مواقع الشبكة العنكبوتية ودورها في خدمة الإذاعة المدرسية

مواقع الشبكة العنكبوتية

ودورها في خدمة الإذاعة المدرسية

خلال جولة البحث في (جوجل)، وأثناء ظهور نتائج البحث خرجت لي عدة صفحات، لعدة مواقع.

وسررت كثيرًا عند تصفحها وقراءتها، فهي عبارة عن برامج، وفقرات، ومشاهد، وحوارات، قام بإعدادها العديد من المعلمين والمعلمات، والطلاب والطالبات، بهدف عرضها في برامجهم الإذاعية المدرسية، لكنهم لم يكتفوا بذلك بل أرادوا نقلها وتحميلها إلى غيرهم من إخوانهم وأخواتهم في شتى بقاع الأرض من خلال عملهم العظيم برفعها على مواقع الشبكة العنكبوتية؛ وبالتأكيد أن هذا الأجر والجهد لم يقف على حدود الأشخاص، والأفراد بل بدعم المواقع، والمنتديات؛ بل بتشجيعهم، وبث الحماس بهم.

وليس أعظم، وأنجح من تخصيص هذه المواقع والمنتديات لأقسام خاصة للإذاعة المدرسية وبرامجها، بحيث يتم جمع وحفظ هذه البرامج والفقرات بصيغة ملفات أو مواضيع، يمكن الرجوع إليها بكل يسر وسهولة.

ومع تعدد المواقع والمنتديات، وحرصها على تخصيص أقسام خاصة للمواقع، ازداد عدد المساهمين والمساهمات في رفع الملفات الإذاعية التي تحتوي على برامج وفقرات إذاعية متنوعة، مما أثرى هذه المواقع والمنتديات بشكل عام، وأثرى هذه الأقسام (أقسام الإذاعة المدرسية) بشكل خاص، الأمر الذي انعكس إيجابًا على هذه المواقع والمنتديات من خلال ازدياد عدد الزائرين والمتصفحين لمواقعهم ومنتدياتهم.

وساهم أيضًا في مساعدة المشرفين والمشرفات في الإذاعات المدرسية من إمكانية الحصول على برامج وفقرات إذاعة جاهزة ومتكاملة تفي بالغرض، وتنفي التعب؛ كل ما على المشرف أو المشرفة هو قص هذه الصفحة أو تحميل هذا الملف وبأقل من دقيقة يكون البرنامج بين يديك. ولا أخفي شعوري وإعجابي بالعديد من الفقرات والبرامج الإذاعية التي شاهدتها وقرأتها.

ومن منظوري الشخصي وانطباعي الداخلي كان يسودني شيء من التشاؤم، وغمامة واحدة من الإحباط من برامج الإذاعة المدرسية المسموعة في مدارس البنين والبنات، بل أقول المحفوظة، والمملولة بسبب تكرارها، وتردادها على المسامع والآذان.

لا أقول إنني متشائم، ولا أقول إني لا تحلق فوق رأسي غمامة واحدة فقط من الإحباط؛ بل بعد هذه المواقع والمنتديات بأقسامها المتخصصة في الإذاعة حامت فوق رأسي ليست غمامة واحدة، وليست غمامتين بل سحب ركاميةً محملةً بالخير والبركات، تتساقط ببردها فوق رؤوس الطلاب والطالبات، وتنعش بعليلها الأرجاء والأصداء، وتمسح عن رؤوس مستمعيها القلق والاكتئاب بأصوات وأشجان وألحان أعذب من الماء الزلال.

ومما يزيد السرور هذا الإقبال المتزايد على هذه المواقع والمنتديات التي تخصص من بين أقسامها، حصنًا حصينًا للإذاعة المدرسية، من قبل العديد من الزائرين والذي من دون شك أن النصيب الأكبر من هؤلاء الزوار هو من قبل مشرفي ومشرفات الإذاعة المدرسية؛ لمتابعة الجديد وتحميل المفيد.

ولا أنسى التذكير بالأجر العظيم، والثواب الكبير لكل من ساهم في هذا العمل العظيم ألا وهو إيصال هذه البرامج الإذاعية إلى الجميع، والذي يشترك فيه الشخص والفرد سواء الذكر أم الأنثى ممن رفعوا برامجهم وحملوها على هذه المواقع والمنتديات، وكذلك القائمين على المواقع والمنتديات الذين حفظوا وجمعوا هذه الملفات والبرامج بجهد مبذول، وسعي مشكور؛ ولكلا الطرفين (الموقع والشخص المساهم) أقول: هذه تجارة لن تبور.

وأود أن أقف هنا وقفة تأمل:

الأولى: إلى أصحاب مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية المتخصصة في مجال التربية والتعليم، أو كل ما يخص المدارس، وما يمت إلى التعليم بصلة سواء في بلادنا هذه أم سائر بقاع الأرض.

بل أشرك معها المواقع الدعوية، والإسلامية التي تهتم بكل ما يمت إلى العلم والدعوة بصلة.

أخصهم جميعًا برسالة: أقول: (بارك الله في جهودكم، ونفع بكم الأمة والملة، وأنار بعلمكم البر والبرية).

مواقعكم ومنتدياتكم فيها خير كثير، فيها علم غزير فيها الكلمة الطيبة، والحكمة البالغة، والخبر الواضح؛ وأعظم من هذا كله همتكم، نعم همتكم التي تنطح الجبال الرواسي، والفجاج الخوالي.

لا أريد أن تقف همتكم عند حد أو سد أو حتى فج؛ بل مع كل فجر نور، ومع كل شمس شروق، ومع كل درب دروب.

نعم اسلكوا كل الدروب، وأوصلوا رسالة الحق والعلم إلى كل الوجود وهل لدينا في الوجود أغلى من فلذات أكبادنا! من هم يا ترى؟

إنهم أبناؤنا وبناتنا في مدارسهم ومحاضنهم التعليمية التربوية.

أين نصيبهم من موقعك أو منتداك؟

هل وجهت لهم رسالة؟

أم هل أعددت لهم برنامجًا؟

الحل بأيدينا، والخير من حولنا لكننا أهملنا، وتغافلنا وهو أبسط بكثير مما كنا نتوقع.

لنفترض أنك عزيزي مشرف الموقع أو المنتدى وجهت رسالة إلى أبنائنا وبناتنا من خلال بوابتك الإلكترونية، أو كتبت لهم مقالاً، سؤالي: من ستتوقع أن يقرأها؟ أو كم سيكون عدد قرائها؟

واحد أم أثنان أم عشرة آلاف، بالتأكيد أن العدد محدود، والفائدة بلا حدود.

إلا أن هناك سرًا مهمًا، ومفتاحًا للنجاح ألا وهو كيف تستطيع إيصال رسالتك، بل قل إن شئت رسائلك الإسلامية أو العلمية أو الثقافية لا إلى مئات الأشخاص، ولا إلى الآلاف بل إلى الملايين!!.

هل تعلم من هم؟

إنهم طلاب وطالبات المدارس، نعم إنهم بالملايين!! أفلا يستحقون رسالة وتوجيها؟

كأني بك تقول: ولكن ماذا بيدي أن أعمل؟

أقول: الحل بسيط ولا يحتاج منك إلا شيئًا من الجهد والمتابعة إنه عمل قسم خاص في موقعك الإلكتروني لخدمة طلاب وطالبات جماعة الإذاعة المدرسية، توفر لهم البرامج الجديدة، وتجمع ما خرج من إبداعاتهم، لتجمعها في قسم خاص في موقعك ترمز له باسم دال على ما بداخله مثلاً:

• (قسم الإذاعة المدرسية).

• (منبر الإذاعة المدرسية).

• (الجامع للإذاعة المدرسية).

أو غيرها من الأسماء المهم أن يكثف في هذا القسم العديد من البرامج التي من المناسب إلقاؤها عبر منبر الإذاعة المدرسية؛ حيث إن تخصيصك عزيزي المشرف لقسم خاص للإذاعة المدرسية يدفع العديد والعديد من المهتمين بشأن الإذاعة المدرسية إلى تحميل هذه البرامج المعروضة في موقعك أو منتداك ومن ثم إيصالها إلى الطلاب والطالبات في مواقعهم في الإذاعة الصباحية؛ وكل هذا ومن دون شك سينالك نصيب منه؛ لأنك أنت صاحب الفكرة، وأنت صاحب البذرة، ومَن أحسن الغرس، أحسن القطف.

... انتهت رسالتي إليك لكن؛ أرجو أن لا تبخل على نفسك بأجر العمل بها... لا أستطيع أن أقطع لك بالنجاح أو الفشل.

... أنا لا أعلم الغيب.

... أنا لست من الجالسين اللاهين الذين ليس لهم إلا التثبيط، والتقليل، والنوم، والكسل، وقبل هذا الأكل والبطن.

... أنا لست ممن يدعو إلى المستحيل ولا إلى الخيال؛ بل أحب الواقع والوضوح.

... لن تندم إن خصصت قسمًا للإذاعة المدرسية، تحتسب أجره عند ربك، يوم عرضك عليه... لكن ستصبح مقصرًا إذا كنت ممن يقرأ صفحات كتابي، ويصل إلى ختام رسالتي؛ لأنك لم تتنبه إلى أكثر من خمسة ملايين يسمعون ويشاهدون، لهم آذان ولهم أعين، ولم توصل لهم أية رسالة... إلى اللقاء).