أعاني شهوة قوية تجاه الأجنبيات

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيتضح للمدقق في مشكلتك الملامح الآتية:

1- مصاب بمرض نفسي ووسواس قهري في العبادات والعقيدة.

2- تعاني من شدة الشهوة الجنسية، والرغبة الشديدة بالزنا مع أنك متزوج.

3- زوجتك جميلة ولا تُقصِّر معك في شيء، ولكنك برغم ذلك، وبرغم شدة شهوتك، لا تجد رغبة في إتيانها، ولا تستمتع بمجامعتها.

4- ثم تذكر أن بعض الناس قالوا لك بأنَّ بك مسًّا أو سحرًا أو مرضًا نفسيًّا.

وتسأل: هل الإصابة بهذه الأشياء تسبب الانصراف عن الزوجة، وعدم الاستعفاف بها، والرغبة في الزنا؟

وتريد حلًّا لمشكلتك، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: الحل بمشيئة الله في الآتي:

أولًا: لا بد من علاجك من المرض النفسي؛ فقد تكون له علاقة قوية بشكواك.

ثانيًا: سببُ ما تشتكي منه له عدة احتمالات؛ منها: علاقة مرضك النفسي بها، ومنها: كثرة مشاهدتك للمتبرجات، ومنها الاحتمالات التي ذكرها لك الناس؛ وهي الحسد، أو السحر، أو المس؛ لذا لا بد من التأكد من السبب أولًا، ثم معالجته.

ثالثًا: ملفت للنظر جدًّا إعراضك عن الاستعفاف بزوجتك تمامًا برغم جمالها، وتعلقك الشديد بالنساء الأخريات، برغم أنك مستقيم، ولم تَزْنِ في حياتك قط، وهذا يُرجِّح كونك مصابًا في علاقتك بزوجتك بسحرٍ أو مسٍّ أو حسد، فلا بد من العلاج من هذه الأشياء بالآتي:

1- الدعاء بصدق وإخلاص.

2- الإكثار من الاستغفار.

3- الاسترجاع.

4- الصدقة.

5- الرقية الشرعية.

رابعًا: لا بد من مجاهدة نفسك على غضِّ بصرك عن النساء؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

خامسًا: قد يستغرب من يقرأ الكلام عن علاقة حالاتك بالمس والسحر والحسد؛ ولذا أقول: هذا كله موجود؛ وقد ذكره الله سبحانه في قوله عز وجل: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].

سادسًا: وأيضًا أعرف أحد الدعاة كان فيه شيء يدعوه لفعل الفاحشة ويُزيِّنها له، فلما قرأ عليه راقٍ، نطق الجني الذي فيه، وأخبر بأنه هو الذي يدعوه للفاحشة، والعجيب أنه لم يمنعه من العبادات، ولا من العلم، ولا من الدعوة؛ ولذا يتأكد عليك النظر في حالتك بجدٍّ، ومعالجتها مع ما سبق بالرقية.

سابعًا: أما تفكيرك في الزواج من ثانية، فلا أنصحك به أبدًا؛ لأن المشكلة فيك أنت، وليست في زوجتك، وما دامت فيك، فقد تتكرر مع الزوجة الثانية، ولا تستفيد من الزواج.

حفظك الله، وجمع لك بين الأجر والعافية، وأعاذك من الفواحش.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.