طفلي وسلوكه العنيف في الروضة

أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.

وأهلاً وسهلاً بكِ على صفحات موقعنا "الألوكة"، أسأل الله أن يوفِّقنا للردِّ على تساؤلكِ.

أغلب السلوكيَّات البشرية مُتَعلَّمة، وكلُّ سلوك بشري - صَغُر أم كَبُر - لا بدَّ له من سبب يَجعله مشاهَدًا وظاهرًا للعِيان.

فالعدوان والعناد سلوكان متعلَّمان، مرتبطان بإشباع الحاجات:

الحاجات البيولوجيَّة كالطعام والشراب والإخراج، حاجة الأمان، الحاجة للانتماء والحب، الحاجة الاجتماعية كالصداقة والأُلفة، الحاجة للتقدير والاحترام، والحاجة للَّعب عند الأطفال،

وفي حالة عدم إشباع الحاجات يتعرَّض الطفل أو الشخص البالغ للتوتُّر وعدم الاتِّزان، وقد يُعَبِّر عن ذلك بعناد أو بغضبٍ أو عدوان.

قبل أن أُجيب على تساؤلك لَدَي استفسارات: هل ابنك هو البكر؟ وهل لَدَيه إخوة يَصغرونه أو يَكبرونه؟ وهل لَدَيه أقران يتواصَل معهم خارج إطار المدرسة؟

- إن كان ابنك هو البكرَ، وليس لَدَيه إخوة يشاركونه اللعب والحياة الاجتماعية، فمن الطبيعي أن يشعرَ بالتهديد في الجو المدرسي مع أقران ينافسونه على المِلكية وأدوات اللعب، فهو يعتدي عليهم؛ لأنه يعتقد أن كلَّ ما في البيئة المحيطة مِلكه وحْده، ولا يقبل المشاركة، ولَم يَفهمها بعدُ، وتَحصل هذه الأمور عادة عند الولد الوحيد في الأسرة.

- أما إن كان لَدَى ابنك إخوة أو أقران يتواصَل معهم خارج المدرسة بشكل طبيعي، من غير أن يعتدي عليهم، فهذا يُشير إلى أن للمدرسة دورًا كبيرًا في السلوك المُشكل.

والإحباط أحد مُسبِّبات العدوان ومشاعر الغضب، ومن أمثلته:

1- مَنْع المعلمة الطفلَ من القيام بتصرُّفٍ ما خلال الحصة الصفِّيَّة.

2- مَنْعه من اللعب بلعبة يرغب فيها أثناء الدرس.

3- شعوره بالعجز عن مجاراة زملائه في بعض المهام الصفيَّة، يَجعله في حالة إحباط وتوتُّر؛ فيقوم بالعدوان لحاجته للتقدير والاحترام.

4- ضِيق الغرفة الصفيَّة، وإعاقة حركة الطفل، تولِّد عنده نوعًا من الضِّيق والإحباط.

5- الغيرة من الأقران الذي قد يُسَبِّبه أحيانًا تفضيلُ المعلِّم لطفلٍ آخر، والطفل يحتاج إلى الانتماء والحب والاحترام.

ومن مُسَبِّبات العدوان أيضًا التعزيز اللاشعوري لهذا السلوك من قِبَل المعلم، من خلال عدم معاقبة الطفل، وإهمال سلوكه العدواني؛ مما يَدفعه مُجددًا إلى تَكرار السلوك.

أمَّا مسألة العناد، فدافعها إثبات الذات، وتَحقيق الاستقلاليَّة، فلا يواجَه الطفل العنيد بالأمر المباشر التسلُّطي، بل يجب أن يكونَ الطلب بحنانٍ ولُطف.

- تجنُّب إعطائه مجموعةً من الأوامر في نفس الوقت، خاصة عندما تكون فوق طاقته؛ بحيث يعجِز عن تحقيقها، فيُعاند أو يُحبَط، فيعتدي على الآخرين.

- ألاَّ تكون المهمة التي سيقوم بها تَحرمه من حاجة يريد إشباعها، أو تتعارض مع رغباته.

- تجب مكافأة الطفل بلعبة أو حلوى في كلِّ مرة يقوم فيها بما يُطْلَب منه.

أخيرًا: تواصَلي مع معلِّمته عزيزتي، وانظري آليَّة تعامُلها مع طفلك وباقي الأطفال في الصف.

أسأل الله أن يوفِّقك لجَبْر كلِّ خَللٍ، ولتربية ابنك تربية صالحة تَقَرُّ بها عينك.