• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يسمونها بغير اسمها
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    جدول أحوال أصحاب الفروض
    علي بن يحيى بن محمد عطيف
  •  
    رفيقك عند تلاوة القرآن (تفاسير مختصرة)
    سالم محمد أحمد
  •  
    خطبة بين يدي رمضان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    أحكام العارية ونوازلها والأدلة والإجماعات الواردة ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    المرشد اليسير للتعامل مع التفاسير
    منى بنت سالم باخلعة
  •  
    القرآن سكينة القلوب (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    خطبة: ماذا قبل رمضان؟
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    سلوكات تخالف آداب المسجد (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    أحكام القصاص (خطبة)
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    صورة الصلاة الظاهرة والباطنة
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    خطبة: هدايات سورة التوبة
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    استقبال رمضان
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    استدعاء ذاكرة وتجربة ودروس يبنى بها وعليها ...
    الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي
  •  
    { ولا تسأل عن أصحاب الجحيم }
    د. خالد النجار
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

اليوم الآخر في حياة المسلم

عبدالعزيز كحيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/1/2016 ميلادي - 26/3/1437 هجري

الزيارات: 12599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اليوم الآخر

في حياة المسلم


أقصى ما يعنيه اليوم الآخِر للمسيحيِّ - مثلًا - هو الإيمان بوقوعه، لكنَّه إيمان ذِهني أقرب إلى التجريد أو الخَيال، بينما هو بالنسبة للمسلِم من اليقينيَّات الكبرى التي تتمَحور حولها حياتُه، يشغل تفكيره وشعوره وسلوكه بلا انقطاع.

 

محور العقيدة والحياة:

إذا أردنا تَلخيصَ عناصر العقيدة الإسلاميَّة وجدناها ثلاثة: الله، ورسوله، واليوم الآخر، وتلحق بها باقي المكوِّنات؛ كالإيمان بالملائكة، والكتبِ المنزَّلة، والقَدر، ولا معنى للإيمان بوجود الله إذا كان هناك إنكار ليوم القيامة؛ حيث يُبعث جميع الناس للحساب الربَّاني والجزاء الأخروي.

 

وقد كان فلاسفةٌ يسلكون هذا المسلك المتناقض، فلَم تنتظمهم زمرة المؤمنين؛ لأنَّ الإقرار بالربوبيَّة والألوهيَّة يقتضي بالضرورة التَّسليم بقيام الساعة؛ لأنَّ ذلك ما صرَّح به الوحيُ واقتضاه المنطِق، ولا معنى لحياة تَحكمها سنَّةُ التدافع ثمَّ تؤول إلى العدم بلا جزاء من أيِّ نوع، هناك حقٌّ وباطل، وفضيلة ورذيلة، وإحسان وإساءة، وقسطٌ وبغي، وعدل وظلم، وقيام بالحقوق وإهدار لها، وكثيرًا ما يَنتفش جانب الشرِّ ويبقى جانبُ الخير ينتظر النصرةَ ولا تدركه في الدنيا، هنا يَبرز دور يوم القيامة ليُجزى الأفرادُ والأمم: ﴿ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 22]، ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 28].

 

إنَّ هذه الرؤية الإيمانيَّة ليست هروبًا من الواقع، ولا ذرائع فكريَّة أو نفسيَّة لتحَمُّل المظالم القاهرة كما يقول التفسير المادِّي للحياة؛ بل هي - كما يَعرف مَن جرَّبها وعاش في كنفها - عوامل صمود وعطاء، رغم التحديات الجمَّة، والصعاب الضاغِطة؛ تسوق الطمأنينة للنفوس وتشحذ هِمَمها، ليس من أجل مُعترك الدنيا فقط، بل من أجل الحُسنييْنِ معًا، وما فات الناسَ هنا لن يفوتهم هناك.

 

مكانة رفيعة:

يَطفح القرآن الكريم - وكذلك السنَّة النبوية - بالنصوص المتكرِّرة والمتنوعة التي تبيِّن مكانةَ يوم القيامة في البناء العَقدي للإسلام، حتى إنَّ المؤمن ليتصوَّره ماثلًا بين عينيه في كلِّ حين، فيجعله أكثر إقبالًا على الطَّاعات وأعمالِ الخير والصلاح، وأقلَّ اقتحامًا لحمى المحرَّمات والآثام:

• ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 177].

• ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 9].

• ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

التخويف منه والاستعداد له:

تُلاحِق آيات القرآن الكريم وأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم الغفلةَ؛ حتى لا تَستولي على قلوب المؤمنين، واليومُ الآخِر محدقٌ بهم يَكاد يبرز لهم كلَّ حين، ومَن مات فقد قامت قِيامتُه، فكيف الغفلة عنه وقد تورِد صاحبها مواردَ الرَّدى؟

• ﴿ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ [لقمان: 33].

• ﴿ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 254].

• ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106].

 

فكيف الغَفلة عن هذا اليوم والتغاضي عنه وأماراتُه ونُذُره قائمة لا تُخطئها البصيرة؟ وصدَق ابنُ عطاء في حِكَمه حين قال: "لو أشرق لك نورُ اليقين، لرأيتَ الآخرةَ أقرب إليك من أن تَرحل إليها، ولرأيتَ محاسنَ الدنيا قد ظهرَت كِسْفَةُ الفَناءِ عليها"، فهو فعلًا كما سمَّاه القرآن الكريم ﴿ الْيَوْمُ الْحَقُّ ﴾ [النبأ: 39]، ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾ [المعارج: 6، 7].

 

يوم الجزاء:

وصَف الله تعالى ذاته العليَّة بأنَّه ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، والحقيقة أنَّه مالِك الدنيا أيضًا، ولكنَّ الجبابرةَ والملحدين ينازعونه ذلك؛ بجهلهم وجرأتهم الغبيَّة المستعلية، ويزعمون أنَّهم هم من يسيِّرون حياتهم بما يشاؤون من شرائع وأنظمة وفوضى، ولا حاجة لهم إلى تدخُّل السماء، ويدَّعون كما ادَّعى النَّمرود أنَّهم يَملكون حقَّ الحياة والموت على المستضعفين، فيَقتلون من يَشاؤون ويعفون عمَّن يشاؤون، فإذا كان يوم القيامة ووجدوا أنفسَهم في غير ما كانوا يَحتسبون، ذهبَت تلك العبارات، وسقطَت تلك الشارات، وبارَت مزاعمهم، وجاء السؤال المجلجل: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾، تَتلوه الإجابة الواحدة النَّاطِقة بالحقِّ: ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16].

 

فيومُ القيامة هو يَوم المحاكمة العادلة والحساب الدَّقيق؛ بناء على بيِّنات يقينيَّة لا محلَّ للتشكيك فيها؛ لأنَّها في كُتب مسطَّرة يقرُّها أصحابُها، وتتراءى لهم بالصَّوت والصورة؛ كأعدَل وأدقِّ ما تكون المحاكمة:

• ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14].

• ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

يوم ذاك يتيقَّن النَّاس من حِكَم الله البالِغة في تصريف أمورهم في الدنيا؛ فهو يُمهِل ولا يُهمل، يؤخِّر الجزاءَ ولا ينسى، لا يتخلَّى عن المؤمنين الأتقياء في حالات الضِّيق والظروف العصيبة، وإنَّما يدَّخر لهم العطاءَ للدَّار الباقية، وأمَّا عُتاة المجرمين فيَعرفون آنذاك معنى الاستدراج، وأنَّهم لم يكونوا في غطرسَتهم قد أعجزوا اللهَ، وإنَّما كان يُملي لهم حتى لا تَبقى لهم في الآخرة حجَّة قائمة ولا ظرف مخفَّف، والخلاصة إذًا أنَّه لم يفُت أولئك مغنم، وكان ما أصابهم نِعمة لا نِقمة، بينما كان هؤلاء في مَغرم وهم لا يشعرون؛ ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

 

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

 

بين الدنيا والآخرة:

للدنيا وَقعُها على النفوس وسحرٌ يَأخذ بالألباب، حتى قال الشاعر الذي أسكرَته خمرةُ الغفلة:

قد يكون الغيب حلواً ♦♦♦ إنما الحاضر أحلى!

 

وقال عمر الخيام وهو في مثل تلك السَّكرة:

لا توحش النَّفس بخوف الظنون ♦♦♦ واغنم من الحاضر لَذَّاته

 

ولكن القول الحقَّ الفصل في كلام الله عزَّ وجلَّ:

• ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النساء: 77].

• ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20، 21].

 

جُبلَت النفوس إذًا على التعلُّق بالدنيا التي بين أيديهم حتى رغم إيمانهم بوجود الآخِرة وحتميَّة المرور إليها.

 

﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7].

بناء على هذا لا يَنقطع المؤمن عن ذِكر الآخرة والتواصلِ معها رغم مشاغله الدنيويَّة، ولو كانت منصبًا رفيعًا يشغله، أو مالًا وفيرًا ينمِّيه، أو مركزًا مرموقًا يملأ وقته.

 

حضور اليوم الآخر في الذِّهن والقلب واللسان:

لا يكتفي المؤمن بالإيمان بأنَّ هناك يومًا مقبلًا سيحتضنه؛ وإنَّما يتعايَش معه على مستوى الفِكر والشعور والذِّكر:

• يفتتح المؤمن يومَه وهو مستيقظ من نومه بهذا الدعاء: ((الحمد لله الذي أَحيانا بعدما أماتَنا وإليه النُّشور))، فلا يَحجبه اليومُ الجديد عن إبصار ذلك اليوم الذي ينتظره، وقد يدلف إليه في يومه هذا بالذَّات.

 

• عند المصيبة يتجاوز اللَّحظةَ الآنية إلى اليوم المنتظر: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156].

 

وهناك جملةٌ من الأدعية وردَت في القرآن الكريم على أَلسنة الأتقياء الأبرار، كلُّها تفاعُل مع يوم القيامة:

• ﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

• ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 9].

• ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

 

هي أدعية تدلُّ على الوعي والصِّدق، تَجمع بين الإيمان والخوفِ والرَّجاء، كيف لا وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن ذلك اليوم كلمات موجزة معبِّرة تُزلزل النفوس: ((لو تَعلمون ما أَعلم، لضحكتم قليلًا ولبكَيتم كثيرًا))؛ رواه البخاري؟

 

ثمرات طيبة:

من شأن الحياة في ظِلال اليوم الآخر أن تَجعل المؤمن يَمتلك الدنيا ولا يتعلَّق بها؛ لأنَّها في يده لا في قلبه، فيتهيَّأ للِقاء الله بدون انقطاعٍ وبنفسٍ منبسطة؛ لأنَّ كلَّ ما هو آتٍ قريب، ولأنَّه يحبُّ لقاءَ اللهِ والأحبَّةِ محمدٍ وصحبه، و((مَن أحبَّ لقاءَ الله، أحبَّ الله لقاءه))؛ لذلك لا يتلذَّذ بالنَّوم الهنيء تلذُّذه بمناجاة الله المعبِّرة عن حاله: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9].

 

ومَن هذه حالُه، تحمَّلَ مشقَّات الطاعة، وإلجام النَّفس، وطول الطريق، والعراقيل في مسيرة الدعوة والاستقامة، وفي ذلك اليوم الفريد يجد - بفَضل الله ورحمتِه - ما تقرُّ به عينُه، فهو - خاصَّة إن كان من الدعاة والمربِّين والمصلِحين - لا يَندم على أيِّ عمل عملَه ولم يرَ ثمرتَه في الدنيا؛ لأنَّه في ذلك اليوم يُجزى الجزاء الأوفى.

 

الحال تحت ضغط العولمة:

كيف حال أكثر النَّاس مع اليوم الآخِر في هذا الزمان؟

إذا أخذنا المسيحيِّين على سبيل المثال - وهم المتبجِّحون بأنَّهم أصحاب الدِّين الحق الذي ليس بعده إلَّا الباطِل - وجدنا أنَّهم دنيويون إلى أبعد حدٍّ، متشكِّكون في القيامة والآخرة والجزاء، أو كافرون بذلك تمامًا، أو هم مؤمنون بها ذهنيًّا لكن لا أَثر لذلك في حياتهم وسلوكِهم، وقد أصاب المسلمين شيءٌ من ذلك تحت سَطوة المادَّة، والمجتمع الاستهلاكي، والتصوُّر الخاطئ للحياة الذي رسمَته العولمةُ الطاغية؛ والذي لا يتجاوز الحسَّ وشهوات البَطن والفَرج، حتى كاد لا يَبقى له ذِكر إلَّا في المساجد والمآتِم، في حين يَنبغي أن يكون حاضرًا في التربية الأُسريَّة والمدرسيَّة وفي الإعلام؛ لأنَّ ذلك مقتضى الإسلام، وبدونه نتَّبع سننَ مَن قبلنا شِبرًا بشبر وذراعًا بذِراع، فيُصيبنا ما أَصابهم؛ من انقطاعٍ عن هَدي السَّماء، وارتكاس في حمأة المادَّة والجنس، والأمراض النفسيَّة، والانحرافات الفكريَّة الجماعيَّة المنذرة بضياع حضارة الإنسان لصالح البهيميَّة البدائيَّة.

 

فمَن يَشتري تذكرةَ الخلود؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • اليوم الآخر بين أهل الحق وأهل الباطل
  • مدى عناية القرآن باليوم الآخر
  • سر اهتمام القرآن باليوم الآخر
  • الإيمان بالله واليوم الآخر: روابط ومعان (خطبة)
  • الاعتدال في حياة المسلم
  • التوازن في حياة المسلم
  • حياة المسلم كلها لله

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • يوم من أيام الله عزوجل (خصوصية يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (تحقيق الدعوة يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (أنه يوم الدعاء)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • تفسير: (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اليوم الحادي عشر - يوم القر(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • اليوم يوم المرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم الحمد ( يوم من أيامنا )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت
  • فعالية تعريفية بالإسلام في مسجد هارتلبول

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/8/1444هـ - الساعة: 17:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب