• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حاجة الشباب إلى اللعب والترفيه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أسلوب عرض درس في اللغة الأجنبية
    أسامة طبش
  •  
    حاجة الناس إلى الحب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    دور الأوامر والحوار في علاج مشكلات الأطفال؟
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    سنة أولى زواج
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الثقة بالنفس
    أسامة طبش
  •  
    الزوج البخيل والزوجة البخيلة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تفاعل القيم بين التصور والتصديق: درس اللغة ...
    محمد المختار البوزيدي
  •  
    الإشراف التربوي المعرفي
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء ...
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    حاجة الشباب إلى الإيمان
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    ضغوط الحياة الزوجية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حاجة الشباب إلى الأمن
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    مهارات الاستذكار الأمثل
    د. يحيى بن علي بن فلاح
  •  
    ثلاثة هموم في يومك
    عامر الخميسي
  •  
    الهجر بين الزوجين
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

نبض الحب في تلخيص كتاب القراءة بالقلب

أبو سهيل أحمد بن فارس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/9/2014 ميلادي - 2/12/1435 هجري

الزيارات: 9399

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نبض الحب

في تلخيص كتاب القراءة بقلب

 

المبحث الأول: مفاهيم القراءة بقلب:

المسألة الأولى: تعريفات:

أولاً: تعريف القراءة:

القراءة: هي كل نشاط لُغوي يقوم به الإنسان بقلبه أو بجوارحه؛ فتشمل: القراءة بالقلب، والعين، واللسان، والأذن، واللمس.

 

ثانيًا: تعريف القراءة بقلب:

هي القراءة النقية الخالصة من أي هواجس، من بداية القراءة إلى نهايتها، بحيث يحصل الربط التام المستمر بين القلب والعين واللسان، وألا يوجد في القلب غير ما يتم قراءته.

 

♦ هي تركيز القلب على ما يُقرأُ - لفظًا ومعنى - ومنع أي قراءة أخرى غيرها.

 

♦ هي ربط القلب باللسان والعين حين القراءة، وألا يوجد في القلب كلام أو صورة غير الذي ينطق به اللسان أو تراه العين.

 

♦ القراءة بقلب هي: انتباه القلب حين القراءة، ووجودُ أي سهو أو وساوس أو هواجس حين القراءة - يعتبر قراءة بغير قلب، وهي تتفاوت بحسب حال القلب قوة وضعفًا، صحة ومرضًا، رغبة ورهبةً، حبًّا وكرهًا.

 

أنواع وأقسام القراءة:

تنقسم القراءة باعتبار عمل القلب واللسان إلى ثلاثة أقسام:

الأول: القراءة جهرًا: وتكون بتحريك اللسان والحلق والشفتين بصوت يسمعه الآخرون.

الثاني: القراءة سرًّا: وتكون بتحريك اللسان والشفتين بصوت يسمعه صاحبه دون غيره.

الثالث: القراءة الصامتة: وتكون بالقلب وحده.

 

وتنقسم باعتبار عمل القلب والعين إلى ثلاثة أقسام:

أولاً: القراءة نظرًا: وتكون بالقلب والعين، إما قراءة في كتاب، أو نظرًا إلى شيء.

الثاني: القراءة فقط: وتكون بالقلب بكلام تم حفظه سابقًا.

الثالث: قراءة التفكير: وتكون بالقلب وحده دون العين.

 

قاعدة وملحوظة:

إنه من الثابت ثبوتًا لا ريب فيه، ونتائجه أصدق من أن تحتاج إلى تجربة: أن كثرة قراءة القرآن بقلب هي الطريق والسبيل إلى قوة القلب وإمكانية قيادته والتحكم فيه، ومن ثَمَّ تحقيق أعلى معدلات النجاح والقوة في الحياة.

 

إن معركة الإنسان مع الشيطان محلها القلب، وسلاح المعركة للطرفين هو: القراءة، فحين يقوم الإنسان بالقراءة يقوم الشيطان بقراءة أخرى معاكسةٍ لما يريد الإنسان قراءته.

 

مسار مهم:

إن القراءة بقلب تعني: منع أي وساوس أو أفكار أو خواطر أخرى غير ما يقرؤه اللسان، أو تقرؤه العين، وهذا يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى يَقَظة وانتباه مستمر، وأي غفلة أو سهو، فإن الشيطان يدخل القلب ويقوم بفكه عن اللسان أو العين، وإشغاله بكلام آخر.

 

إن مقاومة مثل هذه الخواطر الدخيلة المتطفلة أثناء القراءة هو جهاد الشيطان واتخاذه عدوًّا، فعداوته تتمثل في هذه الوساوس التي يلقيها على مدار الثانية لا يفتر ولا يَملُّ، وله في ذلك حِيَل وطرق وأساليب.

 

الشيطان مطَّلع على جميع تسجيلات قلبك، ومخزون بياناته، يذكِّرك بما يريد منها، ويمكنه أن يلقي بخواطر وصور لم تكن موجودة، كلما أغلقتَ عنه بابًا جاء من باب آخر، وكلما منعتَه من جهة جاء من الجهة الأخرى؛ كل ذلك بقصد صرفِ قلبك عما تريد قراءته بقلب؛ أي: بتدبر وعقل وعلم.

 

القراءة بقلب هي آلة الحفظ التربوي والطريق إليه، والحفظ التربوي هو ثمرة ونتيجة القراءة بقلب.

 

المبحث الثاني: أهمية القراءة بقلب وفوائدها

القراءة بقلب تعني حياة القلب وصحته وقوته؛ ولذا فإن فوائدها تشمل جميع جوانب حياة الإنسان.

الفائدة (1): الربط على القلب وتثبيت الفؤاد:

قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].

 

هذه الآية وأمثالها في القرآن كثيرة، كلها تؤكد على أمر واحد، وهو: أن ثبات القلب وقوة النفس يكون بقوة ثبات العلم بالله في القلب.

 

فالقراءة بقلب هي الطريق إلى الصبر والثبات، وطمأنينة القلب، وسكينة النفس وسعادتها.

 

الفائدة (2): القراءة بقلب والخشوع في الصلاة:

الصلاة: هي مصدر الطاقة، ومصدر القوة والثبات في هذه الحياة.

ولكي يتحقق المقصود لا بد أن تكون القراءة فيها بقلب، فإن لم تكن القراءة بقلب - كما هو حال كثير من الناس - فإن صلاتهم لا تحقق لهم القوة والثبات، والجواب: لأنها صلاة بغير قلب، فمتى كانت القراءة في الصلاة بقلب، فإن الصلاة تحقق مقاصدها.

 

♦ يقول الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]، لاحظ الربط الواضح بين فوضى الإرادة والسلوك وضعف الشخصية وبين تضييع الصلاة، وتضييع الصلاة: إما تركها بالكلية، أو تضييع إقامتها على الوجه المشروع.

 

أما ما دون ذلك من صور السهو في الصلاة، فهو النسبة الغالبة من المصلين، وقليل منهم من يعني ويعلم ما يقول، وقليل منهم من يخشع قلبُه في صلاته، وقليل منهم يوجد في قلبه تعظيم الله وتقديسه وهيبته وخشيته حين يقف في الصلاة!

 

إن مهارة القراءة بقلب هي الطريقة لتحقيق أعلى مستويات الخشوع في الصلاة.

 

الفائدة (3): القراءة بقلب وحُسن الخُلق:

إن حسن الخُلق وقت التعامل مع الناس وكسب الأصدقاء وكسب محبة الناس - يتوقف على قوة التحكم بالقلب، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت:35].

 

الفائدة (4): القراءة بقلب وقوة الإرادة:

سبب ضعف الإرادة وضعف السلوك هو ضعف القلب؛ أي: لا يوجد قلب يَعْقِل، وسبب ضعف القلب: أن قدرته على التركيز والانتباه متدنِّية جدًّا، أو أن مخزونه من الكلمات الحية اللازمة لإدارة الحياة قليل جدًّا؛ أي: ليس فيه ذِكر؛ أي: ليس فيه علم، ليس فيه حفظ تربوي عميق راسخ ثابت في القلب.

 

القلب الذي لم يتم تخزين كلماتٍ فيه بقوة وكثرة، فإنه يكون ضعيفًا، سريعَ النسيان، كثير الشرود، لا يمكن جمعه والتحكم فيه، تجده يتشتتُ ويتفرق لأدنى عارض، فضلاً عن العوارض القوية التي يتعرض للإصابة بها؛ وبالتالي يكون صاحبه ضعيف الإرادة، ضعيفَ النفس، ضعيف الشخصية.

 

إن التدريب على القراءة بقلب يربي في الإنسان - على مهل ومنذ الطفولة - مَلَكةَ التحكم بالقلب بالخواطر بحديث القلب، وإدارته للجهة التي يريدها، بدل أن يديره ويتحكم فيه غيره.

 

فالقراءة بقلب مهارة ضرورية ليعيش الإنسان سويًّا قويًّا.

 

قال ابن القيم في "الجواب الكافي": "فمن راعى خَطَراته، مَلَك زمامَ نفسه وقهَرَ هواه، ومن غلبَتْه خطراتُه، فهواه ونفسه له أغلبُ، ومن استهان بالخطرات، قادتْه قهرًا إلى الهَلَكات".

 

من استطاع السيطرة على قلبه، وإدارة أفكاره وخواطره، أمكنه التحكُّم بجوارحه - لسانه، عينه، يده، رجله - وأهم من ذلك مشاعرُ قلبه التي تنتج بسبب الكلمات التي تدور فيه، ولا يفصل بين الكلمات والمشاعر ثم السلوك إلا فاصلٌ رقيق جدًّا، فمثلاً: الغضب، يسبقه كلمات تُلقَى في القلب، ثم تنتقل للتنفيذ بواسطة اللسان نطقًا، أو اليد ضربًا، أو الرجل تحركًا وانتقالاً.

 

والسيطرة على الأفكار والخواطر تحتاج إلى أمرَين:

الأول: علمٌ راسخ مستقر في القلب، وكلمات مخزنة فيه بقوة.

الثاني: التدريب على إدارة القلب وتوجيهه للوِجهةِ المطلوبة.

 

من أخطر وأقوى فوائد التدريب على قوة القراءة بقلب: تحصيل وتحقيق قوة الإرادة، تلك القوة التي يَنشدُها ويبحث عنها الجميع، وهي القوة اللازمة للنجاح في جميع مجالات الحياة، وبدونها - أو بضعفها - يتعاقب على الإنسان الفشل في جميع أمور حياته.

 

♦ فمن يُكثِر التدريب على القراءة بقلب، فإن من أول وأهم الجوائز التي يحصدها ثمرةً لجهده: زيادة قوة إرادته، ومن ثَمَّ يسعد بها في حياته.

 

الفائدة (5): القراءة بقلب والتربية:

من أهم فوائد القراءة بقلب: أنها تحقق للمُربِّي الرفق والحلم، وطيب الكلام، وطَلاقة الوجه، وهذا هو سياجُ التربية الذي يحميها من الفشل، وهو الجسر الذي تعبُر من خلاله التعليمات والتوجيهات، وتصل به الكلمات إلى قلوب المتربِّين، بدل أن تقف عند آذانهم بسبب العنف وسوء اختيار الكلمات التي يتم من خلالها التوجيه والتعليم والتدريب.

 

الفائدة (6): القراءة بقلب وتنمية الموارد البشرية:

حين يتربَّى أفرادُ أي مجتمع أو دولة على القراءة بقلب، فإن شعبها يكون شعبًا مُنتجًا، شعبًا جادًّا مبدعًا، ويصبح أفرادها فاعلين منتجين، وبذلك تكون دولةً قوية لها هيبتها واحترامها.

 

الفائدة (7): القراءة بقلب والتعلُّم:

فإذا كانت التربية على القراءة بقلب من الصغر، فإن الشاب يستثمر وقتَه، ويستغل فرص النجاح التي تُتاح له في الحياة.

 

الفائدة (8): مهارة القراءة بقلب هو قلب إدارة الوقت:

القراءة بقلب تقوِّي الذاكرة، وبالتالي ينشرح الصدر، ويوجد الحماس واليقظة والانتباه لكل دقيقة، وهذا الأمر - بلا شك - يؤدِّي إلى سرعة إنجاز الأعمال وتوفير ساعات كثيرة، فتوفير الوقت لا يكون إلا من خلال القراءة بقلب، فمن يركز يكسب؛ لأن ضعف التركيز هو أكبر مُضيع للوقت.

 

الفائدة (9): القراءة بقلب تحرر القلب من الأماني الفارغة:

يجب أن تفكر بإيجابية وبطريقة موجَّهة، ولا يصح أن تدع قلبك مفلوتًا، تلعب به مثل هذه الأحاديث المعسولة والخواطر الفارغة.

 

الفائدة (10): القراءة بقلب والنوم:

النوم: هو نوم القلب، نوم النفس، نوم الروح، وليس نوم البدن، وهذا يؤكد الصلة بين القراءة بقلب وبين النوم، ويبيِّن العَلاقة بين صحة القلب والنفس، وبين النوم الصحيح وتحقيقه لصحة الجسد.

 

إن امتلاك مهارة القراءة بقلب يوجد قوة التحكم بالقلب، وهو الأمر اللازم لتحصيل النوم المريح، وذلك بقطع الوساوس المزعجة، تلك التي تجعل النائم ليس نائمًا، بل هو في سعْيٍ وركض وصراع طَوال نومه، فالقراءة بقلب علاج للأرقِ وتأخُّر النوم.

 

يستغرب البعض؛ فقد يقرأ آية الكرسي والمعوذات قبل النوم، ولا يحصل له الحفظ من الشيطان - كما جاء الوعد بذلك على لسان الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام – والسبب: أن القراءة ليست بقلب؛ فلذلك لم تصل إلى القلب - أي: إلى النفس - فلم يحصل حفظ النفس من الشيطان، أما عند القراءة بقلب، فبعون الله تصل كلمات الله التامات إلى القلب - أي: إلى النفس - فيحصل الحفظ والتحصين بكل تأكيد، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، نسأل الله تعالى أن يزيدنا إيمانًا وتسليمًا، اللهم استجب.

 

الفائدة (11): القراءة بقلب والوسواس القهري:

أقرب وأقوى علاج للوَسواس القهري هو القراءة بقلب لمن أخذ بمفاتيحها وتدريباتها.

 

الوسواس القهري: طلب ونوع من الوسواس الذي أمرنا الله أن نتعوَّذ من شرِّه أكثر من عشر مرات في اليوم والليلة، وذلك في (سورة الناس)، هذا الوسواس له مع النفس ثلاث حالات:

♦ أن تكون النفس أقوى منه فتسيطر عليه.

♦ أن تكون النفس أضعف منه فيسيطر عليها.

 

في هذه الحالة يظهر الوسواس في صورة مرض، وإلا فكلُّ الناس - مسلمين وغير مسلمين - حاملون لهذا الوسواس، وهو مُصاحب لهم مصاحبة الأنفاس.

♦ أن تكون النفس مساويةً له في القوة فيحصل التصادم بينهما.

 

جواب لسؤال:

لماذا يظهر هذا الوسواس في صورة مرَضية في أناس دون آخرين؟

فهذا الوسواس يتفاوت من شخص لآخرَ قوةً وضعفًا، وألوانه وأشكاله كثيرة جدًّا، وكذلك الناس يتفاوتون في قوة وضعف قلوبهم، وهذا الأمر يتفاوت من وقت إلى آخر، وبناءً عليه؛ فإن بعض الناس يظهر لديه هذا الوسواس في صورة توصف بأنها مرَضية، ويعاني منها معاناة شديدة، بينما آخرون لا يجدون مثل هذه المعاناة.

 

كل الناس حامل لهذا الوسواس حتى الأطفال، ويجب أن ندرج هذا الاعتقاد في قواعد تربيتهم، وننتبه له ونحن نوجِّهُ سلوكهم؛ أي: إن الشيطان يمكنه الوصول إلى قلوبهم وإملاء بعض التصرفات والسلوكيات عليهم، فيجب تعويذهم وتلقينهم التحصينات الشرعية، وتربيتهم عليها، وتفقيههم هذه المسألة بصورة مناسبة؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم، وليعرفوا عدوَّهم المتربص بهم؛ فلا يغفلوا عن مجاهدته، وصدِّ عدوانه وكيده.

 

الفائدة (12): القراءة بقلب وسرعة القراءة:

سرعة القراءة ترتكز على أمر واحد لا ثاني له، هو قوة القلب بأنواعها الأربعة:

1- قوة الحفظ.

2- قوة التذكر.

3- قوة التركيز.

4- قوة الذكاء.

 

الفائدة (13): القراءة بقلب وقوة الجسم:

من الفوائد المهمة للقراءة بقلب أنها تحقِّق قوة الجسم والنشاط، دل على هذا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، حين أوصاهما بالتسبيح والتحميد والتكبير عند النوم، ثم قال: ((إن ذلك خير لكما من خادم))، المواظبة على هذه القراءة تحقق النشاط والقوة البدنية؛ مما يَقوَى به المرأة والرجل على إنجاز مهام حياتهما واستغنائهما عن خادم ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]، وتفسير هذا التأثير وهذه العلاقة واضح ظاهر لكل ذي بصيرة؛ ذلك أن القراءة بقلب تحقق القوة النفسية، ومن المعلوم أن القوة البدنية - في معظم الأحوال - تتوقف على القوة النفسية، وكلما قَوِيتْ النفس قَوِي البدن، وكلما وهنت النفس أصيب الجسم بالوهن، وإن لم يكن به من علة.

 

إن سر تأثير القراءة بقلب في تحقيق القوة والإنجاز ما زال متاحًا لمن أراد أو - أرادت - الاستفادة منه في توفير المال والوقت والجهد، ومضاعفة الإنتاجية، وأهم من ذلك وقبله تحقيق الصحة النفسية والبدنية.

الفائدة (14): القراءة بقلب وقاية وشفاء من الأمراض النفسية: انظر: فائدة (11).

الفائدة (15): القراءة بقلب وقوة الشخصية: انظر: فائدة (4).

الفائدة (16): القراءة بقلب والسعادة والسكينة والطمأنينة: انظر: فائدة (3).

 

المبحث الثالث: مجالات القراءة بقلب

هي كل مجالات الحياة، وكل ألوان نشاط الإنسان؛ من: الصلاة، وقراءة القرآن، الحج، العمرة، أذكار الصباح والمساء، أذكار اليوم والليلة، أذكار النوم، متابعة الأذان، سماع الخطب والمحاضرات والمواعظ، قراءة الكتب والمقالات والمواقع والمجلات، البحث العلمي، الدراسة والاختبارات، المقابلات، الإدارة بكافة فروعها ومجالاتها.

 

المبحث الرابع: قوة القراءة بقلب

المسألة الأولى: قُوَى القلب الأربع:

الأولى: قوة الحفظ: أي التخزين وتثبيت الكلمات أو الصور في القلب.

 

الثانية: قوة التذكُّر: أي الاسترجاع واستعادة ما تم تخزينه.

 

الثالثة: قوة التركيز: أي حضور القلب وقوة انتباهه على الأمر الحاضر.

 

الرابعة: قوة الذكاء: أي الفهم والاستنباط؛ أي: الفقه والتفكير والتأمل والاستنتاج، وفهم الروابط بين الأشياء والأمور.

هذه القُوَى الأربع للقلب قد فاوت الله تعالى بين خلقه في نصيب كل مخلوق منها؛ ابتلاءً واختبارًا لعباده، ويمكن تنميتها ومضاعفتها بكثرة التدريب والتمرين.

 

المسألة الثانية: قوة القلب تدريب أو حفظ:

قوة القلب تقوم على أمرين:

الأول: كثرة وكثافة التدريب والتمرين والرياضة.

الثاني: كثرة وعمق الكلمات المخزونة في القلب، وحسب قوة هذا التخزين وعمقه تكون قوة القلب، هذان أمران لا بد منهما لزيادة قوة القلب، ولا يغني أحدهما عن الآخر.

 

المسألة الثالثة: القراءة بقلب مهارة وعادة يمكن زراعتها وتنميتها:

قال ابن مسعود رضي الله عنه: عَوِّدُوهم الخير؛ فإن الخير عادة.

لا تتصور أنك ستغير من عاداتك فجأة، تذكَّر وتأكَّد: أنه لا بد لك من اكتساب عادات الجد بالتدرج، وإلا فستظل في الفشل إلى الأبد.

 

" إن قوة التركيز، وقوة التحكم بالخواطر وحديث النفس: من أهم مهارات الحياة، فمَن تدرَّب على هذه المهارة حتى يتقنها، فإنه يستفيد منها، ومن كان مهملاً لها قد ترك العنان لنفسه تفكِّر كيف شاءت، ومتى شاءت، فإنه يكون مثل الطفل الذي تربَّى على الفوضى، فهو معرَّض للخطر والهلاك في أي وقت، ويصعب قيادته وتوجيهه الوِجهة المطلوبة عند الحاجة"[1] ا هـ.

 

المسألة الرابعة: تدريب الأطفال على القراءة بقلب:

ويكون ذلك بالتدرُّج، وعلى مَهَلٍ وبرفق، وبالترغيب والتشجيع وتَكرارِ المحاولة، إلى أن يتم النجاح بإذن الله تعالى.

 

التربية - بحمد الله تعالى - سهلة وميسرة، لكنها تحتاج إلى مبادرة وتبكير، وتحتاج إلى طول نفَس، وسَعَة صدر، وحضور قلب، ويَقَظة مستمرة، أما حين تفقد التربية هذه الأمور، فإن المربي يقع في ضدها، وحينها يُفسِد أكثر مما يُصلِح.

 

التربية هي: التعليم الميسر المستمر على مراحل متتابعة، كل مرحلة تؤدي لما بعدها تلقائيًّا.

التربية هي: القراءة بقلب، والواقع أن أطفالنا وشبابنا يصبحون ويمسون على قراءة البلوتوث، والبلايستيشن، والإنترنت، والقنوات الفضائية، ثم الجرائد والمجلات، ثم مجالس القِيل والقال، هذه قراءتهم في الحياة، فكيف نرجو - لمن كانت هذه حاله - ذِكرًا وحفظًا؟ وكيف نرجو له نجاحًا وفلاحًا؟!

 

المسألة الخامسة: قيادة القلب:

إن قيادة القلب والتحكم في النفس تتحقق بقيادة اللسان، حقيقةٌ أطلقها المربي الأعظم، وعالم النفس الأكبر، نبيُّنا محمد عليه الصلاة والسلام، إنها حقيقة يعجز عن فقهها البشر، لولا أن الله منَّ عليهم بها من طريق الوحي، هذه الحقيقة لخَّصها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله))، أيضًا حديث النبي: ((هل يكبُّ الناسَ على وجوههم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم)).

 

إن المنطلَق للنجاح في الحياة لياقة اللسان، أقصد لياقة اللسان الـمُوجَّهة، التي تصدر عن عقل ووعي وانتباه وبقصد، وإلا فإن اللسان يتحرك كثيرًا وحركته خفيفة، إنها كثرة تدريب اللسان على ذكر الله، على قراءة اسم الله كثيرًا، يقول الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 70].

 

لاحظ الربط بين صلاح الأعمال - أي: النجاح في الحياة - وبين القول والاشتراط أن يكون سديدًا.

 

لقد كانت هذه القاعدة أول ما أطلقت موجَّهةً إلى أعرابي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحفظ، جاء يريد أمرًا مختصرًا سهلاً ملخَّصًا في تربية النفس والاستقامة على شريعة الله، فأهدى إليه النبي صلى الله عليه وسلم وللناس كلِّهم هذه القاعدة الواضحة الكبيرة، التي يفهمها الطفل الصغير قبل العالم الكبير، والعامِّيُّ الأُميُّ قبل العالم الألمعي، ويستطيعها العاجز الضعيف قبل الجَلْد القوي.

 

لقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم قيادة القلب والنفس في خمس كلمات:

الأولى: "لا يزال"؛ أي: الدوام والاستمرار ومَسْك الزمام.

 

الثانية: "لسانك" نص على اللسان مع أن المدار على القلب؛ لأنه لا يمكن قيادة القلب إلا باللسان؛ ولأنه الأمر الظاهر الذي يمكن رؤيته وسماعه، ومن ثَمَّ تركيز التوجيه والتدريب عليه.

 

الثالثة: "رطبًا"؛ أي: كثرة القراءة؛ أي: الحركة الدائمة للسان وعدم توقفه، بحيث يستمر رطبًا.

 

الرابعة: "ذكر" أن تكون القراءة بقلب؛ أي بوعيٍ وانتباه، أما إن كانت بدون انتباه - بلا ذكر - فلا تفيد شيئًا.

 

الخامسة: "الله" المعنى: أن محتوى ومضمون القراءة يجب أن يكون قراءة اسم الله تبارك وتعالى، وأن يكون خالصًا لوجه الله، لا تريد به أحدًا سواه، أيها الإنسان إنما أنت كلام، النفس لا تسكت أبدًا، بل تتكلم على مدار الساعة - بل الدقيقة والثانية - ولا يمكن تسكينها، بل كلامها يجري مع نفسها، أنت تتكلم وإن كان لسانك صامتًا، لا يوجد إنسان يمكن أن يسكت عن الكلام لحظة واحدة؛ إن القلب يتكلم على مدار الساعة لا يسكت أبدًا، فإما أن يتكلم بخير أو بشر.

 

وإن قيادة النفس تكون من خلال قيادة اللسان بذكر الله تعالى.

 

إن قيادة القلب تقوم على مبدأ المبادرة ومَسْك الزمام، وليس مبدأ الدفاع والمقاومة، وقد لخص بعضهم هذا المبدأ بقوله: "ونفسك إن لم تشغلها بالحق، شغَلتْك بالباطل".

 

إن مقود القلب هو اللسان، ومن يتعوَّد على قيادة قلبه بلسانه، يمكنه الاستغراق في أي مكان وأي ظرف، حتى لا يَشعُر بما حوله مهما كان الإزعاج.

 

من أعاجيب التأكيد على هذه القضية في القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 3].

 

لاحظ الربط بين الخشوع في الصلاة وبين تدريب اللسان على الكلام الطيب وبُعده عن اللَّغْو، إن كثرة اللَّغْوِ وكثرة سماعه هو الذي يُفسد القلب، ويُذهِب الخشوع في الصلاة، تذكَّر أن هذه الهواجس التي تملأ قلبك آناء الليل والنهار تدمِّر حياتك، وتقضي على طموحاتك، وتَحُول بينك وبين تحقيق أهدافك، وتؤدي إلى نقصك عن أقرانك في الدِّين والدنيا والآخرة.

 

تَذكَّرْ: أن فتح باب القلب لهذه الهواجس هو الذي يحرمك من عمق القراءة، ويؤدي إلى ضياع الوقت في قراءة سطحية وهمية، تظن أنك تقرأ بينما دقائق حياتك الثمينة الغالية النفيسة تذهب في هواجس دون أن تُحس أو تشعر، فيضيع وقتك دون إنجاز أعمالك وتحقيق طموحاتك.

 

من يتقن قيادةَ القلب، يمكنه تحصيل علم غزير، وإيمان عميق، وعمل صالح كثير، في وقت قصير، وجهد يسير، يمكنه تحقيق الاستثمار الأمثل للوقت والحياة، وتحقيق أعلى المستويات، وبلوغ أعلى الدرجات، وأرفع الرتب والمستويات.

 

إذًا الخلاصة: أتقن كلامك تحقق أحلامك؛ لا، بل: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله))، إن كنت تريد العزة والرِّفعةَ والنصر والسعادة، والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

 

إن من أهم مقاصد قيادة القلب: تحقيق البصيرة بالوسواس الخناس الذي يُضعِف القلب، ويحدث النسيان والسهو عن القراءة، ويقلِّلُ من تأثيرها في القلب، أو يصد عنها بالكلية، فإذا أمكن قيادة القلب تحققت القراءة، وتحقق كونها بقلب، ولم يتمكن الوسواس الخناس من تعطيل القلب أو إضعافه، فيتحقق بذلك قوة القلب بأنواعها، ومن ثَمَّ تحقيق الأهداف في الحياة.

 

المسألة السادسة: قوة القلب بين التوكل والتدريب:

الأول: التوكل على الله تعالى والتضرع إليه.

الثاني: فِعل الأسباب التي أمرنا الله تعالى بفعلها.

 

ولا يصح أبدًا إغفال أو إهمال أحد الجانبين، أو التركيز على جانب دون الآخر؛ فكلاهما مطلوب، والقاعدة في هذا: (اعقلها وتوكل).

 

المسألة السابعة: القراءة بقلب في جوف الليل:

إن قراءة القرآن في جوف الليل الآخر لا يعدلُها أي قراءة، إنها الوقود لصحة القلب وحياته، فهي المنطلق والأساس في كل ما يقال في القراءة بقلب، بدونها يصبح القلب ضعيفًا، ولا يمكنه القيام بما تم توصيفه وتوضيحه في هذا البحث، إن قناعة الناس وإيمانهم بأهمية هذا العلاج ضعيفة؛ لذلك يحصل التهاون به، حتى من بعض طلاب العلم والدعاة الصالحين.

 

القراءة في جوف الليل سر من أسرار الحياة سهل ميسَّر بعون الله، فاستَفِدْ منه قبل فوات الأوان، وحينها لا يمكن الاستدراك ولا ينفع الندم.

 

جوف الليل الآخر من أهم أوقات القراءة بقلب؛ لذا فإن الشيطان يحرص أشد الحرص على تفويت هذه الفرصة كل ليلة على الإنسان؛ ليتمكن منه وينتصر عليه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، حيث قال: (( يَعْقِدُ الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عقدٍ، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد))، وقال عن رجل نام حتى أصبح: ((ذاك رجلٌ بالَ الشيطان في أذنيه))؛ البخاري ومسلم.

 

المبحث الخامس: مفاتيح القراءة بقلب

أولاً: مفاتيح عامة:

المفتاح الأول: الاستعانة بالله عز وجل:

أولاً: أن يشرح صدرَه للقراءة، وتوجد لديه الرغبة والإرادة.

ثانيًا: أن ييسر له أسباب القراءة.

ثالثًا: أن ييسر له الفهم والذكر.

رابعًا: أن ييسر له الانتفاع بما قرأ واستدامة ذلك.

 

المفتاح الثاني: الاستعاذة من الشيطان الرجيم:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]، فأعظم عمل يشتد فيه الشيطان على العبد هو القراءة، أيُّ قراءة متى كانت باسم الله، وتحقيق العلم بالله تعالى، فهو يجلِب بخَيْلِه ورَجِلِه حين يرى إنسانًا يَهُمُّ بمثل هذه القراءة، ثم يحاول مقاطعته وإشغاله حين يقرأ، ثم يحاول نسيانه لما قرأ وصرفه عن الانتفاع به في الحياة.

 

المفتاح الثالث: الطهارة:

أولاً: الوضوء:

الوضوء يحفظ ويحمي النفس من الشياطين، فكثير من الوهن والخمول والكسل سببه الشيطان، والوضوء يحفظ النفس من الأرواح الخبيثة؛ فيحصل بذلك النشاط والقوة البدنية والنفسية فيكون عونًا على القراءة.

 

ثانيًا: السواك:

السواك من المفاتيح المهمة لقراءة اسم الله تعالى، فكلما كان المحل نظيفًا طاهرًا كانت القراءة أعلى وأكمل.

 

المفتاح الرابع: الصيام:

مما لا شك فيه أن الصيام يجعل الدم نظيفًا نقيًّا، ويؤدي إلى قلة كثافته وحجمه، وهذا يؤدي إلى خفة الروح والنفس وصفائها، واستعدادها لتقبُّل الأمور الفكرية والمعنوية.

 

المفتاح الخامس: مراعاة حاجات البدن:

ومن ذلك: النهي عن الصلاة حاقنًا أو حاقبًا، أو بحضرة طعام يشتهيه، أو يغالبه النوم، ويقاس عليها ما كان في معناها؛ مثل انتظار مكالمة أو قدوم شخص.

 

ثانيًا: مفاتيح التدبر:

تعريفها: هي مفاتيح الجودة والنوعية التي تجعل القراءة أكثر عمقًا وفقهًا ووعيًا وحفظًا، وهي عشرة مفاتيح:

1 - الإرادة أو الحب.

2 - استحضار الأهداف أو المقاصد.

3 - الحفظ.

4 - التركيز.

5 - الوقت.

6 - الترتيل.

7 - الجهر والتغني.

8 - التَّكْرار.

9 - التحزيب.

10 - الربط[2].

 

ثالثًا: مفاتيح الإنجاز:

تعريفها: مفاتيح الإرادة والإدارة، مهمتها تحويل القول إلى فعل، والعلم إلى عمل، والنظر إلى تطبيق، والتخطيط إلى تنفيذ.

 

المِفتاح الأول: التحديد، وله ست أدوات، هي:

(ماذا - لماذا - كم - كيف - أين - متى).

 

الثاني: التحديث أو التذكير.

 

الثالث: التوكل.

 

الرابع: التركيز.

 

الخامس: التعقيب والمتابعة.

 

السادس: التيسير.

 

السابع: التنفيذ[3].

 

المبحث السادس: مقاصد القراءة بقلب

تم توضيحها في المفتاح الثاني من مفاتيح التدبر.


المبحث السابع: تدريبات القراءة بقلب

معنى التدريب: أي التعويد والتربية والترسيخ والتثبيت لمثل هذه الأعمال، وأن تكون بأعلى المقاييس والمواصفات المطلوبة، هذه التدريبات يتم تطبيقها على عدد من مجالات القراءة، وهي:

• ذكر الله عز وجل.
• الصلاة.
• قراءة القرآن.
• القراءة قبل النوم.
• القراءة العامة.

أهم مجالين عليهما مدار النجاح: الأول والثاني.

 

المبحث الثامن: قياس القراءة بقلب

المسألة الأولى: بدون قياس لا يوجد حماس:

في كل أمر تقوم ببنائه وتطويره حين لا يوجد قياس يُبيِّنُ أثر الجهد المبذول، ويوضح الفرق بين الأمس واليوم، فإنه لا يوجد حماس وهمة ونشاط للمُضِيِّ فيه والاستمرار في عمله.

 

القراءة بقلب هي مهارة لها مقاييس، يتفاوت الناس في مقدار قوتهم فيها، لا بد من الوضوح العملي الرقمي لهذه المهارة، وأن يعرف كل إنسان مقدار قوة القراءة بقلب لديه مثل ما يعرف مقدار وزنه.

 

القراءة تزيد وتنقص، وذلك يرجع إلى أمرين:

الأول: التدريب والرياضة.

الثاني: الحفظ التربوي.

 

فكلما زاد مقدار الثروة اللُّغوية، زادت قوة القراءة بقلب.

 

قد يقول بعض الناس: قمت بالتدريب والرياضة ولم أرَ أثرًا؟!

 

فالجواب عن ذلك أحد الأمور:

الأول: أنه لم يستطع القياس بطريقة صحيحة.

الثاني: أنه لم يطبق التدريب واستخدام المفاتيح بشكل صحيح.

الثالث: أنه مستعجل؛ يريد أن يرى الفرق الكبير في الوقت القصير.

 

كل هؤلاء لا مكان لهم في تطوير القراءة بقلب؛ وإنما هي لمن:

1 - تمهَّل وتأنَّى، وصبَر وجاهد، ولم يبخل على نفسه؛ بل يكثِرُ من القراءة بقلب قدر طاقته واستطاعته.

2 - طبَّقَ المفاتيح بكل دقة.

3 - تمكَّن من القياس الصحيح.

 

المسألة الثانية: قياس قوة القراءة بقلب:

قياس قوة القراءة بقلب تتأثر بكل ما يَشغَلُ القلب؛ ولذلك فإن قوة التركيز متغيِّرة باستمرار، لكن المقياس المعتبر هو الذي يؤخذ في مواصفات محددة؛ مثل:

1 - أن يكون في مكان معزول عن أي صوت أو صورة.

2 - أن تكون الحالة النفسية غير متأثرة برغبة أو تثاقُل.

3 - أن تكون الكلمات المكررة غير جديدة، بل معتادًا عليها.

 

والقياس يكون باستخدام ساعة توقيت يتم تشغيلها عند بداية القراءة، وإيقافها متى شئت أو حين يحصل سهو وشرود للقلب عما تم تحديد قراءته.

 

من أهم مقاييس مدى التقدم في مهارة القراءة بقلب هو تدريب قراءة القرآن في الصلاة، وتقاس قوة التدريب بعدد الأوجه التي يتم قراءتها يوميًّا، بشرط أن تكون مستوفيةً للشروط والمواصفات المذكورة في التدريب.

 

المسألة الثالثة: قياس وربط العلم بالعمل "الحفظ التربوي":

هي اختبارات وصفية يمكن تحويلها إلى أرقام بالتقدير والتحكيم، ومن ذلك:

1- قوة التحكم بالانفعالات والمشاعر في المواقف اليومية.

2- نشاط البدن وانخفاض الحاجة للراحة أو النوم.

3- القدرة على ترك عادات عميقة وقديمة والإقلاع عنها.

4- قوة الإرادة في ترك طعام ترى المصلحة في تركه.

5 - قوة التحكم بالخواطر؛ أي منع أي خواطر مزعجة لا تريدها.

6 - الانضباط أو التقيد بالمواعيد.

7 - قوة الانتباه للكلمات التي تسمعها من الآخرين والتحكم فيها.

8 - الهدوء والرفق في مخاطبة الآخرين وانتقاء العبارات.

9- نقص حالات النسيان.

10- نقص حالات الغضب أو الاستعجال.



[1] الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان (ص: 65).

[2] كتاب: "مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة".

[3] كتاب: "مفاتيح إنجاز الأهداف وبرنامج مواعيد".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب
  • أهمية القراءة بقلب وفوائدها
  • قوة ومجالات القراءة بقلب
  • قياس وتدريبات القراءة بقلب
  • مفاتيح القراءة بقلب
  • تلخيص وعرض هام لكتاب: نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
  • ميزان النبض (قصة)

مختارات من الشبكة

  • نبض الحب في تلخيص كتاب القراءة بالقلب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كلمات الحب في حياة الحبيب عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمي لم يزل حبك نبضا ( بطاقة دعوية )(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الحب الشرعي وعيد الحب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما الحب في عيد الحب(مقالة - ملفات خاصة)
  • أردتُ معرفة الحب، فحرمني أبي من الحب(استشارة - الاستشارات)
  • بالحب في الله نتجاوز الأزمات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • زوجي الحبيب رحيلك يسعدني !(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القلب: نبض الحياة ورمز الإيمان بقدرة الله(مقالة - موقع د. محمد السقا عيد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت
  • فعالية تعريفية بالإسلام في مسجد هارتلبول

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/8/1444هـ - الساعة: 17:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب