تغير مزاج خطيبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي الغالية:

ما حدَث مع خَطيبِك له أسبابُه ولا محالة، وعليك بالبحث عن السبب للوصول إلى العلاج، وقد يكون الأمر أحد تلك الأمور:

1- إمَّا أنَّه غير مقتنعٍ بالزواج لأيِّ سببٍ، وأصبح عنده قَناعة بأنَّ الزواج إذا تَمَّ قد يُفضِي إلى طَلاقٍ؛ فيُحاول تجنُّب ذلك، وإذا كان ذلك كذلك، فهذا هو النَّصيب.

2- أو قد يكونُ الطارئ عليه أمرًا فيه عين أو حسَد أو ما أشبَهَ ذلك، وهنا يستلزمُ الرُّقية الشرعيَّة؛ حتى يزول ما به - إن شاء الله - وذكِّريه بأهميَّة أنْ يكون الإنسان حريصًا على أنْ يَرقِي نفسه، وأنْ يدعو الله تعالى أنْ يُفرِّج عنه، وأنْ يُحافِظَ على أذْكاره، هذه مهمَّة، والعين أو الحسَد أمرٌ يُحدِّده المشايخ أو الأطبَّاء، فاقتَرِحي على والدته أنْ تُقنِعه بالذَّهاب إلى شيخٍ أو طبيب سُمعتُه طيِّبة للبحث عن سبب التغيُّر هل هو حسد، أو تغيير نفسي طرَأ عليه، أو أنَّ طريقة تعامُلك معه تجعَلُه يُغيِّر مِزاجَه معك؟

وحتى نُفرِّق بين الأمور أقترحُ عليك أنْ تتثاقَلِي في العلاقة معه، وضِيفي عليها طابعَ الإهمال، لا تسألي عليه كثيرًا، لا تُفَضفِضي له مثلَ السابق، ابتَعِدي عن الكلام الكثير، ولا تسأليه لماذا يتغيَّر معك، فلتُجرِّبي هذا الحلَّ لمدَّةٍ إلى أنْ تَصِلِي إلى تغييرٍ منه، فإذا وجدتِه مُقبِلاً عليك جدًّا فاستمرِّي في وضعك المتثاقل عليه، ولكن باهتمامٍ منك أكثر، فستكونُ النتيجة أنَّه من الشخصيَّات التي تحبُّ الانسِحاب قليلاً، ولا تحبُّ الضغط والمتابعة من المرأة، قد يحبُّ الوحدة أحيانًا؛ فالرجل قد تشغله أمورٌ لا يستطيع أنْ يُشارك المرأة فيها، فأنصَحُك في هذه الحالة بألا تزعجيه كثيرًا بكلامك وبأسئلتك، اترُكي له مساحةً من الحريَّة، فسوف يقوم هو بتشكيل العلاقة كما يحبُّ أنْ تكون، وإذا لم ينجحْ هذا الحلُّ، أقترحُ عليك أنْ تُنسقي بينك وبين أمِّه - إنْ كنت تَثِقين بها - أنْ تشيع في المحيط الضَّيِّق الخاص - يعني: أسرته - أنَّك لا تريدين أنْ تُغضِبيه، وقد قرَّرت أنْ تترُكيه، ولعلَّ الله أن يرزُقه مَن هو أفضل منك، ثم يتمُّ قطع التَّواصُل مرَّةً أخرى، وتركه أسبوعًا بعيدًا عن أيِّ ضغطٍ، ولتنتَظِري ردَّة فعله؛ فإنْ ذهب عنه ما كان يجده من ضيقٍ أو تغيير دُون سببٍ فهذا من الشيطان، وإن كان معتدِل المزاج، مقتنعًا بالقَرار، فكان بها، وهو الخير.

وفي الخِتام أيَّتها الحبيبة، الأمور بيد الله، وعليك بالاستِخارة والإلحاح في الدُّعاء بأنْ يُظهِر لك الله الخيرَ والحقَّ في الأمور كلِّها، وعَلِّقي القلبَ بالخالق؛ فالأمور بيد الله، لا غير.

نحنُ سُعَداء بتَواصُلك معنا، ونرجو أنْ تُخبِرينا بما دار معك، وأنْ تُراسِلينا فيما أشكَلَ عليك، وفَّقك الله ورعاك.