• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحلقة الثالثة: قالوا وما الرحمن
    الدكتور مثنى الزيدي
  •  
    {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم ...
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحلقة الثانية: لماذا أعرف الله؟
    الدكتور مثنى الزيدي
  •  
    تفريج الهم.. وتنفيس الكرب
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    فقه مرويات ضرب الزوجة في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة (إنكم تشركون)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    آيات كونية مرئية ومنسية (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    التحذير من الكسل (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    العلاقات الزوجية والأسرة المسلمة (PDF)
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    السكينة وسط الضجيج: تأملات شرعية في زمن الصخب ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    إلى كل مشتاق لتحسين الأخلاق (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا ...
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
  •  
    الخليل عليه السلام (12) دعوات الخليل في سورة ...
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    الحلقة الأولى: بداية رحلة السعادة
    الدكتور مثنى الزيدي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

في حزام الفقر

فاديا رمضاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2017 ميلادي - 1/12/1438 هجري

الزيارات: 4469

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في حزام الفقر

 

عندما فتحتُ عينَي على الحياة، وجدتُني بغرفةٍ وحيدةٍ تَجمعُني وإخوتي الستة، وعند كعبي كانت مُستَلْقيةً أمي التي أكل الدهر عليها وشرب، أمَّا أبي فكان مُعانقًا عند صهريج الأواني زوجتَه الثانية التي لا تَنفكُّ عنه ولا ينفكُّ عنها، زوجةٌ لا تَشهدُ الغيرة الإنْسِيَّة، والتنازلات والمفاوضات، زوجةٌ لا تنفكُّ عن السيطرة، ووالدي العزيز ما كان يرفضُ لها طلبًا، وكلُّ ذلك كان على حساب والدتي المضطهَدة، فكان يبيعنا لرضاها، ويُلقي بنا في حزام الجوع والفقر الذي يقطع أمعاء الواحد منَّا؛ ليدَّخِر المال ويدفع مهرَها كُلَّما ودَّ مُضاجعتَها، تلك الزجاجة التي ملأها الخمر كانت ضَرَّةَ والدتي التي رسم الدَّهرُ على وجهها تجاعيدَ الغبن والحسرة، وغيَّر تقاطيعَها البريئةَ إلى تقاطيعَ بربريةٍ، وحجر الدم بعروقها، وسلخ عن يدها نعومةَ الأنوثة.


هكذا تربَّيتُ في وسطٍ يُهشمه الفقر، فقرٌ يَنخَرُ جسدَ أسرتي، فلم نشهد يومًا ثوبًا جديدًا، أو تهنئةً بِعيدٍ، ولا إراقةَ دمِ أُضحيةٍ بباحَة رواقِنا العتيق بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة.


ولربما كان من رحمة الخالق بنا أن وهب لنا من لدُنه رحمة، كانت خالتنا التي تُدعى "فاطمة" التي لم تُرزق، ولم يَهبْها اللهُ من رَحِمِها ولدًا، ولعل حكمته سبحانه كانت موجعةً لها ومرحمةً لنا، فلربما حرمانها من الولد كان سببًا في إغداقها علينا الحب والحنان والعطاء، فلا أذكر في تاريخي أنني تلقَّيْت ثوبًا جديدًا أو دينارًا إلا كان منها، لم تملِك أمي غير أن تَعهَد لها بتربية ولدٍ من رَحِمِها عِرفانًا لها بجَميلها، أجَل لقد عهِدت لها بتربية أخي "الطاهر" الذي أنعَم الله عليه بدفءِ عائلةٍ حُرِمنا منه نحن الستة، وتعليمٍ وثوبٍ، وصلاةٍ وتقوى، أجَل، فلطالما حرَصت خالتي "فاطمة" وزوجُها الذي لم ينَلْ من الحياة حظًّا كافيًا على تربية "الطاهر"، فقد جعلاه لنا مثلًا أعلى.


وكان لنا غير الخالة "فاطمة" جيرةٌ تألفُ قلوبها معنى الرحمة، فكانوا يَهبوننا من الثياب والأحذية ما لم يكن لديهم بعد اليوم مُستعمَلًا.

أما أمي التي تُدعى "نفيسة"، فكانت تُعيلنا، وتتحمَّل وتُلملِم قذارةَ أبينا الذي لم يَحْنُ علينا يومًا، ولم يُوجِّهنا، أو بدفءٍ يُنادينا، لا، وأحيانًا يُخيَّلُ لي أنه لا يعرف عددَنا، فكيف له أن يُعيلنا وتلك الحيَّة تُخدِّره وتُكبِّله دوننا؟!

كانت أمي تعمل طباخةً لدى أختها "نجمة" التي كانت زوجةً لأهم مسؤول في تلك الحقبة، وقد كانت تستدعيها صباحًا، وتُطلِق سراحها عند المغرب، وكان أجرُها يقتصر على لُقمةٍ تقتاتها وبنيها وبناتِها، أجَل، كان أجرُها عشاءَ ليلةٍ لها ولأبنائِها.


وكلَّما عادت إلى البيت وجدتْنا في ظلمةٍ نترقَّبها؛ وجوهنا شاحبةٌ، وأحداقنا مُستفسِرةٌ مُتأمِّلة، علَّها تجلبُ ما يسُدُّ جوعنا، وما إن تضع تلك الصحيفة النحاسية على المائدة، حتى ننقض عليها ككلابٍ شرِسةٍ صادفت في قمة جوعها قطعةَ لحمٍ مُلقاة،هكذا عشنا بين ضلوع فقر ولقمة متطايرة، إن حلَّت صباحًا غابت مساءً.


ذات يوم عدت من المدرسة ودخلت بيتنا الحقير، فألفيتُه هادئًا على غير عادته، أخذت أجس نبض الهدوء بتمعُّن، علِّي أجد له بين هذا السكون مبررًا، فجأة سمعتُ صوتًا يشبه الشهقة، فأبرمت سمعي، وأخذت أتقفى أثَرَ تلك التنهيدات المكبوتة، وأتَّبع منبعها، إلى أن بلغت الشرفة التي كانت أبوابُها مفتوحًة على مصراعيها، كما أن الغرفة التي تفضي إلى الشُّرفة كانت تغطُّ في فوضى عارمة، وعلى أرضها شظايا زجاجة خمر - حسب ما رأيت - نزعت عني محفظتي ووضعتها على الطاولة، ثم تقدَّمت بخُطى متردِّدة نحو الشرفة، فألفيتُ والدتي جاثيةً على ركبتيها، تعلو مطلعها ندوبٌ دامية، أمَّا أبي فكان تحت سطوة الدهشة، وجهه شاحب تعلوه صفرة، واهن القوى، ذليل المُحيَّا، اقتربت من والدتي التي بدت لي وقتها أنها هجرت الواقع لعالم أبعد بكثير من ذاك الذي تتحمَّله مُخيلتي، تساءلت: أمي، ماذا جرى؟! لم تُجبني، فكَرَّرت السؤال مرات عديدة، لكن الصمت كان كل ما حصدته من محاولاتي الجبَّارة في استنطاقها، فانصرفت لأبي وسألته: أبي، بحق السماء، أخبرني: ماذا يجري هنا؟! أخذ يدمدم: لم أقصد، أنا، والله أنا،قلت بارتباكٍ: لم تقصد ماذا؟ فقام والتقط معصمي وأخذ يجُرُّني بلين، وأنا أرشُقه بوابل أسئلتي التي لا تنتهي، دخلنا الغرفة التي مررت بخرابها فور وصولي إلى المنزل، ثم انتصب كالصنم أمام الخزانة،سألته: لِمَ أتيتَ بي إلى هنا؟! ما الذي تنوي فعله؟! فطأطأ رأسه بعد أن أشار إليَّ كي أفتح الخزانة، فأذعنتُ له، اقتربت من الخزانة مستفسرةَ العينين، مُقضَّبةَ التقاطيع، ولَمَّا فتحتها، ولَّيت مصعوقة مرتعشةً، ثم وضعت يدي على فمي؛ كي أَكبِت صرخاتي، يا إلهي! كم كان فظيعًا ذاك المنظر! جثوت على ركبتيَّ باكيةً مصدومةً.


قال أبي باكيًا: والله لم أقصد، كنت ثَملًا.

هنا تعالى صُراخ والدتي التي عادت إلى وعيها، فهاجمته كَلَبُؤَةٍ شرسة، تُمزق عنه ثيابَه بمخالبِ غرورها المنكسرة، تشتمه بنبرةٍ يَخنقها الوجع والقهر، بينما وقف هو أمام جبروت أوجاعها مشاهدًا، دون أن يُحرِّك ساكنًا.

قالت: لقد قتلتَ رضيعةً، وأي رضيعةٍ يا حقير! إنها ابنتك، ابنتك، أتُحيط علمًا بعمرها؟! أجِبني، عمرها ثلاثة أشهر، ثلاثة أشهر.

نفضتُ عني غبار الشرود، وقمت أهدِّئ مِن رَوعها، ثم سألتها، ربما لأن وجعي كان يلتمس مسكنًا اسمه "السبب"، فسألتها: لكن كيف؟! ولماذا حدث كلُّ هذا؟!


فأمسكت بيدي وكأنها تمتثل أمام قاضٍ، ترتجي منه الانصاف بحقِّ ابنتها، فقالت: وما السبب برأيك؟! أراد أن يقترض مني نقودًا يبتاع بها سمَّه المعتاد، ولَما رفضتُ أن أَقرضه المال، ثار عليَّ، فقلبَ البيت رأسًا على عقب كما ترين، ثم هاجمني وأخذ يضربني بعنفٍ، فأجهشتْ أختك بالبكاء، فحملها من عنقها وكأنها ديك سُلِخ عنه ريشُه، ثم ضرب بها عرض الحائط، آه! إنه مجرم، بلِّغي الشرطة، بلِّغي.

قال باكيًا: والله، لم أكن واعيًا حينها، والله لم أكن واعيًا!


فاتجهتُ إليه متأمِّلةً إياه بعينين ملأهما الحقد، وسألته: أخبرني، على مَن سيأتي الدور؟ كم ستقتل مِن أبنائك مِن أجل تلك الساقطة؟ أخبرني: مَن؟!

هنا، خُلِع بابُنا مِن قِبَل الشرطة التي كبَّلت يدي أبي، وساقته إلى السجن؛ ليُكمل فيه ما تبقَّى من عمره، ومنذ ذاك الحين لم أرَ مطلعه حتى بالصُّدفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحن ضحية الفقر!
  • تعريف الفقر
  • علاج مشكلة الفقر
  • علاج الفقر
  • أهل الفقر ربما أوفر أجرا
  • الفقر الذي قصم ظهورنا
  • هناك خلط بين الوسائل والغايات: الفقر أنموذجا
  • فضل الصبر على الفقر

مختارات من الشبكة

  • ابن حزم الظاهري في دائرة النقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ابن تيمية وابن حزم وموقفهما من أئمة العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الثالثة) الوفاء للأوفياء والحزم مع الناكثين الطاعنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمام ابن حزم الأندلسي والتعريف بكتابه المحلى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة الأنفال (الحلقة التاسعة) نماذج فريدة من الحزم والشدة واللين والرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ابن حزم(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • مخالفات ابن حزم للمذاهب الأربعة في وسائل الإثبات(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من كتاب "مداواة النفوس" لابن حزم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حدة ابن حزم وأسبابها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عدالة الشريعة وحزمها في باب الأخطاء الطبية والتعويض عنها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج علمي مكثف يناقش تطوير المدارس الإسلامية في بلغاريا
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/5/1447هـ - الساعة: 17:35
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب