النسخة الأندلسية من ديوان أبي تمام (عرض موجز)

النسخة الأندلسية من ديوان أبي تمام حبيب بن أوس الطائي

دراسة: د. عبدالله حمد المحارب

(عرض موجز)

النسخة الأندلسية من ديوان أبي تمام حبيب بن أوس الطائي / حبيب بن أوس الطائي؛ رواية أبي علي القالي؛ دراسة عبد الله المحارب. الصفاة، الكويت: مجلس النشر العلمي. لجنة التأليف و التعريب و النشر، 2011.

"هذه نسخة جليلة من ديوان أبي تمام، تضمنت ثلث شعره تقريبًا، وهي من رواية أبي علي القالي، وتكمن أهميتها في ورود ثمان وتسعين قصيدة، وثِّقَت أنها منقولة من خط أبي تمام، وهي أول إشارة إلى ديوان لأبي تمام نقلت بعض قصائده من خط الشاعر نفسه الذي كان يعيش في آخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجريين.

وهذه النسخة هي أصل للرواية الأندلسية لشعر أبي تمام، وقد شاعت نسخها في بلاد الأندلس، ثم في شمال أفريقيا بعد ذلك، وهي مستنسخة من كتاب الشيخ الأجل أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا المعروف بابن الإفليلي والمكتوب بخط يده، والمنقول من القراطيس التي اجتلبها أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي، وذكر أنها بخط يد أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، وقد قمت بتحقيقها معتمدًا على صورة من أصلها الذي في مكتبة دير الأسكوريال في مدريد، بالإضافة إلى مصورتين لنسختين أخريين، أولاهما هي نسخة المكتبة الحسنية بالرباط، والأخرى من مكتبة جامعة القاهرة، وقدمت لها بدراسة تناولت بعض القضايا النقدية المهمة" ا.هـ. من مقدمة المحقق.

كتب المحقق قبل نشرته بأربع سنوات بحثًا في مجلة معهد المخطوطات العربية بالقاهرة بذات العنوان متبوعًا بعنوان فرعي: "دراسة وثائقية وتحليل نقدي"[1] وقد قدَّم له بتعريف عمله في البحث، وأهمية النسخة المخطوطة وهو أفضل من يصف عمله، يقول:

"وسأتناول في هذه الدراسة عدة قضايا تتَّصل بنسخة ديوان أبي تمام هذه، أبدؤها بترجمة لمن أعرفه من أولئك العلماء الذين نسخوا النسخة أو أضافوا إليها أو تداولوها، ثم أتحدّث عن أصلها، وأهمية هذا الأصل الذي هو سبب تفر ُّدها عن غيرها من نسخ ديوانه.

ثم أتناول بالتحليل والدَّرْس طريقة تكوُّن هذه النسخة، وعدد مصادر روايتها، مقارنــًا بينها وبين بعض نسخ ديوانه في عدد القصائد: وهما شرح التبريزي وشرح الصُّوليِّ، وما سقط من هذه النسخة وورد في النسخ الأخرى، وما أثبتتْه هذه النسخة وسقط من تلك النسخ، وفي هذا السياق سوف أقوم بإحصاء عدد القصائد التي نقلت من خط الشاعر، مقارنـًا عددها بعدد القصائد الوارد في نُسَخ دواوينه الأخرى التي بين يدي.

أما التعليقات والهوامش التي تحفل بها صفحات هذه النسخة فسأحاول قدر الإمكان توضيحها، أعني تلك الهوامش الفريدة التي تستحقُّ ذلك، أما المكررة أو التي هي عبارة عن شروح لبعض الأبيات المنقولة نصًّا من شرح الصُّوليِّ، فسأكتفي بالإشارة إلى بعضها، فشرح الصُّوليِّ مطبوع مبذول يمكن الرجوع إليه.

وهذه الدراسة تعالج بعض القضايا التي تثيرها هذه النسخة، وتبقى هناك قضايا أخرى لا تتسع لها هذه الدراسة، فهي تحتاج إلى دراسة مستقلّة، منها مثلاً تتبُّع الروايات المختلفة للأبيات في التبريزي والصُّوليِّ، ومقارنتها برواية هذه النسخة، ومراجعة عمل محقق شرح التبريزي، ففي بعض المواضع منه أهمل ذكر اختلاف الرواية، وفي مواضع أخرى ذكر رواية لم ترد في النسخة، كما يمكن معرفة بعض الأبيات التي حاول أنصار الشاعر روايتها بما يخرجها عن عيوبٍ ذكَرها خصومُه فيها، ولكنها وردت بخط الشاعر على الرواية المعيبة، وغير ذلك من القضايا التي أنا في سبيل إعداد دراسة حولها سوف تكون مقدمة لنسخة ديوانه الفريدة هذه، التي أعددتها مدروسة محققة، وهي في طريقها إلى النشر في الأيام القليلة القادمة.

وبعدُ، فهذا أصلٌ فريدٌ لشعر أبي تمام نحاول جاهدين أن نستقرئه ونستنطقه، ليطلعنا على أمور كثيرة كانت خافية، سواء في حياته أو في شعره الذي ظل ميدانـًا لخصومات فنية لأكثر من قرنين من الزمان بعد وفاة الشاعر سنة 231 هـ، وأن نكشف بدراسته عن أجوبة لأسئلة لم نجد لها جوابًا إلى أيامنا هذه حول شعره وصوره الفنية فيه. وتراثنا في حاجة ماسّة إلى مثل هذه الدراسات، فهو معين لا ينضب، يفيض بالخير، وينطق بالعزة والكرامة، في وقت نحن في أمسّ الحاجة إليهما، واللهَ أسأل أن يوفّقنا إلى خدمة تراث أمَّتنا العظيم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه"[2].

ونُعرِّف في النهاية بمحقق الكتاب: وهو الأستاذ الدكتور عبد الله حمد محارب، أستاذ اللغة العربية بجامعة الكويت، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو من مدرسة تحقيق عريقة، تلمذ لأبي فهر محمود محمد شاكر، والسيد أحمد صقر رحمات المولى عليهم، وله اعتناء بشعر أبي تمام، وبمؤلَّفات الآمدي النقدية، حيث تابع عمل شيخه السيد صقر فأكمل تحقيق ودراسة الجزء الثالث من كتاب "الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري" في أطروحته للدكتوراه، ونشرها بعد ذلك في مكتبة الخانجي بالقاهرة[3]، كما نشر أطروحته للماجستير في كتاب مطبوع بعنوان " أبو تمام بين ناقديه قديمًا وحديثًا"[4]، ومن أعماله الأخرى المتصلة بأبي تمام والآمدي:

• الآمدي: الحسن بن بشر بين الموازنة وآثار له نادرة. الكويت: آفاق للنشر والتوزيع، 2011.

• أبو تمام بين ناقديه قديمًا وحديثًا: دراسة نقدية لمواقف الخصوم والأنصار. القاهرة: مكتبة الخانجي، 1992.

• ردود المرزوقي على الصولي في شرح شعر أبي تمام: دراسة وتحليل. المجلة العربية للعلوم الإنسانية. ع 89 (ربيع 2007).

• ما وصل إلينا من كتاب الانتصار من ظلمة أبي تمام لأبي علي أحمد بن محمد المرزوقي (ت 421 هـ).  حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية (جامعة الكويت). الحولية 30، الرسالة 300 (2009).

• مخطوط كتاب معاني أبيات الحماسة لأبي عبد الله الحسين بن عليّ النمري (ت 385 هـ). مكتبة الإسكندرية: مؤتمر المخطوطات الألفية. 2006.

• من اسمه مسعود من الفرسان والسادة والشعراء للآمدي (...) مستل من النظام لابن المستوفي. مجلة معهد المخطوطات العربية. مج 43، ج 2 (نوفمبر 1999).