من مصادر اليزدي في الدرس الصرفي: الكتب

من مصادر اليزدي في الدرس الصرفي

الكتب

مما لا شك فيه أن اليزدي قد رجع كغيره إلى كتب النحاة السابقين، وأفاد منها، وجعلها ضمن المصادر التي تُمده بالمادة العلمية، وسأعرض أسماء الكتب التي أورد اليزدي أسماءها بالطريقة التي اتبعناها في عرض الأعلام:

1- العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175هـ)، ذكره في موضع واحد[1].

2- الكتاب، لسيبويه، عمرو بن عثمان (ت: 180هـ)، ذكره في مائة وأربعة وعشرين موضعًا[2].

3- شرح كتاب سيبويه، لأبي سعيد الحسن بن عبدالله السيرافي (ت: 368هـ)، ذكره في موضع واحد[3].

4- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجَوْهري (ت: 398هـ)، ذكره في اثنين وعشرين موضعًا[4].

5- المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سِيدَه اللغوي الأندلسي (ت: 458هـ)[5]، ذكره في موضع واحد[6].

6- المفصل في علم العربية، لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت: 538هـ)، ذكره في خمسة مواضع[7].

7- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم الزمخشري، ذكره في موضعين[8].

8- الكافية، لابن الحاجب، أبي عمرو عثمان بن أبي بكر الكردي (ت: 646هـ)، ذكره في ستة مواضع[9].

9- شرح الكافية، لابن الحاجب، ذكره في أربعة مواضع[10].

10- شرح الشافية، لابن الحاجب، ذكره في مائة وسبعة وعشرين موضعًا[11].

11- الإيضاح في شرح المفصل، لابن الحاجب، ذكره في تسعة وخمسين موضعًا[12].

12- شرح لغة الشافية، لم أتمكن من معرفة اسمه، ذكره في موضعين اثنين[13].

والملاحظ أنَّ اليزدي في نقله عن العلماء قد صرح بكثير من أسماء العلماء الذين نقل عنهم، أما فيما يخص النقل عن الكتب فقد كان الشارح مقلاًّ؛ إذ لم يصرِّح إلا باثني عشر كتابًا، ولعل الذي حمله على ذلك - فيما أرى - يعود إلى أمور، منها:

أ- أنه كان يأخذ عن مصنِّفيها، من دون أن يشير إلى أسمائها، فعلى سبيل المثال ساق آراء الفراء[14] من دون عزْو إلى مصدره، وهي في "معاني القرآن"[15]، ورأي ابن السكيت[16]، وهو في "إصلاح المنطق"[17]، وآراء المبرِّد[18]، وهي في "المقتضب"[19]، وآراء أبي علي الفارسي[20]، وهي في "التكملة"[21]، وآراء الميداني[22]، وهي في "نزهة الطرف في علم الصرْف"[23]، إلى غير ذلك من الآراء.

ب- أنه كان يأخذ الأقوال والآراء عن بعض شراح الشافية من دون الرجوع إلى مصادرها، ومن ذلك على سبيل المثال أنه نقل رأي أبي علي الفارسي من شرح الجاربردي - وإن لم يصرح بذلك - إذ قال: "وقيل: كان أبو علي يميل إلى مذهب الخليل..."[24]، والعبارة في شرح الجاربردي: "ونقل عن أبي علي أنه كان يقوي قول الخليل..."[25]، ورأي أبي علي موجود في "التكملة"[26]، وقوله: "ونقل أنَّ أبا الفتح كان يقول: إنه "فِعْلَلٌ" من معنى القحل، لا من لفظه"[27]، والعبارة في شرح الجاربردي: "وقال بعض الفضلاء[28] في شرح تصريف ابن مالك: ذهب أبو الفتح إلى أن "انْقَحْلاً" من معنى القحل لا من لفظه ووزنه فِعْلَلٌ"[29]، وهذا الرأي موجود في "المنصف"[30]، وما نسب إلى أبي الفتح إنما حكاه أبو علي عن بعضهم[31].

ت- أنَّه كان يورد أقوالاً وآراء من دون أن يعزوها إلى عالم بعينه، أو يبين من أين أخذها، وإنما نراه يستعمل ألفاظًا وعبارات تفيد العموم - كما أسلفنا آنفًا عندما تكلمنا على منهجه - ومن ذلك قوله: "وقال شارح: إنما كان الميزان ثلاثيًّا؛ لكون الثلاثي أكثر من غيره، ولأنه لو كان رباعيًّا أو خماسيًّا لم يكن وزن الثلاثي به إلا بحذف حرف أو أكثر، والزيادة عندهم أسهل من الحذف، ولهذا قيل[32]: ادِّعاء زيادة الهاء في أمَّهات أحسن من ادِّعاء حذفها في أمَّات، هذا ما ذكره"[33]، والقائل بذلك هو السيد ركن الدين في شرحه للشافية[34]، ومثله قوله: "وقيل: قُلبت الثانية ياءً؛ إذ الياء تغلب على اللام"[35]، والقائل بهذا هو ابن إياز[36] في شرحه، إذ قال: "لمَ كان القلب إلى الياء؟ والجواب: لأن الياء تغلب على اللام"[37].

ث- الآراء والأقوال المشهورة في تلك المدة التي عاشها اليزدي، لا يحتاج نسبتها إلى مصادرها وإلى أصحابها، والله أعلم.