ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وآثاره وسبل النهوض به (بحث تاسع)

ملخص بحث

إعلام الأطفال واقعه وآثاره وسبل النهوض به

(بحث تاسع)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالمقصود بوسائل الإعلام جميع المؤسسات الحكومية والأهلية التي تنشر الثقافة للجماهير، وتعنى بالنواحي التربوية كهدف لتكيف الفرد مع الجماعة، ومن هذه المؤسسات الصحف والإذاعة والتلفزيون ودور السينما.

ولهذه المؤسسات دور فعال وكبير ومؤثر.

ولهذه المؤسسات حدَّان، أحدهما نافع إذا ما استغل للفائدة والتثقيف، والآخر ضار، إذا ما أسيء استعمال هذه المؤسسات، وتكمن خطورة هذه الوسائل في سعة انتشارها وفي كونها في متناول غالبية أفراد المجتمع، لذلك فإنه من الضروري الإشراف على هذه المؤسسات للاستفادة من جانبها المفيد، والوقاية من المضار التي قد تنجم عن سوء استخدامها، ويمكننا بذلك أن ننشر الآراء، والقيم السليمة، والمبادئ الجديدة، والتوجيه التربوي الصحي.

وفي بحثي هذا تناولت موضوع (الفضائيات) وقدمت للآثار الإيجابية والسلبية لمشاهدة الأطفال للقنوات الفضائية العامة والخاصة بالأطفال، وبينت أن التلفزيون بقنواته الفضائية نعمة ونقمة، وأن القنواتالفضائية ليست شرًّا مطلقًا ولا خيرًا مطلقًا، يمكن للمدرسة والبيت والمجتمعبأكمله أن يجعلوا مشاهدة التلفزيون والقنوات الفضائية أكثر متعة وفائدة إذاانخرط الجميع في تحمل مسؤولياتهم.

وعرضت لبعض ما تقدمه القنوات الخاصة بالأطفال (سبيس تون، إم بي سي 3، براعم، سمسم، أجيال، الجزيرة للأطفال، سنا، طيور الجنَّة، طه، كراميش, بيبي) وعرضت ما لها وما عليها، وعرضت مميزات القنوات الخاصة بالأطفال جميعها وكذلك ما عليها.

وعرضت بعد ذلك سبل النهوض بالقنوات الفضائية المخصصة للأطفال في الآتي:

1) لا بد من الاستفادة من الخبرات الموجودة في الوطن العربي، من:

• من لهم خبرة في الرسوم المتحركة وفن الجرافيك.

• كتَّاب الأطفال ومن لهم خبرة في أدب الأطفال.

• الشعراء الذين يكتبون للأطفال.

• علماء علم النفس والصحة النفسية وعلم التربية.

• علماء الدين الإسلامي.

والاستفادة من هذه المجموعات لتنفيذ أعمال عربية100% خاصة بالأطفال من مسلسلات كرتون ومسابقات وبرامج وابتكار شخصيات كرتونية، وفن بحثي عرضت بالتفصيل لذلك كله.

ويحتاج هذا العمل إلى تمويل مالي كبير، فلا بد من تشجيع أصحاب رؤوس الأموال، والعالم العربي يوجد به عدد كبير من الأغنياء.

ويتم ذلك تحت شعار (الاتحاد قوة).

وعرضت نماذج من الأعمال يتم تقديمها في هذه المجالات.

وعرضت التوصيات:

وبينت أن كثرة المعروض من القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال يفقدها تأثيرها ومنافعها، فنجد الأطفال أو أولياء الأمور يتنقلون من قناة إلى قناة لمشاهدة الأغاني فقط أو الكرتون فقط، وبالتالي لا يشاهدون كثيرًا من البرامج المهمة كالبرامج التعليمية أو المسابقات وغيرها من البرامج المحترمة وكما قال الأديب "عباس محمود العقاد": "أن تقرأ كتابًا واحدًا ثلاث مرات خير لك من أن تقرأ ثلاثة كتب مختلفة"، فالطفل لا بد له من موجه يوجهه للقنوات المفيدة والنافعة؛ لذلك أوصي بالآتي:

أولاً: دمج قنوات الأطفال العربية في قناتين فقط للأطفال ( من باب الاتحاد قوة).

كالآتي:

القناة الأولى: للمرحلة العمرية من (1 - 7) سنوات، وهذه القناة يتم تقديم برامجها حسب هذه الشريحة العمرية؛ أي: تحتوى على أغان مناسبة لهم وكرتون مناسب وبرامج هادفة، مثل: الرسم وعالم الحيوان وحكايات مسلية مناسبة وبرامج تعليمية مناسبة أيضًا.

القناة الثانية: للمرحلة العمرية من (7 - 15) سنوات، وهذه القناة تقدم برامجها حسب هذه الشريحة العمرية، وطبقًا للنمو النفسي والعقلي للأطفال، في هذه المرحلة توضع البرامج والأغاني والمسابقات والأحاديث النبوية والقرآن الكريم.

ثانيًا: كما ذكرت من قبل، دعوة أساتذة التربية وعلماء النفس والمتخصصين في برامج الأطفال والرسوم المتحركة والأدباء المهتمين بالطفل والممثلين من الكبار والصغار، ومصوري الأفلام التسجيلية وخريجي كليات الإعلام وعلماء الدين الإسلامي وغيرهم، والتنسيق فيما بينهم كمجموعات عمل لإنتاج (برامج - أغان - مسلسلات بالرسوم المتحركة - أفلام تسجيلية - مسابقات - برامج إرشادية - برامج دينية وتعليمية - مسلسلات يؤديها الأطفال مع الكبار - لقاءات وغيرها) على أن يقوم من بيده الأمر بتجميع مجموعات العمل وتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك، وتوفير أماكن تجمعهم وإقامتهم والإنفاق عليهم من خلال الدعم المالي المناسب لهذا العمل، وبالنسبة للدعم المالي فالوطن العربي يوجد به رجال أعمال كثيرون، وعدد كبير من الأثرياء يمكن تشجيعهم للإنفاق على أعمال نافعة ومفيدة لجيل المستقبل، مع العلم أن تثقيف الأطفال وتعليمهم استثمار حقيقي، وهدف هذه المجموعات هو إنتاج مسلسلات كرتونية عربية وبرامج وغيره، بطريقة صحيحة تربويًّا وتثقيفيًّا وتعليميًّا.

ثالثًا: للوقاية من الآثار السلبية لمشاهدة التليفزيون:

كما ذكرت من قبل، تأتي المشكلة الكبرى من مشاهدة الأطفال لجميع القنوات الفضائية، فهم يشاهدون الأفلام العربية والأجنبية والأغاني والمصارعة الحرة والأخبار وغيرها، وغالبًا ما يشاهدون ذلك مع الأسرة أو بمفردهم، وهذه هي الكارثة، لذلك للوقاية من الآثار السلبية لمشاهدة التليفزيون:

1) التربية الإسلامية بمفهومها العام هي خير معين لتجنب وتقليل الآثار السلبية للقنوات، ودعم التأثير الإيجابي.

2) تهيئة البيئة الصالحة في البيت والمدرسة والجيران للحفاظ على فطرة الله من البداية.

3) الثقافة الوقائية؛ حيث يجب على الآباء تثقيف أنفسهم بمعرفة آثار التلفزيون على الأطفال ووسائل تجنب مخاطره.

4) إيجاد البدائل المفيدة.

5) التربية بالترويح من خلال ممارسة الأطفال والشباب كل ما يروح عنهم من ألعاب وترفيه بريء.

6) التربية بالقدوة: حيث من السهولة تأليف مؤلف في التربية أو وضع نظرية، ولكن من الصعوبة جعله بشرًا يتحرك، ومن الصعوبة لعامة الناس أخذ المنهج من مؤلفات وكتب، ولكن من السهولة أخذه من نموذج حي، والتربية بالقدوة لها أثر بالغ في التربية الوقائية، بل وفي صلاح الأمم، وما إرسال الرسل بشرًا إلا ليقتدى بهم.

7) التربية بالتعليم: لما للتعليم من دور كبير في التربية الوقائية.

8) التربية بالأحداث: واستغلال المناسبات المختلفة؛ لأخذ العبر والعظات، فالحياة أحداث ومواقف متتالية، والأحداث والمواقف لها عواملها وأسبابها، ولها كذلك نتائجها ومخرجاتها، وفي كل حدث أو موقف يكمن درس ينبغي أن نَعِيَه.

9) اكتشاف ميولهم ومواهبهم المفيدة وتنميتها، وهذا يساهم في صرفهم عن ميولهم الضارة كما سيساعدهم على تكوين ذواتهم وكمال شخصياتهم.

10) تعليمهم المسؤولية، وتحميلهم إياها منذ الصغر، وإشراكهم فيها، ويرى جميع المربين أن تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطفل ينبغي أن يكون الهدف الذي تسعى إليه تربيته وتعليمه.

11) التربية الوقائية بالحوار وتعويدهم الصراحة ومناقشتهم في كافة الأمور المفيدة، ومن ذلك مشاورتهم في الأمور العائلية، وإشراكهم في القرارات الأسرية كل حسب سنه ونضجه، وسماع آرائهم واحترامها، وهذا له دور في بناء شخصيتهم، وبناء القناعات المفيدة التي يتبناها الولد في المستقبل، والتي تساعده في الوقاية مما يسيء إليه.

والله ولي التوفيق.