الاغتصاب دمر حياتي، وأدى إلى معاناة نفسية!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ابنتي الحبيبة، تألمتُ كثيرًا لماضيكِ، ولما مررتِ به في سنٍّ صغيرة، وأعجب مِن هؤلاء الرجال الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم اللا إنسانية في حقِّ أطفال لا حيلة لهم ولا قوة، ولكن لا بد أن تَثِقي وتَعلَمِي أنه سيُعاقَب في الدنيا قبل الآخرة، وأن الله سيُحَاسِبه على فَعْلته يوم القيامة.

ثم لا بد أن تَعلَمِي أن ما مررتِ به لا دخلَ لكِ فيه مطلقًا؛ فقد كنتِ في كامل طفولتك وبراءتك، ولكنكِ الآن كبرتِ، وخَلَق الله لكِ في بدنك تلك الأحاسيس؛ كمثل كل الفتيات في سنك، وهي عَلامة النُّضج، وبداية المحاسبة على الأعمال.

فإليكِ تلك النصائح التي لا بُد أن تراعيها وتهتمي بها؛ كي ينجِّيَك الله تعالى مِن مَزالق الشيطان:

1- بدايةً كوني على يقينٍ بأن الإنسان في استطاعته أن يمحوَ ماضيَه؛ بحيث لا يؤثِّر عليه إن أراد هو، وعزَم على ذلك، فلا تَدَعِي أخطاء الآخرين تَقُودُكِ إلى ارتكاب أخطاء أخرى؛ فكلُّ إنسانٍ محاسَب بما يفعل.

2- ما مررتِ به لا بُد أن يجعلك تخافين على أختكِ وتحتويها، لا أن تفعلي جُرمًا معها، كما فعل غيرك، كوني راعيةً لها، وتذكَّري دومًا أنَّ الله قد بدأ يُحاسبكِ، وأنها ستظل ممتنَّة، وتدعو لك برعايتك لها، والمحافَظة عليها مِن أيِّ خطأ، مِن الممكن أن يرتكبه معها أي إنسان، وهي لن تُسامحكِ حينما تكبر وتعي، ولا تَنْسي أنك بالتأكيد تشعرين بكرهٍ لذلك الشخص الذي آذاك!

3- العادة السرية هي جريمةٌ للإنسان في حقِّ نفسه؛ حيث أنها تضرُّ الإنسان نفسيًّا وجسديًّا، كما أن الله تعالى قد حرَّمها.

4- لتَعْلَمِي أن العادة السرية تؤثِّر على الإنسان سلبيًّا؛ على صحتِه، ونفسيته؛ فتجعله دائمَ النومِ خمولًا، مُجهَدَ البدن، ضعيف الثقة بنفسه، كما أنَّ لها أضرارًا عُضْوِية شديدة، وتجعله دائم الشعور بالذنب، وأنه إنسان سيئ.

5- تخلُّص الإنسان منها في هذا السنِّ الصغيرة أسهل بكثيرٍ مِن وصول الإنسان إلى مراحل الإدمان لها؛ فسارعي بإنقاذ نفسك.

6- خلَق الله فينا هذه الشهوة، وأمرنا بالصبر على تفريغها حتى الزواج، فتذكَّري دائمًا أن مَنِ استعجل الشيء قبل أوانه عُوقِب بحِرمانه.

7- يُسَاعِد على تفريغ تلك الشهوة: ممارسةُ الرياضة، وإشغال الوقت بكلِّ ما هو نافع ومفيد، والاندماج في حلقات التعليم، والأنشطة الجماعية.

8- عَوِّدي نفسَك على عدم الذَّهاب للسرير إلا وأنت في درجةٍ عالية وترك العادة السرية؟؟ببعض المتعة تلك الليلة، َ بالإهانات حينما أرفض خاطبًا، مِن الإجهاد البدني، فلا تجدين وقتًا للتفكير.

9- تجنَّبي أن تنامي في غرفةٍ وحدك، وتحدَّثي مع أحدٍ حتى تنامي، وحافِظي على أذكار النوم، وخاصة آية الكرسي؛ فهي تبعد عنكِ الشيطان.

10- حافظي على أداء الصلوات المفروضة بالتزام؛ فإن الصلاة تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر.

11- تذكَّري دائمًا أن الله يراكِ، وأنه يحب أن يراكِ على طاعته وفي رضاه، وأن مَن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه؛ فاستعيني بالله تعالى، وسَلِيه النجاة، وسيوفِّقكِ لذلك.

12- اغتنمي شبابَك، واستفيدي مِن أجملِ مرحلةٍ عمرية تمرِّينَ بها؛ فضَعِي أهدافًا لنفسكِ وحقِّقيها، وساعِدي الآخرين، فعمركِ يتميَّز بالحيوية والنشاط، فلا تخمليه بتلك المعصية.

13- ثِقِي أنكِ حينما تتركين هذا المعصية، ستشعرين بالثقة في نفسكِ، وبأنك جديرة بالحبِّ والاهتمام، وستُجَدَّد حياتكِ وتُشرِق، وستشعرين أن وقتكِ أغلى مِن أن تستسلمي لنزوات الشيطان.