آراء أبي الحسين ابن القطان الأصولية جمعا وتوثيقا ودراسة

ملخص الرسالة

آراء أبي الحسين ابن القطان الأصوليّة

جمعًا وتوثيقًا ودراسة

المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

ثمّ أما بعد فإنّ العلم من أعظم النّعم التي يختص بها الله من يشاء من عباده فيرفع به أقدارهم ويعلي به منازلهم ويحفظ بهم دينه وشريعته.

ولقد كان من أعظم أنواع العلوم علم أصول الفقه الذي يعرف به الحكم الشّرعي عن طريق معرفة الأدلة وكيفية الاستنباط منها، فهو علم جليل القدر عظيم الفائدة، ولقد عنى به علماء الأمّة عناية عظيمة.

وكان من هؤلاء العلماء أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن القطان الشّافعي البغدادي. قال عنه ابنخلكان[1] في "وفيات الأعيان": ((كان من كبار أئمة الأصحاب أخذ الفقه عن ابنسريج[2] ثم من بعده عن أبي إسحاق المروزي[3]. ودرّس ببغداد وأخذ عنه العلماء وله مصنفات كثيرة. وكانت الرحلة إليه بالعراق مع أبي القاسم الداركي[4]. فلما توفي الداركي استقل بالرياسة))[5].

ولما كان من توفيق الله لي أن يسّر لي الدّارسة في الدّراسات العليا في قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلاميّة فله الحمد والمنّة وحده، رأيت جمع آراء هذا العالم ودراستها وتوثيقها تحت عنوان: [آراء أبي الحسين ابن القطان الأصوليّة جمعًا وتوثيقًا ودراسة].

أسباب اختيار الموضوع:

أوّلًا: أهميّة الموضوع العلمية من حيث:

أ‌- إنّ ابن القطان - رحمه الله تعالى - من كبار أئمة الشّافعية.

ت‌- كونه من المتقدّمين حيث إنه ممن توفي عام 359ه-[6]. ولا تخفى أهمية آراء المتقدّمين عند العلماء.

ج- كونه ممن برع في الأصول كما ذكر ذلك من ترجم له ومنهم: الشّيرازي[7] والخطيب البغدادي[8]وابنكثير[9] وغيرهم، ويدل على ذلك كثرة آرائه الأصولية التي نقلت عنه حيث إنّها تغطي معظم مباحث الأصول.

ثانيًا: إن ابن القطان له مصنّف في الأصول كما صرّح بذلك صاحب البحر المحيط في مقدّمة كتابه لكنه حسب علمي مفقود.

ثالثًا: حسب علمي وما توصلت إليه أن أحدًا لم يكتب عن ابن القطان وآرائه الأصولية لذلك رأيت أن أجمع آراءه إسهامًا في تسهيل الوقوف عليها ودراستها وتوثيقها.

خطّة البحث:

يتكون هذا البحث من مقدّمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة.

أما المقدّمة ففيها أهمّية الموضوع وسبب اختياري له وخطّة البحث ومنهجي فيه والشّكر والتقدير.

وأما التّمهيد ففي عصر ابن القطان وحياته وتحته مبحثان:

المبحث الأوّل: دراسة عصر ابن القطان من النواحي السّياسية والاجتماعية والعلمية، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأوّل: الحالة السياسية.

المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية.

المطلب الثالث: الحالة العلمية.

المبحث الثاني: حياة ابن القطان الشخصية والعلمية، وفيه مطلبان:

المطلب الأوّل: الجانب الشخصي لابن القطان؛ ويحتوي على ثلاثة فروع:

الفرع الأوّل: اسمه ونسبه وكنيته.

الفرع الثاني: مولده.

الفرع الثالث: وفاته.

المطلب الثاني: الجانب العلمي؛ وفيه ستة فروع:

الفرع الأوّل: نشأته العلمية.

الفرع الثاني: شيوخه.

الفرع الثالث: تلاميذه.

الفرع الرابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.

الفرع الخامس: مذهبه العقدي والفقهي.

الفرع السادس: آثاره العلمية.

وأما الباب الأوّل، ففي آراء ابن القطان في مباحث الأحكام، وفيه توطئة وفصلان:

التّوطئة في الرّأي وأصول الفقه وفيها مطلبان:

المطلب الأوّل: في الرّأي وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: مفهوم الرّأي.

الفرع الثاني: أنواع الرّأي ومجاله ويحتوي على مسألتين:

المسألة الأولى: أنواع الرّأي.

المسألة الثانية: مجال الرّأي.

المطلب الثاني: في أصول الفقه، وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: تعريف أصول الفقه باعتباره مركبًا إضافيًا.

الفرع الثاني: تعريف أصول الفقه باعتباره علمًا لهذا الفن.

الفصل الأوّل: آراء ابن القطان في الأحكام التّكليفية.

الفصل الثّاني: آراء ابن القطان في الأحكام الوضعية.

الباب الثاني: آراء ابن القطان في أدلة الأحكام، وفيه ستة فصول:

الفصل الأوّل: آراؤه في مباحث الكتاب.

الفصل الثاني: آراؤه في مباحث السنة، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأوّل: أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم -.

المبحث الثّاني: الزّيادة من الرّاوي.

المبحث الثّالث: الجرح والتّعديل.

المبحث الرّابع: المرسل.

الفصل الثّالث: آراؤه في المباحث المشتركة بين الكتاب والسّنة، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأوّل: النّسخ.

المبحث الثّاني: الأمر والنهي.

المبحث الثالث: العام والخاصّ.

المبحث الرّابع: المبيّن والمجمل.

المبحث الخامس: المفهوم.

المبحث السادس: الاستثناء.

الفصل الرّابع: آراؤه في مباحث الإجماع، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأوّل: في شروط الإجماع.

المبحث الثّاني: الإجماع السّكوتي.

المبحث الثّالث: في قول القائل: لا أعلم فيه خلافًا.

الفصل الخامس: آراؤه في مباحث القياس، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأوّل: تعليل الأحكام.

المبحث الثّاني: تعريف العلة.

المبحث الثّالث: آراؤه في مسالك العلة.

المبحث الرّابع: رأيه في القوادح.

الفصل السّادس: آراؤه في مباحث الأدلة المختلف فيها: (آراؤه في الاستصحاب).

الباب الثّالث: آراؤه في مباحث الاجتهاد والتّقليد والفتوى.

الباب الرّابع: آراؤه في مباحث التّعارض والتّرجيح.

والخاتمة فيها أهمّ نتائج البحث والتّوصيات.

منهجي في البحث:

أوّلا: جمع آراء ابن القطان الأصوليّة من خلال كتاب البحر المحيط للزّركشي وغيره من الكتب الأصوليّة التي أجد له فيها رأيًا.

ثانيًا: دراسة آراء ابن القطان وتشمل ما يأتي:

1- أبدأ المسألة بتمهيد - إن لزم الأمر - يشتمل على: تحرير محل النزاع، أو التعريف اللّغوي والاصطلاحي، ثم أذكر رأي ابن القطان في المسألة سواء كان بالنّص أو بما ينقل عنه أنه رأيه. فإن كان صريحًا اكتفيت بذلك، وإلا علقت إن لزم الأمر بما يوضّح رأيه.

2- أذكر بعد ذلك من وافقه من العلماء، فإن كان قد وافق الجمهور اكتفيت بذكر الأدلة فقط، وأذكر المخالف في المسألة في الحاشية. إلا إن كان يترجح لديّ غير ما ذهب إليه ابن القطان والجمهور فإنّني بعد ذكر أدلّتهم أذكر ما أراه راجحًا تحت عنوان: (التعليق).

3- وإن كان ابن القطان مخالفًا للجمهور فإنّني أذكر بعد رأيه من وافقه، ثم أذكر رأي الجمهور، ثم أذكر أدلة ابن القطان ومن وافقه، ثم أدلة الجمهور، ثم أناقش وأرجّح ما أراه رجحًا. وأشير إلى الأقوال الأخرى في الحاشية.

ثالثًا: عزو الآيات القرآنية إلى سورها مع ذكر أرقامها مع مراعاة رسم المصحف العثماني.

رابعًا: أخرج الأحاديث النّبويّة الشّريفة مكتفيًا فيما في الصّحيحين أو أحدهما ببيان موضعه وما كان في غيرهما أخرجه من كتب التّخريج المعتمدة مع ذكر ما أقف عليه من أقوال العلماء في تصحيحه أو تضعيفه.

خامسًا: أخرج الآثار الوادرة من مصادرها.

سادسًا: أشرح الكلمات الغريبة وأعرف المصطلحات العلمية والفرق والأماكن.

سابعًا: أترجم للأعلام الواردة أسماؤهم في الرّسالة.

ثامنًا: أضع فهارس علمية مفصّلة كالتالي:

1- فهرس الآيات القرآنية مرتّبة حسب ترتيب السّور.

2- فهرس الأحاديث النّبويّة مرتّبة على حروف المعجم.

3- فهرس الآثار مرتّبة على حروف المعجم.

4- فهرس الكلمات الغريبة والمصطلحات العلمية الواردة في الرّسالة مرتّبة على حروف المعجم.

5- فهرس الفرق والأديان مرتّبة على حروف المعجم.

6- فهرس الأعلام الواردة أسماؤهم في الرّسالة مرتّبة على حروف المعجم.

7- فهرس الأشعار مرتّبة على حروف المعجم.

8- قائمة المصادر والمراجع مرتّبة على حروف المعجم.

9- فهرس الموضوعات والمحتويات.

وبعد؛ فإني لأشكر في هذا المقام - بعد شكر العلي القدير - الجامعة المباركة الجامعة الإسلاميّة والقائمين عليها من أساتذة وموظفين لما لجهودهم من ثمرة يانعة بإذن الله تعالى أفادت وستفيد بإذن الله في نشر الدين الإسلامي من مشكاة الكتاب والسنة في أصقاع الأرض في زمن عزّ فيه العلم الصحيح. وانتشر فيه الجهل بدين الله. فالله وحد المسؤول أن يكلل الجهود المبذولة لنصرة كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالنجاح والتوفيق وأن يعظم الأجر لمن قام على هذا الثغر العظيم من ثغور الإسلام.

كما أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور حمزة بن زهير حافظ الذي تكرم بالإشراف عليّ في إعداد هذه الرسالة، وبذل لي من وقته وجهده وتوجيهاته ونصائحه ما أسأل الله العظيم أن يجزيه عليه خير الجزاء، وأن يوفقني وإياه وعموم المسلمين لخيري الدنيا والآخرة، إنه سبحانه أكرم من سئل وأجود من أعطى.

كما لا يفوتني أن أتقدّم بوافر الشّكر وعميق الامتنان لصاحبي الفضيلة: الأستاذ الدّكتور عبد الله بن عمر الشّنقيطي، وفضيلة الدّكتور محمّد بن صالح النّامي، - حفظهما الله ورعاهما ووفّقهما لكلّ خيرٍ - على تفضّلهما بمناقشة الرّسالة وإبداء مرئيّاتهم، مِمَّا سيكون له الأثر الطّيّب بإذن الله في خروج هذا العمل بأفضل صورة.

فجزاهما الله خير الجزاء على ذلك وأعظم لهما الأجر والثواب.

وآخر دعوانا: أنِ الحمد لله ربّ العالمين. وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد، وآله وصحبه أجمعين.