ملاك الخطيب ودروس للكبار

ملاك الخطيب

ودروس للكبار

جرت السنن الكونية - التي توارثَتها الأجيالُ جيلًا بعد جيل - أن الكبار يسطِّرون أعلى وأسمى معاني الصمود والتفاني؛ من أجل مبادئهم، والحفاظ على أوطانهم من كل معتدٍ ومحتلٍّ.

لكن (ملاك الخطيب) ذات الأربعة عشر ربيعًا أبَت إلا أن تلقِّن الكبار في هذا العصر دروسًا في معنى الصمود والتفاني؛ من أجل الحفاظ على المقدَّسات، وفي مقدِّمتها المسجد الأقصى الأسير بيَدِ قوى الاستكبار والغطرسة العالميَّة.

(ملاك) قضت ما يقارب الشهرين في سجون الاحتلال؛ بذريعة حَملِها حجارةً تُدافع بها عن أقصانا وشرَفنا ومبادئنا، بعد أن خذلَها الكبار.

الجميل أن (ملاك) عندما أُفرج عنها خرج الجميع في استقبالها، ونُظِّمت المهرجانات، واصطفَّت فرق الكشافة تجوب الشوارع؛ فرحًا وافتخارًا بأصغر أسيرة يُفرَج عنها من سجون الاحتلال، وأتت المفاجأة التي تهز الوجدان وتبعث في الروح معانيَ الثبات والإصرار من هذه الطفلة، عندما سألها المذيعُ عن فترة سجنها، قالت ملاك: "سنَبقى صامدين"!

ما أجملَها وما أغلاها وما أثمنَها هذه الكلمات التي نطقَت بها (ملاك)! لتعلِّم الكبار قبل الصغار في هذا العصر أن فِلَسطين بحاجة إلى هذه الروح الأبيَّة، وهذه التربية العميقة، وهذا الثبات الراسي رسوَّ الجبال الشامخة.

إن (ملاك) - وملايين الصغار من أمثال (ملاك) في العالم العربي والإسلامي - تجعلنا نطمئنُّ أن مسرى نبيِّنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سيَنتقِل إلى أيادٍ أمينة متوضئة، وستُعيده إلى أهله من يد المحتلين الغاصبين.

علِّمينا يا (ملاكٌ) علمينا أننا في القدس نبقى صامِدينا علِّمينا علمينا علمينا أشعِلي نار الحماسهْ أيقِظينا يا مَلاك الطُّهر هيا وجِّهينا إننا نُصغي لصوتِكْ.. أدرِكينا