بعض من وصف بعظم اللحية

بعض من وصف بعظم اللحية

بسم الله الرحمن الرحيم

ربِّ يسر وأعن يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه، وعلى من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فهؤلاء بعضٌ ممن وُصِفوا بعظم اللحية.

1- رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كان صلى الله عليه وسلم ضخم الهامة عظيم اللحية).

صحيح ابن حبان (6311)، وزوائد مسند أحمد (946)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (4820).

2- عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

كان حسن الوجه رقيق البشرة، كثير الشعر، عظيم اللحية، أسمر اللون..

تاريخ دمشق لابن عساكر (39/ص: 19).

3- علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

كان رجلًا عظيم اللحية قد ملأت ما بين منكبيه.

تاريخ دمشق لابن عساكر (42/ص: 20، وص: 571).

4- أحمد بن إبراهيم الشرقاوي الشافعي الأزهري (ت: 1214).

وكان جسيمًا عظيم اللحية فصيح اللسان.

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، ص: 179.

5- إسماعيل بن عبدالرحمن السدي الأعورُ، أبو محمد القرشي الكوفي (ت: 127، أو: 129). (م 4)

كان السدي عظيم اللحية جدًّا؛ قال عبدان الأهوازي: كان إذا قعد غطت لحيتُه صدره.

تهذيب الكمال (462).

6- ذكوان السمان، أبو صالح الزيات (ت: 101). (ع)

عن عاصم بن أبي النجود: كان أبو صالح عظيمَ اللحية، قال: فكان يخللها.

طبقات ابن سعد (1761)، الكمال في أسماء الرجال (2543)،

تهذيب الكمال (1814)، سير أعلام النبلاء (5/ص: 36).

7- سوار بن عبدالله بن سوار العنبري البصري (ت: 245). (د ت س)

قال أحمد بن كامل: كان فقيهًا قاضيًا أديبًا شاعرًا عظيم اللحية.

إكمال تهذيب الكمال (2458).

8- سليمان بن وانْسوس البربري الوزير.

مذكور بالأدب والعلم والعقل وعزة النفس ... وكان عظيم اللحية، وسأنقل قصته مع صاحب الأندلس من جذوة المقتبس بعد التمام.

جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس (460).

9- عباد بن زياد بن أبيه (ت: 100). (م د س)

وكان عباد عظيم اللحية كأنها جوالق.

إكمال تهذيب الكمال (2860).

10- فارس بن علي أبو عنان المريني (ت: 759).

من ملوك الدولة المرينية بالمغرب، كان جهوري الصوت، في كلامه عجلة، عظيم اللحية تملأ صدره، فارسًا شجاعًا يقوم في الحرب مقام جنده، فقيها يُناظر العلماء، كاتبا بليغًا شاعرًا..

الأعلام للزركلي (5/ص: 126).

11- الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي (ت: 179). (ع)

كان طويلًا جسيمًا عظيم الهامة، أبيض الرأس واللحية، شديد البياض إلى الصفرة، أعين، حسن الصورة، أصلع أشم عظيم اللحية تامها، تبلغ صدره ذات سَعة وطول..

ترتيب المدارك (1/ص: 120)،

سير أعلام النبلاء (8/ص: 69).

12- مكحول الشامي، أبو عبدالله (ت: بضع عشرة ومئة). (ر م 4)

عن نافع بن أبي نعيم: رأيتُ مكحولًا، وكان جميلًا عظيم اللحية.

إكمال تهذيب الكمال (4900).

13- يزيد بن أبي يزيد، أبو الأزهر البصري (ت: 130). (ع)

كان عظيم اللحية، كثَّها.

مشاهير علماء الأمصار (1201).

14- يونس بن أحمد ابن الحراني القرطبي اللغوي (442).

وكان عظيم اللحية جدًّا.

الوافي بالوفيات (29/ص: 175).

15- أبو الربيع اللحياني.

من تلامذة سحنون بن سعيد (ت: 240).

عن أبي العرب: حدثني أبي أن أبا الربيع كان عظيم اللحية جدًّا، قال: فدخل على محمد بن الأغلب وهو يومئذ الأمير، فكلَّمه ووعظه، فقال له محمد بن الأغلب: ما طالت إلا حَمُقَتْ، فقال له أبو الربيع: لا تفعل أيها الأمير، فإن الله عز وجل يقول: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58]، وكان محمد بن الأغلب وجهُه كالخَصي، ليس فيه إلا شعرات يسيرة، قال: فكاد يسطو على أبي الربيع، ثم سلَّمه الله جل وعز منه.

طبقات علماء إفريقية، ص: 124.

قصة الوزير البربري سليمان بن وانسوس مع صاحب الأندلس الأمير عبدالله بن محمد الأموي.

كان الوزير سليمان بن وانسوس رجلًا جليلًا، أديبًا، من رؤساء البربر وكان أثيرًا عند الأمير عبدالله بن محمد، فدخل عليه يومًا، وكان عظيم اللحية، فلما رآه مقبلًا جعل الأمير يُنشد [من الرجز]:

مَعلوفةٌ كأنها جُوالِقْ
نكداءُ لا بارك فيها الخالقْ
للقَمْلِ في حافاتِها نقانِقْ
فيها لباغي المُتَّكا مَرافقْ
وفي احتدام الصيف ظلٌّ رائقْ
إنّ الذي يحملُها لمائقْ

ثم قال له: اجلس يا بربري، فجلس وقد غضب، فقال: أيها الأمير، إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضَّيم، وأما إذا صارت جالبةً للذلِّ؛ فلنا دُورٌ تسَعُنا وتُغنينا عنكم، فإن حُلتم بيننا وبينها فلنا قُبور تَسَعُنا لا تقدرون أن تَحُولوا بيننا وبينها، ثم وضع يديه في الأرض وقام من غير أن يُسلِّم، ونهض إلى منزله، فغضب الأمير وأمر بعزله، ورفع دَستَه الذي كان يجلس عليه، وبقي كذلك مدة.

ثم إن الأمير عبدالله وجد فقده لغَنائِه وأمانته ونصيحته، وفضلِ رأيه، فقال للوزراء: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيرًا، وَإِنْ أردت استرجاعَه ابتداءً منَّا كان ذلك غضاضةً علينا، ولَوَدِدْتُ أن يبتدئنا بالرغبة، فقال له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: إن أذنت لي في المصير إليه استنهضته إلى هذا، فأذن له.

فنهض ابن غانم إلى دار ابن ‌وانسوس، فاستأذن، وكانت رتبة الوزارة بالأندلس أيام بني أمية: ألا يقوم الوزير إلا لوزير مثله، فإنه كان يتلقَّاه ويُنزله معه على مرتبته، ولا يحجبه أولاً لحظة، فأبطأ الإذن على ابن غانم حينًا، ثم أذن له فدخل عليه فوجده قاعدًا، فلم يتزحزح له، ولا قام إليه.

فقال له ابن غانم: ما هذا الكبر؟ عهدي بك وأنت وزير السلطان، وفي أبهة رضاه تتلقاني على قدم، وتتزحزح لي عن صدر مجلسك، وأنت الآن في مَوْجِدَتِه بضدِّ ذلك.

فقال له: نعم! لأني كنت حينئذ عبداً مثلك، وأنا اليوم حر.

فبئس ابن غانم منه، وخرج ولم يكلمه، ورجع إلى الأمير فأخبره وابتدأ الأمير بالإرسال إليه ورده إلى أفضل ما كان عليه.

تمت ولله الحمد وحده.