• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه رقم (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    التوبة واستقبال رمضان (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    اسم الله تعالى العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام متفرقة في الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من أقوال السلف في الصيام
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تنبيه الصائمين بالعناية بالمساجد وكتاب رب ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أهلا ومرحبا برمضان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
    السيد مراد سلامة
  •  
    لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصيام وأقسامه
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    أعظم سورة في القرآن
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    أحكام الدية (خطبة)
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    من صفات عباد الرحمن: قيام الليل (خطبة)
    محمد بن أحمد زراك
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    منهج الإمام يحيى بن سعيد القطان في توثيق الرواة ...
    أ. د. طالب حماد أبوشعر
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

أنواع المقاصد باعتبار مدى الحاجة إليها

أنواع المقاصد باعتبار مدى الحاجة إليها
الشيخ عبدالعزيز رجب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/1/2016 ميلادي - 17/4/1437 هجري

الزيارات: 222703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنواع المقاصد باعتبار مدى الحاجة إليها

 

المقاصد تنقسم باعتبار مدى الحاجة إليها إلى:

مقاصد أساسية، ومقاصد مكملات لهذه المقاصد.

 

القسم الأول: مقاصد أساسية، وتشمل: المقاصد الضرورية والحاجبة والتحسينية.

أولًا: المقاصد الضرورية:

تعريف المقاصد الضرورية: لها تعريفات متقاربة، من هذه التعريفات: هي التي لا بد منها في قيام مصالح الدارين، وهي الكليات الخمس: حفظ الدِّين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، والتي تثبت بالاستقراء والتنصيص في كل أمة وملة، وفي كل زمان ومكان[1].

 

• أقسام المقاصد الضرورية، هي: حفظ الدين، النفس، والعقل، النسل، والمال، وزاد القرافي مقصد العرض، وهو يدخل ضمن حفظ النسل.

 

المقصد الأول: حفظ الدين:

المقصود بحفظ الدين هنا: حفظ دين كل أحد من المسلمين أن يدخل عليه ما يفسد اعتقاده، وعمله اللاحق بالدين[2].

 

كيفية حفظ الدين؟ يحفظ الدين، بل وجميع الضروريات من جهتين:

الأولى: من جانب الوجود: بتأسيس العقيدة السليمة، تقويتها واجتناب ما يضعفها؛ كالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيين والقدر، وإقامة شعائر العبادات الإلزامية المفروضة من صلاة وزكاة وصوم وحج، والتطوع بإتيان السنن الراتبة وغيرها، وهو مكمل للسابق، والتخلق بأخلاق الإسلام الأساسية؛ كالصدق والأمانة والصبر... وتحكيم أحكامه وتطبيقها: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]، والدعوة إليه: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، والجهاد في سبيله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

 

الثانية: من جانب العدم: بمشروعية الجهاد في سبيل الله، ومحاربة أصحاب البدع والأهواء، وقتال المرتدين والسحرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة))، تحريم المعاصي ومعاقبة من يقترفونها بالحد والتعزير[3].

 

الثالث: وسائل المحافظة على حفظ الدين:

فرضت صلاة الجماعة والجمعة والعيدين، والحج، حتى يستشعر الجميع الرباط العقيدي والعبادي الذي يجمعهم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية؛ ليظل هناك مدافعون عن القيم الأساسية للمجتمع، وطلب العلم، سواء للعقيدة أو العبادة فرض عين، باعتبار الوسيلة المؤدية إلى حسن أداء الشعائر[4].

 

المقصد الثاني: حفظ النفس:

معنى حفظ النفس: حفظ الأرواح من التلف عمومًا، وهي الأجزاء التي يؤدي إتلافها إلى ما يقرب من انعدام المنفعة بالنفس الكلية، ويكون في إتلافها خطأ دية كاملة، ويسميها القانون: (حق الحياة وحرمة الجسم)[5].

 

كيفية حفظ النفس:

الأول: من جانب الوجود: بــالضمانات من جانب وجود الإنسان واستمراره وهو نطفة إلى أن يموت، وبيان الحلال والحرام، وبيان المصالح والمضار له في تحصيل مطالبه، وبيان حالات الضيق والسعة، والانتقال من العسر إلى اليسر، والإذن في العفو والقِصاص ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 178].

 

الثاني من جانب العدم: بتحريم الاعتداء على النفس والأعضاء: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]، ومشروعية القصاص في النفس والأطراف: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 178، 179].

 

الثالث: الوسائل: بتوفر الأمن لتوقي الاعتداء عليها: مثل: تحريم قتل الغير والاعتداء عليه، والانتحار، إنزال عقوبة القصاص على المعتدي عمدًا، الدية على المعتدي خطأ زجرًا له ولغيره من الاعتداء)، وتوفير كفاية النفس مما يحتاجه الجسد من طعام وشراب ولباس وسكن ووقاية من الأمراض والأخطار، توفير الحرية الشخصية والكرامة للإنسان[6].

 

المقصد الثالث: حفظ العقل: المقصود بحفظ العقل:

حفظ عقول الناس من أن يدخل عليها خلل، ويكون حفظ العقل بـ:

الأول من جانب الوجود: بالتعليم، وتعريفه بمضار العقل ومكانته.

 

الثاني: من جانب العدم: بتحريم كل ما يضر العقل من مسكِرات وغيرها، ومنع الأمة من تفشي السُّكْر بين أفرادها، مثل الحشيش وغيره".

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، والمعاقبة على تعاطي الخمور والسُّكْر وكل ما يضر العقل بـثمانين جلدة[7].

 

الثالث: الوسائل: هي المحافظة على سلامة المخ والحواس والجهاز العصبي، واجتناب ما يؤدي إلى تلفها من كل مسكِر أو مخدِّر، وعلاجه، وتوفير واكتساب المعارف والمهارات اللازم اكتسابها؛ كي يقوم العقل بوظائفه، واجتناب السلوكيات المؤدية لتعطيل وظيفته، كاتباع الهوى، والتقليد الأعمى، والجدال الضار، والمكابرة[8].

 

المقصد الرابع: حفظ النسل والعِرض:

المقصود بحفظ النسل والعرض: جانب الإنسان الذي يصونه من نفسه وجسمه أن ينتقص ويسلب، سواء أكان في نفسه أو سلفه، أو من يلزمه أمره، أو موضع المدح والذم منه، أو ما قد يفتخر به من حسب وشرف، وقد يراد به الآباء والأجداد والخليقة المحمودة، مثل: الاغتصاب، وقطع الثدي، السب.... إلخ [9].

 

كيفية حفظ النسل والعرض:

الأول: من جانب الوجود: بالنكاح ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، والتعدد: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]، تيسير تكاليف الزواج.

 

الثاني: من جانب العدم: بدفع المفاسد ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، وإقامة العقوبة، وحدُّها إذا كان متزوجًا: الرجم حتى الموت، وإن لم يكن متزوجًا مائة جلدة، والتغريب لمدة عام، وتحريم القذف أو السب، وإقامة الحد على ذلك ثمانين جلدة ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4]، وإقامة التعازير، وتحريم اللواط والسحاق، عن ابن عباس: "اقتلوا الفاعل والمفعول به في عمل قوم لوط"[10].

 

الثالث: الوسائل: هي الكف عن الكلام فيما يسيء إلى أعراض الناس، وعدم المساس بالجانب الجنسي، أو ما يسمى بكرامة الإنسان[11].

 

المقصد الخامس: حفظ المال:

المقصود بحفظ المال: حفظ أموال الأفراد والأمة من الإتلاف، ومن الخروج إلى أيدي غير الأمة بدون عوض، وحفظ أجزاء المال المعتبرة من التلف بدون عوض[12].

 

أصل حفظه: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن دماءَكم وأموالكم عليكم حرام))[13].

 

• كيفية حفظ المال:

الأول: من جانب الوجود: بإباحة طرق التكسب المشروعة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، والحث على التكسب المشروع: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((نِعم المال الصالح للمرء الصالح))[14]، وإنفاقه في سبيل الله: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

الثاني: من جانب العدم: بتحريم التكسب الحرام: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس))[15]، وشرع عقوبة السرقة والحرابة إذا اعتدي على الأموال: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]، وعدم قبول الشفاعة في الحدود؛ قال صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد: ((أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ والله لو أن فاطمة بنت محمد سرَقت، لقطعتُ يدها))[16].

 

الثالث: الوسائل: بالتداول، ويتحقق التداول بـ: منع اكتناز النقود، منع التعامل بالربا، منع الاحتكار، منع الميسر، أن يكون المال دولة بين فئة قليلة من أفراد الأمة، والوضوح، ويتحقق الوضوح بـ: الكتابة، الإشهاد، الرهن، والعدل فيها، ويتحقق ذلك بـ: طلب الإنفاق المحمود، طلب الكف عن الإمساك المذموم، والنهي عن التبذير والإسراف؛ ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، والمحافظة عليها، ويتحقق ذلك بـ: عقوبة التعدي على الأموال بالحد أو التعزير بالحد بالسرقة والمحاربة والتعزير فيما دون ذلك[17].

 

ثانيًا: المقاصد الحاجية:

تعريف الحاجيات: هي التي يحتاج إليها الناس لرفع المشقة ودفع الحرج عنهم، وإذا فقدت لا تختل بفقدها حياتهم كما يقع في الضروريات، بل يصيبهم من فقدها حرج ومشقة لا يبلغان مبلغ الفساد المتوقع في فقد الضروريات[18].

 

مثل الترخص في تناول الطيبات، والمعاملات المشروعة، نحو: السلم.

 

مجالات الحاجيات: وهي جارية في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات.

 

في العبادات مثل: الرخصة المخففة في الصلاة عند زيادة المشقة بالمرض، يصلي حسبما يستطيع، وفي السفر بقصر الصلاة الرباعية.

 

في العادات: مثل: إباحة الصيد، وإباحة التمتع بما هو حلال ولذة من مأكل مشرب وملبس ومركب ونحو ذلك.

 

في المعاملات: مثل إباحة السلم والاستصناع والمزارعة، والمساقاة والقراض، وإلغاء التوابع في العقد على المتبوعات، كثمرة الشجر، ومال العبد، وإباحة الطلاق دفعًا للضرر.

 

والجنايات والعقوبات مثل: تضمين الصناع، وضرب الدية على العاقلة، والقسامة، ودرء الحدود بالشبهات، ونحو ذلك[19].

 

 

 

ثالثًا: المقاصد التحسينية:

 

تعريفها: يقول الخادمي: هي التي تليق بمحاسن العادات، ومكارم الأخلاق، والتي لا يؤدي تركها غالبًا إلى الضيق والمشقة[20].

 

 

 

ومجالات المقاصد التحسينية تشمل (العبادات، العادات، والمعاملات، الجنايات، العقوبات).

 

أمثلة:

العبادات: وجوب التطهر من النجاسات الحية والمعنوية؛ بـ: ستر العورة، أخذ الزينة عند كل مسجد، التقرب بنوافل الخيرات من التصرفات والقربات.

 

في العادات: الأخذ بآداب الأكل والشرب، وتجنب الإسراف، وترك المآكل والمشارب النجسة والخبيثة، والإقتار في المتناولات.

 

في المعاملات: الامتناع عن بيع النجاسات، وفضل الماء والكلأ، وسلب العبد منصب الشهادة والإمامة، وسلب المرأةِ منصبَ الإمام، وإنكاحَ نفسها، وطلب العتق وتوابعه من الكتابة والتدبير وما أشبهها.

 

في الجنايات والعقوبات: منع قتل الحر بالعبد، منع المُثلة، منع قتل النساء، الأطفال والرهبان في الجهاد[21].

 

القسم الثاني: المكملات:

وهي مكملات للمقاصد الأساسية، وهي تظهر مدى علاقة الضروريات بالحاجيات بالتحسينات.

 

فالحاجيات كالتتمة والمكملة للضروريات، والتحسينات كالتكملة للحاجيات، الضروريات هي أصل المصالح[22].

 

ويترتب على هذا الترتيب:

1- مراعاة ترتيب المصالح التي قصد الشارع تحصيلها، وتقديم الأهم ثم المهم، فيقدم الضروري ثم الحاجي ثم التحسيني.

2- الضروريات أيضًا أصل للحاجي والتحسيني.

3- الأمور الحاجية إنما هي حائمة حول الضروريات لتكميلها، وتميل بها إلى الاعتدال ورفع الحرج والعسر عن الناس، وكذلك الأمور التحسينية بالنسبة للحاجية والضرورية.

4- إذا اختل الضروري يختل الحاجي والتحسيني.

5- كل مرتبة من مقاصد الشريعة في مراتبها الثلاث ينضم إليها ما هو كالتكملة والتتمة[23].

 

أمثلة للمكملات:

أ) المكملات الضرورية.

حفظ الدين: شرعت الصلوات الخمس محافظة على مقصد الدين، وصلاة الجماعة لتأكيد هذا المقصد، فيكون تكميلًا له.

حفظ النفس: شرع القِصاص، لحفظ مقصد النفس، شرع التماثل في حفظ القصاص، فيكون هذا تأكيدًا لهذا المقصد.

حفظ النسل: شرع تحريم الزنا؛ محافظة على مقصد النسل والعرض، وشرع تحريم النظر؛ تأكيدًا لهذا المقصد، وتكميلًا له.

حفظ العقل: شرع تحريم الخمر؛ محافظة على مقصد حفظ العقل، وشرع الحد، ولو شرب قليلًا، فيكون تأكيدًا لهذا المقصد، وتكميلًا له.

حفظ المال: شرع وضوح المال والإشهاد وتحريم الربا؛ حفظًا لمقصد حفظ المال، فيكون تأكيدًا لهذا المقصد، أو تكميلًا له[24].

 

ب) المكملات الحاجية:

1- شرع الجمع والقصر للمسافر الذي يحق له القصر للتخفيف والتيسير.

2- شرع الجمع في الصلاة للمريض الذي يخاف أن يغلب على عقله.

3- شرع العقود المشروعة: كالإجارة، والاستصناع، والسلم؛ للتخفيف والتيسير.

 

جـ) المكملات التحسينية:

1- شرع قضاء الحاجة، مندوبات الطهارة.

2- والاختيار في القربات؛ كالأضاحي والعقيقة والإحسان في المعاملة عمومًا[25].



[1] الاجتهاد المقاصدي (39).

[2] ابن عاشور (301).

[3] البخاري (6/ 2521)، مسلم (3/ 1302).

[4] نحو تفعيل مقاصد الشريعة (60).

[5] نحو تفعيل مقاصد الشريعة (142)، ابن عاشور (301).

[6] ابن عاشور (302)، المدخل لدراسة مقاصد الشريعة (150:152)، نحو تفعيل مقاصد الشريعة (142، 143)، المقاصد العامة ليوسف العالم (283).

[7] ابن عاشور (303)، المقاصد العامة ليوسف العالم (267) المدخل إلى دراسة مقاصد الشريعة (4153، 154).

[8] نحو تفعيل مقاصد الشريعة (153، 154).

[9] انظر: نحو تفضيل مقاصد الشريعة (146).

[10] أحمد (1/ 300)، الطبراني (11/ 226).

[11] نحو تفصيل مقاصد الشريعة (146، 147).

[12] ابن عاشور (304).

[13] البخاري (2/ 535) مسلم (2/ 889) عن الحارث بن عمرو.

[14] البخاري في الأدب المفرد عن عمرو بن العاص.

[15] سبق تخريجه.

[16] البخاري (6/ 2491)، مسلم (5/ 114) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[17] نحو تفعيل مقاصد الشريعة، 148، المقاصد العامة ليوسف العالم (1495:540).

[18] انظر الموافقات (2/ 8) أصول التشريع الإسلامي (260) الاجتهاد المقاصدي 39.

[19] انظر الموافقات (2/ 8/ 9)، أصول التشريع الإسلامي (261)، الاجتهاد المقاصدي (39).

[20] الاجتهاد المقاصدي (39).

[21] الموافقات (2/ 9)، أصول التشريع الإسلامي (261).

[22] الموافقات (2/ 10).

[23] انظر: المدخل إلى دراسة مقاصد الشريعة (124، 152).

[24] المصدر السابق (120، 121)، الموافقات (2/ 9).

[25] المصدران السابقان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • أيسر القواعد لبلوغ ما نبل من المقاصد
  • الحاجة لفقه المقاصد
  • المقاصد الأخلاقية من ضوابط الاستثمار في السنة النبوية
  • تاريخ نشأة المقاصد الشرعية وتطورها
  • تأصيل المقاصد
  • طرق استنباط المقاصد الشرعية
  • أنواع المقاصد باعتبار تعلقها بعموم التشريع وخصوصه
  • أنواع المقاصد باعتبار تعلقها بعموم الأمة وخصوص أفرادها
  • أنواع المقاصد باعتبار حظ المكلف وعدمه

مختارات من الشبكة

  • أنواع المقاصد باعتبار القطع والظن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع المقاصد الشرعية باعتبار الشارع لها وعدمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع القواميس باعتبار الترتيب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سلسلة أنواع القلوب (3) القلب الراضي (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إستراتيجية تصنيف الكلمات باعتبار نوع الكلمة استثمار للتحليل الصرفي في الإثراء اللغوي للتلميذ(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أنواع البدل في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع الرفق بالنظر إلى باعثه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظرة جديدة في مسألة التعارض والترجيح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع النفس .. و هل تموت الروح ؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/9/1444هـ - الساعة: 6:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب