• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أفضل الصيغ: جمع لأفضل الصيغ الواردة في التشهد، ...
    أحمد علي سالم أحمد
  •  
    المنهل الروي بشرح منظومة الإمام اللغوي محمد بن ...
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    وفد النصارى.. وصدق المحبة..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لقط الفوائد ونتف الفرائد للإمام العلامة يوسف بن ...
    د. إياد العكيلي
  •  
    التذكير بما ورد في فضل التهجير (PDF)
    سعد بن صالح بن محمد الصرامي
  •  
    شذرات الفوائد من صحيح البخاري (PDF)
    د. ابراهيم شذر حمد الصجري
  •  
    لقاء حول الفتوى والاجتهاد (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية - آداب ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خمسون قاعدة في فقه البيوع (PDF)
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    تدبر سورة العاديات (PDF)
    عبدالله عوض محمد الحسن
  •  
    مع سورة الجن (WORD)
    د. خالد النجار
  •  
    من قصص القرآن والسنة: قصة نبي الله داود عليه ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

خطبة: { والله يعلم وأنتم لا تعلمون }

خطبة: { والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
إبراهيم الدميجي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2022 ميلادي - 2/6/1444 هجري

الزيارات: 10687

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

والله يعلم وأنتم لا تعلمون

 

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحليم العظيم الملك العلَّام، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام، والداعي إلى دار السلام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واستمسكوا بدينه، واعلموا أن ربكم حيي كريم ستير يجيب الدعوات، ويقيل العثرات، ويكشف الكربات؛ ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وعلى الداعي تصديق الوعد بالإجابة، فلا يحمل همها ما دام مستجمعًا أسباب قبولها، عالمًا معاني إجابتها بالتعجيل، أو التأجيل، أو كفاية الشر بقدرها، أو ادخارها حسنات؛ فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نكثر، قال: الله أكثر))[1]؛ قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "ينبغي لمن وقع في شدة ثم دعا ألَّا يختلج في قلبه أمر من تأخير الإجابة أو عدمها؛ لأن الذي إليه أن يدعو، والمدعو مالك حكيم، فإن لم يُجِبْ، فَعَلَ ما يشاء في ملكه، وإن أخَّر، فعل بمقتضى حكمته، ثم ليعلم أن اختيار الله عز وجل له خيرٌ من اختياره لنفسه، فربما سأل سيلًا سال به، ورُوي أن أحد السلف كان يسأل الله عز وجل أن يرزقه الجهاد فهتف به هاتف: "إنك إن غزوتَ أُسرتَ، وإن أُسرتَ تنصَّرتَ".

 

فإذا سلَّم العبد تحكيمًا لحكمته وحكمه، وأيقن أن الكل ملكه، طاب قلبه، قُضيت حاجته أو لم تُقضَ، فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب، وما لم يجب فيه قد بقيَ ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط، فافهم هذه الأشياء، وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال"[2].

 

ومما يعين على الرضا والتسليم اليقينُ بأن تدبير الله للعبد أجدى وأنفع من تدبير العبد لنفسه، وأن العاقبة غيب لا يعلمه إلا مولاه، فخير له أن يرضى بتدبير من هو أرحم به من نفسه، وتأمل قصة الخضر مع موسى عليه السلام في السفينة والغلام والجدار، وما تحتها من معانٍ عظيمة في الرضا والتسليم والحمد والشكر لله رب العالمين؛ قال البغوي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴾ [الكهف: 71]، "قال: ﴿ فَانْطَلَقَا ﴾ يمشيان على الساحل يطلبان سفينة يركبانها، فوجدا سفينة فركباها، وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مرت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول[3]، فلما لججوا البحر أخذ الخضر فأسًا فخرق لوحًا من السفينة))[4]، فذلك قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ ﴾ له موسى ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴾؛ أي: منكرًا، والإمر في كلام العرب: الداهية، وأصله: كل شيء شديد كثير.

 

﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ [الكهف: 72 - 74]، قال أُبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كانت الأولى من موسى نسيانًا، والوسطى شرطًا، والثالثة عمدًا))[5]، ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ [الكهف: 74]، في القصة أنهما خرجا من البحر يمشيان، فمرا بغلمان يلعبون، فأخذ الخضر غلامًا ظريفًا وضيء الوجه، فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال السدي: كان أحسنهم وجهًا، وكان وجهه يتوقد حسنًا، قال ابن عباس: كان غلامًا لم يبلغ الحنث، وهو قول الأكثرين، وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافرًا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا))[6]، ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾؛ أي: منكرًا، قال قتادة: النكر أعظم من الإمر؛ لأنه حقيقة الهلاك، وفي خرق السفينة كان خوف الهلاك.

 

وقوله عز وجل: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا ﴾ [الكهف: 80]؛ أي: فعلمنا، ﴿ أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴾ [الكهف: 80]؛ قال سعيد بن جبير: فخشينا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، ﴿ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً ﴾ [الكهف: 81]؛ أي: صلاحًا وتقوى، ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾ [الكهف: 81]، قال قتادة: أي: أوصل للرحم وأبر بوالديه، قال الكلبي: أبدلهما الله جارية، فتزوجها نبي من الأنبياء، فولدت له نبيًّا فهدى الله على يديه أمة من الأمم.

 

قال مطرف: فرح به أبواه حين وُلد، وحزنا عليه حين قُتل، ولو بقِيَ لكان فيه هلاكهما، فليرضَ امرؤ بقضاء الله تعالى، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب؛ وقال عز وجل: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 82][7].

 

عباد الله: تدبروا قول الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقوله عز وجل: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]؛ قال ابن القيم رحمه الله: فالآية الأولى في الجهاد الذي هو كمال القوة الغضبية، والثانية في النكاح الذي هو كمال القوة الشهوانية، فالعبد يكره مواجهة عدوه بقوته الغضبية؛ خشية على نفسه منه، وهذا المكروه خير له في معاشه ومعاده، ويحب الموادعة والمتاركة وهذا المحبوب شر له في معاشه ومعاده، وكذلك يكره المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها خير كثير لا يعرفه، ويحب المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها شر كثير لا يعرفه.

 

فالإنسان كما وصفه به خالقه ظلوم جهول، فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضره وينفعه مَيله وحبه ونفرته وبغضه، بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه، فأنفع الأشياء له على الإطلاق طاعة ربه بظاهره وباطنه، وأضر الأشياء عليه على الإطلاق معصيته بظاهره وباطنه، فإذا قام بطاعته وعبوديته مخلصًا له، فكل ما يجري عليه مما يكرهه يكون خيرًا له، وإذا تخلى عن طاعته وعبوديته، فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له.

 

فمن صحَّت له معرفة ربه، والفقه في أسمائه وصفاته، علِم يقينًا أن المكروهات التي تصيبه، والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع، التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب، فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها.

 

بارك الله لي ولكم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه؛ أما بعد:

فاتقِ الله يا عبدالله حق تقاته، وانظر إلى غارس جنة من الجنات، خبير بالفلاحة، غرس جنة وتعاهدها بالسقي والإصلاح، حتى إذا أثمرت أشجارها أقبل عليها يفصل أوصالها، ويقطع أغصانها؛ لعلمه أنها لو خُليت على حالها لم تطِبْ ثمرتها، فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة حتى إذا التحمت بها واتحدت، وأعطت ثمرتها، أقبل يقلمها، ويقطع أغصانها الضعيفة التي تُذْهِبُ قوتها، ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها، لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك.

 

ثم لا يَدَعُها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت، بل يعطشها وقتًا ويسقيها وقتًا، ولا يترك الماء عليها دائمًا، وإن كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها، ثم يعمد إلى تلك الزينة التي زينت بها من الأوراق، فيلقي عنها كثيرًا منها؛ لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها، وبين كمال نضجها واستوائها، كما في شجر العنب ونحوه، فهو يقطع أعضاءها بالحديد ويلقي عنها كثيرًا من زينتها، وذلك عين مصلحتها، فلو أنها ذات تمييز وإدراك كالحيوان، لتوهمت أن ذلك إفساد لها وإضرار بها، وإنما هو عين مصلحتها.

 

وكذلك الأب الشفيق على ولده، العالم بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه، بَضَعَ جلده، وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد، وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، وكان ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطِه، ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حمية له ومصلحة، لا بخلًا عليه.

 

فأحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم - إذا أنزل بهم ما يكرهون، كان خيرًا لهم من ألَّا ينزله بهم، نظرًا منه لهم، وإحسانًا إليهم، ولطفًا بهم، ولو مُكِّنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علمًا وإرادة وعملًا، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا.

 

ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبهها فيها إلا نعيم الآخرة، فإنه لا يزال راضيًا عن ربه، والرضا جنة الدنيا، ومستراح العارفين، فإنه طِيبُ النفس بما يجري عليها من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينته إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا، وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك.

 

وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره، فكلما كان بذلك أعرفَ، كان به أرضى، فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة، والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك البتة؛ كما قال في الدعاء المشهور: ((اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تجعلَ القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، ما قالها أحد قط إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحًا قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن))[8]، والمقصود قوله: ((عدل في قضاؤك))، وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم، وسبب ذلك، فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن؛ كما قال: ((والذى نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن))[9] [10].

 

ومن يحمدِ الدنيا لعيشٍ يسرُّه = فسوف – وربي - عن قليل يلومُها

 

اللهم صلِّ على محمد...

 



[1] أحمد (10749) وجوَّد سنده محققوه، والبخاري في الأدب المفرد (710)، والحاكم (1/ 493)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح.

[2] صيد الخاطر (1/ 51) بتصرف يسير.

[3] أي مجانًا بلا أجرة.

[4] البخاري (1/ 218).

[5] البخاري: (5/ 326)، مسلم (4/ 1847-1850).

[6] مسلم (2661).

[7] تفسير البغوي (5/ 190-194) باختصار.

[8] أحمد (3712)، وضعفه محققوه من جهة الجهالة بأبي سلمة الجهني، وأنه راوٍ آخر غير أبي موسى الجهني، وصححه أحمد شاكر، وكان الأرنؤوط قد صححه في تخريج ابن حبان، ثم تراجع عنه هنا، وصححه ابن القيم في إعلام الموقعين (1 /150)، وصححه الألباني في الصحيحة (199)، وقال: "ليس في الرواة من اسمه موسى الجهني إلا موسى بن عبدالله الجهني، وهو الذي يكنى بأبي سلمة، وهو ثقة من رجال مسلم".

[9] مسلم (2999).

[10] الفوائد (1/ 91- 94).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • والله يعلم وأنتم لا تعلمون
  • {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} (خطبة)
  • ماذا يفيدك مدح تعلم أنه أخطأك؟
  • خطبة: ﴿ أتستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير ﴾

مختارات من الشبكة

  • حسن الظن بالله تعالى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حسن الظن بالله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلنا رجال تربية وتعليم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علمتنا الهجرة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عالم الفساد والعفن: السحر والكهانة والشعوذة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: آداب المجالس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية القرآنية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/3/1447هـ - الساعة: 9:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب