• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللهم وفقنا في رمضان
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مسائل حول الزكاة (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    الوصية بالمراقبة
    السيد مراد سلامة
  •  
    الخلاف في الأفضل في مكان قيام رمضان
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الفاتحة والصراط المستقيم
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    الوصية بالإكثار من الاستغفار
    السيد مراد سلامة
  •  
    الوقت في حياة الدعاة إلى الله تعالى
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    مبطلات الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تزالون بخير ما دام ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مكروهات الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    هم الرزق (خطبة)
    الشيخ مشاري بن عيسى المبلع
  •  
    الوصية بذكر الله
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: رمضان... ودأب الصالحين (القيام)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    الفاتحة وشرط المتابعة
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    خطبة: الستر على المسلمين
    ساير بن هليل المسباح
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

تحذير الإنس والجنة من أعمال لا يشم صاحبها رائحة الجنة (خطبة)

تحذير الإنس والجنة من أعمال لا يشم صاحبها رائحة الجنة (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/10/2022 ميلادي - 12/3/1444 هجري

الزيارات: 11808

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحذيرُ الإنسِ والجِنَّة

مِن أعمالٍ لا يَشَمُّ صاحبها رائحةَ الجَنَّة


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102).

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (النساء: 1).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (الأحزاب: 70- 71).

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين يا رب العالمين.


اعلموا عباد الله! أن الجنةَ؛ جنةَ الرحمن، فيها مناظرُ خلاَّبة، وأصواتٌ عذبة، وفيها ما لذَّ وطاب من المطعوم والمشموم والمنكوح، قال سبحانه: ﴿... فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (الزخرف: 71).

 

وهي يوم القيامة للمؤمنين المحسنين، الذين يشمُّون روائحها العطرة، ونسائمها العبقة، من بُعد عشراتِ السنين، لكنَّ بعضَ المسلمين يرتكبُ أخطاءً، ويقترف آثامًا تجعله يُحرَم من شَمِّ ريح الجنة، فمنهم رجالٌ ونساءٌ يُغَطُّون ويخفون شيبَهم بالصبغة السوداء؛ ليغرُّوا غيرهم عند الزواج، حتى يُظَنَّ هذا الخاطب بأنه شاب، فيزوجونه، ثم تزول الصبغة ويظهر المخبأ، أو امرأة تصبغ شعرها الأبيض بالسواد، فيغترُّ الشابُّ بها فيتزوجها، وتكون بعد ذلك الخلافاتُ والمصائبُ، والمشاكل والطلاقات ونحو ذلك، فيخدعونهم، يخدعون الشباب والشابات فيظنونهم صغار السن، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ؛ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ")، (حم) (2470)، (د) (4212)، (س) (5075)، المشكاة: (4452)، غاية المرام (107).

 

(يَخْضِبُونَ)؛ أي: يصبغون لحاهم، أو يصبغون شعر رؤوسهم بالسواد؛ أي: بالصبغة السوداء، فيصبحون كأنها (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ)، أَيْ: كَصُدُورِهَا، فَإِنَّهَا سُودٌ غَالِبًا، (لَا يَرِيحُونَ)؛ أَيْ: لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ رائحة الجنة.

 

فغير الشيب يا من شاب شعره، غيره لكن بالحناء، فالصبغ بالحناء والكتم يجوز؛ بل يسن فعله، ضع عليه مادة أخرى تجعله من الشيب الأبيض إلى الاحمرار الذي يميل إلى السواد لا مانع، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، -رضي الله عنهما- قَالَ: (أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ")، (م) 79 - (2102).

 

ومن الخطايا التي تَحرِم فاعلَها من شَمِّ رائحة الجنة، وهذه خاصة بالنساء، بالمرأة التي تطلب الطلاق من زوجها بلا سببٍ شرعي للطلاق، وإنما هي كما يقولون من الذوَّاقين والذواقات، لا يعجبها زوجها، فتبحث عن زوج آخر، فتطلب الطلاق منه، محرومة من رائحة الجنة من فعلت ذلك، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأسٍ")؛ أَيْ: مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ تُلْجِئُهَا إِلَى سُؤَالِ الْمُفَارَقَةِ، وبلا سببٍ شرعيٍّ يلجئها إلى ذلك، ("فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ")، (جه) (2055)، (ت) (1187)، وصححه الألباني في الإرواء: (2035).

 

أمَّا من طلبت الطلاق لسوء أخلاق زوجها، أو لتعاطيه المحرمات والمخدرات، أو لأنه يترك المفروضات والصلوات، هذه لا تدخل في هذا؛ لأن لها سببًا شرعيًّا.

 

وكذلك بعض الشباب يغاضب والديه، ويهرب من وجه أبيه؛ لأنه مثلًا ظلمه، فيريد أن ينتسب إلى غير أبيه، أو يرغب أن ينتسب إلى العائلات الشريفة لينالَ شرفًا، أو للأسرِ الثرية لينال مالًا، أو ينتسب إلى القبائلِ القوية، لينال عزًّا وقوة وجاها، فينتسب إلى أبٍ غير والده، فهذا لا يشمُّ راحة الجنة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَلَنْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا")، مسند أحمد، ت. شاكر (6/ 164)، (6592)، وقال: إسناده صحيح، (حم) (6834)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

ومنهم من يعتدى على أرواح المواطنين من غير المسلمين، أو يقتل أحدًا من المعاهدين المستأمنين، الذين دخلوا بلاد المسلمين بتأشيرة، وعهد وأمان، فهذا المسلم القاتل لهذا المعاهد لن يشمَّ رائحةَ الجنة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: («مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا»)، (خ) (3166)، (جه) (2686)، (س) (4750)، (حم) (6745). وفي رواية لابن ماجه والترمذي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ("مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا")، (جه) (2687)، (ت) (1403)، وفي رواية عند الضياء المقدسي: ("من مسيرة مائة عام"). انظر الصَّحِيحَة: (2356)، قال: [رواه الضياء في صفة الجنة: (3/ 86/ 2)].

 

من يقتل مستأمنًا، من يقتل يهوديًّا أو نصرانيًّا دخل بلاد المسلمين، أو هو مواطن بين المسلمين، هذه الأفعال ليست من شيم المسلمين، فقَتْلُ المعاهَد غدرٌ وخيانة، وعدمُ وفاء بالعهود والمواثيق، ففي الحديث النبوي: ("الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ...")، (س) (4734)، (د) (4530)، (جه) (2683).

 

أمَّا ولي الأمر؛ من رئيس أو ملك، أو أمير أو سلطان أو حاكم، الذي لم يهتم بأمر رعيته، ولم يحفظها بما ينفعها، ولم يهيئ لها سبل العيش الكريم، وهو قادر - فلن يجد ريح الجنة، عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: («مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً")؛ يعني: يستحفظه عليها، فالشعوب أمانة في رقاب أولياء الأمور من الرؤساء والملوك والحكام، فلا بد أن يحفظوهم، ("فَلَمْ يَحُطْهَا")؛ أي: ولم يتعهد أمرها ويحفظها ("بِنَصِيحَةٍ")؛ أي: يكون صادقا معهم، وإن تأخر عنهم نفعه وخيره، فيكون صادقا في تأخره عن نفعهم، ("إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»، (خ) (7150)، (حم) (20315)، وزاد أحمد في روايته: («... وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ»).

 

وعدم شم الروائح هنا للمسلمين الذين يقترفون هذه الآثام، (لم يجد رائحة الجنة) لم يشم رائحتها؛ وهو كناية عن عدم دخولها، مع الأوائل والسابقين، بل يتأخرون عنها كثيرا، أو إن استحلَّـوا ذلك دخلوا النار مخلدين أبدًا، إذًا هناك المسلم بين أمرين إذا استحلَّ هذه الأمور التي ذكرناها، استحلَّ شيئا محرما لن يدخل الجنة أبدًا.

 

وأما إن علم أنها حرام ولكنه فعلها، هذا يتأخر عن دخول الجنة، ولا يكون من السابقين؛ انظر فتح الباري لابن حجر (12/ 259).

 

توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الآخرة:

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

فالمسلم إذا مات على الإيمان والتوحيد، فله الجنة حتى ولو ارتكب الكبائر، لكنه يحاسب ويعاقب إن شاء الله، أو يعفو عنه ويغفِر له، هذا إلى الله سبحانه وتعالى، لذلك فإنَّ الجنة تنتظركم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102)، إيمانٌ بالله، وتقوى لله، وإسلام لله سبحانه وتعالى، تدخلكم الجنة بأمر الله سبحانه وتعالى، حتى ندخلَ الجنةَ التي ورد فيها، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، قال: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ») ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]، (م) 5- (2825).

 

فبالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر، والقدر خيره وشره - أنه من الله، والإسلام: إقامة الصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك، وبفعل الخيرات والطاعات، واجتنابِ الخطايا والذنوب والموبقات والسيئات، نكون أوَّلَ الداخلين إلى الجنات بأمر الله سبحانه وتعالى، بهذه الصورة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلوات الطيبات، والسلامات المباركات، ماذا قال؟ ثبت أن أَبَا هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

("إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ") أول جماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ("يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ")، ما في أماكن للبول؛ لأنه لا يوجد حاجة للبول من أهل الجنة، لا يوجد فيه أشياء تخرج، إلا رشح كرشح المسك، ("وَلَا يَتَغَوَّطُونَ")، حتى الغائط ما لا يوجد حاجة، ("وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ")، كل هذه القاذورات والنجاسات لن تكون يوم القيامة، ("أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ")، ليس من البلاستيك، ولا من النحاس والحديد، وقرن الفيل (العاج)، وإنما ذهب، ("وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ")، العرق الذي يخرج من أجسادهم طيب وعطور، ("وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ")، نوع من الطيب يكون في الجنة يخلقه الله سبحانه وتعالى دون تدخُّل لخلق الله، ("وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ")، لا اختلاف بينهم، كلهم على رأي واحد، وعلى خُلُقٍ واحد، ليس كالمسلمين في هذا الزمان؛ اختلافات شديدة، ومنازعات كبيرة، وخصامات وهجران وما أشبه ذلك، إنما أخلاقهم يوم القيامة على خلق رجل واحد، ("عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ»، (م) 15- (2834).

 

صلوا على رسول الله، صلوا على رسول الله فقد صلى الله عليه في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. (الأحزاب: 56).

 

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبًا إلاّ رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.


اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيِّدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصُر علينا، اللهم وحِّد صفوفنا، اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأزِل الغلَّ والحقد والحسد والبغضاء والفساد من صدورنا ومن قلوبنا يا رب العالمين.


﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت: 45).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • تحذير الإنسان من عداوة الشيطان (1)
  • تحذير الإنسان من عداوة الشيطان (2)

مختارات من الشبكة

  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نيات خالصات بلا أعمال خير من أعمال بلا نيات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في التحذير من المطالبة باشتراك المرأة في عمل الرجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في التحذير من التكاسل عن العمل والاتِّكال على الغير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من عمل قوم لوط(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • أخبار التراث والمخطوطات (47)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • من أقوال السلف في التحذير من صحبة الأشرار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحذير أهل القرآن من بعض ما جاء في بهجة الجنان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة خطب الدار الآخرة (22) الأخيرة: أعمال أهل الجنة وصفاتهم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/9/1444هـ - الساعة: 16:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب