شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | مواقع المشرفين مواقع المشايخ والعلماء

أريد الزواج وأخشى ألا أقوم بحقوقه

الشيخ د. علي ونيس

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/6/2009 ميلادي - 24/6/1430 هجري

الزيارات: 22354

السؤال:

مدمن للاستمناء، وللنظر إلى الصور من سنوات، وعُرِض عليَّ مؤخَّرًا الزَّواج، إلا أنَّني أخشى ألا أَقوم بحقوقِه بسبب ما أدمنت عليه، فما تقولون؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه، وبعد:

فنسأل الله أن يَمنَّ عليْك بالإيمان الصادق، والعمل الصالح، وأن يَجعل لك من أمرك يُسْرًا.

أخي الكريم، عليْك أوَّلاً أن تتوب إلى الله - تعالى - توبةً نصوحًا من مُمارسة العادة السِّرِّيَّة؛ فإنَّها محرَّمة؛ لِما فيها من الاعتِداء والتعدِّي على ما حرَّم الله تعالى؛ فقد قال في وصْف المفلحين من المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ} [المؤمنون: 5 - 7].

وراجع في موقعنا فتوى: "العادة السرية".

وعليْك كذلك بالمسارعة في أمْر الزَّواج، فهو أغضُّ لبَصَرِك، وأحْصن لفرْجِك، وسوف ييسِّر الله لك الأمور، ويُعينُك على مؤنته؛ ففي الحديث الصحيح: ((ثَلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عوْنُهم: المُجاهِدُ في سَبيلِ اللهِ، والمُكاتَبُ الَّذي يُريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العَفافَ))؛ أخرجه الترمذي (1655)، والنَّسائي (3120).

وحتَّى يتمَّ لك أمرُ زواجِك، الجَأْ إلى ما شرعه الله - تعالى - لِعلاج شدَّة الشَّهوة، التي تدفعُك لفعل العادة السرية، وذلك بالصِّيام؛ ففيه أجر عظيم، وفوائد كثيرة؛ فقد ثبت: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يا معشر الشباب، منِ استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومن لم يستطِع فعليْه بالصَّوم؛ فإنَّه له وجاء))؛ أي: وقاية من الزنا؛ رواه البخاري ومسلم.

والظَّاهر من سؤالِك: أنَّ الواقع في نفسِك الآن أنَّك لن تستطيعَ مُمارسة الحياة الزوجيَّة بصورة طبيعيَّة؛ بسبب ما وقعتَ فيه من إدمان العادة السريَّة (الاستمناء).

وهذا الشعور منك قد يكون فيه شيءٌ من المبالغة؛ إذ ليس بالضرورة أن يكون إحساسُك بضعْف القدرة الجنسيَّة حقيقيًّا وواقعًا في نفس الأمر، ولكنَّه ناتج عن إحْساس بالذنب، أو تعلُّق بِما هو منتشر في أوْساط النَّاس من أضْرار العادة السريَّة.

نسأل الله أن يَجعل ندمَك هذا كفَّارة لذنوبِك، لكن لا ينبغي أن تبنيَ على هذا الخوف عملاً أو قرارًا بترْك الزواج، ولكن عليْك باتِّباع الآتي:

1- أن تكشف كشفًا طبِّيًّا عند طبيب مختصٍّ في هذا الشأن؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين العادة السريَّة، وما تعانيه من شعور بالضَّعف، أو عدم القدرة على القيام بحقوق الزوجة.

2- أن تعالج الأسباب المؤدِّية إلى الوقوع في هذه العادة، ومن أسبابها:

• تأخير الزَّواج: فكثير من الشباب لا يُقْدِمون على الزَّواج المبكِّر، بسبب عقبات كثيرة قد تواجه الشَّابَّ في بيْتِه أو مُجتمعِه، أو غير ذلك، وقد ذكرنا لك من قبل أنه ينبغي عليْك المسارعة بالزواج.

• ضعْف الوازع الديني: فإنَّ ضعيف الإيمان، كلَّما تحرَّكت في نفسِه شهوة أو نزوة، سارع إلى قضائها، وأمَّا قويُّ الإيمان، فإنَّ عنده من الصبر والعفَّة، والخوف من الله - تعالى - ما يكون زاجرًا لنفسِه عن الهوى.

• شدَّة الشَّهوة التي تُعاني منها: ينبغي عليْك أن تتجنَّب كلَّ ما يُثيرها، ومما يثيرها: النَّظر إلى النساء والصور الفاتنة، وغير ذلك، فإنَّها تغذِّي الشَّهوة وتزيد منها، وكثرة النَّظر لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، بل تزيد المريض مرضًا، قال الشاعر:

وَلا تَرُمْ بِالمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا إِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِمِ

وراجع في موقعنا استشارة: "شهوة غير منضبطة".

• التعوُّد: فإنَّ الشابَّ إذا وقع في العادة السرية بعض المرَّات، فإنَّها تصبح عادةً - كما سمَّيت - ويُصبح الشخص يفعلُها وإن لم يكن هناك دافعٌ كبيرٌ لها، ولكن بمقتضى العادة التي سيطرت عليه، بل إنَّ البعض يفعل ذلك بعد أن يتزوَّج؛ لأنَّه لا يجِدُ لذَّة إلا في مُمارسة هذه العادة المحرَّمة.

فإنَّ مدمن العادة السريَّة يحتاج إلى فتْرة بعد الزَّواج يرتِّب فيها أمْرَ العلاقة الخاصَّة بينه وبين زوْجته؛ لأنَّه اعتاد قبل الزَّواج أن يقضي وطرَه بصورة معيَّنة، فقد لا يَجد اللذَّة إلا بِها.

• أنَّها تتحوَّل - مع طول المُمارسة - من قضاءٍ للشَّهوة، وتخلُّص من الفضلة، إلى رغبةٍ في تحصيل اللَّذَّة: ذلك أنَّ الشَّابَّ يفعل هذه العادة أوَّل مرَّة؛ ليتخلَّص من الشَّهوة التي تفور في جسده، لكنَّه بعدما يعتادُها يُصْبِح يفعلها لمجرَّد تَحصيل اللَّذَّة، وإن لم يكن هناك شهوةٌ تدفعه لفعلها.

• الخلْوة والانفِراد: وبخاصَّة الذين يُدْمِنون مشاهدة الصُّور المحرَّمة، فإنَّ أحدَهم إذا خلا وانفرد، تذكَّر كلَّ ما يدعو إلى الشَّهوة من الصُّور المحرَّمة والمناظر التي رآها من قبل، فيدعوه ذلك إلى الوقوع في العادة السرِّيَّة.

وأخيرًا: ننصحُك بأن تُقْبِل على الزَّواج دون أدنى خوفٍ منه؛ فهو علاج دائِك، ومخرجك الواسع من هذا المأزق، وكيف لا وهو وصيَّة رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - للشباب.

وراجعْ في موقِعنا فتوى: "حكم النظر إلى النساء في المسجد الحرام"، وفتوى: "حكم النظر إلى النساء في وسائل الإعلام"،، والله أعلم.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة