دائمًا تعبان

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بكَ في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.

الأعراض التي ذكرتَها هي تعبيرٌ عن مرضٍ نفسي شائع ومشهور، هو الاكتئاب؛ حيث نعالج منه كل يوم عددًا في عياداتنا الطبيَّة، وحتى أُدلِّلَ لك على ذلك، فسأورد لكَ من كُتُب الطبِّ النفسي بالحرف - ودون تحريف - أعراضَ الاكتئاب التي نشخِّصه وَفْقَها، وانظُر إذا كانتْ تنطبق عليك أو لا.

• الحُزْن والبُكاء وضيق الصدر.

• الانسحاب من الحياة الاجتماعية، وعدم الرغبة في الاختلاط بالناس ومجالستهم.

• ضعْف الذاكرة، وصُعوبة في التركيز.

• اضطراب النَّوْم؛ أي: صعوبة في النوم، أو اليَقَظَة المتكرِّرة في اللَّيل، أو الاستيقاظ المبكِّر؛ أي: قبل مواعيد الاستيقاظ المألوفة بساعتَيْن تقريبًا.

• نقْص الشهيَّة، وبالتالي نقْص الوزن.

• سرعة الغَضَب والعَصَبيَّة.

• عدم القُدرة على التمازُح والضحك.

• فقْد الاهتمام والاستِمْتاع بما كان يمتع المريض من قبل؛ بما في ذلك الجنْس.

• التَّعَب وسُرعة الإنهاك مِن أقل مجهود.

• الشعور بآلام جسديَّة مختلفة، ليس لها تفسيرٌ طبي واضح.

• الشعور بالوحدة، وتخلّي الناس عن المريض، وفقدان الأَمَل منَ الدنيا، وتمنِّي الموت، والتفْكير في الانتحار.

• فقْدان الشُّعور بالأهميَّة والفائدة.

• لوم النفس بشَكْل زائد أو غير منطقي، والشعور بأنه ارْتَكَبَ محرَّمات كثيرةً لا يغفرها الله، أو أنه قصَّر في علاقته مع شَريكة حياته، أو تربيته لأولاده. 

لا يتطلَّب وجود جميع هذه الأعراض حتى نشخص الاكتئاب، وإنما نحتاج مُعظمها حسب درجة حدَّة المرض.

وكما ذكرْتُ: فالاكتئابُ من الأمراض المشْهورة، وعلاجُه متيَسر دوائيًّا، خاصة أنَّ العلماء - بفَضْل الله • توصَّلُوا حديثًا إلى أدوية لا تسبِّب أي إدمان، أو تعوُّد، أو أعراضٍ جانبية مهمَّة.

وكل ما عليك الآن هو زيارة أقرب طبيب نفسي، وشرح الحالة، وسيقوم بإعطائك العلاج المناسب، وقد يطلب بعض تحاليل الدم؛ للتأكُّد مِن سلامة الغدَّة الدرقية وغيرها.

ختامًا: أودُّ أن أنبهك إلى هذا الرجل الذي زرتَه ووصفْتَه بأنه فقيه، فلم نتعوَّد مِنَ الفقهاء أن يقولوا مثلما قال، وأخشى أن يكونَ منَ الدَّجالينَ والمشعوذِينَ، فَهُمْ وحْدهم مَن يستخدم هذا الأُسلوب، أريد أن أنبِّهك إلى النَّهْي الصريح والجازم في دِيننا الحنيف عن الاستعانة بِمِثْل هؤلاء الضَّالين المضلِّين، ويُمكنك زيارة قسْم الفتاوى في موقع (الألوكة)؛ لتجِدَ عددًا من الفتاوى حول هذا الموضوع المهم.

لك تحياتي، وأعتذر عن التأخير، وأهلاً وسهلاً بك دومًا في موقع (الألوكة).