ابني يدخن ( استشارة )

ابني يُدخّن

منذ أيام اكتشفت صُدفةً أن ابني الذي يبلغ من العمر 16 عاماً يُدخّن.. أُصِبت بصدمة شديدة، فأنا ووالده ربيناه منذ صغره على أن هذا الشيء ضار ومكروه. ماذا أفعل كي أحمي ولدي من خطر الإدمان على التدخين؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الحل:

تقترحه عليك عميدة كلية التربية في جامعة الجنان د. ربى شعراني.

إن المسألة المطروحة يكتنفها كثير من الغموض، فهل تدخنين أنت أو زوجك؟ هل أحد من المقربين يدخن بشكل مستمر أمامه حتى يستهين بالتدخين؟ هل رفاقه يدخنون؟ إن توفر البيئة المشجعة ذات تأثير كبير على استمراء التدخين، وعلى ذلك فأول خطوة في هذا المجال هي إبعاده قدر الإمكان عن هذه البيئة ولا سيما الرفاق المدخنين، فهم أول مؤثر على سلوك ولدك وعلى تعاطيه التدخين.

الخطوة الثانية هي التحاور أولاً وأخيراً معه، فهذه أهم وسيلة للتربية بعد القدوة، فلا بد من الجلوس معه والتقرب منه ومصاحبته لنستطيع إقناعه بالود والتفاهم بمضار التدخين وأثره السام على صحته، ولتطّلعوا معاً على رأي الطب فيه عبر مطالعة الكتب الطبية أو استشارة طبيب العائلة، فالتدخين له آثار قاتلة على جهاز التنفس والقلب والأوعية والعين وجهاز الهضم والدماغ والأعصاب، وقد أثبتت دراسة علمية شملت ستة آلاف وثمانمائة حالة أن هناك علاقة واضحة جداً بين الدخان وضعف الذكاء، وهذا لا شك يؤثر على تحصيله الدراسي ومستقبله المهني، بل وعلى جهازه التناسلي؛ فهو أحد أسباب إصابة الرجل بالضعف الجنسي ويؤدي إلى العقم عند الرجال والنساء، لجنة من كبار علماء الطب في العالم الغربي قدمت تقريراً من 380 صفحة كبيرة يؤكد الأخطار المدمرة والخطيرة للتدخين.. فَلْتُضيئي سيدتي الكريمة على الجانب الذي يهمه وتبيّني آثار الدخان السلبية عليه.

أما من الناحية الشرعية فبعد ثبات هذا الكم الكبير عن أخطار التدخين، لا مجال مطلقاً للحديث عن إباحته، لأن الله سبحان وتعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ليُحِلَّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. الإسلام حرّم الانتحار، والتدخين يصفه العلماء بأنه انتحار بطيء، ولذلَك أفتى. علماء كبار بتحريم الدخان.

فلا بدّ -عزيزتي- من الجلوس مع ولدك الجلسة تلو الأخرى للتباحث في شأن التدخين، ولا بأس من الاستعانة بأستاذه في المدرسة أو بعض الرفاق المقربين منه لإقناعه بخطورة الإدمان على التدخين... وأخيراً أختي الكريمة: الْجَئِي إلى الله بالدعاء وكوني على يقين من الإجابة.. فالله قريب مجيب ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62] والحمد لله رب العالمين.

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)