• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    سورة البقرة (9) آيات الصيام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أنفقوا فقد جاء شهر الخير (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    الذكر بعد الصلاة
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    دمعة الخلوة (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    استقبال شهر رمضان
    الشيخ نشأت كمال
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان: ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    غنى الخالق عن خلقه وافتقار جميع خلقه إليه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    قبسات من أنوار عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم عمن ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    واجبنا قبل رمضان
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    دموع الخشية من الله عز وجل
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حسن الاستعداد لموسم الزاد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: يا محمد، ألا تخبرني ما الإيمان؟
    الشيخ طارق عاطف حجازي
  •  
    تحويل القبلة: تأملات وعبر
    د. عبدالمحمود يوسف عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الصبر (خطبة)

الصبر (خطبة)
د. فهد القرشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/8/2017 ميلادي - 30/11/1438 هجري

الزيارات: 17450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصبر


الخطبة الأولى

الحمد لله.. نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

أما بعد أيها المسلمون:

فتقوى الله - تعالى - خير وصيةٍ وخير لباسٍ وأكرم سجية: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

من اتقى الله وقاه، ومن خانه هتك ستره وابتلاه.

 

أيها المؤمنون:

كم بين الأمر الرباني "قم فأنذر" والبشارة الربانية "يدخلون في دين الله أفواجا"؟ 23 عاماً هذا هو الفارق الزمني.

كم من الأحداث بين الأمرالرباني"قم فأنذر" والبشارة الربانية "يدخلون في دين الله أفواجا"؟

• 1 من النبوة: تبا لك ألهذا جمعتنا

وبعدها بأشهر يضعون سلا الجزور على ظهره الشريف

وبعدها بأشهر يخنقه عقبة بن أبي معيط بثوب خنقاً شديداً وهو في الحجر

• 7 من النبوة: حاصروه في الشعب لمدة 3 سنوات حتى أكل صلى الله عليه وسلم وأصحابه أوراق الشجر

• 10 من النبوة: توفي عمه أبو طالب

• 10 من النبوة: توفيت زوجه خديجة رضي الله عنها

• 10 من النبوة: طرد من الطائف وأدميت قدماه

• 14 من النبوة: تطويق منزله لقتله

• 2هـ: وفاة ابنته رقية رضي الله عنها

• 3هـ: توفي عمه حمزة رضي الله عنه

• 3هـ: شج رأسه وكسرت رباعيته في أحد

• 6هـ: حادثة الأفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

• 7هـ: سحر النبي بعد الحديبية

• 7هـ: تسميم النبي بعد خيبر

• 8 هـ: وفاة زينب رضي الله عنها

• 9هـ: وفاة ابنته أم كلثوم رضي الله عنها

• 10 هـ: وفاة ابنه ابراهيم

 

كل هذا وهو ثابت على مبدأه لا تغيره الحوادث ولا تزيده إلا اصرار على دعوته وصبرا عليها كما أوصاه ربه في سورة الإنسان ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 23، 24] وكما أوصاه في المزمل ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5] ثم قال بعدها بآيات ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10].

 

أيها المؤمنون:

إن علاقة الفلاح بالصبر علاقة حميمة لا تنفك لا في أعمال الدنيا ولا في أعمال الآخرة. إن الذي يريد النجاح دون أن يصبر على ذلك الطريق إنما يطلب المستحيل. إن بعض الناس يظن أن الصبر لا يكون إلا في حال البلاء والمصائب، وينسى أن الصبر يستصحبه الناجحون في طلبهم للعلم، وفي مخالطتهم للناس، وفي دعوتهم لله تعالى، وفي مبادراتهم ادينية والدنيويه، وفي تربيتهم لأبناءهم، وفي علاقتهم بأزواجهم وغيرها من مناحي الحياة. إليكم أيها المؤمنون بعض الصور التي يعيشها بعض الناس في مخالفة صريحة لهذه السنة الكونية في علاقة النجاح بالصبر:

• يبدأ أحدهم برنامجاً علمياً ما، من دراسة أو حفظ أو غيره، ثم لا يلبث أن يستطيل الطريق ويستثقل الحمل فيقفل راجعاً... هل نسيت ال 23 سنة؟

 

• يبدأ آخر مشروعاً ما لخدمة نفسه أو دينه أو أهله أو وطنه ثم يصطدم ببعض العقبات فينهار سريعا وينظر للدنيا بنظارة سوداء

 

• يجد البعض صعوبة في تربية أحد أبنائه أو في تبعل زوجته له فيلجاء لخيارات قاسية تفسد العلاقة العائلية وتزيد الطين بله

 

• يشارك آخر في لجنة لاصلاح ذات البين أو رعاية أيتام وأرامل أو تحفيظ قرآن أو غيره ثم لا يلبث أن يمل وتفتر عزيمته

 

• يقوم البعض بالتعاون مع جماعة مسجده أو حيه في بعض الأعمال الخدمية أو التطوعية لمصلحة المسجد وأهل الحي ثم يحدث اختلاف في وجهات النظر ينفصم على أثره ذلك التعاون ... ويرجع المرء القهقرى

 

• يدعو آخر لنفسه بدعاء لفترة بسيطه ثم يستعجل الاجابة فينقطع عن الدعاء وينسى أن الله يحب الملحين في الدعاء

 

• يسمع آخر قوله تعالى ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12] فيستغفر يوما أو يومين ثم يريد السماء أن تمطر عليه ذهبا وفضه

 

• يستطب آخر بماء زمزم أو آيات من القرآن الكريم مرة أو مرتين ثم لا يرى أثراً لذلك فيهمل ذلك العلاج في صور لا تنتهي من الاستعجال في الحصول على النتائج.

 

أيها المؤمنون

تأملوا هذه الآية بقلوبكم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] اصبروا وصابروا ورابطوا ثلاث مرادفات لمعنى واحد. أي أن الصبر ثلاثة أرباع الفلاح. لقد علق القرآن الفلاح على الصبر وحده في أكثر من موضع، قال تعالى ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12] وقال تعالى ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75] وقال تعالى ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].

 

أيها المؤمنون

إن الصبر مطية لاتكبو كما قال علي رضي الله عنه، وهو سبيل التمكين في الأمور كلها، تأمل هذه الآية: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24] وهذه الآية ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137]


لا تستبطئ الطريق ولا تستعجل النتائج واستصحب الصبر في كل وقت وحين ولا سيما عند ضيق الضروف وتعقد الأحوال وحلول العوائق فإن كل ذلك اختبار ليقينك في حصول النتائج وتمحيص لتوكلك على الله وحسن ظنك بك. واعلم رعاك الله أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.

خليليَّ لا واللهِ ما مِن مُلمةٍ
تدومُ على حيٍّ وإن هي جلَّتِ
فإن نزلتْ يومًا فلا تَخْضعَنْ لَها
ولا تُكثرِ الشَّكوى إذا النَّعلُ زلَّتِ
فكم مِن كريم قد بُلي بِنوائبٍ
فصابَرَها حتى مَضتْ واضمحلَّتِ
وكم غمرةٍ هاجتْ بِأمواج غمرَةٍ
تلقيتُها بالصَّبر حتى تجلَّتِ
وكانت على الأيَّام نفسي عزيزةً
فلمَّا رأت صبري على الذُّلِّ ذلَّتِ
فقُلتُ لها يا نفسُ موتي كريمةً
فقد كانتِ الدُّنيا لنا ثم ولَّتِ

 

الخطبة الثانية

أيها المؤمنون

إن هناك أسبابا تعين على الصبر وتسهل الطريق الموصلة إليها:

أولها وأهمها اليقين بالعاقبة الحسنة من الله تعالى:

فإن مما يرغب الإنسان في العمل، ويزيده ثباتاً فيه علمه بحسن جزائه في الآخرة ولا نجد في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر، يقول الله تعالى ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 58، 59] ويقول مبيناً أن الصابرين يجزون بأحسن ماعملوا: ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96]، ويصرح بأن أجرهم غير معدود ولا محدود فيقول: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].


يقول أبو طالب المكي: "وأصل قلة الصبر: ضعف اليقين بحسن جزاء من صبرت له، لأنه لو قوي يقينه، كان الآجل من الوعد عاجلاً إذا كان الواعد صادقاً، فيحسن صبره لقوة الثقة بالعطاء...".

 

الثاني من الأسباب الثقة بحصول الفرج:

إن الواثق بوعد الله تعالى في قوله ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6] يستيقن أن النصر مقرون بالصبر وأن الفرج آت بعد الكرب وقد تكرر في القرآن الأمر بالصبر مقروناً بالتذكير بأن وعد الله حق لا يتخلف أبداً قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]


إن اشتداد الأزمة في سنن الله تعني قرب انبلاج الفجر وظهور طلائع النصر ولهذا نجد يعقوب يكون أمله في العثور على يوسف أشد عندما أخذ ابنه الثاني فيقول: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ﴾ [يوسف: 83]، وقال لأبنائه ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]

الثالث من الأسباب المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا:

فقد جبلت على كدر ونحن نريدها صفوا من الأقذاء والأكدار، ألم يقل الله تعالى ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، أي في مشقة وعناء، وقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6]

 

الرابع الاستعانة بالله:

ومما يعين على الصبر أيها المؤمنون أن يستعين العبد بالله تعالى ويلجأ إلى حماه فيشعر بمعيته سبحانه وأنه في حمايته ورعايته، ومن كان في حمى ربه فلن يضام ولذا قال موسى لقومه بعد أن هددهم فرعون بما هددهم به ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]


ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة كقوله ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 58، 59]، وقوله عن رسله: ﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12]

 

الخامس الاقتداء بأهل الصبر:

إن التأمل في سير الصابرين يعطي الإنسان شحنة دافعة على الصبر، ومن هنا ندرك سر حرص القرآن المكي على ذكر صبر الأنبياء على ما لاقوه من أممهم وهذا ما صرح الله به في قوله: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120]، وقال الله: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34]، وجاء الأمر صريحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالصابرين قبله: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ ﴾ [الأحقاف: 35]، وحين نزل البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءهم التذكير ببلاء من كان قبلهم: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وقال لهم: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]

 

أيها المؤمنون

إن ملخص النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة وحصول التوفيق لخيري الدنيا والآخرة يكمن في أمرين لا ثالث لهما: الصبر واليقين كما قال تعالى في السجده ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]. فإذا تيقنت بما وعدك الله من الجزاء وصبرت في السير على الطريق الموصلة له فقد استوثقت بحبل متين يغبطك عليه البطالون من الذين فقدوا الاعتصام بأحد الأمرين أو كلاهما.

اللهم ....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • زمان الصبر
  • الصبر وسعة الصدر
  • كلمات عن الصبر
  • خطبة شهر الصبر
  • صادق الصبر
  • صبر جميل
  • الصبر على المكاره والأذى
  • الصبر في الإسلام
  • خطبة: الصبر خلق الأنبياء

مختارات من الشبكة

  • رمضان شهر الصبر (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصبر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رمضان شهر الصبر (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وبشر الصابرين: أنواع الصبر - ما يهون المصائب - ثمرات الصبر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حياة المؤمن بين صبر وشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصبر (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أهمية الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صبر المرأة المسلمة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصبر: تعريفه ومجالاته والثواب عليه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 11:26
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب