كثيرة، أشرْنا إلى بعضها في الجزء الأول والثاني، وهاكم المزيد؛ فهي تتعلَّق:

بالتوقيت والزمن: بالنسبة للطعام، بالنسبة للنوم واليقَظة، بالنسبة لعمر الإنسان (طرفي العمر)، وبالنسبة لمدة الشوط العلاجي أو الوقائي، ومن الأدوية ما يلزم تكراره عدة مرات في اليوم بفواصل مُنتظمة - كما أشرنا في الجزء السابق - ومنها ما يؤخذ مرة في الأسبوع أو الشهر!


وهنالك أخطاء تتعلق بطريقة الإعطاء، وأشيَعُها طريقة الفم وطريقة الحقْن العضَلي، وهذا الأخير قد يُحدث مشكلات في المنطقة العضلية؛ فالمنطقة العضلية التي تناسب دواءً قد لا تناسب آخر، والطفل يختلف عن الكهل في ذلك.


وهي تتعلق بالحالة الفيزيولوجية (وظائف الأعضاء) للإنسان:

• في المرض: وبالذات أمراض الكبد والكُلية، وأمراض الجهاز المناعي.


• وفي الصحَّة: لا سيما قابلية التحسُّس، والحَمل والإرضاع، ورغم أنه لا تكاد نشرة دواء تَخلو من تعليمات خاصة بهذين الأخيرين، إلا أنني دهشتُ كثيرًا وأنا أقرأ على مجموعة تواصُل ردودًا وتعليقات تؤكِّد لصديقة أخذتْ أدوية قبل أن تَكتشف أنها حامل - أنَّ الأدوية بشكل عام في أول شهرَين مِن الحمل لا تضرُّ! (وهذا خطأ مُزعج في مجموعة فيها ألوف الفتيات والسيدات، أكثرهنَّ مثقَّفات!)، والحقيقة العكس تمامًا، فحتى مشتقات فيتامين (أ) وَجَدُوها مشوِّهة للأجنة كما سنرى!


• وبناءً على ما سبق، فالأخطاء تتعلق أيضًا بمصدر المعلومة، وتحرِّي العلم والحقيقة؛ إذ من أخطاء التداوي: الفتوى بدون علم، وتَجاوُز مَن يعلم لمن لا يعلم، وهي لا تقلُّ أهميَّة عن تجاوزات الجرعة والمدة والاستِطباب الصحيح المذكورة هنا وفي الجزأين السالفين؛ علمًا بأن النُّصح دون علم ونشْره خطأ يقع فيه المثقفُ والعامي، والطبيب أحيانًا - كما سنرى - ولذلك تَبرز أهمية التوعية والتشجيع على القراءة المُجْدية، والمشكلة أن أكثرنا يحب الكلام وإعطاء الرأي ولا يحب القراءة، وجيِّد أننا اليوم نتذكر أننا أمة ﴿ اقْرَأْ ﴾، ولكن ماذا نقرأ؟! ألهمنا الله الصواب في العلم والتعلم، ولا ننسى القاعدة الطبية الحكيمة التي كثيرًا ما يتم تجاهلها، وهي: إننا لا نُعالج تحليلاً مخبريًّا أو صورة شعاعية، أو أسطرًا على مجموعة تواصل، بل نعالج إنسانًا مريضًا بكل دقائق ذلك وتفاصيله الأصيلة والطارئة.


الفيتامينات والمعادن: عندما يُصبح الغذاء دواء:

في طبِّ القُدماء "آخِر الطبِّ الكيُّ"، وفي الأمراض المُعْدية الشائعة التي تُسبِّبها الجراثيم يمكن القول: آخر الطبِّ المضادُّ الحيوي، وأوله خافِضٌ للحرارة (السيتامول)، وكانا موضوع الجزأين السابقين من هذه السلسلة، واليوم نتحدَّث في هذا الجزء الثالث عن المعادن والفيتامينات، وهي ليست أول الطب ولا آخره، ولكنها عناصر ضرورية للجسم متوفِّرة برحمة الله وفضله فيما سخَّره لنا سبحانه من غذاء وماء، ونادرًا ما تلزم كأدوية لحالات خاصة، ورغم أن أكثرها في العرف العام ليسَتْ أدويةً، بل مُكمِّلات غذائية، فإن أشكالها الدوائية المصنَّعة مُنتشِرة ومتداوَلة إلى حدٍّ كبير، فتؤخذ دون استطباب دقيق، وهي قد تؤدي لأعراض مُزعِجة، وقد تكون بالغةَ الأذى إذا أُخذت بطريقة خاطئة، ثم بين فترة وأخرى تحدث تنقُّلات بين التصانيف: دواء = مكمل غذائي، وما دامت المادة لها أضرار قد تَبلُغ حد السُّمِّيَّة فلن نتوقَّف عند التصانيف، ودواء كان أم مُكمِّلاً غذائيًّا سنُنبِّه على أخطاء ربما غفلْنا عنها:

أ- المعادن: وهي مواد غير عُضْوية يَحتاجها الجسم في بناء مكوِّناته، ولأداء بعض الوظائف المهمة جدًّا في الحياة؛ وتَنتمي بعض المعادن الرئيسة لما يُصطلح عليه علميًّا: "العناصر الزهيدة" فما هذه العناصر؟!

العناصر الزهيدة: هي عناصر كيميائيَّة أساسية للجسم، وتُسمَّى أيضًا: النزر أو العناصر الأثاريَّة [بالإنجليزية: Trace element]، ومِن أهمِّها: الحديد والزنك والنحاس، وهي زَهيدة بمعنى أنها موجودة في جسم الإنسان بنسبة أقل من 50 مل غرام لكل كيلو مِن وزنه، خلافًا للعناصر الكبرى، وهنالك العناصر "الزهيدة الفائقة"؛ كالفلور وعنصر السليكون (Si) (نزر جدًّا)، وسنأخذ مثالاً من كل مجموعة لعنصر زهيد قد يُساء استخدامه في التداوي:

• الحديد مثلاً، وخير الأمور الوسط:

في البحث الطِّبِّي عن قُصور عضَلة القلب تحت عنوان الأسباب، تجد كلاًّ من:

• زيادة الحديد في الجسم.

• فاقة الدم الشديدة (والذي من أسبابه عوز الحديد).

فضرر زيادة الحديد لا يقلُّ سوءًا عن ضرر النقص الذي اعتدنا أن نهتم به تحديدًا، وكلٌّ من نقصه وزيادته الشديدَين قد يُسببان نفس المرض، وهذا يَنطبق على كافة "العناصر الزهيدة".


أخطاء علاج نقص الحديد (المُثْبَت طبيًّا):

1 - عدم الاستمرار في العلاج لفترة كافية، وعِلميًّا تحتاج مَخازن الحديد إلى ثلاثة أشهر حتى تَمتلئ، لا سيَّما عند الأطفال، وقلَّما نجد في الممارسة من يتابع لمدة شهر؛ لأنَّ التحسُّن السريريَّ يظهر بعد (7 - 15) يومًا!


2 - أخطاء تتعلَّق بصعوبة امتِصاص الحديد مِن الأمعاء؛ فامتصاصه للدم والإفادة منه تتفاوت بشدة حسب الأدوية والأغذية المُرافِقة، وعمومًا يَزيد مِن استفادتك أنت أو طفلك من دواء الحديد تناول فيتامين (س)، أو أي غذاء يَحتويه (بندورة - برتقال) بشكْل منظَّم، بينما ينقصها بشدة: الشاي بأنواعه، والقهوة، والأغذية الغنيَّة بالألياف والكالسيوم (الحليب المقوَّى)، وكذلك بعض العناصر كالزنك (أي: التوتياء)؛ فالحديد والزنك يجب ألا يُعطَيا معًا في نفس الوقت، ويُقلل امتصاصَ الحديد أيضًا أكلُ الأشياء الغريبة؛ (كالصابون، والفحم، والتراب، والثلج)، وهي في الأصل من علامات نقصه، فتُدخل الجسم في حلقة مُفرَغة لا بدَّ من كسرِها بإشراف طبي؛ (نقص حديد - أكل أشياء غريبة - نقص امتصاص الحديد ونقْص حديد).


• أضرار زيادة الحديد الدوائية (لوجود زيادة مرَضيَّة غير دوائية):

وهذه الزيادةُ قد تكون تراكمية متدرِّجة، ولكنها غالبًا حادَّة مفاجئة عند الأطفال؛ حيث إن ابتلاع عشر حبات من دواء الحديد قد يقتُل طفلاً!


ولقد اهتمَّت الأبحاث حديثًا بالزيادة المزمنة المتدرِّجة عند الكبار؛ حيث اعتُبرت مسؤولة عن حدوث أو تفاقم عدد من الأمراض، وآلية ذلك أنها تؤدِّي إلى تنشيط الجذور الحُرَّة (Free Radicals) التي تُسبِّب شيخوخة الخلايا[1]، وأهمُّ الأعراض التي تم رصدها: ضعْف وخمول وتعب، وطنينٌ بالأذنَين، واضطِرابات المزاج، وآلام البطن والمفاصل الصَّغيرة، وذكَر بعض الدارسين أن تلك الأعراض زالتْ عند مجموعة مسنِّين كان يُشرِف عليهم عندما أوقف دواء الحديد، واكتفى بالتغذية الغنيَّة به!


وإضافة إلى ذلك وُجد أن هذه الزيادة في الحديد هي من عوامل الإصابة ببعض الأمراض؛ كداء السُّكَّري، والْتهابات المفاصل، وتليُّف الكَبِد؛ حيث إن الفائض من الحديد يُحتجز فيه، وثبَت أن لزيادة الحديد علاقةً بزيادة الأورام الخبيثة، وبأمراض القلب، لا سيَّما عند المُدخِّنين الذكور، والأمراض النفسية، وداء "الزهايمر".


عنصر الفلور: (عندما يَزيد ما حاجتنا له أقل "النزر"):

الفلور عنصر زهيد جدًّا:

• مِن حيث كميته في جسمنا، ويتركز مُعظمه في العظام والأسنان.

• وزهيد من حيث حاجتنا له، لذلك يصنَّف باسم "العناصر الزهيدة الفائقة" - كما ذكرنا.


ومثل كافة العناصر الضرورية الزهيدة يوجد الفلور بكميات مُناسبة في الماء والخُضار، سبحان الله! كما نَحصل عليه من الأطعمة؛ كالدجاج، والبيض، والجبن، والأسماك - بل والأطعمة البحرية كافة - هي أكثر الأطعمة الطبيعية غنًى به.


وما يحتاجه الجسم أقل بكثير مما يَرِدنا من البيئة في هذا العصر، بما فيه مياه الشرب المُفلْوَرة، والأطعمة، والأشربة المصنَّعة؛ حيث يتكثَّف ويتركز فيها؛ (كالعصير المعلَّب، والشاي، والقهوة، وحتى حليب الأطفال)، وفوق ذلك كان يتمُّ مِن فترة لأخرى إعطاء حبوب الفلور روتينيًّا للأطفال خلال زيارة المُستوصَف للتلقيح في بعض الدول لمنْع تسوُّس الأسنان، ومِن الأضرار المُثبتة لزيادته كمُكمِّل غذائي يؤخَذ عشوائيًّا بحجَّة صحة الأسنان: هشاشة العظام وسهولة كَسرِها، وتشوُّهات العظام أحيانًا، الصداع والاضطرابات النفسية عند عموم الناس، وإنقاص القدرة الذهنية عند الأطفال، وخاصة دون السادسة، والخرَف عند المسنِّين، وكسل الغُدَّة الدرقية، وأضرار أخرى[2].


ورغم أنه في الأساس يُستعمل لصحة الأسنان، إلا أنَّ زيادته تؤدِّي لتبقُّعها وهشاشتها، وتَكتسب تحذيرات العاملين في هذا المجال أهمية خاصة، من ذلك ما جاء من "كلية هارفارد لصحة الأسنان" التي حذَّرت مِن أنَّ أثَر الفلورايد المُسرطن أكثر مِن أثر مبيد الحشرات المعروف (DDT)، ومنها توصية الجمعيَّة الكندية لطبِّ الأسنان التي تمنع إعطاءه دون ستِّ سنوات مِن العمر، مع المبالغة في التحذير للأطباء والأهل؛ حيث توصيهم بإبقاء جميع معاجين الأسنان المُفلْوَرة بعيدًا عن متناول الطفل، وبتجنيبهم مستحضرات الفيتامينات الحاوية على فلور، مشفوعة بعبارة: "حتى لو كانت مياه مدينتِك غير مُفلورة".


• قاعدة عامة: دع ما يريبك (مركبات مصنوعة) إلى ما لا يريبك (غذاء هبة رب السماء).

أثبتت البحوث أن المعادن عمومًا، والعناصر الزهيدة خصوصًا يجب تناول أشكالها الدوائية بدقة وحذر، وبقدر اللزوم، والأصحُّ الاستعاضة عنها بمَصادرها الغذائية كلما أمكن ذلك، وبحمد الله يحصل الإنسان على احتياجاته من العناصر الزهيدة كاملةً من غذائه، إذا حرص على تناول الخضروات والفاكهة المتنوِّعة الطازجة، وحَرص على طبخ الخضروات الطازجة باعتدال، وعدم تكرار غلْيها عدة مرات؛ ذلك لأن الحرارة تُغيِّر مِن تركيبة المواد المفيدة وتُفقدها مع تكرار الطهو فائدتها الغذائية، وأشرنا إلى توافر الفلور فوق المطلوب؛ أما الحديد فيعدُّ التمر من أغنى الأغذية به، والمُشكلة ضعْف امتصاصه كما ذكرت، والعجيب أنَّ الحديد في حليب الأم ليس مُرتفع التركيز، ولكنَّه يتميَّز بأعلى نسبة امتِصاص - سبحان الله - مِن بين كل الأغذية قاطبةً، ولعلِّي أفرد الحديد ببحْث يوضِّح لماذا عوزه شائع، بينما هو من أكثر المعادن توافُرًا على الأرض؟!


ب- الفيتامينات المصنَّعة: الإكثار من الاستعمال ووهم لمسَة السحر:

لفَت نظر الباحثين انتشار الإيمان بأثر مُستحضرات الفيتامينات الباهر، مما ترتَّب عليه متابعات عِلمية دقيقة؛ فبعض التقديرات أشارت إلى أن نحو (50 في المائة) من الأمريكيِّين يَتناولون نوعًا من "مكمِّلات فيتامينات" كما تُسمى، لوجود تصوُّرات كثيرة بشأنها؛ منها أنها تمنع أمراضًا مُزمنة؛ مثل: السرطانات، وعلى رأسها: سرطان الرئة، ومثل: مرض القلب، ولقد أُجريت دراسات أكاديمية أثبتتْ عدم صحة هذه التصورات، بل تبيَّن في بعضها أن مَن تعاطَوا جرعات كبيرة من الفيتامين - لا سيَّما من المدخِّنين - تعرضوا لزيادة احتمال الإصابة بالسرطان!


وذكر الدكتور "تيم بايرز" - من كلية طب جامعة كولورادو - حول هذه الدراسة: أن الفكرة العامة أن مكمِّلات الفيتامينات مفيدة للصحة، أو على الأقل غير ضارة، وتَنبع من رغبة الناس في تحصيل فوائد بمُجرَّد تناول قرص دون عناء، وأضاف: "على مدار العقدَين الماضيين أُصبْنا بخيبة أمل مرات متكرِّرة بشأن قدرة مكملات الفيتامينات على خفض احتمالات الإصابة بالسرطان في أجزاء عديدة من الجسم، بينها: المَعدة، والقولون، والثدْي، والرِّئة"؛ ومن أوسع تلك الدراسات دراسةٌ شملت أكثر من (70) ألف شخص في ولاية واشنطن الأمريكية، تراوحت أعمارهم بين 50 و76 عامًا، وجرى متابعة ما تناوَلوه على مدى عشر سنوات من مكمِّلات عدة فيتامينات، وتحديدًا: [ C - E - B complex أي: (ج، وهـ، وب)] لمعرفة إن كان ذلك سيَقيهم مِن الإصابة بسرطان الرئة، وقال كبير الباحثين في جامعة واشنطن معقِّبًا على النتائج: "إذا كان بِمَقدورك العثور على قرص سحريٍّ يُمكن للمرء تناوله مرةً واحدةً يوميًّا لتقليل احتمال إصابته بالمرض فذلك سيكون شيئًا مثاليًّا، لكن من الواضِح، ومما يبعَث على الأسف أننا لم نجد ذلك في دراستنا"[3]، ولكن أكثر ما يُدهشك هو تعليق الباحثين على هذه النتائج بالقول التالي المهم جدًّا: "إنَّ الغذاء الغني بالفيتامينات يبدو مرتبطًا بتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان، لكن من الواضح أن الفيتامينات المُعَدَّة في صورة أقراص ليس لها نفس الأثر"! ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾[الأعلى: 1 - 3] سبحانك ربنا وتعاليت أن أكرمتنا وحبوتنا بالخلق والتقدير والتسخير.


2 - أضرار الزيادة للأشكال الدوائية للفيتامينات:

وتتجلَّى في الفيتامينات القابلة للتراكم؛ لأنها تُخزَّن في دهون الجسم، ومِن أهمِّها: فيتامين "أ" وفيتامين "د"، وتَبرز المشكلة عندما تُعطى بشكل عشوائي واستطبابات غير دقيقة و / أو بجرعات كبيرة، حتى مِن قِبَل أطباء؛ كما سنرى، وننوِّه في البداية إلى أنها ضرورية جدًّا للجسم، وكنا تَناولنا أهمية فيتامين "د" وفيتامين "ك" في مقالين سابقين.


♦ الفيتامين "أ" = vitamin A = هذا الفيتامين المهمُّ والضروري للجسم سُجلت حوادث الانسمام الحاد بمُستحضراته عند أطفال رضَّع من الدول النامية، بعد جعلهم يَبتلعون جرعة كبيرة منه في زيارات التلقيح للوقاية من عوزه[4]، وتضم أعراض التسمُّم الحاد: الهياج العصبي (والذي قد يُعزى خطأً إلى اللقاح في حالتهم)، والغثيان، والقيء، والنعاس، وأقلها شيوعًا: اضطراب إبصار مِن نمط الشفع (الرؤية المضاعَفة)، وأعراض ورم دماغ كاذب.


أما الانسمام المُزمِن: فيؤدِّي إلى ضَخامة الكبد والطحال وتشوُّهات عظمية، وخشونة الشعر وتساقطه لدرجة الصلع، وتشقُّق زاويتي الفم، وهذا العرَض يَحدث بنقص ف أخرى، كما أشرْنا في المعادن إلى أنَّ ضرر النقص قد يُشبه ضرر الزيادة، وتنقص شهية الطفل المُصاب بالانسمام، وقد يُصاب بالحكَّة والفشَل في كسب الوزن، والرضيع يَنتبجيافوخُه الأمامي ويُصاب بالإقياء.


♦ وقد حدثت تشوهات جنينية خطيرة عند المواليد؛ سببها تناول الأمَّهات جرعة علاجية نظامية بالفم مِن أحد مُشتقات فيتامين "أ" خلال الثلث الأول مِن الحمل لعلاج حبِّ الشباب؛ كما ترافَق ذلك التداوي مع نسبة عالية تَزيد عن الخمس (20%) من الإجهاضات العفوية، بالإضافة إلى خلل أو تعسُّر الولادة[5].


[**] الفيتامين "د": وتَنجم زيادته عن الإفراط في تناوله أو تناول المُماثلات التركيبية (25 د، و1 - 25 د) له، ويؤدِّي أخذ جرعات كبيرة متكرِّرة من الفيتامين "د" أو جرعة واحدة سمِّية إلى ضرر بالغ يَنجم عن زيادة كلس الدم، بأعراضه:

♦ الهضميَّة؛ من غثَيانٍ، ورفض الطعام، وإقياء، وإمساك، وألم في البطْن، والْتهاب معثكلة.

♦ والقلبية: اضطرابات نظم تبدو بالتخطيط؛ كما قد يحدث فرط توتر شرياني.

♦ وأعراض الجملة العصبية؛ مِن ارتخاء ونقْص نشاط، وتخليط أو ارتباك ذهني، وسوء التوجُّه، والاكتئاب، والهلْوَسة، والسبات.


وإنَّ الكلسيوم الزائد يؤثِّر على آلية التكثيف بالكلية مُسبِّبًا تعدُّد بيلات وفرط صوديوم الدم، وجفافًا، وقد يسبِّب فشلاً كلويًّا حادًّا، ويشكل حصيات كلوية، وتكلسًا كلويًّا!


ومعظم الأطفال يُحقِّقون إبلالاً تامًّا بحمد الله، ولكن هنالك حالات تكون زيادته فيها قاتلة، وقد تسبِّب الفشل الكلوي المزمن، ولأنه يُختزن في الشحوم فقد تبقى مُستوياته عالية لأشهُر، مما يُبرز ضرورة الرقابة المخبرية المنتظمة لمستوى الكلس في الدم والبول؛ وتترافَق الوفاة عادة مع اضطراب نظم القلب والجفاف، ورغم وجود مستوى ط لمُشتق الفيتامين "د" المسمَّى (25 د) بتحليل دم الطفل المصاب باضطراب نظم القلب، إلا أن قصة مؤكَّدة للإفراط بتناول مُستحضراته، ناهيك عن تغذيته بحليب صناعي مقوَّى به زيادة، والأهل غير مُدرِكين للسبب، لذلك يتم حاليًّا التقليل مِن أهمية التحليل المخبري لمستوى الفيتامين "د" (كما أنهم وجدوا أن نقص مستواه مخبريًّا لا يعني بالضرورة أن علينا إعطاءه دوائيًّا)، ولقد لاحظتُ تنامي الوعي بمخاطر زيادة الفيتامين د، وكنت تحدثتُ عن فوائده في مقالات سابقة، فأكتفي بالإشارة إلى ضرورة عدم تجاوز الجرعات فيما يُسمَّى بين الناس "حقنة المشْي، أو إبرة التسنين"، وهو شكل دوائي يَحوي جرعة عالية جدًّا من الفيتامين د، ويُعطى حقنًا عضليًّا غالبًا، وكان يوصف مِن قِبَل أطباء الأمراض العظميَّة أو الداخلية العامَّة، وهي مُمارسة مرفوضة تمامًا وآخذة في الانحسار، ومع الوعي بأضرار هذه الجرعة - لا سيما على الكُليتين - صار أغلب المُعتادين على وصفها يقسمها إلى أربعة أجزاء توزَّع على عدة أيام، لا سيما في مناطق الاضطِرابات والكوارث، ولكنَّ الضررَ النسبيَّ يَبقى قائمًا.


أخيرًا:

وكما أشرنا فبالنسبة لمجموعة الفيتامينات [C - E - B complex أي: (ج، هـ، ب)] فإنَّ المصادر الغذائية والطبيعية تبقى الأفيَد والأسلم؛ فمثلاً يستحيل أن يؤدي فرط التعرُّض لأشعة الشمس لزيادة الفيتامين "د" أو التسمُّم به، وتفيد المصادر المُعتمدة والتي تؤكِّد أيضًا أن الإكثار من النباتات الغنيَّة بالفيتامين "أ" كالجزر لا يؤدِّي قطعًا إلى لانسمام به، ولو سبَّب اصطِباغ اللحف والجلد باللون الأصفر البرتقالي، وهو ما نُسمِّيه ظاهرة التجزرن[6]، فسبحان الله العظيم؛ قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].


وآخِر دعوانا أن ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾



[1] الجذور الحرَّة: هي ذرات فقدت إلكترونات في أي مدار؛ مما يخلق فوضى وأضرارًا بالخَلايا السليمة؛ حيث تُحاول سحب إلكترونات الخلايا المجاورة لها (دمارًا مُتتاليًا) (وأشبِّهها بالدُّومينو)، ما لم توجد مضادات أكسدة تتبرَّع بإلكترونات لهذه الخلايا وتُوقف هجوم الدمار، ومِن مضادات الأكسدة المُنقذة تلك: "بيتاكاروتيد" المشتَق من ف أ، إضافة لفيتامين "ج" والمعروف بـ: "س"، وفيتامين أي ((C - E، وهي (الجذور الحرَّة) التي تَستنزف مُضادات الأكسدة من الجسم، وكذلك فيتامين "ج" (س) و(ي) لشيخوخة الخلايا، وتنتج العملية التي تولد تلك الجذور عن ظروف غير مواتية لجسم البشر؛ مثل: أشعة الشمس الزائدة، والتي صار معروفًا أنها تُسهم في شيخوخة الجلد وسرَطانه، لا سيَّما في ظل وجود ثقب الأوزون، ودخان التبْغ، وازدياد أي معدن في الجسم مثل النحاس والحديد.

[2] تجد المزيد عن الفلور بشكل عام: على الرابط التالي على شبكة الألوكة:

http://www.alukah.net/social/0/81258.

[3] عن تقرير وكالة رويتر - موقع حكيم الطبي - جامعة دمشق.

[4] والسبب انتشار عوزه الشديد في تلك الدول وحدوث فقْد الإبصار الطفلي المقدَّر بأكثر من (350,000) حالة سنويًّا، كما في كتاب المرجع في طب الطفل - نلسون.

[5] كتاب طب الأطفال نلسون: Kliegman: Nelson Textbook of Pediatrics.

[6] والتجزْرن (carotenemia) هو تبدُّل سليم يَزول بتخفيف تناول تلك الأغذية أو إيقافها مؤقتًا، وقد لاحظتُ أن هذا العرَض شديد الندرة، ويَلي تناول أشكال معدَّلة من الجزَر؛ كالمعصور والمهروس، وليس المأكول، لا سيَّما المحضَّر صناعيًّا وليس منزليًّا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (1)
  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (2)
  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (4)
  • التلوث الغذائي والأمراض الناجمة عنه (1)

مختارات من الشبكة

  • أخطاء شائعة وبدع ومخالفات واعتقادات باطلة تتعلق بشهر رمضان وزكاة الفطر والعيدين (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أخطاء شائعة واعتقادات باطلة تتعلق بشهر رمضان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أخطاء شائعة في الوضوء (mp3)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أخطاء شائعة في الوضوء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء شائعة في الأذان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء لغوية شائعة: مغلق لا مغلوق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أخطاء شائعة: الإنسان لا الإنسانة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أخطاء وأوهام شائعة حول العين والرؤية(مقالة - موقع د. محمد السقا عيد)
  • أخطاء لغوية شائعة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/9/1444هـ - الساعة: 16:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب