• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريقة القرآن المعهودة وأثرها في الترجيح عند ...
    علي أحمد يسلم بن عبيدون
  •  
    ما يستثنى من الآنية وثياب الكفار والميتة من كتاب ...
    مشعل بن عبدالرحمن الشارخ
  •  
    علم مناهج التربية من المنظور الإسلامي (عرض
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    خواطر في الدعوة إلى الله تعالى (PDF)
    ثامر بن مبارك العامر
  •  
    منظومة تنبيه الطلاب بمهمة علم الأنساب (PDF)
    فرحان بن الحسن بن نور الحلواني
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: من قول المؤلف (الأصل ...
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أنوار أذهان الطلاب الغرر في نظم نخبة الفكر، ...
    د. إياد العكيلي
  •  
    خمسون قاعدة في تربية الأبناء (PDF)
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    زبدة العقيدة: شرح أركان الإيمان الستة (PDF)
    خالد بن عبدالله العتيبي
  •  
    ملجأ القضاة عند تعارض البينات (PDF)
    د. بيان محمود سعده
  •  
    متن زكاة العلم (PDF)
    د. أحمد بن محمد بن حسين رفيع
  •  
    توجيهات تربوية من حديث: "اللهم إني أسألك العفو ...
    د. عبدالرحمن سيد عبدالغفار
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في النصيحة والأمانة
علامة باركود

طوبى للغرباء (خطبة)

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/3/2017 ميلادي - 6/6/1438 هجري

الزيارات: 93488

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طوبى للغرباء

 

أَمَّا بَعدُ، فَـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، مِمَّا صَحَّ عَنهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مِن طَرِيقِ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللهُ عَنهُم - أَنَّهُ أَخبَرَ بِغُربَةِ الإِسلامِ في آخِرِ الزَّمَانِ، فَعن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " بَدَأَ الإِسلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبى لِلغُرَبَاءِ " رَوَاهُ مُسلِمٌ. وَعَن سَعدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (( إِنَّ الإِيمانَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبى يَومَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ... )) وَعَن عَبدِاللهِ بنِ عَمرٍو - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَومٍ وَنَحنُ عِندَهُ: " طُوبى لِلغُرَبَاءِ " فَقِيلَ: مَنِ الغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " أُنَاسٌ صَالِحُونَ في أُناسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَن يَعصِيهِم أَكثَرُ مِمَّن يُطِيعُهُم " رَوَاهُمَا الإِمَامُ أَحمَدُ، وَصَحَّحَهُمَا الشَّيخُ أَحمَدُ شَاكِر. إِنَّهَا الغُربَةُ يَا عِبَادَ اللهِ، بَدَأَ بِهَا الإِسلامُ في أَوَّلِ مَبعَثِ الحَبِيبِ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - وَسَيَعُودُ إِلَيهَا كَمَا بَدَأَ بِهَا، وَلَو تَأَمَّلنَا أُمَّةَ الإِسلامِ بَينَ الأُمَمِ الكَافِرَةِ الضَّالَّةِ في شَرقِ الأَرضِ وَغَربِها، لَوَجَدنَاهُم قِلَّةً غُرَبَاءَ، وَقَد صَحَّ عَنهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ أَنَّهَ قَالَ: (( وَمَا أَنتُم في أَهلِ الشِّركِ إِلاَّ كَالشَّعرَةِ البَيضَاءِ في جِلدِ الثَّورِ الأَسوَدِ، أَو كَالشَّعرَةِ السَّودَاءِ في جِلدِ الثَّورِ الأَحمَرِ )).

 

نَعَم - أَيُّهَا الإِخوَةُ - إِنَّ المُسلِمِينَ قَلِيلٌ إِذَا قِيسُوا إِلى مَن في الأَرضِ مِن أُمَمِ الكُفرِ وَالضَّلالِ، وَذَلِكَ مِصدَاقُ قَولِ الخَلاَّقِ العَلِيمِ - سُبحَانَهُ -: " وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ " وَمَعَ قِلَّةِ المُسلِمِينَ وَغُربَتِهِم بَينَ أَهلِ الأَرضِ، فَإِنَّ أَهلَ السُّنَّةِ مِن بَينِ المُسلِمِينَ أَنفُسِهِم أَيضًا قَلِيلُونَ، إِذ إِنَّ المُتَمَسِّكِينَ بِالسُّنَّةِ عِلمًا وَاعتِقَادًا وَقَولاً وَعَمَلاً، كَانُوا وَمَا زَالُوا مُنذُ انقِضَاءِ القُرُونِ المُفَضَّلَةِ هُمُ القَلِيلَ مِن بَينِ النَّاسِ، بَل إِنَّ غُربَتَهُم بَينَ المُسلِمِينَ تَكَادُ تَكُونُ أَشَدَّ وَأَعظَمَ مِن غُربَةِ المُسلِمِينَ بَينَ أُمَمِ الأَرضِ مِنَ الكَافِرِينَ، وَهَذَا مَا أَخبَرَ بِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَن عَوفِ بنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " افتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحدَى وَسَبعِينَ فِرقَةً، فَوَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ وَسَبعُونَ في النَّارِ، وَافتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنتَينِ وَسَبعِينَ فِرقَةً، فَإِحدَى وَسَبعُونَ في النَّارِ وَوَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفتَرِقَنَّ أُمَّتي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبعِينَ فِرقَةً، وَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ وَثِنتَانِ وَسَبعُونَ في النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَن هُم ؟ قَالَ: " الجَمَاعَةُ " فَانظُرُوا كَيفَ أَنَّ أَهلَ السُّنَّةِ وَهُمُ الفِرقَةُ النَّاجِيَةُ، إِنَّمَا هُم فِرقَةٌ وَاحِدَةٌ مِن بَينِ ثَلاثٍ وَسَبعِينَ فِرقَةً، كُلُّهَا فِرَقٌ ضَالَّةٌ زَائِغَةٌ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى شِدَّةِ غُربَتِهِم، وَقِلَّةِ عَدَدِهِم بَينَ المُنحَرِفِينَ. وَمَعَ تِلكَ الغُربَةِ، فَإِنَّ ثَمَّةَ غُربَةً ثَالِثَةً هِيَ غُربَةُ الصَّفوَةِ مِنَ المُؤمِنِينَ، الَّذِينَ هُم وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالصَّالِحِينَ، أُولَئِكُم هُمُ الطَّائِفَةُ المَنصُورَةُ، وَالأُمَّةُ القَائِمَةُ بِالأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَالمُشتَغِلِينَ بِتَعلِيمِ العِلمِ وَالدَّعوَةِ إِلى اللهِ وَالجِهَادِ في سَبِيلِهِ، المُحَارِبِينَ لِلفَسَادِ وَالمُفسِدِينَ المُنَاوِئِينَ لَهُم، وَهَذِهِ الطَّائِفَةُ المَنصُورَةُ، هِيَ الأُمَّةُ الَّتي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَن تُوجَدَ وَتَكُونَ فَقَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلى الخَيرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ ﴾  [آل عمران: 104] وَقَد أَخبَرَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ الصَّافِيَةَ، سَتَظَلُّ بَاقِيَةً في هَذِهِ الأُمَّةِ إِلى أَن يَأتِيَ أَمرُ اللهِ، لا يَضُرُّهَا مَن خَذَلَهَا وَلا مَن خَالَفَهَا وَلا مَن نَاوَأَهَا، حَتَّى يَأتِيَ أَمرُ اللهِ وَهُم ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ.

 

إِنَّ غُربَةَ الإِسلامِ - أَيُّهَا المُؤمِنُونَ - قَدَرٌ لا بُدَّ مِن وُقُوعِهِ كَمَا أَخبَرَ بِهِ الصَّادِقُ المَصدُوقُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ –، غَيرَ أَنَّ هَذِهِ الغُربَةَ لَيسَت دَلِيلاً عَلَى ضَعفِ الدِّينِ، بِقَدرِ مَا هِيَ دَلِيلٌ عَلَى عِزَّتِهِ وَعُلُوِّ شَأنِهِ وَرِفعَةِ مَكَانَتِهِ، وَكَونِهِ غَالِيًا نَفِيسًا عَزِيزَ المَنَالِ، لا يُهدَى إِلَيهِ وَلا يَثبُتُ عَلَيهِ إِلاَّ الصَّفوَةُ مِن خَلقِ اللهِ، وَلِذَا قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " فَطُوبى لِلغُرَبَاءِ " وَهَذَا وَعدٌ مِنهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لَهُم بِالخَيرِ الكَثِيرِ الطَّيِّبِ في الدُّنيَا، وَالأَجرِ العَظِيمِ الوَفِيرِ في الآخِرَةِ، جَزَاءَ مَا صَبَرُوا وَثَبَتُوا وَعَمِلُوا وَبَذَلُوا وَتَحَمَّلُوا، وَلا يُنَافِي نَعِيمَ أَهلِ الإِيمَانِ مَا تَشتَدُّ بِهِ غُربَتُهُم في بَعضِ الأَوقَاتِ حَتَّى في بُلدَانِهِم الَّتي هِيَ قَلبُ الإِسلامِ وَعَوَاصِمُ الخِلافَةِ، وَالمَوَاطِنُ الَّتي طَالَمَا شَهِدَتِ عُهُودَ العِزَّةَ، وَمِنهَا انطَلَقَت جُيُوشُ الجِهَادِ وَكَتَائِبُ الدَّعوَةِ، فَمَعَ مَا يُقَاسُونَهُ وَيُعَانُونَهُ مِنَ التَّعَبِ وَمُجَابَهَةِ أَهلِ السُّوءِ لَهُم، وَالَّتي قَد تَصِلُ إِلى السَّجنِ وَالتَّعذِيبِ وَالتَّنكِيلِ، وَالإِخرَاجِ مِنَ الأَوطَانِ وَالتَّشرِيدِ وَالتَّقتِيلِ، فَإِنَّ في قُلُوبِهِم مِنَ السَّعَادَةِ وَالسُّرُورِ والاطمِئنانِ، وَفي صُدُورِهِم مِنَ الانشِرَاحِ وَالسَّكِينَةِ وَالأُنسِ بِالإِيمَانِ، مَا يُعَدُّ نَعيمًا مُعَجَّلاً وَجَزَاءً حَسَنًا، فَضلاً عَمَّا يَعِيشُونَهُ مِن عَظِيمِ رَجَاءٍ وَشَوقٍ لِلِقَاءِ اللهِ، وأَمَلٍ بِالفَوزِ بِرِضوَانِه وَدُخُولِ جَنَّتِهِ، وَالنَّظرِ إِلى وَجهِهِ الكَرِيمِ، هَذَا عَدَا ثِقَتِهِم بمَا بَشَّرَ بِهِ نَبِيُّهُم أَنَّ بِلادَهُم سَتَبقَى مَوَاطِنَ عِزٍّ لِلإِسلامِ وَمَأرِزًا لِلإِيمَانِ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -:" إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأرِزُ إِلى المَدِينَةِ كَمَا تَأرِزُ الحَيَّةُ إِلى جُحرِهَا " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الإِسلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، وَهُوَ يَأرِزُ بَينَ المَسجِدَينِ كَمَا تَأرِزُ الحَيَّةُ في جُحرِهَا " رَوَاهُ مُسلِمٌ. وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " إِنَّ الشَّيطَانَ قَد أَيِسَ أَن يَعبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ... " رَوَاهُ مُسلِمٌ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " طُوبى لِلشَّامِ، إِنَّ مَلائِكَةَ الرَّحمَنِ بَاسِطَةٌ أَجنِحَتَهَا عَلَيهِ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " سَتُجَنَّدُونَ أَجنَادًا، جُندًا بِالشَّامِ وَجُندًا بِالعِرَاقِ وَجُندًا بِاليَمَنِ " قَالَ عَبدُاللهِ: فَقُمتُ فَقُلتُ: خِرْ لي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " عَلَيكُم بِالشَّامِ، فَمَن أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْتَقِ مِن غُدُرِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَد تَكَفَّلَ لي بِالشَّامِ وَأَهلِهِ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَحمَدُ وَغَيرُهُمَا وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " إِنَّ فُسطَاطَ المُسلِمِينَ يَومَ المَلحَمَةِ بِالغُوطَةِ، إِلى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشقُ، مِن خَيرِ مَدَائِنِ الشَّامِ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " أَتَاكُم أَهلُ اليَمَنِ، هُم أَرَقُّ أَفئِدَةً وَأَليَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكمَةُ يَمَانِيَةٌ " متفق عليه. فَهَذِهِ البِلادُ وَالمَوَاقِعُ، لَن يَزَالَ فِيهَا مَن يَقُومُ بِأَمرِ الدِّينِ وَيَرفَعُ رَايَتَهُ، فَاللَّهُمَّ اجعَلْنَا مِنَ الغُرَبَاءِ الَّذِينَ يَصلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ وَيُصلِحُونَ مَا أَفسَدَ النَّاسُ، وَيَثبُتُونَ عَلَى الإِسلامِ حَتَّى يَلقَوكَ غَيرَ مُبَدِّلِينَ وَلا مُغَيِّرِينَ.

♦ ♦ ♦ ♦


أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، حِينَمَا يَرَى بَعضُ النَّاسِ البَاطِلَ قَد عَلا زَبَدُهُ وَانتَفَخَ وَانتَفَشَ، وَصَارَ لَهُ مُنَظَّمَاتٌ تَرعَاهُ وَقَنَوَاتٌ تَبُثُّهُ وَمُؤَسَّسَاتٌ وَدُعَاةٌ، وَأَنظِمَةٌ تَفرِضُهُ وَتُقَوِّيهِ وَدُوَلٌ تُؤيِهِ وَجُيُوشٌ تَحمِيهِ، فَإِنَّهُ قَد يَغتَرُّ بِهِ وَيَنجَرِفُ إِلَيهِ، أَو يُصَدِّقُ بهِ وَيَشُكُّ في الحَقِّ الَّذِي مَعَهُ، وَقَد يُحبَطُ آخَرُونَ وَيَيأَسُونَ وَيَقنَطُونَ، لَكِنَّ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ لَهُم حَظٌّ مِنِ اطِّلاعٍ عَلَى مَا وَصَفَ بِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - الغُرَبَاءَ، يَعلَمُ أَنَّهُم قَومٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ في أَهلِ سُوءٍ كَثِيرٍ، وَأَنَّ مَن يَعصِيهِم أَكثَرُ مِمَّن يُطِيعُهُم، وَأَنَّهُم مُتَمَسِّكُونَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ حِينَ يَتَمَسَّكَ النَّاسُ بِآرَاءِ الرِّجَالِ أَو يُعرِضُونَ عَنِ الإِسلامِ بِالكُلِّيَّةِ، وَأَنَّهُم دَاعُونَ إِلى القُرآنِ وَالسُّنَّةِ حِينَ يَترُكُ النَّاسُ الدَّعوَةَ إِلَيهِمَا، وَأَنَّهُم صَابِرُونَ عَلَى مَا يَلقَونَهُ مِن إيذَاءٍ وَعِنَادٍ وَمُخَالَفَةٍ وَتَكذِيبٍ، وَحِينَئِذٍ وَحِينَ يَقرَأُ المُؤمِنُونَ نَحوَ قَولِ رَبِّهِم: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكثَرَ مَن في الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [الأنعام: 116] وَقَولِهِ: ﴿ وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103] وَقَولِهِ: ﴿ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يُؤمِنُونَ ﴾ فَإِنَّهُم لا يَستَنكِرُونَ مَا يُصِيبُ المُؤمِنِينَ الغُرَبَاءَ مِنِ ابتِلاءٍ، بَل يَزدَادُونَ صَبرًا وَيَقِينًا، وَيَتَّجِهُونَ إِلى مَن بِيَدِهِ الأَمرُ فَيُعَلِّقُونَ بِهِ قُلُوبَهُم، جَاعِلِينَ نُصبَ أَعيُنِهِم قَولَ رَبِّهِم لِنَبِيِّهِ: " فَاصبِرْ إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَستَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ " وَقَولَهُ - تَعَالى -: ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 4 - 6].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التوبة: الباب الذي لا يغلق (خطبة)
  • خطبة عن التوبة والإصلاح
  • قد بين الله لكم فلا تضلوا (خطبة)
  • قصة المقترض ألف دينار (خطبة)
  • من عوفي فليحمد الله (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء) من رسائل شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية المتوفى سنة 728 - رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البر بالوالدين وصية ربانية لا تتغير عبر الزمان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأرض شاهدة فماذا ستقول عنك يوم القيامة؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روضة المسبحين لله رب العالمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: شكر النعم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بناء الشخصية الإسلامية في زمن الفتن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضيلة الصف الأول والآثار السيئة لعدم إتمامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حقوق الجار وأنواعه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/3/1447هـ - الساعة: 7:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب