قدر التزكيات التي نالها الشيخ الحصري رحمه الله ومكانتها

تزكيات التي نالها الشيخ الحصري رحمه الله ومكانتها

لا شك في أن هذه التزكية لها مكانتها وقدرها، وقد كانت من أسباب ودواعي اختيار الشيخ الحصري رحمه الله، لتسجيل أول مصحف مرتَّل بأكمله فيما بعد، وهي تزكية لا يقدِّرها قدرها إلا مَن عرَف قدر ومكانة من زكاه بها، ألا وهم أعضاء هذه اللجنة الذين هم أئمة الدنيا في زمانهم وسادة علماء القراءات وأئمة الأداء، والذين يُعدُّون جميعًا مرجعية موثوقة وحجة في القراءات؛ كما أنهم معدودُون جميعًا من أهل الطبقة الأولى في عصرهم كذلك، وهم مع رسوخهم وتمكُّنهم وإمامتهم وتقدُّمهم في علم القراءات والتجويد، فهم كذلك أهل التحقيق والتدقيق في علم الرسم العثماني وضبط المصاحف وَعَدِّ الآي وغيرها من العلوم، رحمهم الله أجمعين.

والحقيقة أن الشيخ الحصري - رحمه الله تعالى - لجودة أدائه وحسن ترتيله وتجويده، وتحبيره وجمال وبهاء تلاوته، بعد أن ذاعت شهرته وأطبقت الآفاق، حصل على أربعة ألقاب رسمية هو لها خليق، ونرجو أن تكون من عاجل بشرى المؤمن، كما نسأله تعالى أن يتقبَّل منه تلك الأعمال الكبيرة العظام، وأن يرفع بها درجته في جنات النعيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

والألقاب الأربعة هي:

1- رئيس اتحاد قرَّاء العالم، وقد انتُخب أول رئيس لاتحاد قراء العالم الإسلامي، في مؤتمر كراتشي بباكستان عام 1966م.

2- شيخ عموم المقارئ المصرية.

3- رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر.

4- مستشار فني لشؤون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف[1].

ويُرفق الباحث صورة مكتوبة بخط اليد لتلك الوثيقة كما هي في شكل(1)، وقد كُتبت على ورق قديم بالخط الرقعة، ويرجع هذا الخط بعد التحقيق والتدقيق إلى الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله. وقد قام بهذا التحقيق أحدُ المهتمين بهذا الجانب، وقد تأكَّد من ذلك بنفسه بعد تواصُله مع أحد ورثة الشيخ الحصري رحمه الله[2]، وبعد اطلاعه على عددٍ من التوقيعات بخط الشيخ الضباع التي وجدها متطابقة تمام التطابق مع الخط الذي كُتبت به تلك الوثيقة التي بها توقيعُه رحمه الله، وقد تأكد الباحث من ذلك بعد أن وقف عليها كلها بنفسه[3].

شكل (1)

والحقيقة أن هذه الوثيقة قد حوت في طياتها مخالفات شرعية لا تخفى على ذي لُبٍّ[4].