خطوة في وادي ثقيف ( قصيدة )

خطوة في وادي ثقيف

أَبْدَعَتْ لَيْلايَ لَحْنًا عَبْقَرِيَّا

عَبَرَ الذِّكْرَى وَرَدَّ الشَّوْقَ حَيَّا

فِي حِمَى وَادِي ثَقِيفٍ زُرْتُ أَيْكًا

هَامَ بِالمَاضِي وَنَادَاهُ نَجِيَّا

قُلْتُ: لَيْلايَ أَبِيحِي بَعْضَ سِرٍّ

وَاقْطُفْي مِنْ حُبِّنَا وَرْدًا جَنِيَّا

فَأَجَابَتْ: أَنَا مِنْ وَادِي ثَقِيفٍ

لا تُعَادِ الحُسْنَ وَاهْجُرْنِي مَلِيَّا

مِنْ سُلالاتِ أَبٍ شَهْمٍ وَجَدٍّ

صَانَ بِالإِسْلامِ عِرْضًا يَعْرُبِيَّا

وَرَعَى الإِنْسَانَ مِنْ كُلِّ قَبِيلٍ

عَرَبِيًّا يَنْتَمِي أَوْ أَعْجَمِيَّا

خَلِّ دَرْبِي إِنَّ لِي فِي الحُبِّ مَعْنًى

سِرُّهُ يَبْقَى لِمَنْ يَحْيَا تَقِيَّا

لا تُعَادِ الحُسْنَ يَا هَذَا وَسَاوِمْ

غَارِقًا فِي وَصْلِ مَنْ يَهْوَى شَقِيَّا

وَإِذَا خَانَكَ حُبٌّ أَجْنَبِيٌّ

يُرْسِلُ الآهَاتِ كَذَّابًا فَرِيَّا

فَاقْتَرِبْ مِنِّي عَلَى شَرْعٍ سَوِيٍّ

يَتَجَلَّى سِرُّهُ فِي مُقْلَتَيَّا

أَنَا مِنْ رَوْضِ الهُدَى أُهْدِيكَ حُبًّا

خَالِصًا تَرْسُمُهُ فِي وَجْنَتَيَّا

نَعْمُرُ الدُّنْيَا بِهِ فِي ظِلِّ شَرْعٍ

سُنَّةُ البَارِي لَنَا دَرْبًا سَوِيَّا

ثُمَّ نَمْضِي نَمْلأُ الأَيَّامَ حُبًّا

عَامِرًا تَرْنُو إِلَيْهِ وَإِلَيَّا

وَهَبَ اللهُ لَنَا قُرَّةَ عَيْنٍ

غَمَرَ البَيْتَ بِهَا سَعْدًا وَرِيَّا

هُوَ ذَا الحُبُّ الَّذِي يَسْكُنُ قَلْبِي

لا تُدَنِّسْهُ وَخُذْ عَهْدًا عَلَيَّا

♦ ♦ ♦ ♦

قُلْتُ لَيْلايَ وَعَنْ حَاضِرِ قَوْمِي

حَدِّثِينِي وَاصْدُقِي خِلاًّ وفيَّا

فَأَجَابَتْ حَاضِرِي عَيْشٌ مُهَانٌ

زَادَهُ (شَارُونُ) طَعْمًا عَلْقَمِيَّا

بِنْتُ عَمِّي فِي حِمَى يَافَا تُعَانِي

تَشْتَكِي قَهْرًا وَذُلاًّ أَجْنَبِيَّا

وَيَجُوبُ الثُّكْلُ عَيْنَيْهَا فَتَمْضِي

لَمْ تَجِدْ شَهْمًا وَلا حُرًّا أَبِيَّا

عَلَّلَتْ أَيْتَامَهَا بِالصَّبْرِ لَيْلاً

فِي صِرَاعِ الفَقْرِ تَسْتَجْدِي غَنِيَّا

وَالأَعَارِيبُ وَمَا تَمْضِي إِلَيْهِ

فِي اجْتِمَاعٍ وَلِقَاءٍ تَتَهَيَّا

حَكَّمُوا بُوشَ الَّذِي يَخْتَالُ عُجْبًا

يَبْتَغِي لِلشَّرْقِ حُكْمًا قَيْصَرِيَّا

مَنَحُوا شَارُونَ عَهْدًا وَسَلامًا

لِيُحِيلَ الأَرْضَ بَحْرًا دَمَوِيَّا

وَإِذَا الحِلْفُ البِرِيطَانِيُّ أَلْوَى

صَاحَ شِيرَاكُ الَّذِي يَسْعَى خَفِيَّا

كَيْفَ تَرْجُونَ سَلامًا مِنْ عَدُوٍّ

غَادِرٍ يَلْعَبُ دَوْرًا مَسْرَحِيَّا

مُنْتَهَاكُمْ لُعْبَةٌ فِي رَاحَتَيْهِ

وَلِبُوشَ المُنْتَهَى مَا دَامَ حَيَّا

حَاضِرِي مَهْوَى قَرَارَاتٍ طُوَالِ

نَادِهَا تَسْمَعْ كَلامًا مِنْبَرِيَّا

لا تُؤَمِّلْ نَخْوَةً مِمَّنْ تُنَادِي

(فَلَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيَّا)

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي