قسوتي جعلت الناس تكرهني، فكيف أعاملهم؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلًا ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، جعلنا الله عند حسن ظنكِ، وظن المتابعين الكرام.

كثير من الناس ينظرون إلى ذاتهم، وإلى من حولهم، وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم بشيء من السلبيَّة، لكن بعضهم يقرِّر التغلب على هذا الماضي السلبي بشغل أوقاتهم، وعيش لحظاتهم الحالية، بسعادة واستمتاعٍ.

تعلمي التسامح حبيبتي، وسامحي أهلك على ما ارتكبوه في حقكِ من أخطاء، لا بد أنهم بسطاء، وجهلهم هو السبب في سُخريتهم منكِ، فلم يتعلموا أن السخرية سلوكٌ مقيت يدمِّر شخصية ونفسية الأبناء!

ثقي أنه لا يمكن لأحد أن يدخلَ حيز تفكيرِك، تفكيرُكِ وشخصيتكِ ملككِ وحدكِ، لكن كوني طبيعية، وأظهري عواطفكِ لزوجكِ، ولمن تحبينهم؛ حتى تعيشي بسعادة، فما تقدمينه سوف تحصلين عليه، إن قدمتِ الحبَّ فسوف تحصلين على الحب، وإن قدمت الاهتمام فسوف تحصلين على الاهتمام.

لا تحاولي التصنُّع والظهور بمظهر مختلف؛ لأن هذا سيتعبكِ، ولن يجدي نفعًا، أخلاقُكِ اجعليها تبعًا لما أراد الله؛ بلين الجانب، وحسن الخلق أولًا مع زوجكِ سيد بيتكِ، ثم مع باقي الناس؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أكثر ما يدخل الناس الجنة:تقوى الله، وحسن الخلق))، وقال - عليه الصلاة والسلام: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا)).

وعليك بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله - عز وجل: سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا)).

وليس لأحدٍ أن يسخر من خُلُقكِ؛ لأن الناس تحكم عليك مِن خلال تعاملكِ معهم؛ إلا إن كنتِ تتركين لأهلك وللناس بابًا مفتوحًا ليدخلوا منه، ويجدوا عليك مأخذًا ليسخروا منكِ، من خلال فظاظتكِ التي تتصنعينها أو غيرها من السلوك.

كوني طيبةً مع زوجك وأقاربه، ومع الخلق كافة؛ فالناسُ تحب وتُفضِّل الشخص الطيب أبيض القلب، وليس المتسلط صاحب الوجه العابس واللسان الغليظ، فهذا سوف ينفر الناس منكِ، لا العكس.

كوني قوية حقًّا دون تصنع في المواقف التي تحتاج إلى قوتك.

لُبُّ القوة غاليتي هي الثقة بالنفس، عليكِ أن تثقي بذاتك، وأنت مطالبة بأن تحكمي على نفسكِ بأفعالكِ وأعمالكِ وأدائكِ، وليس بمشاعركِ، المشاعر سوف تتبدَّل وتتغير إذا قيَّم الإنسانُ أفعاله، وحاول أن يطورها بصورةٍ إيجابيةٍ.

الاختلاف سمة عند البشر، وهي ميزة، وليستْ عيبًا، فلو كانوا متشابهين في كلِّ شيء لشعرنا بالملل، فقد توافقين أحدهم على سلوكٍ، وتعتبرينه صحيحًا تبعًا لثقافتك وتربيتكِ، وقد تخالفينه على سلوك، وتعتبرينه خطأ تبعًا لثقافتك وتربيتك، وقد يخطئ أحدنا أحيانًا دون أن يشعر؛ بزلة لسان، أو تصرف غير صائب، إنما ضعي في ذهنكِ أننا بشر، وما دمتِ تعاشرين بشرًا، فسوف تكتشفين أخطاءهم، فليس أحد معصومًا من الخطأ إلا الأنبياء - عليهم الصلوات والسلام.

نحن لا نطلب من الناس الكمال؛ لأننا غير كاملين أيضًا، بل علينا تقبُّلهم كما هم عليه، ومحبتهم ومسامحتهم على أخطائهم، وحتى لا نكون عدوانيين في التعامل مع الناس، علينا أن نثق في ذاتنا، ونتعلم كيف نعبر عنها دون تسلُّط على الآخرين، أو إذعان لهم بضعف أو اعتداء عليهم، علينا أن نكون وسطًا بين مراعاة مشاعر الناس وبين مراعاة حقوق ذاتنا.

أنصحك بالاستفادة من هذه الروابط:

http://www.hayatnafs.com/al3elag-alnafsi/assertion&psychotherapy.htm

وأخيرًا عليكِ بالتحلي بالصفات الحسنة، وإظهارها، واحذري من الحقد والكراهية وقطع الرحم، وجاهدي لنبذ أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق.

أتمنى لكِ حياة سعيدة مكللة بالثقة والسعادة