• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلاقات الزوجية والأسرة المسلمة (PDF)
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    تجربة في تعليم العربية للناطقين بغيرها (PDF)
    أ. د. فريد عوض حيدر
  •  
    السكينة وسط الضجيج: تأملات شرعية في زمن الصخب ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    إعلام الأنام بشرح نواقض الإسلام - بلغة الهوسا ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الأربعون في العبادات (PDF)
    جمعية مشكاة النبوة
  •  
    شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل تعلم ...
    منصة دار التوحيد
  •  
    الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية -آداب الجنائز ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    طريقنا للقلوب: 35 وسيلة لكسب قلوب الناس (PDF)
    أبو عبدالله فيصل بن عبده قائد الحاشدي
  •  
    غذاء القلوب في الذكر والدعاء لعلام الغيوب (PDF)
    منصة دار التوحيد
  •  
    زاد المسلم في حلية طالب العلم
    منصة دار التوحيد
  •  
    ربحت الإسلام دينا ولم أخسر إيماني بالمسيح عليه ...
    محمد السيد محمد
  •  
    الأربعون في التوحيد من صحيحي البخاري ومسلم (PDF)
    جمعية مشكاة النبوة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

يوم توفي أبي تذكرت أمي

يوم توفي أبي تذكرت أمي
الشيخ سليمان بن إبراهيم الفعيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/2/2020 ميلادي - 17/6/1441 هجري

الزيارات: 8086

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم توفي أبي تذكرتُ أمي

 

عندما توفي أبي قبل أيام معدودة، تذكرتُ رفيقةَ دربه وتوأمَ روحه، تذكرت مَن شاركته الحياة بحلوها ومرِّها، بأفراحها وأتراحها؛ تذكرتُ أمي وقد مضى على وفاتها أكثر من أربع سنوات، ولا زالت ذكراها حاضرة في نفسي، وخيالها يتراءى لناظري، لقد رُزِئتُ بفقدها، وأي شيء أعظم مصابًا من فَقْدِ الأم؟ فالأم معنًى عظيم، وإنسان لا يتكرر، يُحبُّ بلا حدود، ويُعطي بلا مقابل، لقد كانت تقرأ ما في نفسي قبل أن أنطق، وتعرف ما أريد قبل أن أتحرك، أذكر أني عندما كنتُ أريد السفر خارج السعودية، أكتم أمري ولا أخبر أحدًا، وأواري وجهتي وأقول بأنها داخل السعودية؛ حتى لا يتكدر خاطرها خوفًا على ابنها، فإذا جهزتُ أغراض سفري، قالت لي بصوتها المنخفض: إلى أي دولة ستسافر خارج السعودية؟ فأبقى متعجبًا من أن كيف اكتشفت أمري.

 

حينما فقدتُ أمي، تذكرتُ عندما كُلِّفتُ بالعمل قاضيًا في إحدى المناطق النائية، فكان يأتيني الرجل ومعه شابٌّ قد قارب الثلاثين من عمره، فيشير إليه بأنه يتيمٌ قد فَقَدَ أحد والديه، فأتعجب: كيف يدَّعي اليتم، وهو ورجل بالغ رشيد؟ فلما توفيت أمي ذُقْتُ اليتم وزال العجب، لقد فقدتُ مَن أبوح له بهمِّي، فقدتُ مَن يقتطع مِن جسده ليعطيَني.

 

كانت أُميَّةً لا تقرأ ولا تكتب، غير أنها كانت واعيةَ القلب، راجحةَ العقل، لازمت سماع إذاعة القرآن سنين طويلة، حتى وعت علمًا غزيرًا، وأذكر أني لما كنت في المستوى السابع في كلية الشريعة، أتيتُها وعرضتُ عليها مسألة مما امتُحنَّا فيه في علم الفرائض، فأجابت بالجواب الصحيح، مع أن بعض زملائي أخفق في الجواب عنها.

 

ولما توفي أخوها محمد رحمه الله، وكان له بنيات وزوجة فقط، فعصبه[1] أخوه دون أخواته، فأخبرتهم بأنها وأخواتها يرثْنَ تعصيبًا مع أخيهن، ليس رغبة بالمال، وإنما بيانًا لحكم الله، فلما سأل أخوها أحد مشايخ بلدتهم، وجد أن الحكم كما أخبرته رحمها الله.

 

كانت تعتزل مجالس النساء وتجمعاتهن، وتقول: لا خير في كثير منها؛ غيبة ونميمة وحسد، كما كانت لا تحب التدخل في شؤون الآخرين؛ إيثارًا للسلامة من النزاعات والخصومات.

 

عُرِفَتْ بسداد الرأي؛ فكانت محل المشورة من قبل أخواتها وأولادها، وحين وُلِّيتُ القضاء في إحدى نواحي السعودية، أوصتني ألَّا أسمع من الناس وأستقبلهم خارج المحكمة، وقالت: إن فعلتَ، فلن تستطيع القضاء، وكانت تستشهد بأحد القضاة الذي قضى في بلدتها، فكان يسمع من الناس في كل مكان، حتى وقعت له المشكلات؛ فنُقل على إثرها من بلدتهم، ومن يمارس القضاء يدرك عِظَمَ هذه الوصية، فإن من يسمع خارج مجلس القضاء، يُمارَس عليه التضليل والتضخيم لطرف على حساب طرف؛ وقد جاء التوجيه النبوي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما وليَ القضاء: ((إذا تقاضى إليك رجلان، فلا تقضِ للأول حتى تسمعَ كلام الآخر، فسوف تدري كيف تقضي))[2].

 

كانت تربوية بالفطرة، فقد كان أحد أبنائها في صغره يحب الزراعة؛ لنشأته في بيئة زراعية، ويقول: حينما أكبر سأكون فلاحًا، فكانت تقول له: إذا كبرت ستصبح شيخًا؛ لأن اسمك كاسم الشيخ فلان، ثم تقوم بتعداد أسماء من يماثل اسمه من طلبة العلم والمشايخ من أهل بلدته، وحينما كبر ابنها، طلب العلم وصار الناس يطلقون عليه لقب "الشيخ" كما تمنَّت وقالت.

 

جُبلت على الرأفة والرحمة والرفق على القريب والبعيد؛ ومن ذلك أنه كان عندها خادمة فكانت تُعامِلُها وكأنها إحدى بناتها، فتشتري لها جديد الثياب، وإذا أُحضر لبيتها حلوى أو أكل، تقسم لها قبل الناس، ولا يخرج أحد أو يدخل إلا وأوصته بها، وعندما سافرت إلى أهلها، اشترت لها كل ما رغبت به، وعندما عادت من السفر، أقامت لها وليمة بمناسبة عودتها، فكنا نمازحها ونقول: أحضرناها لتخدمك، فصرتِ أنتِ مَن يخدمها.

 

كانت حريصة ألَّا تؤذيَ أحدًا أو تجرح مشاعره؛ من ذلك أن أحد أبناء أخواتها نَهَرَتْهُ في صغره على خطأ ارتكبه، وبقيت طول عمرها تتحدث وتخشى أن يكون قد حمل في خاطره عليها، فأوصت في آخر أيامها، وقد بلغ هو الخمسين من عمره أن يُتحلَّلَ لها منه.

 

أُصيبت قبل وفاتها بعشرين سنة تقريبًا بالفيروس الكبدي (سي)، وكان الأطباء يطمئنونها بأنه خامل، ثم بعد مُضي سنوات، نشط الفيروس وبدأ ينخر في كبدها، وأخبرها الأطباء بأنه لا علاج لها إلا زراعة الكبد، فامتنعت أن يُزرعَ لها، ومنعت ذويها أن يحدثها أحد عن الزراعة، وكانت تقول: لا أخشى الموت والعافية من الله، وقد اشتد عليها المرض في السنوات الثلاث الأخيرة، حتى أنه لم يكن يمضي الشهر إلا ونامت في المستشفى مرةً أو مرتين وهي صابرة محتسبة، وقبل وفاتها بنحو شهر، أحست بالموت ووزعت ما لديها وأوصت بما أهمَّها، ثم في السبت الموافق ٢٣/ ١٠/ ١٤٣٦هـ الساعة الرابعة فجرًا، ارتقت روحها إلى بارئها، وتوفيت ولها من العمر سبع وستون سنة.

 

ولقد كثرت فيها رؤى المنام آخر أيامها، عندما شحب لونها، وضعف جسمها، وأنهكها المرض - من قِبَلِ أولادها وأقاربها، رُئيَتْ وضيئة الوجه، صحيحة الجسم، في أحسن صورها، وفي إحدى هذه الرؤى رئيت تقدم على أمِّها وهي مستبشرة مسرورة.

 

أخيرًا كنتُ عندما أعجب ببعض مواقفها وآرائها، فأقول لها ممازحًا: سأكتب عنك مقالًا، أو سأؤلف فيك كتابًا؛ فلعلي أوفيت بوعدي لها.

 

رحم الله أمي لولوة بنت صالح بن لاحم اللاحم رحمة واسعة، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، ووالله أن أعظم معزٍّ لي هو رجائي العظيم بالرحمن الرحيم أن يجمعني بها وأبي، وإخواني وأخواتي، وزوجتي وذريتي - في الفردوس الأعلى في دار النعيم المقيم.



[1] التعصيب قيل هو الإرث غير المقدر مقابل الإرث بالفرض المقدر، والعاصب يأخذ جميع المال إذا انفرد، ويأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض، فإذا لم يبق من المال شيء سقط العاصب إلا الشقيق في المشتركة.
[2] رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، وقواه ابن المديني، وصححه ابن حبان.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هذا أبي
  • إلى أبي.. (قصيدة)
  • أبي.. أنا لست أنت
  • أمي إنها شجرة سانتا...

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • وفاة ملكة جمال الكون!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة في يوم واحد؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • يوم عرفة يوم من أيام الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم من أيام الله عزوجل (خصوصية يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (تحقيق الدعوة يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 


تعليقات الزوار
2- شكر
سليمان الفعيم - السعودية 12/02/2020 03:03 PM

استجاب الله دعاءك فضيلة الشيخ أبامعاذ، وجزاك بمثل ما دعوت، وشكر الله لك مشاعرك الصادقة وكلماتك المعبرة .. شكراً لك.

1- رحم الله والديك
فوزان بن سليمان الفوزان أبو معاذ - السعودية - القصيم الشماسية 11/02/2020 09:53 PM

رحم الله والديك شيخنا الفاضل الكريم ووالدينا والمسلمين أجمعين وأدخلهم الله فسيح جناته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان وجزاكم الله خيرا شيخنا على ما سطرته يمينك وكتبه قلمك وأملاه فكرك من كلمات مؤثرة وجمل صادقة وعبارات تعكس طرفا من حياة الأبوين الكريمين اللذين قضيا نحبهما على حسن سيرة ومسيرة على نهج عقيدة صافية ومشرب زلال وكفاح دؤوب في عمل يقتاتون منه رزقا حلالا وعيشا كريما تحت سقف الستر والعفاف في جيل لا يعرف الترف له طريقا ولا الخمول له سبيلا فجمع ذلك الجيل بين العمل للدارين وعزة النفس ونقاء السريرة وصفاء المعتقد وطيب العشرة وعطر الإخاء الصادق والنصيحة الخالصة فرحمهم الله جميعا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/5/1447هـ - الساعة: 10:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب