• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الوصاية بالنساء في ضوء الكتاب والسنة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الاستسقاء: أصله.. وأنواعه
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    قراءات اقتصادية (72) من قام بطهي عشاء آدم سميث: ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    خطبة بعدما حجوا وضحوا
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    الامتداد الحضاري
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    فاحشة قوم لوط عليه السلام (6) التحول الجنسي
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    ورزق ربك خير وأبقى (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    حديث: إنه يشب الوجه، فلا تجعليه إلا بالليل
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    ذكريات ومواقف من دراستي في المرحلة المتوسطة ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الصلاة على سجادة خوف العدوى من الإنفلونزا
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    {فأسرها يوسف في نفسه...} {نفقد صواع الملك}.. ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    فوائد من توبة سليمان الأواب (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    أم المحققين الباحثة البتول التي لم تدخل مدرسة ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    الطلاق.. والتلاعب فيه.. وخطره
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / المرأة
علامة باركود

أكـرم البنات... تكن رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة (خطبة)

أكـرم البنات... تكن رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة (خطبة)
د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2025 ميلادي - 25/6/1447 هجري

الزيارات: 161

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة بعنوان: ((كن رفيقَ النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة))

الخطبة الخامسة:

((أكــرِم البنات... تكُن رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة))


إن الحمد لله، نحمَده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ يا رب:

ما في الوجود سواك ربٌّ يُعبد
كلا ولا مولى هناك فيُقصدُ
يا من له عنت الوجوه بأسرها
رهَبًا وكلُّ الكائنات توحِّدُ

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجمع شملَ الأُمة على كلمة سواءٍ، يا سيدي يا رسول الله:

أغرُّ عليه للنبوة خاتمٌ
من الله مشهود يلوح ويشهدُ
وضمَّ الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذنُ: أشهدُ
وشقَّ له من اسمه ليُجلَّه
فذو العرش محمود وهذا محمدُ

 

فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين، وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها المسلم الحبيب، إذا تحدثنا عن الرحمة، فالرحمة في بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تحدثنا عن الأبوة، فالأبوة في قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تحدثنا عن الرفق بالبنات، فالرفق في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام لها، نعم، قام لها وكان صلى الله عليه وسلم لا يقوم لأحدٍ، لا لملِك ولا لعظيم ولا لوجيه، لكنه كان يقوم لابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها، ويقبِّلها بين عينيها، ويُجلسها بجانبه، ويقول: ((مرحبًا بابنتي))، يا ألله! أي أب هذا؟ أي قلب هذا؟ أي تربية تلك التي زرعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب أمته؟

 

وكانت إذا دخلت عليه في يوم شديد البرد، غطَّاها بعباءته، وضمَّها إليه، وهي زوجة لسيدنا عليٍّ رضي الله عنه، وأمٌّ لسيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما[1].

 

هكذا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم رحمةً تمشي على الأرض، وحنانًا يملأ القلوب، هكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع البنات، وهكذا كان يريد أن يعلمنا درسًا خالدًا: أن الرحمة بالبنات ليست ضعفًا، بل عبادة، وأن تقبيل البنت ليس دلالًا، بل إيمانٌ، وأن الجلوس معها ليس ترفًا، بل صدقة وقربة إلى الله، فأين نحن اليوم من هذه الأخلاق؟ أين الذين إذا وُلدت لهم البنت عبسوا وكأنهم فقدوا أعزَّ ما يملكون؟ أين الذين يصرخون في وجوه بناتهم، ولا يسمعون لهن، ولا يرحمون ضعفهن؟ أين هم من أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع البنات؟

 

لقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم مَن أكرم البنات، وأحسن إليهن، وأدبهنَّ، أن يحفظه الله من النار، وأن يدخله الجنة بلا حساب؛ فعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كنَّ له ثلاث بنات يؤويهن، ويرحمهن، ويكفلهن، وجبت له الجنة ألبتة، قال: قيل: يا رسول الله: فإن كانت اثنتين؟ قال: وإن كانت اثنتين، قال: فرأى بعض القوم، أن لو قالوا له واحدةً، لقال: واحدةً))[2].

 

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن من أحسن إلى بنتين من بناته، ورباهما التربية الصحيحة، وأنفق عليهما؛ كان رفيقه في الجنة؛ فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه))[3] ، كأنه يقول لنا: إن من أحسن إلى ابنتيه في الدنيا، كان رفيقي في الجنة... يا ألله! أي شرف أعظم من هذا؟

 

وهذا هو العمل الرابع من الأعمال التي من حافظ عليها كان رفيقَ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضمَّ أصابعه)).

 

وهذا الحديث ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو دعوة صادقة من النبي صلى الله عليه وسلم لكل أب وأمٍّ أن يجعلوا من تربية بناتهم طريقًا إلى الجنة، فمن أنفق عليهما، وصبر على تربيتهما، وسهر لأجلهما، وأحسن توجيههما، وحرَص على عفَّتهما، كان له الجزاء الأعظم؛ أن يكون رفيقًا للنبي صلى الله عليه وسلم في دار الكرامة.

 

يا من تشكو همَّ البنات، اسمع إلى نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((من ابتُلي من البنات بشيء، فأحسن إليهن؛ كنَّ له سترًا من النار))[4] ، وقد يتساءل متسائل: ولماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من ابتُلي))؟

 

يقول علماء الأصول: خرجت هذه اللفظة النبوية مخرج الغالب؛ لأن الناس في ذاك الزمان كانوا يعدون البنات بلاءً وامتحانًا، فجاء الإسلام ليقلب الموازين، فجعل البنت بركةً ورحمة، وجعل الإحسان إليها طريقًا إلى الجنة.

 

فيا من ضاق صدره حين رزقه الله بالبنات، أمَا علمت أنك إن أحسنت تربيتهن، وغرست فيهن الإيمان والحياء والعفاف، صِرت في الجنة رفيقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما بالك بمن ربى ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا منهن على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ ذاك – واللهِ - من أسعد الناس في الدارين.

 

أيها الأحِبَّة في الله البنتُ رحمة من الله، وسَكينة تسكب في البيوت، البنت أحنُّ من الولد، وأقرب إلى القلب، وأرأف بالأب والأم، ولا مقارنة بينهما، الأم التي لم تُرزق ببنت، ما ذاقت طعم الأمومة حقًّا، والأب الذي لم يُرزق ببنت، ما عرف لذة الأبوة؛ لأن الولد حين يبلغ الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة، تجذبه الدنيا، يخرج مع أصدقائه، ينشغل بهم عن أبيه وأمه، ثم إذا تزوج، انصرف إلى بيته وأولاده، أما البنت فوالله لو تزوجت، تبقى بقلبها معلقة بوالديها، تزورهم، وتحن إليهم، وتسأل عنهم، وتخدمهم، فإذا قيل لها: إلى أين؟ قالت: إلى بيت أبي، وإذا سُئلت: إلى أين أنتِ ذاهبة؟ قالت: إلى أمي، فهي الرحمة تمشي على الأرض.

 

فيا أيها الأب الكريم، البنت في بيتك رحمة وسَكينة، فهي تحتاج إلى حنانك ورعايتك منذ نعومة أظفارها، تحتاج إلى قُبلة من أبيها، ولمسة على شعرها، وكلمة حانية تُشعرها بالأمان.

 

أيها الأب كلما رأيت ابنتك، امسح على رأسها، وقل لها: يا زهرتي، يا قرة عيني، يا هدية الله إليَّ، قبِّلها، واحتضنها؛ فإنها باب من أبواب الجنة، يُغلَق إن أهملتها، ويُفتح إن أحسنت إليها، أليس نبينا صلى الله عليه وسلم هو المعلِّم والمربِّي وقدوتنا جميعًا؟ أليس هو الذي كان يقوم لابنته فاطمة رضي الله عنها، ويقبِّلها بين عينيها، ويُجلسها في مجلسه؟ فأين نحن من هذه الأخلاق؟

 

أيها الأب الكريم، والله إن البنت هي التي تقوم على خدمتك إذا احتجتَ، وهي التي تسهر عند رأسك إن مرضت، وهي التي تداريك وتحن عليك إذا كبرت، والدنيا خير شاهد على ذلك، فكم من فتاة اليوم هي أبرُّ بأبيها وأمها من عدد من الذكور! كم من بنت تنفق على والديها ما لم ينفقه الأبناء الذكور! كم من بنت داوَت جراح أبيها بيديها، ومسحت دموع أمها بدموعها، واهتمت بهما اهتمامًا لا يعرفه كثير من الأبناء! وكم من فتاة آثرت البقاء بجوار والديها، تخدمهما وتُعينهما، وربما رفضت الزواج حبًّا لهما وعنايةً بهما!

 

لكن انظر إلى حال كثير من الأبناء الذكور في هذا الزمان، كم من ابنٍ شيَّب أباه قبل المشيب! وكم من ابنٍ كان سببًا في همِّ أبيه وحزن أمه! وكم من ابنٍ رفع صوته فوق صوت أبيه، أو نظر إلى أمه نظرة كبرياء واستعلاء! كم من أب احتاج إلى أولاده، فتركوه! وكم من والد نام على فراش المرض، فلم يجد إلى جـواره إلا ابنته الصابرة الحنون، تمسح على يده وتقـول: (أنا معك يا أبي)! حتى صار بعض الآباء يقول بحُرقة وألم: ليتني ما رُزقت ولدًا يعقني، وليتني رُزقت بنتًا تبرني.

 

فيا أيها الأب، البنت رحمة في البيت، وبركة في الحياة، إن أكرمتها وأحسنت إليها، ربحت مرتين: مرةً في دنياك؛ لأنها ستكون لك السند في ضعفك، والرفيقة في مرضك، والحنان إذا خذلك الناس، ومرةً في آخرتك، لأنها ستكون لك حجابًا من النار، وسببًا في دخولك الجنة، ومرافقتك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فيا من رزقك الله بنتًا، احمَدِ الله على هذه النعمة، فهي حجابك من النار، وطريقك إلى الجنة، وسببك إلى مرافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في دار القرار.

 

اللهم يا واسع الرحمة، نسألك أن تبارك في بناتنا، وأن تجعلهن قرةَ عينٍ لنا في الدنيا والآخرة، اللهم اجعل بناتنا صالحات طاهراتٍ، عفيفات قانتات، اللهم اجعلنا من أهل الرحمة والبر، ومن رفقاء نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

الخطبة الثانية

نصيحتان من القلب:

أيها الأحِبة في الله، نحن اليوم على أبواب الانتخابات، وعلى مفترق طريقين: طريق الحق والصدق، وطريق الباطل والفساد، وأُحب أن أقدم إليكم نصيحتين لله، نصيحتين من القلب، علَّ الله أن يجعل فيهما النفع والقبول.

 

النصيحة الأولى: إياكم أن تنتخبوا الفاسد:

يا عباد الله، إياكم أن تنتخبوا الفاسد، إياكم أن تضعوا أصواتكم في صندوق الظلم والفساد؛ فإن صوتك أمانة، والله ستُسأل عنها يوم القيامة أمام مَن لا تخفى عليه خافية.

 

أتدري ما معنى أن تنتخب فاسدًا؟ معناه أنك تشارك في ظلمه، وتُقر فساده، وتبيع دينك بعَرَضٍ من الدنيا قليل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أعان على خصومة بظلم - أو يعين على ظلم - لم يزل في سخط الله حتى ينزع))[5] ، فلا تختَر من يسرق قوت الفقراء، ولا من يخدع الناس بالشعارات الكاذبة، بلِ اخْتَرْ من يخاف الله إذا اختلى، ومن يصدق إذا تكلم، ويؤدي الأمانة إذا اؤتمن.

 

النصيحة الثانية: إياك أن تبيع بطاقة الناخب:

أيها المسلم الكريم، إياك ثم إياك أن تبيع بطاقة الناخب، أتبيع الآخرة بالدنيا؟ أتبيع شرفك وضميرك بثمن بخسٍ من حُطام الدنيا؟ واعلم - يا عبدَالله - أن بيع البطاقة حرام، وسُحت، وخيانة للأمانة، وأكل للمال بالباطل؛ قال الله جل وعلا: ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 95].

 

واعلم أن البطاقة ليست ورقةً تُباع، بل شهادة تُسأل عنها بين يدي الله، فإن بعتَها فقد بعتَ آخرتك بدنيا غيرك، وبعتَ أمانتك بعَرَضٍ فانٍ لا يدوم.

 

فيا من تبيع بطاقتك، تذكر: غدًا سينادَى عليك على رؤوس الأشهاد: (هذا الذي باع ضميره، وخان أمانته، وأعان الظالم على ظلمه)، فهل ترضى أن تكون من هؤلاء؟ فاتقوا الله عباد الله، وكونوا صادقين مع ربكم، ومع وطنكم، ومع أنفسكم، اختاروا الأصلح، لا الأقرب، واختاروا الأمين، لا الماكر، واختاروا من يخاف الله فيكم، لا من يُخيفكم بالله.

 

اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم ولِّ علينا خيارنا، واكفِنا شرَّ شِرارنا، اللهم اجعل بلدنا هذا بلدَ أمنٍ وإيمان، وسلامة وإحسان، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءًا فاشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا قوي يا متين.



[1] ينظر: صحيح البخاري، كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام: (4/ 203)، برقم (3623)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم - باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام: (4/ 1905)، برقم (2450)، وصحيح ابن حبان، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين - ذكر إخبار المصطفى فاطمة أنها أولُ لاحق به من أهله بعد وفاته: (15/ 403)، برقم (6953).

[2] أخرجه أحمد في مسنده: (22/ 150)، برقم (14247)، قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

[3] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب - باب فضل الإحسان إلى البنات: (4/ 2027)، برقم (2631).

[4] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب - باب فضل الإحسان إلى البنات: (4/ 2027)، برقم (2639).

[5] سنن ابن ماجه، أبواب الأحكام - باب من ادعى ما ليس له وخاصم فيه: (3/ 415)، برقم (2320)، وقال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حسن تربية البنات سبب للنجاة من النار (بطاقة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ
  • أمنية الصحابة (رضي الله عنهم)... رفقة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (خطبة)
  • بطاعة الله ورسوله نفوز بمرافقة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (خطبة)
  • كثرة السجود... طريقك لرفقة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (خطبة)
  • تخلق بأخلاق نبيك (صلى الله عليه وسلم)... تكن رفيقه في الجنة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أكرمها الإسلام فأكرموها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائة من أسماء الصحابيات لمن أراد تسمية البنات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الآيات البينات في مشروعية ختان البنات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أعلام فقدوا بناتهم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تأملات في بعض الآيات (1) بنات العم والعمات، والخال والخالات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/6/1447هـ - الساعة: 15:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب