• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسباب ظاهرة التسول في المساجد من وجهة نظر أئمة ...
    محمد مودودي الكاميروني
  •  
    قصة مقاطعة الإمام أحمد بن حنبل لولديه صالح وعبد ...
    طلال بن جميل بن محمد الحبيشي
  •  
    التبيان في علوم القرآن (PDF)
    د. غمدان بن أحمد شريح آل الشيخ
  •  
    رسالة بعنوان: كيف يستثمر المسلم وقته: فوائد ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    المندوبات في الوصايا عند الحنابلة: دراسة فقهية ...
    سمر بنت عبدالرحمن بن سليمان السكاكر
  •  
    نيل المطالب بأربعين حديثا من الفضائل والمناقب ...
    بكر البعداني
  •  
    النور الساطع من صحيح الجامع (PDF)
    أبو محمد محمود بن علام الكردوسي
  •  
    منهج أبي بكر بن العربي وآراؤه في الإلهيات (PDF)
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    هل هناك فرق بين (رب المشرِق والمغرِب)
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ربحت الإسلام دينا ولم أخسر إيماني بالمسيح عليه ...
    محمد السيد محمد
  •  
    الخرقي وكتابه: "المختصر في الفقه" (PDF)
    نورة بنت إبراهيم بن محمد التويجري
  •  
    أسس بناء المنهج من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

التحذير من الترف والرفاهية (خطبة)

التحذير من الترف والرفاهية (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/9/2023 ميلادي - 21/2/1445 هجري

الزيارات: 10314

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التَّحْذِيرُ مِنَ التَّرَفِ والرَّفَاهِيَةِ

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: التَّرَفُ: هو مُجَاوَزَةُ حدِّ الاعتدال في النِّعْمَةِ، والإكثارُ من النِّعَمِ الجَالِبَةِ للرَّفاهِيَةِ. والمُتْرَفُونَ: هم الذين أبطرتهم النِّعْمَةُ وسَعَةُ العَيشِ، وحرصوا على الزيادة من الملذَّاتِ والمُلْهِيَاتِ، وسَعَوْا إلى بلوغ الغاية في أنواع التَّرَفِ؛ من المآكِلِ، والمَشارِبِ، والمساكِنِ، والمراكِبِ، والمُبالَغَةِ في شِراءِ أنواعِ الماركاتِ العالمية بأسعارٍ خيالية، والمُبالَغَةِ في احْتِفَالاتِ الزَّفافِ وما يُصاحِبُها، والمُبالَغَةِ في الألعاب والتَّرفيهِ والتَّرْوِيحِ عن النَّفْسِ، والمُبالَغَةِ في استخدام الخَدَمِ، ونحوِ ذلك.

 

والتَّرَفُ مَذْمُومٌ؛ لأنه مِنْ أَسْبَابِ الهَلاكِ والعَذابِ، وهو مِنْ صِفَاتِ الظَّالِمين والمُجْرِمين، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 116]. أي: اتَّبَعوا ما هم فيه من النَّعِيمِ والتَّرَفِ، ولم يبغوا به بدلًا؛ فكانوا ظالمين لأنفسهم؛ باتِّباعهم مَا أُتْرِفُوا فِيهِ، فلذلك حَقَّ عليهم العقابُ، واستأْصَلَهُمُ العذابُ.

 

والتَّرَفُ سَبَبٌ لِلْهَلاكِ في الدُّنْيا؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 11-13]. فيُقال لهم ذلك على وَجْهِ التَّهَكُّمِ بهم؛ فلا يُفيدكم سُرْعَةُ ‌الرَّكْضِ والنَّدَمِ، ولكن إنْ كان لكم اقْتِدارٌ؛ فارجعوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ؛ من اللذَّاتِ، والمُشْتَهَياتِ، ومَساكِنِكُم المُزَخْرَفاتِ، ودُنياكُمْ التي غرَّتْكُمْ وأَلْهَتْكُمْ! وهيهاتَ هيهاتَ، أين الوصولُ إلى هذا؟ وقد فات الوقتُ، وحَلَّ بِكُمُ العِقابُ والمَقْتُ، وذَهَبَ عنكم عِزُّكُمْ وشَرَفُكُمْ ودُنْيَاكُمْ.

 

والتَّرَفُ سَبَبٌ لِعَذابِ الآخِرَةِ؛ قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]. وسببُ إضاعَتِهِمْ للصَّلاةِ: هو اتِّباعُهم للشَّهَوات، وانْغِماسُهم في المَلَذَّات، وعذابهم في الآخرة مُضاعَفًا شديدًا.

 

وفَسَادُ المُتْرَفين لا يَقْتَصِرُ عليهم؛ بل يَتَعَدَّى إلى غَيرِهِمْ، فيُهْلِكونَ أقْوامَهُمْ بسبب تَرَفِهِمْ، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].

 

والتَّرَفُ سَبَبٌ لِلقُعودِ عَنِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ قال تعالى: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]. فهؤلاء المنافقون المُتْرَفون لم يُطِيقوا الجِهادَ بسبب المَشَقَّةِ والحَرِّ، واعتادوا الظِّلالَ والأماكِنَ البارِدَةِ! فكان جزاؤهم الحَرَّ الشَّدِيدَ الذي ‌لَا ‌يُقْدَرُ ‌قَدْرُهُ؛ وهي النَّارُ الحامِيَةُ.

 

والتَّرَفُ سَبَبٌ لِلاعْتِراضِ على أَقْدارِ اللهِ؛ قال سبحانه: ﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15، 16]. فهذه هي حال المُتْرَفِ؛ إذا أَنْعَمَ اللهُ عليه بالرِّزْقِ والنِّعَمِ، يقول: إنَّ ربِّي أَكْرَمَنِي؛ لأنه يُحِبُّنِي! وإذا ابْتُلِيَ بأنواعِ المكارِهِ تراه يَعْتَرِضُ ويَجْزَعُ، ولا يصبر على ما أصابه، كلُّ ذلك بسب التَّرَفِ.

 

عباد الله.. إنَّ التَّوْسِعَةَ في النِّعَمِ إنَّمَا هِيَ امْتِحَانٌ وابْتِلاءٌ، خلافًا لِمَا يعتقده كثيرٌ من المُتْرَفِين؛ فإنهم يَظُنُّون أنَّ النِّعَمَ التي تأتيهم علامةٌ على رِضَا ‌اللَّهِ عَنْهُمْ! وكيف يَرْضَى اللهُ تعالى على المُتْرَفِ الذي عَصَاه، واسْتَعْمَلَ نِعْمَتَهُ في البَطَرِ والتَّكَبُّرِ؟! وعندما رأى الكُفَّارُ كَثْرَةَ الأموالِ والأولادِ؛ قالوا: ﴿ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِين ﴾ [سبأ: 35]. فأخبَرَهم اللهُ تعالى بِعَدَمِ صَوَابِ اعْتِقادِهِمْ: ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُون ﴾ [37]. وقد بَيَّنَ اللهُ لهؤلاء المُتْرَفِين؛ أنَّ إنعامَه عليهم إنما هو مِن بابِ الاسْتِدْراجِ، فقال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56].

 

والنِّعَمُ الدُّنْيَوِيَّةِ سَبَبٌ لِزَوالِ النِّعَمِ الأُخْرَوِيَّةِ، فهناك أناسٌ تُعَجَّلُ لهم طيِّباتُهم في الدُّنيا؛ قال سبحانه: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20]. قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ رحمه الله: (لَيَفْقِدَنَّ ‌أَقْوامٌ ‌حَسَناتٍ كَانَتْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، فَيُقَالُ لَهُمْ: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ﴾).

 

وهذا النَّعِيمُ مِمَّا يُسْأَلُ عنه العبدُ يَومَ القِيامَةِ؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]. قال مُجَاهِدٌ رحمه الله: (عَنْ ‌كُلِّ ‌لَذَّةٍ ‌مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا). فَسَيُسْأَلُ عن كٌلِّ نَعِيمٍ؛ هل أدَّى شُكْرَه أَمْ لا؟ ولَمَّا أَكْرَمَ الأنصارِيُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بَكْرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهم؛ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، وَذَبَحَ لَهُمْ؛ فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ، وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ» رواه مسلم.

 

والتَّرَفُ – فِي أَغْلَبِ أَحْوالِه – قَائِمٌ على الغِنَى، ومَبْنِيٌّ عليه، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِلَازِمٍ له؛ فكم مِنْ غَنِيٍّ عاش حياةَ البُخلاء، وأصاب أهلَه البؤسُ والعَوَزُ! وكم مِنْ فقيرٍ حَرَصَ على توفيرِ النِّعَمِ، وتحصيلِ المَلَذَّاتِ والشَّهَواتِ من كُلِّ طريقٍ، حتى رَكِبَتْهُ الدُّيونُ لأجلِ ذلك!

 

وليس المقصودُ أنْ يَتَخَلَّى الإنسانُ عن أموالِه وتِجارَتِه ومُمْتَلَكاتِه حتى يَبْتَعِدَ عن التَّرَفِ؛ بل من المُمْكِنِ أنْ يبقى مُحافِظًا عليها ولا يكون مُتْرَفًا، فيُتَاجِرُ ويُنْفِقُ على نفسِه وأهلِه بالمعروف، ويَتَصَدَّقُ على الفقراءِ والمساكينِ، ويُبْقِي من المال ما يُقِيمُ به تِجارَتَه وحَياتَه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ التَّرَفِ:

1- طُولُ الأَمَلِ، ونِسْيَانُ الموتِ.

 

2- التَّقْليدُ الأَعْمَى، فيتأثر ببعضِ السُّلوكِيَّاتِ السَّلبيةِ في المجتمع.

 

3- سوءُ التربيةِ، وضَعْفُ التَّوجيهِ الصحيحِ للأبناء.

 

4- كثرةُ المالِ، ووَفْرَةُ النِّعَمِ، فيدفع صاحبَه إلى البَذْخِ والإِنْفاقِ في غيرِ حاجَةٍ؛ تَرَفًا ومُباهاةً وحُبًّا للظهور!

 

5- حُبُّ الشَّهَواتِ، وهو حُبٌّ غَرِيزِيٌّ: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]. وأصلُ هذه المَحَبَّةِ لا لَوْمَ فيها، لكن المحظور أنْ تُقدَّم هذه الأشياءُ على حُبِّ اللهِ تعالى ورسولِه صلى الله عليه وسلم، فمَلَذَّاتُ الدنيا كلها بمنزلةِ الخَمْرِ؛ إذا أَدْمَنَها الإنسانُ صَعُبَ عليه فِرَاقُهَا.

 

6- كَيْدُ الأعداءِ؛ لأنَّهم أدركوا أنَّ التَّرَفَ هو بوابةُ هلاكِ الأُمم. قَالَتِ اليهودُ – في بروتوكلاتهم: (سَنُشَجِّعُ حُبَّ التَّرَفِ المُطْلَقِ). وقالوا أيضًا: (سَنُلْهِي النَّاسَ بأنواعٍ شتَّى مِنَ المَلاهِي، والألعابِ، ومُزْجِياتِ الفَراغِ).

 

ومِنَ الآثَارِ السَّيِّئَةِ لِلتَّرَفِ:

1- تَعْبِيدُ القلبِ لغيرِ اللهِ تعالى؛ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وصَفَ المُتْرَفِين بأنهم عَبِيدُ الدَّنانيرِ والدَّراهِمِ والخَمَائِصِ؛ لأنهم يوالون لأجلِها، ويُعادون لأجلِها، ويفعلون كلَّ شيء في سبيلها.

 

2- التَّعَلُّقُ بالدنيا، والإعراضُ عن الآخرة، قال ابنُ القيمِ رحمه الله: (إذا زَهِدَتِ القلوبُ ‌في ‌مَوائِدِ ‌الدُّنيا؛ قَعَدَتْ على مَوائِدِ الآخرةِ بين أهلِ تلك الدَّعوة، وإذا رَضِيتْ بموائِدِ الدُّنيا؛ فَاتَتْها تلك المَوائِدُ).

 

3- انْشِغالُ القلبِ بتحقيق السَّعادة الوَهْمِيَّةِ، وهي سرابٌ لا يَتَحَقَّقُ.

 

4- مُشاركة الفُسَّاقِ في فِسْقِهِمْ ومُجونِهِمْ. قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: مَا الَّذِي زَهَّدَكَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: ‌قِلَّةُ ‌وَفَائِهَا، وَكَثْرَةُ جَفَائِهَا، وَخِسَّةُ شُرَكَائِهَا.

 

5- أجْسَادُ أهلِ التَّرَفِ لا تَتَحَمَّلُ المَشاقَّ، وتُصابُ بالأمراضِ لأدنى الأسباب؛ لأنَّ التَّرَفَ يُؤَثِّرُ على الصِّحَّةِ، ويَجْعَلُ مُقاوَمَةَ الأمراض ضَعِيفةً، ويَجْعَلُ الإنسانَ غيرَ قادرٍ على مُواجَهَةِ شدائِدِ الحياة.

 

6- التَّرَفُ مَضْيَعَةٌ للوقت؛ لأنَّ المُتْرَفَ يَسْتَهْلِكُ الأوقاتَ بحثًا عن الملذَّاتِ والشَّهَواتِ.

 

7- التَّرَفُ يقود إلى التكاسل عن العبادات.

 

8- التَّرَفُ يُفْسِدُ المُجْتَمَعات، فيَقِلُّ فيه الإنتاجَ الزِّراعي والصِّناعي والتِّجاري؛ لأنَّ الجميعَ يسعى إلى أنواعِ التَّرَفِ والمَلَذَّاتِ التي تستهلك الأوقاتَ والصِّحَّةِ.

 

ومِنْ عِلَاجِ التَّرَفِ:

1- عَدَمُ تَعوِيدِ النَّفْسِ على الرَّاحَةِ والدَّعَةِ والكَسَلِ.

 

2- الزُّهْدُ في الدُّنيا والتَّقَلُّلُ من مُتَعِها.

 

3- أنْ يَنْظُرَ الإنسانُ إلى مَنْ هو دُونَه في الدُّنيا، ولا يَنْظُرْ إلى مَنْ فَوقَه.

 

4- تَقْصِيرُ الأَمَلِ.

 

5- النَّظَرُ في سِيَرِ الصَّالِحين والزُّهَّادِ.

 

6- أَنْ يَتْرُكَ الإنسانُ بعضَ النَّعِيمِ الذي يَقْدِرُ عليه.

 

7- مُشَارَكَةُ الفُقَراءِ في طَعامِهِمْ وشَرابِهِمْ.

 

اللهم أصْلِحْ لنا نياتنا وذرياتنا، واجْعَلْ عَيْشَنَا كفافًا، وأَمْرَنَا سَدَادًا.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المحصول الفكري وهشاشة أجيال الرفاهية
  • الاستخدام الرشيد للمال من أسباب الرفاهية
  • الأبناء بين الرفاهية والتربية
  • سلبيات في الرفاهية الأسرية

مختارات من الشبكة

  • البناء والعمران بين الحاجة والترف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الافتتان والاغترار بالدنيا الفانية والإعراض عن الآخرة الباقية(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • من مائدة الحديث: التحذير من الإضرار بالمسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من دروس البر من قصة جريج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلب لا يجوز إيذاؤه، فكيف بأذية المسلم؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الموضة وهوسها عند الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: موقف المسلم من فتن أعداء الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (المولود وسننه)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • التوحيد: روح العبادة وأساس قبولها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • طلاب مدينة مونتانا يتنافسون في مسابقة المعارف الإسلامية
  • النسخة العاشرة من المعرض الإسلامي الثقافي السنوي بمقاطعة كيري الأيرلندية
  • مدارس إسلامية جديدة في وندسور لمواكبة زيادة أعداد الطلاب المسلمين
  • 51 خريجا ينالون شهاداتهم من المدرسة الإسلامية الأقدم في تتارستان
  • بعد ست سنوات من البناء.. افتتاح مسجد أوبليتشاني في توميسلافغراد
  • مدينة نازران تستضيف المسابقة الدولية الثانية للقرآن الكريم في إنغوشيا
  • الشعر والمقالات محاور مسابقة "المسجد في حياتي 2025" في بلغاريا
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 5/3/1447هـ - الساعة: 12:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب