• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بلعام بن باعوراء (قصيدة)
    عامر الخميسي
  •  
    اللهم بلغنا رمضان (بطاقة أدبية)
    رياض منصور
  •  
    علم اللغة الحاسوبي - المفهوم والتاريخ (PDF)
    أ. د. أحمد مصطفى أبو الخير
  •  
    الرومانسية في الشعر الموريتاني "دراسة في التيارات ...
    محمد عبدالرحمن ولد أب
  •  
    قضية أثر الإسلام في الشعر
    المصطفى المرابط
  •  
    الكلام المعسول
    أ. د. هاني علي سعيد
  •  
    مواقف أهل اللغة من الاحتجاج بالقراءة الشاذة (PDF)
    عمر السنوي الخالدي
  •  
    شواهد ومشاهد (4)
    عامر الخميسي
  •  
    خلت الديار (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    وهذا الشاب لا نحبه (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    مفتاح الكنز
    محمد ونيس
  •  
    أنا القلم
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    إقبال رمضان
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    مكانة اللغة في الحياة
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    ستفرج (بطاقة أدبية)
    رياض منصور
  •  
    الجوائح عبرة (قصيدة)
    عبدالوهاب موشاحانا
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

المعاني المهملة في بعض شواهد علم المعاني

المعاني المهملة في بعض شواهد علم المعاني
د. شيماء توفيق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/11/2017 ميلادي - 10/3/1439 هجري

الزيارات: 21029

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعاني المهملة في بعض شواهد علم المعاني

د. شيماء توفيق[1]

 

ذكر الخطيب "القزويني" أن البلاغة في الكلام مرجعُها إلى الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد، وتمييز الفصيح عن غيره[2]، وذكر أن علم المعاني هو الذي يحترز به عن هذا الخطأ، وعرَّف الإمام "السكاكي" علم المعاني بأنه: تتبُّع خواصِّ تراكيب الكلام في الإفادة، وما يتصل بها من الاستحسان وغيره؛ ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحالُ ذكره[3]، وليتأمل قول الإمام "عبدالقاهر" في كون الفصاحة والبلاغة وسائر ما يجري في طريقهما أوصافًا راجعة إلى المعاني، وإلى ما يُدَلُّ عليه بالألفاظ، دون الألفاظ أنفسِها.

 

واعتمد في الوقوف على معرفة فصاحة المفردات وموافقتها للقياس اللغويِّ أو عدمه، ومعرفة صحة التركيب وسلامته من ضعف التأليف - على الرجوع إلى علمَي الصرف والنحو، ومعرفة الغرابة عن طريق متون اللغة، فالبلاغة تكشف عن جماليات الأسلوب؛ ولذلك لا بد من مراعاة الصحة التركيبية أولًا في متن العبارات وتركيبها قبل الحديث عن جمالها.

 

وعند البحث في العيوب التي تُخِلُّ بفصاحة الكلمة والكلام، عدَّ منها العلماء (تنافر الحروف وتنافر الكلمات)، وحللت الشواهد التي وردت تحليلًا لفظيًّا، من دون النظر إلى المعنى والسياق والحال النفسيِّ للشاعر، فانساق بعض العلماء وراء الشواهد التي أُدرجت أمثلةً على التنافر والتكرار وتتابع الإضافات، ومنهم العلَّامة "الخفاجي"، و"القزويني"، و"القلقشندي"، وشرَّاح التلخيص... وغيرهم، وفي العصر الحديث ألِّفت كتب كثيرة في علم المعاني تحمل عناوين مثل: "دلالات التراكيب"، و"معاني التراكيب"، و"علم معاني الأساليب"... وغيرها، ناهيك عن تعريف "السكاكي" لهذا العلم: "تتبُّع خواص تراكيب الكلام في الإفادة"، وقول "القزويني": "الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى"، وبالرغم من ذلك فقد تناسى العلماء النظر إلى معاني الشواهد التي أوردوها، ومدى ملاءمتها للسياق التي ورَدَت فيه وسِيقَت من أجله، فلماذا لم يُول الباحثون والمؤلِّفون عنايتَهم شطرَ المعنى عند الحديث في العيوب المخلة باللفظ، من حيث ثقله في النطق وكراهته في السمع؟ ولكن نقلت المصادر الحديثة عن كتب التراث رواسم في الاستدلال على تنافر الكلمة والكلام دون تعليل مسوغ، وذِكر أسباب واضحة للثقل والتنافر.

 

فالأبيات المشهورة التي وردت شواهدَ للتنافر وتتابع الإضافات والتكرار - بها نظر، وتحتاج لإعادة فحص، ولا يُتتبع خُطى المصادر التي عمَّمت الحكم، وحكمت بأن هذه الأبيات بها عيوب؛ فالمعاني أوسع من الألفاظ، والعلماء الذين يذكرون هذه الشواهد أنفسهم يذكرون في نهاية كل مبحث أن القاعدة غير مطردة، ويذكرون أمثلة فصيحة من القرآن الكريم والسُّنة المطهرة على مجيء التكرار وتتابع الإضافات، وورود ألفاظ حروفُها قريبة في المخرج ولكنها فصيحة.

 

وأوضح الأمثلة على ذلك بيت "امرئ القيس" الذي يعدونه شاهدًا على التنافر الخفيف في الكلمة:

وفَرْعٍ يَزِينُ المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ
أَثِيثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
غَدَائرُهُ مُسْتَشْزرَاتٌ إِلَى العُلا
تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنًّى ومُرْسَلِ

 

عاب العلماء لفظةَ "مستشزرات" وَعَدُّوها مثالًا للتنافر الخفيف، ولنرجع إلى الأصل اللغويِّ للكلمة، ورد في "لسان العرب" "شزر": الحبل المشزور: المفتول، وهو الذي يفتل مما يلي اليسار، وهو أشدُّ لفتلِه، والمشزور: المفتول إلى فوق... يقال: حبل مشزور وغدائر مستشزرات[4].

والفتل: اللوي والبرم، والغزل واللف، وفتل: اندمج وقوِي.

 

فالمعنى اللغويُّ للاستشزار مناسبٌ لكثرة الشَّعَرِ وغزارته ونعومته، والمعنى الصرفيُّ لها أيضًا يدل على المبالغة في الشيء[5]؛ فصوت "الشين" المتفشِّي المهموس يوحي بالانتشار الخفيف اللطيف لنعومة الشَّعر، ولكن هذا الشَّعر كثيف غزير؛ ولهذا كان صوت "التاء" المهموس الشديد مناسبًا لغزارة هذا الشَّعر الذي صُوِّر في هيئات مختلفة، فمنه ذوائب مرفوعات لأعلى، وهذه الذوائب المفتولة المجدولة التي تشبه قنو النخلة المجعَّد تغيَّب في المثنَّى والمرسَل من الشَّعر.

 

فمقارنة وتشبيه هذا الشَّعر الغزير بعِذْقِ النخل الملتوي المجعَّد، وثقل ما يحمل من ثمار - لا يوفِّي هذه الصورةَ إلا أصواتٌ شديدة نطقًا ودلالة؛ فالشزر: إحكام وفتل، ولا يتأتى ذلك في غدائر الشَّعر إلا إذا كان الشعر قويًّا غزيرًا.

 

والاستشزار: الرفع والارتفاع جميعًا، فيكون مرة لازمًا، ومرة متعديًا، فمن روى "مستشزِرات" بكسر الزاي جعله من اللازم (اسم فاعل)؛ أي: مرتفعات، فالغدائر لكثافتها وغزارتها مرتفعة بنفسها، ومن روى "مستشزَرات" بالفتح جعله من المتعدي (اسم مفعول)، فهناك من شدَّ الغدائر على الرأس وشزرها، والتعدية أنسب للمقام والسياق؛ لأن الشزر فتل من جهة اليسار، أما هنا فالغدائر مرتفعة في كل اتجاه بدليل تشبيهها بقنو النخلة، وعُدِّي الفعل بحرف الجر (إلى)؛ لإيصال معنى الشزر إلى الاسم (العلا)؛ لأن الشزر فيه فتل وإحكام وغزارة، ولكن لما أريد الارتفاع وهو معنى ليس في (مستشزرات) عُدِّي بـ(إلى).

 

حاول العلماء شراح التلخيص إيجاد بديل للفظة "مستشزرات" فأتوا بلفظة أخرى على زنتها محاولين تجنُّب اجتماع الزاء والشين بدون فاصل دون النظر إلى المعنى، فقالوا: "مستشرفات"، والمعنى اللغوي لـ"أشرف" يدور معظم مادته حول المعنى الوجدانيِّ لكرم الأصل والنسب، والعلو والمكان العالي، والناشز من الأرض قد أشرف أي: ارتفع على ما حوله، وعلى هذا تكون الغدائر ليست مظهرًا من مظاهر الجمال؛ لأنها تنشز وترتفع وسط الرأس كالأعمدة، لا جمال فيها ولا حُسن، ولا توجد أي دلالة توحي بغزارة الشَّعر وإحكام فتل غدائره؛ ولذلك لم يقل امرؤ القيس: "مستشرفات" مع أنها على الوزن العروضي نفسه، ولو أراد أن يقول: "مستشرفات" لاستغنى عن الحشو الزائد بقوله: (إلى العلا)، فالاستشراف به علو.

 

امرؤ القيس فحل من الفحول، وهو عليم بأحوال الشِّعر ولغته، ولكن لغة الشِّعر عنده ليست معيارية، لغة شاعر امتصت كلَّ ما استوعبته نفسه وعقله وثقافته وعصره وبيئته، ومن ثمَّ وجب رصد النص المضمر في قوله بتجاوز سطح النص إلى عمقه، فالفكرة التي بنى عليها، والمنظر الذي أراد رسمه وتصويره - له شكل خاص في طريقة تركيبه وترتيبه؛ حتى يأخذ شكلًا خاصًّا له ملامح أراد أن يعبِّر عنها، حسب مزاجه وطريقة تفكيره، ونظره إلى الشيء، وطريقة تصوُّرِه.

 

أراد امرؤ القيس أن يشكِّل صورة مسموعة من هذه الأصوات "مستشزرات"، هذه الصورة قرنها وماثل بينها وبين صورة قنو النخلة، وهي صورة دائمة في كلِّ زمان، فالذي يبحث في بلاغة اللفظة هنا لا بد أن يبحث في المزاج والحال النفسي والروحي لامرئ القيس، وأن يطَّلِع على الصورة التي رسمها في مخيلته لهذا الشَّعْر الكثيف، وهذا الوصف الصادق لجمال الشَّعر وكثرته وغزارته، ولا بد أن تصوغه عبارة قوية تنهض بأداء ما تعانيه النفس.

 

وقد رأى العالمان "ابن سنان" و"ابن الأثير" أن بُعد المَخارج سبب الحُسن، وهو متوافر في "مستشزرات"، وعلى الرغم من ذلك عدُّوها متنافرة، ولكن العلامة "ابن الأثير" رجع عن ذلك وناقَضَ نفسه بقوله: "فإن حاسة السمع هي الحاكمة في هذا المقام بحُسن ما يحسن من الألفاظ وقُبح ما يقبح، وقد ورد من المتباعد المخارج شيءٌ قبيح أيضًا، ولو كان التباعد سببًا للحسن، ما كان سببًا للقبح؛ إذ هما ضدان لا يجتمعان"[6]، والحق هنا أن المَخرَج لا علاقة له بالتنافر، فكيف يكون لبُعد المخارج وقربها سلطانٌ في تحديد فائدة اللفظ؟

 

وعلى ذلك ينبغي أن ينظر في مبحث التنافر إلى المقام والذوق والسمع؛ لعدم تحديد العلماء ضابطًا يحدُّه، يقول العلامة "التفتازاني": "بل هذا أمر ذوقيٌّ، فكل ما عدَّه الذوق الصحيح ثقيلًا متعسِّر النطق، فهو متنافر، سواء كان من قرب المخارج أم بُعدها أم غير ذلك؛ ولهذا اكتفى المصنِّف بالتمثيل، ولم يتعرض لتحقيقه وبيان سببه؛ لتعذر ضبطه، فالأَولى أن يحال إلى سلامة الذوق"[7].

 

ومما تُجُوهِل فيه دور المقام والمعنى قول "ابن بابك" للوزير لي علي حمد بن أحمد[8]، من الطويل:

حَمَامَةَ جَرْعَى حَوْمَةِ الجَنْدَلِ اسْجَعِي
فَأَنْتِ بِمَرْأًى مِنْ سُعَادَ ومَسْمَعِ
سقاكِ رَذاذٌ من ندى الطلِّ واشحٌ
كما انحلَّ خيطُ اللؤلؤِ المتقطعِ
فلي مقلةٌ ترقى بوادر مائها
فيبعثها خفضُ الهذيل المرجَّعِ
ووجد تراخى من سِياتِ ضُلُوعِهِ
تخلص أنَّات الحزينِ المفجَّعِ

 

تتابَعَت الإضافات، فأُضيفت "حمامة" إلى "جرعى" و"حومة" إلى "الجندل"، وقد عُدَّ ذلك من العيوب المخلَّة بفصاحة الكلام، يقول الشيخ "عبدالقاهر": "ومن شأن هذا الضرب أن يدخُله الاستكراه، قال الصاحب بن عباد: "إياك والإضافات المتداخلة؛ فإن ذلك لا يحسُن"، وذكر أنه يستعمل في الهجاء؛ كقول القائل:

يَا عَلِيَّ بنَ حَمْزَةَ بنِ عُمَارَهْ *** أَنْتَ واللهِ ثَلْجَةٌ فِي خِيَارَهْ


ولا شُبْهَة في ثقل ذلك في الأكثر، ولكنه إذا سلم من الاستكراه لَطُف ومَلُح، ومما حَسُن فيه قول ابن المعتز أيضًا:

وظلَّتْ تديرُ الرَّاحَ أيدي جَآذرٍ *** عِتَاقِ دنَانيرِ الوجُوهِ مِلاحِ


ومما جاء منه حسنًا جميلًا قول الخالدي في صفة غلام له:

ويَعْرِفُ الشِّعْرَ مِثْلَ مَعْرِفَتي
وهْوَ عَلَى أَنْ يَزِيدَ مُجْتَهِدُ
وصَيْرَفِيُّ القَرِيضِ وَزَّان دِي
نارِ المَعَانِي الدِّقَاقِ، مُنْتَقِدُ"[9]

 

الحكم الذي أطلقه الشيخ "عبدالقاهر" - وهو الكراهة والثقل في الأكثر - ليس معللًا بأسباب توضِّحه، فذكر أن التتابع يستعمل في الهجاء؛ ولذلك يُستكره، ثم أورد شواهد حسُن فيها التتابع في الغزل ووصف الغلام، وهذا يناقض استعماله في الهجاء، والبيت الذي أورده مثالًا على الهجاء ليس هجاء حقيقةً، ولكن الإضافات اطردت في سهولة لخروجها مخرج السخرية والتهكُّم والهزل.

 

ولينظر في وزن البيت:

حَمَامَةَ جَرْعَى حَوْمَةِ الجَنْدَلِ اسْجَعَي
فَأَنْتِ بِمَرْأًى مِنْ سُعَادَ ومَسْمَعِ
حمام/ ةجرعى حو/ مةلجن/ دلسجعي
فأنت/ بمرأنمن/ سعاد/ ومسمعي
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن

 

تكررت النغمة الموسيقية المنسجمة المطردة، وجاء زحاف القبض بحذف الخامس الساكن من التفعيلة (فعولن) لتصبح (فعول) في أماكن متساوية، كما جاء العروض والضرب تامَّينِ محذوفين بحذف الخامس الساكن، وهذا مطَّرد في بحر الطويل لوجود التصريع في مطلع القصيدة، والنغمة المكرورة أقل عبئًا على الذاكرة السمعية وأيسر في إعادتها وترديدها، فإذا أنشدنا البيت وكرَّرناه، لا نشعر بثقل تكرير الإضافات، فتكرار الكسرة الرقيقة مناسب لمقام التغزُّل والشكوى وسجع الحمام، فما الضابط الذي جعل تكرار الإضافات وتتابعها ثقيلًا هنا، وحسنًا مليحًا في قول "ابن المعتز"؟ لا يوجد تعليل مسوِّغ لذلك.

 

يقول العلامة التفتازاني معترضًا: "وفيه نظر؛ لأن كلًّا من كثرة التكرار وتتابع الإضافات إن ثَقُل اللفظ بسببه على اللسان، فقد حصل الاحتراز عنه بالتنافر، وإلا فلا يخل بالفصاحة"[10].

 

وقد تكرَّرتْ حركة الضم مرتين في كلمة واحدة في قول أبي نواس:

ما أحلَّ اللهُ ما صنعتْ
عَيْنُه تلك العيشةَ بي
قتلتْ إنسانُها كبدي
بسهامٍ للردَى صُيُبِ

 

فجمع صائب على (فُعُل) بضمتين دون صوائب أو صائبات أو صُيَّب، مما قبَّح الكلمة فجاءت غثة كريهة، نابية من السمع، نافرة على اللسان، هل وجد هذا في بيت "ابن بابك" على الرغم من تكرار الكسرة في أكثر من كلمة واحدة؟

 

وكذلك عِيبَ التكرار في قول المتنبي من الطويل:

وَتُسْعِدُنِي فِي غَمْرَةٍ بَعْد غَمْرَةٍ *** سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيهَا شَوَاهِدُ

 

عُدَّ من المعاظلة اللفظية؛ لتكرار حروف الصلات (لها، منها، عليها)، وتتابُع الإضافات، يقول العلامة "ابن سنان": "والحروف التي تربط بعض الكلام ببعض، وتدل على معنى في غيرها - كما يقول النحويون - يقبُح تكرارُها في الكلام، وإن اختلفت ألفاظها؛ وذلك لأنها جنس واحد ومشتركة في المعنى، وإن تميَّزت فائدة بعضها من بعض، ومما يسهِّل الأمرَ فيها قليلًا وقوعُ الفصل بينهما بكلمة من غيرها، فإما أن ترد على نحو ما قال أبو الطيب: وَتُسْعِدُنِي... فذلك العيب الذي لا يتوجه عذر فيه"[11].

 

تكرار الضمير (ها) في البيت احتراز من الإلباس، فلو أعاد ذكر الفرس السبوح باسمها الظاهر وتكرر ذلك ثلاث مرات، لَتُوُهِّمَ التغاير بينها، أما تكرار الضمير فلا لبس فيه، وورد سهلًا مستساغ النطق، وبدون تعقيد معنوي أو لبس.

 

لماذا عدَّ العلماء أن الحروف لا تدل على معنى مستقلة بذاتها، مع أن باقي أنواع الكلمة (الاسم والفعل) لا يدل بذاته على معنى تام يحسن السكوت عليه ويفيد فائدة تامة؟ فالألفاظ تتلوَّن دلالاتها على حسب المقام الذي ترد فيه وكذلك الحروف، فـ"اللام" تفيد اختصاص هذه الفرس بصفات النجابة والسرعة والخفة؛ لكونها نابعة من ذاتها دون حثٍّ أو زجر، ولا يعبر بالملك هنا؛ إذ لا يصلح ملك الصفات، وأفادت "من" التجريد، فجرد من ذات الفرس فرسًا أخرى مثلها شاهدة على سرعتها وخفتها ونجابتها؛ مبالغةً في كمال هذه الصفات فيها، ثم جاءت "عليها" متأخرة لتفيد معنى المراقبة واللزوم والشمولية والديمومة[12].

 

فالفرس تختص بصفات النجابة والسرعة والخفة، ويفيض ذلك عليها ويغمرها حتى صارت يُنتزع منها فرسٌ أخرى مثلها في الصفات، وجاءت (عليها) لتفيد أن هذه الصفات لازمة للفرس السبوح، ولها من نفسها رقيب شاهد دائم يتتبع كلَّ صفاتها الحسنة.

 

جاء التكرارُ غير متكلَّف؛ فالمعنى متسق اتساقًا يشغل النفس، وتكرُّرُ المقطع (ها) الذي يحتوي على تكرار ثلاث ألفات مدٍّ يسبقها حركة مجانسة وهي الفتحة على أبعاد متقاربة - يكسب الكلامَ إيقاعًا مبهجًا حسنًا، وبذلك يمتد الصوت مسافة أطول لسعة مخرج المد وخفته، فيأتي مجانسًا للفكرة والإحساس الممتزج بها؛ ليعطي هذه الفرسَ قوةَ تصويرٍ لسهولة جريها وانسيابها، فثلاث مدَّات مع التكرار أعطى تنغيمًا داخليًّا له أسرُه.

 

ولينظر في وزن البيت من الطويل:

وَتُسْعِدُنِي فِي غَمْرَةٍ بَعْد غَمْرَةٍ
سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيهَا شَوَاهِدُ
وتسع/ دنيفيغم/ رتنبع/ دغمرتن
سبوحن/ لهامنها/ عليها/ شواهدو
//o//o//o/o//o/o/o///o
//o//o//o/o//o/o/o//o/o
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

 

الوزن مستقيم، والموسيقا تنساب كالماء في الجدول، والتكرار يضع في أيدينا مفتاحًا للفكرة المتسلِّطة على الشاعر، وهو أسلوب جهوري يناسب المدح والتغنِّي به، ويقرع الأسماع بالكلمة المثيرة.

 

تجري نغمات الشطر الأول عذبةً بلا توقف إلا مع المرتكز الإيقاعي، وهو سكون التنوين المكرر في (غمرة)، أما الشطر الثاني فإن تكرار الضمير هو منبع الموسيقية والجمال، فبعد "لها" وقفة، وبعد "منها" وقفة، وبعد "عليها" وقفة.

 

وقد تكرر الضمير (ها) ثلاث مرات، وهو غاية الحسن في قوله تعالى: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 8]، وليس قبيحًا مستكرهًا في السمع والنطق.

 

وتكرَّرت "مِنْ" الجارة، و"مَن" الموصولة في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43]، وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ لا تَجِد لكَ بِهِ عَلَينَا وَكِيلا ﴾ [الإسراء: 86].

 

كما تكرر الحرف الواحد (الكاف)، وتكررت الإضافات وجاء حسنًا في قول الشابي:

عَذْبَةٌ أَنْتِ كَالطُّفُولَةِ، كَالأَحْ
لَامِ كَاللَّحْنِ، كَالصَّبَاحِ الجَدِيدِ
كَالسَّمَاءِ الضَّحُوكِ، كَاللَّيلَةِ القَمْ
رَاء، كَالْوَرْدِ كَابْتِسَامِ الوَلِيدِ

 

كرَّر الشاعرُ حرف "الكاف" وآثره على "واو" العطف؛ لأنه يجدد التشبيه ويقوِّيه محتفظًا له بيقظة القارئ كاملة[13]، ولا ريب أن المعنى يفقد كثيرًا لو قال الشاعر:

عذبة أنت كالطفولة والأحــ *** ـلام...

 

فلا ضابطَ يعوَّل عليه في معرفة ثقل التكرار وتتابع الإضافات إلا مراعاة المقام وحاسة السمع، حتى إن العلامة "ابن سنان" نفسَه بعد أن ذكر أن تكرار الحروف عيب، رجع عن ذلك، وجعل السمع مرجعًا في القبح؛ يقول: "... وليس تحتاج إلى دليل على قبحه للتكرار أكثَرَ مِن سماعه"[14].

 

ومن الشواهد المشهورة في كتب البلاغة شاهدًا على تنافر الكلمات قولُ أبي تمام:

كَرِيمٌ مَتَى أَمْدَحْهُ أَمْدَحْهُ وَالوَرَى *** مَعِي وَمَتَى مَا لُمْتُهُ لُمْتُهُ وَحْـدِي

 

هذا المثال يمكن أن يُبحث في مبحث التكرار، بدلًا من أن يدرج في مبحث تنافر الكلمات، ولننظر هل التكرارُ هنا متنافر كما رأى العلماء؟

فعل الشرط وجوابه (أمدحه) مقترنان في الوجود دائمًا ومتلازمان وبينهما اتصال وثيق، فجملة الجزاء مكمِّلة لمعنى جملة فعل الشرط، فلا تحتاج لرابط خارجيٍّ، فترك العطف بينهما لكمال الاتصال؛ لما بينهما من ربط معنويٍّ يفصل بينهما، وهذا الفصل يُحدِث سكتة ووقفة بين الفعل والجزاء، وبذلك يتلاشى ثقل التكرار، يقول الدكتور عيد شبايك: "منشأ الصعوبة هنا بسبب جزم الفعل بالسكون، فالكلمة قبل أن تُجزم لا نجد بها صعوبة كبيرة في النطق حتى لو كرَّرناها أكثر من مرة، أما الانتقال من "الحاء" الساكنة إلى "الهاء" المضمومة فهو الذي يجعلنا نقف وقفة قصيرة جدًّا قبل الانتقال من "الحاء" إلى "الهاء"، فيحس القارئ ببعض الصعوبة، ولو أنشدنا البيت مستعينين بوسائل اللغويِّين من النبر والتنغيم، لساعد ذلك كثيرًا في انتفاء الصعوبة، فلا ينشد البيت وفق التقطيع العروضي؛ وإنما ينبغي أن يُنشد على الوجه التالي:

كَرِيمٌ، مَتَى أَمْدَحْهُ، أَمْدَحْهُ وَالوَرَى مَعِي، وَإِذَا مَا لُمْتُهُ، لُمْتُهُ وَحْدِي

... وبناءً على ذلك، فالبيت خالٍ من التنافر، ولا بد من مراعاة السياق الموقفي والحال النفسيِّ للشاعر"[15]، وبالتقطيع العروضي للبيت:

كَرِيمٌ مَتَى أَمْدَحْهُ أَمْدَحْهُ وَالوَرَى
مَعِي وَمَتَى مَا لُمْتُهُ لُمْتُهُ وَحْدِي
//o//o//o/o//o/o/o//o/o
//o/o/o//o///o/o/o///o
كريم/ متى أمدح/ هأمدح/ هولورى
معي و/ متى ما لم/ تهولم/ تهووحدي
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعول مفاعيلن فعولن مفاعيلن

 

يتلاشى الثقل أيضًا للوقوف على "الحاء" الساكنة في التفعيلة الثانية، وعدم اجتماع حروف الحلق متتابعة، فتكرار (أمدحه أمدحه) توكيد، ويخاف من تركه وقوع الغلط والنسيان والاستهانة بقدر الممدوح، فمقامُه باعث على التأكيد.

 

يقول " ابن سنان": "وإذا ثبت ما ذكرناه، فقد بان أن تكرار الحروف والكلام يذهب بشطر من الفصاحة، وقد كان بعض العلماء بالشِّعر يعيب في قول أبي تمام: (كريم...) تكرُّر حروف الحلق، على سلامة المعنى واختيار الألفاظ"[16].

 

نظروا إلى تكرر حروف الحلق في الكلمة، ولم ينظروا للتركيب كاملًا، فقد تكررت أداة الشرط (متى) وفعل الشرط وجوابه (لمته) دون فاصل مرتين، ولم يلتفتوا لذلك، فاللفظ يعادُ عند قصد التأكيد، يقول "الجاحظ": "وليس في الأرض لفظ يسقط ألبتة، ولا معنى يبور، حتى لا يصلح لمكان من الأماكن"[17]، فتكرر أداة الشرط (متى) لتوكيد المدح وتقويته؛ وذلك لإبهام الزمان في "متى"، فالأزمنة أكثر من أن يحاط بها، وأفاد الإبهام حُسن أفعال الممدوح، وتفرَّع على ذلك استمرارية مدحه في كل وقت، ودخلت "ما" على "متى" في الشطر الثاني مؤكدة وتزيدها إبهامًا، وازدادت المجازاة بها حسنًا[18]، فتحقق وقوع اللوم من الشاعر منفردًا إن أراد اللوم وتقرَّر ذلك، فالمدح مُجمَعٌ عليه، أما اللوم، فقد انفرد به الشاعر.

 

وقد ورد تكرار الصيغ متتابعة وغير متتابعة وجاءت حسنة مستساغة في قوله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 46]، تكررت صيغة السمع بدون تنافر أو ثقل، ولننظر إلى قول الشاعر:

إنَّ المليحَ مَليحٌ *** يُحَبُّ فِي كُلِّ لَوْنِ

 

وكذلك قول الشاعر:

ولا خيرَ في وُدِّ امرئٍ مُتلوِّنٍ *** إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حيثُ تَميلُ

 

وقول أبي الطمحان:

نجومُ سماءٍ كلَّما غابَ كوكبٌ *** بَدَا كوكبٌ تأوي إليه كواكبُهْ

 

هل عُدَّ التَّكرار هنا تنافرًا؟

النطق مدار الخفة والثقل.



[1] مدرس البلاغة والنقد بجامعة الأزهر.

[2] الإيضاح، ص21.

[3] المفتاح، ص161.

[4] لسان العرب، مادة (شزر).

[5] (مستفعل): تدل على الطلب والمطاوعة، والمبالغة في الشيء، والتكلف؛ شرح المفصل 6/442.

[6] المثل السائر، 1/224: 225.

[7] المطول، ص17.

[8] ديوان ابن بابك، مخطوط، مكتبة برلين.

[9] دلائل الإعجاز، ص104.

[10] المطول، 23.

[11] سر الفصاحة، ص105.

[12] ينظر معنى حرف الجر "على" في العربية 3؛ د. رشيد الجراح

[13] قضايا الشعر المعاصر، نازك الملائكة، ص239.

[14] سر الفصاحة، 97.

[15] الشاهد الشعري في مبحثي الفصاحة والبلاغة؛ د. عيد شبايك، 23 /10 /2010م - 9 /3 /1431هـ شبكة الألوكة.

[16] سر الفصاحة، ص102.

[17] البيان والتبيين، 1 /93.

[18] شرح المفصل، 3 /131 وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • حذف حروف المعاني للضرورة
  • تلاؤم المعاني في سورة الرعد

مختارات من الشبكة

  • شرح مائة المعاني والبيان (علم المعاني - أحوال الإسناد الخبري)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الشواهد النحوية الشعرية في تفسير روح المعاني للألوسي البغدادي (دراسة في الثلث الأول من التفسير)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • شواهد معاني القرآن وإعرابه للزجاج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة كشف معاني البديع في بيان مشكلات المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • اختلاق الأوجه والمعاني في كتب حروف المعاني (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشاهد النحوي في كتاب: مصابيح المغاني في حروف المعاني لابن نور الدين المَوزعي (825 هـ)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • شواهد ومشاهد (4)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شواهد ومشاهد (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شواهد ومشاهد (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرح شواهد قطر الندى لصادق الفحام (ت 1205 هـ) دراسة وتحقيق(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- مدح
ندى إبراهيم عبدالحافظ - مصر 10-10-2021 11:23 PM

جهد كبير جدا مبذول وشرح مفصل سلمت يدك يا دكتورة شيماء

1- تعقيب
شيماء توفيق - مصر 23-03-2021 06:23 PM

أرحب بالنقد البناء والمناقشة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 0:32
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب