• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لك السعادة والفرح (7)
    رياض منصور
  •  
    الإعراب والأرقام والرياضيات والنحو طرف طريفة في ...
    أ. د. أحمد مصطفى أبو الخير
  •  
    لك السعادة والفرح (6)
    رياض منصور
  •  
    هيا إلى الصلاة (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    رحلة ومصير (قصيدة)
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    رأيت الرزق (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    شهيد الماء
    دحان القباتلي
  •  
    دستور اللغة العربية (PDF)
    أ. د. أحمد مصطفى أبو الخير
  •  
    لك السعادة والفرح (5)
    رياض منصور
  •  
    (سعاد) في كلام سيبويه من حيث الصرف وعدمه
    د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن
  •  
    زمن العجائب (قصيدة)
    ماهر مصطفى عليمات
  •  
    ونحييكم بالريحان (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    في رحاب مكة (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    لك السعادة والفرح (4)
    رياض منصور
  •  
    التدريس وتمارين الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    حديث في النقد
    د. ماجد محمد الوبيران
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

حقيبة الذكريات

سعيدة بشار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/7/2013 ميلادي - 3/9/1434 هجري

الزيارات: 6764

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقيبة الذكريات


تَلَمَّسْتُ الحقيبة بهدوء، وفتَحْتُها بنبض قلبي المتعب، فتحتها كمن يُعيد فتح جرحٍ لم يندمل أبدًا، فاح منها عبق الماضي، بل عبق مَن أحببت، فتحت جرحي بيدي، كما فعلتْ هي ذات يوم، وأنا من سيفتحها من أجلي؟ يا ألمي! ماذا سيضع فيها؟ وكل ذكرياتي تنتحب، وتصرخ وجعًا: ما أتفَهَ ما عشناه وما نعيشه، ما أتفهَ كلَّ ما سنعيشه! فتحتُ الحقيبة بهدوء، سأضيف إليها مزيدًا من الذِّكريات، جزءًا مني إلى جزءٍ منها، ما أشدَّ ألمها الذي لم أفهمه إلا اليوم! يا أصدق قلبٍ في الوجود! جثتْ هي كذلك ذات يومٍ على حقيبة أخرى تُلملمُ فيها بقايا ألمها، أشياء بسيطة كانت لأمها: حزام أمازيغي تقليدي، سُبحة، بعض الصور، بعض الوثائق التي تشهد على تلك الحقبة من جرح أمةٍ بأكملها وكل فرحها، لم تحتمل موتها، لم تستطع تجاوزه، وأنا لم أفهمها، قال الأطباء بعد عمرٍ طويلٍ من العذاب: إن مرضها الذي أنهكها وأرقدها الفراش نهائيًّا كان بسبب صدمةٍ نفسية لم تحتمِلْها، ولم أفهمها أنا، كانت تُرتب حقيبة أمها وحدها، كانت تجوب الغرف الفارغة وحدها، كانت تعانق الصور المتبقية وحدها، لم نفهَمْها، كانت تبكي وحدها في سكون الليل وأثناء النهار، قاومت أنياب الذئاب التي لم ترحم ضعفها، وكشَّرت عن أنيابها في وجهها تطالبها بأي أثرٍ لميراث محتمل ما أشد ألمك أمي! لم أشعر به، ظل حبيس الزمن ينتظر عمرًا آخر لينفجر فيَّ كبركانٍ نام طويلاً، ولم يستيقظ إلا على وقْع هزةٍ أخرى حركت عمقه، ما أشدَّ وقْعَ الألم المتوارث!

 

أضع في الحقيبة بعضًا من ملابسها التي أنقذتها للذكرى، مصحفها الصغير الذي كانت تقدس قربه منها، لم تكن تقرأ ولا تكتب، لكنها كانت تعلم أن بين طياته كلام الله؛ ولذلك أحبَّتْه، وضعت فيها سبحتها، مناديل رأسها، مُنبهها الأثير الذي كان يوقظها لصلاة الفجر، والذي ظل إلى جانبها حيثما ذهبت، في المستشفى أو في البيت، ظل وفيًّا لها إلى آخر لحظاتها، مات المنبِّه على الثالثة فجرًا من ليلة ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سقط من على الطاولة لحظة فارقته وفارقتنا، وضعت فيها آخر مخدة أسندوا عليها رأسها يوم جنازتها، قوارير عطرها، سواكها، مُشطها، تحاليلها الطبية، وصفات الأطباء المتراكمة، ما كنت أعلم أن تلك الآثار المتبقية ستكون أغلى عندي من كل ما أملِكه، وتحسُدني عليه الكثيرات والكثيرون، لو يعلمن لو يعلمون كم أغبطهم على ما يزال عندهم وما عاد عندي، هل يدرك من لا تزال أمه على قيد الحياة ما معنى أن يغادره القلب الوحيد الذي أحبه بصدق رغم عيوبه ورغم تقصيره؟ القلب الوحيد الذي أحب وهو لا ينتظر مُقابلاً؟ هل يدرك من لا تزال أمه حية ما معنى أن يدخل إلى البيت ولا يجدها فيه؟ أن يسمع الناس ينادون: "أمي" وهو ما عادت لديه أم يناديها؟ هل يدرك من كانت أمه لا تزال حية ما معنى أن يحتاج إلى حضنٍ يُلملم شتاته وحزنه وفرحه فلا يجده؟ هل يدرك من لا تزال أمه حية أن بابًا من أبواب الجنة قد أُغلق دونه؟ هل تدركون معنى ذلك؟

 

ربما شعرتْ بقُربه فاستيقظت من نومها، غسلت يديها وجلست على فراشها، ربما كانت تراه، بل يقينًا كانت تراه، ولم أكن أشعر بوجوده، خشيت عليها من السقوط، لكنها طمأنتني: "تعبت من النوم، أريد أن أرتاح قليلاً، لا تقلقي سأستلقي"، وأسندت رأسها إلى مخدتها، وبعد لحظاتٍ قليلة، وقبل أن أشك بما كان يحدُث في عتمة ما قبل الفجر، رمت بغطائها على الأرض، وألقت بنفسها، وكانت أرضي تتلاشى من تحتي، أشعلت الضوء لأرى أمي ساجدةً على الأرض، هي التي لم تسجد لأكثر من عشرين عامًا بسبب المرض، وكانت في أحسن أحوالها تُصلي جالسةً أو نائمة، أيكون قد أخبرها قبل أن يقبض روحها، ولذلك سبقت بغطائها إلى الأرض قبل أن تقع عليه وتسجد؟ لا أدري ماذا حدث في تلك اللحظات بينها وبين رسول ربها، لكنها سجدت كما يُسجَد للصلاة وقالت لي: "ارفعي لي رأسي"، وكانت تلك الجملة آخر ما سمعته منها، غادرت إلى ربها كما غادرت من قبل أمها وأبوها وأخوها الوحيد وزوجها، وبقيتُ أنا من بعدها أُلملم بقايا الذكريات وشتات قلبي وذاكرتي، ولأضيف إلى الحقيبة بعضًا من بقاياها، مُضافًا إلى بعضٍ من بقاياهم في انتظار من سيضيف بعضًا من بقاياي إلى بقاياهم، لا أدري من سيكون، أو من ستكون، ولكن أيها القلب الذي سينبض لبقايانا جميعًا لا تَنْسَنا بصادق الدعاء وجميل الوفاء؛ عسى الله أن يجعل لك من يُكرم ذكراك، أيها القلب الذي سينبض لبقايانا، لا شيء في الوجود يستحق أن تتلوَّث من أجله، ولا أن تُسكن فيك غيره، فكلنا إليه سائرون، وعن هذا الوهم راحلون، فأجمل المسير والختام.

 

وإلى كل قلبٍ سينبض لهذه الكلمات، رجاءً اذكروا أمي بخالص الدعاء، ونصيبٍ من القرآن، وما استطعتم من جميل الأعمال؛ عسى الله أن يُسخِّر لكم من يذكركم بما سبقتم دون أن يعرفكم أو تسألوه، وكذلك يُتوارث الوفاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الحج والمزايا الروحية والذكريات
  • فضيلة الشيخ عبدالله بن عقيل في حديث الذكريات
  • ثورة الذكريات
  • طاحونة الذكريات (قصة قصيرة)
  • أنين الذكريات (قصة قصيرة)
  • التقويم الهجري بين الذكريات والأمنيات
  • أمسيات في عمق الذاكرة
  • سطور الذكريات!
  • الحياة الذكريات
  • خباءة الذكريات!
  • ذكر وفكر
  • لا لن أطمس الذكريات

مختارات من الشبكة

  • الحقيبة التدريبية لبرنامج الكفايات اللغوية (حقيبة مشارك)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحقيبة التدريبية لبرنامج التقويم التربوي (حقيبة المتدرب)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الماء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اللقطة في بلاد غير المسلمين(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • العقل الباطن وشريط الذكريات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الماضي.. قيد الذكريات!(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الكلمات النيرات من كتاب الذكريات للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الذكريات (فيديو)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • على شاطئ الذكريات ( مقطوعة شعرية )(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • حديث الذكريات(مادة مرئية - موقع د. محمد بريش)

 


تعليقات الزوار
1- رحمها الله
صفية - الجزائر 05-11-2014 12:06 AM

خاطرة مؤثرة..
لكن كلنا إليه راحلون..
رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • 1000 شخص يتعرفون على الإسلام داخل مسجد هاليفاكس
  • المسابقة الأدبية للمسلمين في تتارستان
  • مدرسة إسلامية لمرضى التوحد بمدينة Preston
  • اختتام المدرسة الشتوية لمنتدى الشباب المسلم في تتارستان
  • إسلام أكثر من 11 ألف وبناء 5 مساجد خلال 2022 في بوروندي
  • أسبوع التوعية الإسلامية الخامس في كيبيك
  • مسلمون يوزعون مئات الطرود الغذائية على المحتاجين في برمنغهام
  • مسلمو تورنتو يوفرون حافلة للنوم خلال فصل الشتاء من أجل المشردين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/7/1444هـ - الساعة: 22:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب