• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عناية الصحابة رضي الله عنهم بحفظ القرآن وتدوينه ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    القسط الهندي (Pryone) في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    أوقات النهي عن الصلاة (درس 2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الثبات على الدين: أهميته، وأسبابه، وموانعه في ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    من مشاهد القيامة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التعامل مع شهوة المريض للطعام والشراب
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    وفد النصارى.. وصدق المحبة..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يخلد؟ ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: صهينة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الرؤى والأحلام (1) أنواع الناس في الرؤى
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    قراءات اقتصادية (64) الاقتصاد المؤسسي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التقادم في القضايا المدنية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

وكن من الشاكرين (خطبة)

وكن من الشاكرين (خطبة)
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/7/2025 ميلادي - 11/1/1447 هجري

الزيارات: 8604

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[1]

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْعَفْوِ الْغَفُورِ، الرَّؤُوفِ الشَّكُورِ، الَّذِي وَفْقَ مَنْ أَرَادَ هِدَايَتَهُ لِمَحَاسِنِ الْأُمُورِ، وَمَكَاسِبِ الْأُجُورِ، فَعَمِلُوا أعْمَالاً صَالِحَةً، يَرْجُوَنَ بِهَا تِجَارَةً لَنْ تُبَوِّر، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، بِيَدِهِ مَوَاقِيتُ الْأَعْمَارِ وَمَقَادِيرُ الْأُمُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى كُلِّ عَمَلٍ مَبْرُورِ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.


أمَّا بَعْدُ:فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنَ اتَّقَاهُ وَقَاهُ، وَمَنْ أَطَاعَهُ أَكْرَمَهُ وَأَوْلَاهُ؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 17].


عِبَادَ اللهِ: إِنَّ نِعَمَ اللهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ كَبِيرَةٌ، وَآلَاءَهُ عَلَيْهِمْ كَثِيرَةٌ؛﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، وَهِيَ نِعَمٌ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنَةٌ،﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]؛ وَلَقَدْ كَرَّمَ اللهُ عِبَادَهُ فَفَضَّلَهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، وَخَصَّهُمْ بِمَزِيدِ النِّعَمِ؛ فَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، وَإِنَّ مِنْ أَجَلِّ هَذِهِ النِّعَمِ: نِعْمَةَ الْهِدَايَةِ إِلَى الإِيمَانِ؛﴿ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17].


وَلَقَدْ أَمَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ بِشُّكْرِهِ؛ فَقَالَ: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 66]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].


الشُّكْرُ سُلُوكَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَنَهْجٌ رَاسِخٌ فِي نُفُوسِ الصَّالِحِينَ، تَمْتَلِئُ بِهِ قَلُوبُهُمْ، وَتُلْهَجُ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ، وَيَظْهَرُ عَلَى جَوَارِحِهِمْ؛ وَهَكَذَا كَانَ أَنْبِيَاءُ اللهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامِ عَابِدِينَ شَاكِرِينَ؛ فَوَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُوحَاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]. وَأَثْنَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 120، 121].


وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ رُؤُوسَ النِّعَمِ ثَلَاثَةٌ: فَأَوْلُهَا: نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ الَّتِي لَا تَتِمْ نِعَمَةٌ إِلَّا بِهَا، وَالثَّانِيَةُ: نِعَمَةُ الْعَافِيَةِ الَّتِي لَا تَطَيُّبُ الْحَيَاةُ إِلَّا بِهَا، وَالثَّالِثَةُ: نِعَمَةُ الْغِنَى الَّتِي لَا يُتْمُ الْعَيْشُ إِلَّا بِهَا.


وَالشُّكْرُ يَكُونُ بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ: بِالِاعْتِرَافِ بِالنِّعَمِ بَاطِنًا مَعَ مَحَبَّةِ المُنْعِمِ، وَبِالتَّحَدُّثِ بِهَا ظَاهِرَاً مَعَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَبِتَصرِيفِهَا فِي طَاعَةِ اللهِ وَمَرَضَاتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيِهِ. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: الشُّكْرُ ظُهُورُ أَثَرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ: ثَنَاءً وَاعْتِرَافَاً، وَعَلَى قَلْبِهِ شُهُودَاً وَمَحَبَّةً، وَعَلَى جَوَارِحِهِ انْقِيَادَاً وَطَاعَةً.

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا
فَإِنَّ الْمَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ
وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإِلَهِ
فَشُكْرُ الإِلَهِ يُزِيلُ النِّقَمْ

 

الشُّكْرُ قِيِّمَةٌ عَظِيمَةٌ وَعِبَادَةٌ جَلِيلَةٌ، فَهوَ مِفْتَاحُ السَّعَادَةِ، وَسَبَبُ الزِّيَادَةِ، وَقِيدُ النِّعَمِ الْمَوْجُودَةِ، وَجَالِبُ النِّعَمِ الْمَفْقُودَةِ، وَقَدْ وَعَدَ اللهُ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ، وَبِالخَسَارَةِ لِمَنْ كَفَرَ؛ ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وَالشُّكْرُ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ [النساء: 147]، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ:" إِنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يُعَذِّبُ شَاكِرَاً وَلَا مُؤْمِنَاً "، وَفَائِدَةُ الشُّكْرِ إِنَّمَا تَعُودُ لِلشَّاكِرِ نَفْسِهِ، أَمَّا إِنْ كَفَّرَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ؛ ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]. وَشُكْرُ النِّعْمَةِ وَإِنْ قَلَّتْ سَبَبٌ لِنَيْلِ رِضَا اللهِ تَعَالَى عَنْ عَبْدِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وَاعْلَمُوا -وَفَّقَكُمُ اللهُ- أَنَّ مَيَادِينَ الشُّكْرِ لَا تُحْصَرْ، فَالشُّكْرُ يُكَونُ بِمُقَابَلَةِ نِعَمِ اللهِ وَآلاءِهِ بِحُسْنِ العِبَادَةِ؛ ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]. وَيُكَونُ الشُّكْرُ بِالصَّلَاَةِ؛ فَعَنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورَاً»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


قَالَ اِبْنُ الْقَيِّمِ- رَحِمَهُ اللهُ-:" وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم وَهَدْي أَصْحَابِهِ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعْمَةٍ تَسُرُّ أَوِ اِنْدِفَاعُ نِقَمَةٍ، كَمَا فِي الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِي بَكْرَةٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ خَرَّ للهِ سَاجِدَاً شُكْرَاً للهِ تَعَالَى، وَذَكَرَ ابْنُ مَاجِةَ عَنْ أُنْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بُشِّرَ بِحَاجَةٍ فخَرَّ للّهِ سَاجِداً". زَادَ الْمُعَادُ (1 /360).


وَيُكَونُ الشُّكْرُ بِالصِّيَامِ؛ فَقَدْ صَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَاَمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ شُكْرَاً للهِ تَعَالَى؛ إِذْ نَجَاهُ وَقَومَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، فَصَامَهُ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم وَأَمْرَ بِصِيَامِهِ تَقْريرَاً لِتَعْظِيمَهُ وَتَأْكِيدَاً، وَقَالَ لِلْيَهُودِ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، وَأَخْبَرَصلى الله عليه وسلم أَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً فَضْلاً مِنَ اللهِ وَمِنَّةً؛ فقَالَ: «أَحْتَسِبُ عَلى اللهِ أنْ يُكفرَ السَنَةَ التِي قَبْلَهُ»؛ رَوَاهُ مُسلمٌ.


وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحُبْليُّ: الصَّلَاَةُ شُكْرٌ، وَالصِّيَّامُ شُكْرُ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ للهِ -عَزَّ وَجَلَ- شُّكْرٌ، وَأُفَضَلُ الشُّكْرِ الْحَمْدُ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظَي، قَالَ: الشُّكْرُ تَقْوَى اللهِ وَالْعَمَلُ الصَّالِحِ.


فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَكُمُ اللهُ- وَكُوُنُوا مِمَّنْ لَا تُزَيِّدُهُ النِّعَمُ إِلَّا طَاعَةً للهِ، وَاِسْتِقَامَةً عَلَى أَمْرِهِ، ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].


اللَّهُمُّ إِنِّا نَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَنَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيةُ

الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلَاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَبَعْدُ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَقَابِلُوا إحْسَانَ رَبِّكُمْ بِالْإحْسَانِ، وَاحْفَظُوا النِّعَمَ بِالطَّاعَةِ وَالْعِرْفَانِ؛ فَفَضْلُ اللهِ عَظِيمِ، وَإِنْعَامَهُ جَسِيمٌ، وَخَيْرُهُ عَمِيمٌ؛ ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].


اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْأَوَّلِينَ وَفِي الْآخِرَيْنِ، وَفِي كُلُّ وَقْتٍ وَحِينٍ، وَفِي الْمَلأُ الْأعْلَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الصَحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنْا مَعَهُم بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.


اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمَيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرَكَ وَالْمُشْرِكَيْنَ، وَدَمَّرْ أَعْدَاءَكَ أَعَدَّاءَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرَحِمَ الرَّاحِمَيْنِ.


اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادَمَ الحَرَمَينِ الشَرِيفَينِ، وَوَليَ عَهدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.


اللَّهُمَّ فَرَجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاِقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ، وَاِشْفِ مَرْضَاَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرَحِمَ الرَّاحِمَيْنِ.


عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوْا اللَّهَ ذِكْرَاً كَثِيرَاً، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.


 


 

[1] للشيخ محمد السبر قناة التلغرام: https://t.me/alsaberm

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بل الله فاعبد وكن من الشاكرين
  • تفسير: (قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين)
  • خطبة عيد الفطر: {وكن من الشاكرين}

مختارات من الشبكة

  • خطبة وكن من الساجدين(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • وكن من الساجدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اعمل وكن مع الفاعلين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملًا دون ذلك وكنا لهم حافظين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحمل وكن صلبا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أضف لذاتك وكن صيادا للخبرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/3/1447هـ - الساعة: 16:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب