• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   المكتبة الناطقة   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كلام ابن الصلاح على كتاب الصحاح
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    زاد المسلم في أذكار الصباح والمساء (PDF)
    منصة دار التوحيد
  •  
    ربحت الإسلام دينا ولم أخسر إيماني بالمسيح عليه ...
    محمد السيد محمد
  •  
    المدخل إلى علم السيرة النبوية (PDF)
    رضا أحمد السباعي
  •  
    هل ثبت عن شيخ الإسلام ابن تيمية طعنه في أمير ...
    محمد زياد التكلة
  •  
    قصص القرآن والسنة دروس وعبر: نبي الله سليمان وقصة ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
  •  
    مصادر الأخلاق الحسنة (2)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من أحكام المتهم في الفقه الإسلامي (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    جنة الأبرار بأربعين حديثا في الاستغفار (PDF)
    منشورات مركز الأثر للبحث والتحقيق
  •  
    منحة المعبود في بيان حكم رفع اليدين في السجود ...
    أحمد بن سعيد شفان الأهجري
  •  
    شرح كتاب فضل الإسلام - باب فضل الإسلام: شرح حديث ...
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قصص القرآن والسنة دروس وعبر: نبي الله سليمان ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

فضل الوضوء (خطبة)

فضل الوضوء (خطبة)
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/10/2022 ميلادي - 26/3/1444 هجري

الزيارات: 34933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل الوضوء


الْخُطْبَةُ الْأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

أمَّا بَعْدُ:

عبَادَ اللهِ! إِنَّ هُنَاكَ عِبَادَةً هِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا، فِيْهَا قُرْبَةٌ للهِ، أَلَا وَهُوَ الْوُضُوءُ، وَهُوَ مِنْ خِصَالِ الْإِيْمَانِ الْخَفِيَّةِ، الَّتِيْ لَاْ يُحَافِظُ عَلَيْهَا إِلَّاْ مُؤْمِنٌ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَاْ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوْءِ إِلَّاْ مُؤْمِنٌ)؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِيْ مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ الْحَدِيْثِ الطَّوِيْلِ: (خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيْمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ؛ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُوْدِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأدَّى الْأَمَانَةَ، قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ؟ قَالَ: الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ).

 

عِبَادَ اللهِ! أَلَا يَكْفِي عَلَى الْحَثِّ فِي الْإِحْسَانِ في الْوُضُوءِ وإتقانه أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْوُضُوْءِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَشْعِرَ بِأَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ، وَإِذَا أَحَبَّهُ اللهُ رِضِيَ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، أَيِ: الْمُتَنَزِّهِيْنَ عَنِ الْآثَامِ، وَهَذَا يَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْحِسِّيَّ مِنَ الْأَنْجَاسِ وَالْأَحْدَاثِ؛ فَفِيْهِ مَشْرُوعِيَّةُ الطَّهَارَةِ مُطْلَقًا؛ لِأَنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّصِفَ بِهَا؛ وَلِهَذَا كَانَتِ الطَّهَارَةُ مُطْلَقًا؛ شَرْطًا لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ وَمَسِّ الْمُصْحَفِ، وَيَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْمَعْنَوِيَّ عَنِ الْأَخْلاقِ الرَّذِيْلَةِ، وَالصِّفَاتِ الْقَبِيْحَةِ، وَالْأَفْعَالِ الْخَسِيْسِةِ، وَإِلَيْكُمْ بَعْضَ الْأَحَادِيْثِ الْوَارِدَةِ فِي فَضْلِ الْوُضُوءِ، وَالْأَوْقَاتِ وَالْمَوَاطِنِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ بِهَا الْوُضُوءُ مِنْ غَيْرِ الصَّلَاةِ.

 

ومن فَضْلُ الْوُضُوءُ:

1- قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: " مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

2- وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وليسَ في حَديثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّباطِ. وفي حَديثِ مالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

4- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: " تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ ليسَتْ لأَحَدٍ غيرِكُمْ"؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

5- قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ ((اسْتَقِيمُوا، ونعِمَّا إنِ استقمتُمْ، وخيرُ أعمالِكم الصلاةُ، ولا يحافظُ على الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ))؛ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بسند صحيح.

 

6- وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يمد يديه ويقول: سمعت خليلي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الوَضُوءُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

7- وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

8- قال أبو ثُمامةَ: لَقِيَني كَعبٌ، وأنا بالبَلاطِ، وقد شبَّكْتُ بيْنَ أصابِعي، فقال: أين تُريدُ؟ فقُلْتُ: أُريدُ المسجِدَ، فقال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: (إذا توضَّأَ أحَدُكم وخرَجَ يُريدُ المسجِدَ، فهو في صلاةٍ ما لم يُشَبِّكْ بيْنَ أصابِعِه).

 

9- كنتُ عند عثمانَ فدعَى بوَضوءٍ فتوضَّأ فلمَّا فرغ قال توضَّأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما توضَّأتُ، ثمَّ تبسَّم فقال: أتدرون لم ضحِكتُ؟ قلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: (إنَّ العبدَ المسلمَ إذا توضَّأ فأتمَّ وضوءَه ثمَّ دخل في صلاتِه فأتمَّ صلاتَه خرج من الذُّنوبِ كما خرج من بطنِ أمِّه)؛ أَوْرَدَهُ مُلَّا عَلِي قَارِي فِيْ شَرْحِ مُسْنَدِ أَبِيْ حَنِيْفَة وَقَالَ: إِسْنَادُهُ صَحِيْح.

 

10- كنَّا عِندَ عثمانَ بنِ عفَّانَ، فدعَا بماءٍ فتوضَّأَ، فلمَّا فرَغ مِن وُضوئِه تبسَّمَ، فقال: هل تَدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟ قال: فقال: توضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما توضَّأتُ، ثمَّ تبسَّمَ، ثمَّ قال: هل تدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟، قال: قلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: (إنَّ العبدَ إذا توضَّأَ فأتَمَّ وُضوءَه، ثمَّ دخَلَ في صلاتِه فأتَمَّ صلاتَه، خرَجَ مِن صلاتِه كما خرَجَ مِن بطنِ أُمِّه مِن الذُّنوبِ)؛ أَخْرَجَهُ أَحْمَدٌ بسند صحيح.

 

11- وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه دعا بماءٍ فتَوضَّأ ثمَّ ضحِكَ فقالَ لأصحابِهِ: ألا تسألوني ما أضحكَني؟ فقالوا: ما أضحَكَكَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - توضَّأَ كما توضَّأتُ، ثمَّ ضحِكَ فقالَ: (ألا تسألوني: ما أضحَكَكَ؟ فقالوا: ما أضحَكَكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ فقالَ: إنَّ العبدَ إذا دعا بوَضوءٍ، فغسلَ وجهَهُ حطَّ اللَّهُ عنهُ كلَّ خطيئةٍ أصابَها بوجهِهِ، فإذا غسلَ ذراعَيهِ كانَ كذلِكَ وإذا طَهَّرَ قدمَيهِ كانَ كذلِكَ)؛ قال المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد جيد وَأَبُو يعلى وَرَوَاهُ الْبَزَّار بِإِسْنَاد صَحِيح وَزَاد فِيهِ: فَإِذا مسح رَأسه كَانَ كَذَلِك.

 

12- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

 

13- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (خمسٌ من جاء بهن مع إيمانٍ دَخَل الجنَّة: من حافظ على الصَّلَواتِ الخَمسِ؛ على وضوئِهنَّ وركوعِهنَّ وسُجودهنَّ ومواقيتِهنَّ، وصام رمضانَ، وحَجَّ البيتَ إن استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزكاةَ طيِّبةً بها نفسُه، وأدَّى الأمانةَ، قالوا: يا أبا الدَّرداءِ، وما أداءُ الأمانةِ؟ قال: الغُسلُ مِن الجَنابةِ)؛ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد فِيْ سُنَنِهِ بسند صحيح.

 

14- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلمٍ يتطهَّرُ فيتمُّ الطهورَ الذي كتب اللهُ عليه، فيُصلِّي هذه الصَلَوَاتِ الخمسِ، إلا كَانَت كفارةً لِمَا بَيْنَهُنَّ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

 

15- قَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إذا تَطهَّر الرجُلُ فأَحسَن الطُّهورَ، ثُم أَتى الجمُعةَ فلم يَلْغُ، ولم يَجهَلْ حتى يَنصرِفَ الإمامُ، كانت كفَّارةً لما بيْنَها وبيْنَ الجمُعةِ، وفي الجمُعةِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجُلٌ مؤمِنٌ يَسأَلُ اللهَ شيئًا إلَّا أَعْطاه إيَّاه، والمكتوباتُ كفَّاراتٌ لما بيْنَهُنَّ")؛ أَخْرَجَهُ أَحْمَدٌ بسند صحيح.

 

16- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (الصَّلاةُ ثلاثةُ أثلاثٍ: الطَّهورُ ثُلُثٌ، والرُّكوعُ ثلثٌ، والسُّجودُ ثُلثٌ، فمن أدَّاها بحقِّها قُبِلَت منهُ وقُبِلَ منهُ سائرُ عملِهِ ومن رُدَّت عليهِ صلاتُهُ رُدَّ عليه سائرُ عملِهِ)؛ حديث صحيح.

 

وورد في فَضْلُ الْوُضُوءُ قَبْلَ النَّوْمِ: أحاديث منها:

1- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقُدُ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ: نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

2- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاة). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

 

3- سَأَلَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أينامُ أحدُنا وهو جُنُبٌ؟ فقال: (نَعَمْ، إذا توضَّأَ، ويُطعِمُ إنْ شاءَ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

4- قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إذا أتَيْتَ مضجَعَكَ فتوضَّأْ وُضوءَكَ للصَّلاةِ، ثمَّ اضطجِعْ على شِقِّكَ الأيمَنِ، وقُلِ: اللَّهمَّ أسلَمْتُ وجهي إليكَ، وفوَّضْتُ أمري إليكَ، وألجَأْتُ ظَهْري إليكَ، رَهْبةً ورَغْبةً إليكَ، لا مَلجأَ ولا منجَى منكَ إلَّا إليكَ، آمَنْتُ بكتابِكَ الَّذي أنزَلْتَ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلْتَ. قال: فإنْ مِتَّ مِتَّ على الفِطرةِ، واجعَلْهنَّ آخِرَ ما تقولُ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

5- قَالَ الرَّسُولُ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (ما مِن مُسلِمٍ يَبيتُ على ذِكرِ اللهِ طاهرًا، فيَتعارُّ مِن اللَّيلِ فيَسأَلُ اللهَ خيرًا مِن خيرِ الدُّنْيا والآخِرةِ، إلَّا أعطاه إيَّاه)؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِيْ سُنَنِهِ بسند صحيح.

 

6- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: قال: (طهِّروا أجسادَكم طهَّرَكُم اللهُ فإنه ليس من عبدٍ يبيتُ طاهرًا إلا بات معه في شِعارِه ملكٌ لا ينقلبُ ساعةً مِنَ الليلِ إلا قَالَ: اللهمَّ اغفرْ لعبدِكَ فَإِنَّهُ بَاتَ طاهرًا)؛ رَوَاهُ ابْنُ حَبَّان فِيْ صَحِيْحِهِ.

 

7- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَن باتَ طاهرًا باتَ في شِعارِهِ ملَكٌ فلا يَستيقظُ إلا قالَ الملَكُ اللَّهمَّ اغفِر لعبدِكَ فلانٍ فإنَّهُ باتَ طاهِرًا)؛ أَخرَجَهُ البَيْهَقِيُّ بسند صحيح.

 

أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

فضل الوضوء:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

عباد الله؛ وردت في السنة أحاديث عظيمة تبين الأجور العظيمة للأذكار بعد الوضوء.

فعن أَبِيْ سَعِيدٍ رضي الله عنه موقوفا قال، قال النبي صل الله عليه وسلم الله: إذا توضأ الرجلُ فقال: (سبحانك اللهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك؟ خُتم بخاتمٍ ثم لم يكسرْ إلى يومِ القيامةِ)؛ حديث صحيح.

 

وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأحسنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ. اللهمَّ اجعلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجعلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لهُ ثَمانِيَةُ أبوابِ الجنةِ، يدخلُ من أَيِّها شاءَ)؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بسند صحيح.

 

وقَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (مَن توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم رفَعَ نَظَرَه إلى السَّماءِ فقال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ، فُتِحَتْ له ثَمانيةُ أبوابِ الجَنَّةِ، يَدخُلُ مِن أيِّها شاءَ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

 

وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: (سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ) كُتِبَ فِي رَقٍّ، ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)؛ أَخْرَجَهُ النِّسَائِيُّ بسند صحيح.

 

وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ رضي الله عنه، قَالَ: أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو يتوضأُ فصلَّى وَقَالَ: (اللهمَّ اغفرْ لِيْ ذَنبِي ووَسِّعْ لِيْ فِيْ دَارِي وبارِكْ لِيْ فِيْ رِزْقِي)؛ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

ومع هذا الاجور العظيمة التي ينالها المسلم من الوضوء؛ البعض يستثقل أن يتوضأ بدلاً من مدافعة الأخبثين ولماذا نستثقل أن ننام على طهارة مع ثبات هذه الأجور إن هذا من العجز والكسل ومن الزهد في الأجر العظيم أسأل الله أن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا؛ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ؛ وَنَسْأَلُهُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 

وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الطهارة وفضل الوضوء (خطبة)
  • فضل الوضوء
  • فضل الوضوء (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: فضل القرآن وطرائق تفسيره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل التيسير على الناس وذم الجشع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل التيسير على الناس وذم الجشع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العلم والعلماء والتذكير بالموت والفناء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضل الله على العباد، هدايتهم، للفوز يوم المعاد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل طلب العلم وأهله ومسؤولية الطلاب والمعلمين والأسرة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضل العناية باليتيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العلم وأهله وبيان مسؤولية الطلاب والمعلمين والأسرة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة: فضل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/6/1447هـ - الساعة: 13:17
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب