• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    دعاوى المستشرقين
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    بيان فساد اليهود ضرورة عالمية وعقيدة إسلامية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    حديث: يا رسول الله، إن ابنتي مات عنها زوجها وقد ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من أحكام المصافحة (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    شرح حديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    عقوبة من أساء بين الشريعة والافتراء (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    كيف تنطلق نهضة الاقتصاد الإسلامي في المجتمعات؟!
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    الوصاية بالنساء في ضوء الكتاب والسنة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الاستسقاء: أصله.. وأنواعه
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    قراءات اقتصادية (72) من قام بطهي عشاء آدم سميث: ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    خطبة بعدما حجوا وضحوا
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    الامتداد الحضاري
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    فاحشة قوم لوط عليه السلام (6) التحول الجنسي
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    ورزق ربك خير وأبقى (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الموت والقبر واليوم الآخر
علامة باركود

اللحظات الحرجة: الاحتضار (خطبة)

اللحظات الحرجة: الاحتضار (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2022 ميلادي - 15/2/1444 هجري

الزيارات: 21656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللَّحَظَاتُ الحَرِجَة: الاحْتِضَار

 

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

إذا حانَ الأجَلُ، وشارَفَتْ حياةُ الإنسانِ على المَغِيب، أرسلَ اللهُ تعالى رُسُلَ الموتِ لِسَلِّ الرُّوحِ من الجَسَد؛ ﴿ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]، وملائِكَةُ الموتِ تأتي المؤمِنَ في صورةٍ حسنةٍ جميلة، وتأتي الكافِرَ والمنافِقَ في صورةٍ مُخِيفَة.

 

وما يَحْدُثُ للمُحْتَضِرِ حالَ موتِه لا نُشاهِدُه، ولا نراه، وإنْ كُنَّا نرى آثارَه، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 83-85]، ومَنْ حولَه يَنْظُرون إلى ما يُعانِيهِ من سَكَراتِ الموت، وإنْ كانوا لا يَرَونَ ملائكةَ الرَّحمنِ التي تَسُلُّ رُوحَه ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 85].

 

وجاء في "الأحاديث الصحيحة" بأنَّ مَلَكَ الموتِ يُبَشِّرُ المؤمِنَ بالمغفرةِ والرِّضوان، ويُبَشِّرُ الكافِرَ والفاجِرَ بِسَخَطِ الرحمن؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30-32].

 

والإنسانُ في حال الاحْتِضَارِ يكون خائِفًا مِنَ المُسْتَقْبَلِ الآتي، ويكون خائِفًا على مَنْ خلَّفَه من أهلٍ وولد، فتأتي الملائكةُ لِتُؤَمِّنَه مِمَّا يخافُ ويَحْزَنُ، وتُبَشِّرَه ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ... وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾.

 

وأما الكفَرَةُ الفجَرَةُ؛ فإنَّ الملائكةُ تَتَنَزَّلُ عليهم بالعذاب، وتُقَرِّعُهم وتُوَبِّخُهم حال الاحْتِضارِ، وتُبَشِّرُهم بالنار؛ ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 5051].

 

عِباد الله.. للموت سَكَراتٌ وكُرُباتٌ حال الاحْتِضار؛ قال تعالى: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]. والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قد عانَى من هذه السَّكَرات، وكان يَمْسَحُ وجْهَه بالماءِ ويقول: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ» رواه البخاري. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: «مَا رَأَيْتُ الوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» صحيح – رواه الترمذي.

 

وقد دخلَتْ عائشةُ رضي الله عنها على أبيها أبي بَكْرٍ رضي الله عنه في مَرَضِ مَوتِه، فلمَّا ثَقُلَ عَلَيْهِ؛ تَمَثَّلَتْ بِهَذَا البَيْتِ:

لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَى
إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

فكَشَفَ عن وجْهِهِ؛ وقال - رضي الله عنه: (ليس كذلك، ولكنْ قولي: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]).

 

وفي "الحديث الصحيح" أنَّ المُؤمِنَ يَأتِيهِ «مَلَكُ المَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ القَطْرَةُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ» وأمَّا الكافِرُ والفاجِرُ فإنَّ مَلَكَ الموتِ يَجْلِسُ عند رأسِه فيقول: «أَيَّتُهَا النَّفْسُ الخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ. فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ المَبْلُولِ» صحيح – رواه أحمد. ومِصْداقُه قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ [الأنعام: 93].

 

وإذا نَزَلَ الموتُ بالإنسان تمنَّى العَودةَ إلى الدنيا؛ فإنْ كان كافِرًا لَعَلَّهُ يُسْلِم، وإنْ كان عاصِيًا فلَعَلَّه يتوب: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99-100]، والإيمانُ لا يُقْبَلُ إذا حَضَرَ الموتُ، والتَّوبةُ لا تَنْفَعُ إذا غَرْغَرَ العبدُ: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18]. فكُلُّ مَنْ تابَ قَبْلَ المَوتِ توبةً صادقةً فقد تابَ مِنْ قريبٍ. ويؤيِّدُه قولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» صحيح – رواه الترمذي.

 

والمُؤمِنُ يَفْرَحُ ويَشْتاقُ إلى لقاءِ ربِّه حالَ احْتِضَارِه، وأمَّا الكافِرُ أو الفاجِرُ فيَكْرَهُ لِقاءَ اللهِ تعالى؛ وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ. وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» رواه البخاري.

 

ومِنْ أجْلِ ذلك؛ فإنَّ العبدَ الصالِحَ يَحُثُّ حامِلِيه على الإسراعِ به إلى القَبْر؛ شوقًا إلى النَّعيم، والكافِر أو الفاجِر يُنادِي بالوَيلِ من المَصِير الذَّاهِبِ إليه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي. وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإِنْسَانُ لَصَعِقَ» رواه البخاري.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله... أيها المسلمون.. إذا حَضَرَ الإنسانَ الموتُ كان الشيطانُ حَرِيصًا على إغواءِه في هذه اللَّحَظاتِ الحَرِجَة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ» رواه مسلم. ولا شَيءٌ أهمُّ من هذه اللَّحَظاتِ العَصِيبة. فرُبَّما جاءه الشَّيطانُ في صُورة أبيه، أو أُمِّه، أو غيرِهم، مِمَّنْ هو شَفِيقٌ عليه، ناصِحٌ له، ويدعوه إلى اتِّباع اليهودية، أو النَّصرانية، أو غيرِها من النِّحَلِ الضَّالة؛ فهناك يُزِيغُ اللهُ مَنْ كُتِبَتْ عليه الشَّقاوَةُ؛ ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8].

 

قال عبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل - رحمهما الله: (حَضَرَتْ وَفَاةُ أبِي أحمدُ، وبِيَدِي خِرْقَةٌ لأشُدَّ لَحْيَيْهِ، فكان يَغْرَقُ، ثم يُفِيقُ، ويقول بِيَدِه: لا بَعْدُ، لا بَعْدُ، فَعَلَ هذا مِرارًا، فقلتُ له: يا أبَتِ؛ أيُّ شيءٍ يبدو مِنكَ؟ قال: إنَّ الشَّيطانَ قائِمٌ بِحِذائِي عَاضٌّ على أنامِلِه، يقول: يا أحمدُ فُتَّنِي، وأنا أقولُ: لا بَعْدُ، لا بَعْدُ، حتى أموت).

 

وقال القرطبيُّ رحمه الله: (سَمِعْتُ شيخَنا الإمامَ أبا العباس أحمدَ بنَ عُمَرَ القرطبيَّ، يقول: حَضَرْتُ أخا شيخِنا أبي جعفرٍ أحمدَ بنِ محمدٍ القرطبيَّ بِقُرْطُبَةَ، وقد احْتُضِرَ، فقيل له: لا إله إلاَّ الله، فكان يقولُ: لا، لا، فلمَّا أفاقَ، ذَكَرْنَا له ذلك، فقال: أتاني شيطانان عن يَمِيني وعن شِمَالِي، يقولُ أحدُهما: مُتْ يَهُودِيًّا فإنَّه خَيرُ الأديان، والآخَرُ يقول: مُتْ نَصْرانِيًّا فإنَّه خَيرُ الأديان، فكُنْتُ أقولُ لَهُما: لا، لا).

 

عِباد الله.. ليس هذا لازِمًا لِكُلِّ أحَدٍ – كما ذَكَرَ ذلك ابنُ تيمِيَّةَ رحمه الله – بل مِنَ الناسِ مَنْ تُعْرَضُ عليه الأديانُ قبلَ مَوتِه، ومنهم مَنْ لا تُعْرَضُ عليه، وقد وقَعَ ذلك لأقوامٍ، وهذا كُلُّهُ من فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ التي أُمِرْنا أنْ نَسْتَعِيذَ منها في صَلاتِنَا.

 

وذَكَرَ ابنُ تيمِيَّةَ رحمه الله أنَّ الشَّيطانَ أَحْرَصُ ما يكونُ على إغواءِ الإنسانِ وقْتَ مَوتِه؛ لأنَّه وقْتُ الحاجة، ويدلُّ عليه: قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ» رواه البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكرى الاحتضار
  • الاستعداد ليوم الاحتضار
  • لحظة الاحتضار وخروج الروح
  • ساعة الاحتضار
  • ساعة الاحتضار والإشراف على عالم البقاء
  • من أقوال السلف في الموت وأحوالهم عند الاحتضار
  • حتى لا تقع في الحرج

مختارات من الشبكة

  • فضل التبكير لصلاة الجمعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وما بعد العسر فرح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: شهر رجب، فضله، ومحدثاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المواساة وجبر الخواطر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أحكام المصافحة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة: المسلم الإيجابي(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • عقوبة من أساء بين الشريعة والافتراء (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الدعاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الغزو الفكري … كيف نواجهه؟ (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/6/1447هـ - الساعة: 18:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب