أثر الرهاب الاجتماعي على الخطبة والرؤية الشرعية

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نشكر لك أخي الكريم ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ لك خيرَ مُعينٍ بعد الله في تجاوز ما تمرُّ به.

في البداية ولعلها من أهم النصائح التي سأوجهها لك:

• عليك أن تقوي علاقتك بالله سبحانه وتعالى، وأَحْسِن الظن به، وحافِظْ على أداء الصلاة مع الجماعة.

• تحلَّ بالصبر وقوة الإرادة، وعزِّزْها في نفسك، وقد لمستُ مِن خلال استشارتك بَوادر هذه القوة.

• مِن الضروري أن تنسى المواقف السابقة، وكيف تعاملتَ معها، ولكن تعلَّم من نتائج تجاربك السابقة لمواجهة المواقف الحالية، وخُذْ عهدًا على نفسك بعدم تَكرار ردة الفعل السلبية، وتعزيز ردة الفعل الإيجابية.

• ابحثْ عن أصدقائك، عن أهلك، عن زملائك في العمل، الذين يحبونك ويُقدِّرونك، وخالِطْهم، وحاوِل الدخول معهم في نقاشاتٍ في مواضيع عامة، وإن كانت مدة النقاش بسيطة.

• ابتعد عن الأشخاص الناقدين لأسلوبك والسلبيين، وحاوِلْ ألا تخالطهم، وتجاهلْ نظرتهم لك.

• تذكَّرْ أخي السائل أن كلَّ الأشخاص الذين تُقابلهم في المناسبات الاجتماعية والعمل هم بَشَرٌ، ولا تختلف عنهم في شيء؛ فهم يخطئون ويصيبون، فلا تجعلهم في مقام أعلى من نفسك، فأنت وهم سواء.

• شارِكْ في الأنشِطة الثقافية والتطوُّعية والاجتماعية، وستجد في بلدك العديد مِن المعارض والمؤتمرات والدورات التدريبية وغيرها؛ في البداية لتكُنْ مشاركتك حضورًا فقط، ثم بعد ذلك ستجد نفسك تنخرط تلقائيًّا في التنظيم والمشارَكة بالإعداد مثلاً، وستُكوِّن علاقات مع الأشخاص الذين تُقابلهم في مثل هذه المناسبات.

• مارِسْ بعض الأنشطة الرياضية؛ كالسباحة، والمشي، وركوب الدراجة، واعملْ تمارين الاسترخاء، وستجد في اليوتيوب عدة مقاطع، اختر منها ما يناسبك وقم بتطبيقه.

• اذهبْ للمكتبات العامة، ومارِسْ هواية القراءة عن المواضيع التي تُفضِّلها.

من الواضح أخي الكريم أن لديك رهابًا اجتماعيًّا، وبالنسبة للعلاج الدوائي أنصحك بأن تعرض نفسك على طبيب نفسيٍّ مختص؛ لأن صرْف الدواء العلاجي يحتاج إلى المقابلة لتحديد نوع العلاج، ومدته، ومدى تطور الحالة.

وبالنسبة للرؤية الشرعية فهي حقٌّ للخاطب والمخطوبة، فنصيحتي لك أن تدخلَ بهدوءٍ وتسلِّمَ على خطيبتك، ولا مانع مِن أن يكون بينكما حديث تعريفي مختصر، وانتبه ألا يصرفك خجَلُك وحياؤُك عن حقك الشرعي بالنظر للمخطوبة، فهو أطمنُ للنفس، وقد روى المُزَنِي عن المُغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطَب امرأةً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((انظرْ إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدمَ بينكما))، قال المغيرة: فأتيتُ أبويها فأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنما كَرِهَا ذلك، فسمعتْ ذلك المرأةُ في خِدْرها، فقالتْ: إن كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَك أن تنظرَ فانظرْ، قال المُغيرة: فنَظَرْتُ إليها فتزوَّجْتُها؛ رواه الترمذيُّ.

وختامًا تمنياتي لك بمستقبلٍ مُشْرِق، وحياة سعيدةٍ