• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    علاقتي بأختي سيئة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    فشلت في زواجي مرتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    خطيبتي لم تكمل تعليمها
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الخطوبة ورؤية الخاطب في المنام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ماذا أفعل؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حزني أثر على صديقتي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    كيف أخرج من علاقة غير شرعية؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حواجز اجتماعية تمنع الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أثر العنف الأسري على الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أشعر بغل تجاه بعض الأشخاص
    أ. منى مصطفى
  •  
    تخلت عني بعد ارتكاب الحرام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زملائي يرونني شخصا ضعيفا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

زوجي يسيء معاملتي، ما الحل؟

أ. مروة يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2011 ميلادي - 18/7/1432 هجري

الزيارات: 284527

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعلم صراحةً كيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟ لا أدري إنْ كنت أنا المخطئة أم زوجي هو المخطئ، لكن لطالما أشعرني زوجي بتصرُّفاته أنَّني أنا المُخطِئة في حقِّه، وأنا مَن يجب أنْ يعتذر، وأنا مَن يجب أنْ يتنازل دائمًا.

 

لا أدري، أنا في حيرة من أمري، ما العمل مع زوجٍ لا يبالي، عديم الإحساس من جهتي؟! سأحكي لكم قصَّتي منذ بداية زواجي:

تعرَّفت على زوجي منذ أكثر من سنة ثم أتى للرؤية الشرعيَّة بحضور والدي، تكلَّمنا قليلاً؛ لأنَّه كان خَجُولاً وقليل الكلام، وبعد أسبوع قرَّرتُ المُوافَقة، واستَخرتُ الله في هذا الزواج منذ أنْ عرَفتُ أنَّه أتى لخطبتي ما يُقارِب الشهر، ووافَقتُ وتوكَّلت على ربِّ العالمين.

 

عُقِد القران وظل طِيلَة شهرين ما بين آتٍ إلى بيتنا وبيت سكَنِه مع أصدقائه، وكان معي في قمَّة الخُلُق، ويتصرَّف معي ومع أسرتي بكلِّ احتِرام، ومع قلَّة العمل في ذاك الوقت اقتَرَح عليه والدي أنْ يسكُن معنا ويَتعاوَنا مع بعضهما؛ لأنَّ البيت كبيرٌ وسيسَعُنا كلنا (مع العلم أنَّني كنتُ رافضة نهائيًّا فكرة أنْ أعيشَ في بيت أسرتي، وأرغمت أنْ أُوافِق؛ لكيلا يُقال عنِّي: قليلة الأصل، ولا أُقدِّر ظروفَ زوجي لعدم عمله... وهكذا).

 

الحمد لله عِشنَا مرتاحين، تعامُله كان جيِّدًا، إلاَّ إنَّه كانت هناك بعضُ المَشاكِل الصغيرة الممكن اجتيازُها والتسامُح فيها - ولله الحمد – ثم بدأ تغيُّر زوجي، وكان قد وجَد عملاً مُناسِبًا شيئًا ما، بدأت تتغيَّر تصرُّفات زوجي معي ومع أسرتي، وبالأخصِّ مع والدي، صارَ يتحسَّس جدًّا منه ولا يحبُّ الكلامَ معه، يأتي من العمل يَدخُل إلى غرفته مُباشرةً، لا يُكلِّم أحدًا ولا يُسلِّم على أحد، يُكلِّم والدي بِجَفاء ونظرات كلها احتِقار وكُره، وإلى الآن هو هكذا مع والدي لا يحبُّه، ولا يحبُّ الكلامَ معه (ربما أنا أقول: إنَّ هذا بسبب والدي - هَداه الله إلى الصواب - أبي خارج البيت مع أصدقائه نعم الرجل الصالح؛ كلامه مُنظَّم جدًّا وملتزم، ووالدي حامِلٌ لكتاب الله - الله يحفظه - لكن في البيت والدي صراحةً بَذِيء الكَلام معنا بجميع أنواع الشَّتائم؛ ربما يُسمِعنا شَتائِم لم نَسمَع بها من قبل مع أولاده ووالدتي - حفظها الله - والشيء الجيد أنَّه يَتراجَع في كلامه وكأنَّ شيئًا لم يكن، لكنَّه لا يعتَذِر عمَّا بدَر منه، ولا يعترف أنَّه أخطأ معنا أو في حقِّنا، صراحةً كرَّهَنا في حياتنا بسبب لسانه، ولا نقول إلاَّ أنَّه والدنا، وما علينا إلاَّ أنْ نصبر عليه، فشخصيَّة والدي مع أصدقائه والناس غير شخصيَّته معنا).

 

نرجع إلى زوجي الذي أصبح سريعَ الغضب، وربما يغضب بدون سببٍ ويُقاطِعني من ثلاثة أيَّام إلى أربعة وخمسة، حتى أذهب أنا أُكلِّمه أو أسأله: لم أنت غاضب؟ فيرد عليَّ بكلِّ برود: لا شيء، أنا هكذا، لستُ غاضبًا، المهم كلما أتى في المساء من العمل أحسُّ شرارة في عينه وغضبًا شديدًا وكرهًا، وكأنَّه يعيش جحيمًا معي!

 

المهمُّ أنا كنتُ دائمًا أُحاوِل أنْ أتَجاهَل غضَبَه ونظَراته أُكلِّمه وأضحَك معه، المهم أنَّ حاله صار أحوالاً معي: تارَةً جيِّد، وتارات عدَّة سيِّئ، أنا لا أُنكِر بعض التصرُّفات الجيِّدة معي، بالعكس؛ ربما أحبُّ أنْ أذكرها وأتخيَّلها في عقلي؛ لكي أنسى أيَّ تصرُّف قبيح معي، وأعيش معه حياةً سعيدةً.

 

وبعد أن تأكَّدت أنَّني حامل، وعرف، لم يُبدِ أيَّ اهتِمام، بل قال: أنا لا زلتُ بعدُ لم أصدِّق أنَّني متزوِّج، فكيف أصدِّق أنَّني سأصبح أبًا؟ صُدِمتُ جدًّا من قوله، وحَزِنت جدًّا في داخِلي، لكني لم أبيِّن له حزني، تغاضَيْت عنه وتصرُّفت معه عاديًّا، وأيضًا كان قد قال لي: أنا ربما الظروف التي جعلَتْني أتزوَّج بك، ولم يكمل، لكن لطالما من خِلال هذه الفترة بيَّن لي أنَّه ليس راضيًا عن زَواجِه بي، والتعرُّف على أسرتي أكثر لم يُعجِبه أبدًا.

 

لا أدري كيف كان يتخيَّلنا؟ وما هي الطِّباع التي بَناها من خِلال ما كان يَتعامَل به والدي معه ومع أصدقائه، لم يُقدِّر تعبَ نفسيَّتي من الحمل وتغيُّرها، مع أنَّني والله ما كنتُ أطلب منه فترة الوحم أيَّ شيءٍ، كنتُ إذا أحببتُ شيئًا أذهب لشرائه أو أطبخه بنفسي، فقد عزمت على ألاَّ أطلب منه شيئًا؛ لأنَّه من النوع الذي لا يُقدِّر نفسيَّة الحامل، لطالما بيَّن لي أنَّه غير راضٍ عنِّي ولا عن حملي، لم يكن يهتمُّ أبدًا بالجنين، مع أنَّني كنت في فترة الحمل أذهَب كثيرًا إلى المستشفى، وأعمل الفُحوصات، ولم يكن يُكلِّف نفسَه بالسؤال.

 

والله إنِّي في بعض الفحوصات كنتُ أبكي، وكم مرَّة رجعتُ بدون أنْ أعمل الفحص؛ لأنِّي لا أفهَمُ اللغة جيِّدًا، وهو غير مُبالٍ وغير مهتمٍّ أبدًا.

 

حياتي تعيسة معه لأبعَدِ الحدود، مع أنَّني أحبُّه لأقوى درجة، وكنتُ على استعدادٍ لأنْ أفديه بروحي لو طلَبَها، وكنتُ أسأَلُه: ماذا يُرِيد منِّي؟ وأسأله: هل أنا مُقصِّرة في حقِّه؟ فيقول لي: لا.

 

قرَّرت يومًا أنْ أتكلَّم معه فقلت: لماذا تتصرَّف معي هكذا؟ فقال لي: إنَّه ليس سعيدًا في حياته، وليس قادرًا على إسعادي، وقال لي: إنَّني لا أُعجِبه أبدًا، ولا يرَى فيَّ الأنثى والزوجة التي كان يحلم بها.

 

تمنَّيتُ أنْ تنشقَّ الأرض من تحتي قبل أنْ أسمع ذلك الكلام، فعلاً كانت صدمةً كبيرة حطَّمتْ معنويَّاتي وثقتي بنفسي، لا أُنكِر أنَّه واساني عندما قال لي هذا الكلام، ولا أنسى له هذا التصرُّف الجيِّد معي، ومع ذلك سامحتُ وتغاضَيْتُ عن هذا الكلام، وعزمتُ أنْ أغيِّر من تصرُّفاتي معه إلى الأحسن، وأُحاوِل أنْ أجذبه إليَّ، ومع ذلك لم يتغيَّر حالُه، وفَّرت له كلَّ ما عُرِف من وسائل الراحة، وتوقَّف عن العمل مرَّة أخرى، وصارَتْ حياتُنا أكثر مللاً، كنتُ أحبُّ أنْ أجلس معه في الغرفة، فكان لا يحبُّ ذلك، أمَّا إذا ذهَب إلى أصدقائه قعَد معهم بالثلاثة الأيَّام وبالأربعة، ولا يملُّ ولا يَسأل حتى ولو بالتليفون عليَّ، ويظل هكذا حتى أسأَلَ أنا عنه، ونبَّهتُه كثيرًا لهذا فيقول لي: اسألي أنتِ.

 

أصدقاؤه من أولويَّاته في حياتِه، هم مَن يجلبون له السعادةَ، فيحبُّ أنْ يذهب إليهم دائمًا، ومعي يجلس صامتًا، وكأنِّي أثاثٌ من أثاث المنزل، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله!

 

والله إنَّني تعبتُ من حياتي، واقتَرَب موعد ولادتي وهو لم يتغيَّر، بل ازداد سوءًا معي؛ لدرجة أنَّه الشهر الأخير من الحمل لا يُكلِّمني ولا يُعاشِرني بسبب ذهابه إلى أصدقائه، وكلَّمتُه في الهاتف كان خارجًا من العمل فقال لي: أنا لن أجيءَ هذه الليلة سأذهب إلى أصدقائي؛ لأنَّ الوقت تأخَّر، فقلت: لِمَ تَفعَل معي هكذا؟ لقد اقتَرَب موعد ولادتي، وأُرِيدك أنْ تكون بجانبي، فقال لي: لا أريد المَجِيء، وهو غاضِبٌ وبصوتٍ عالٍ، فقلت له: براحتك، مع السلامة، فغضِبتُ منه ومن حقِّي أنْ أغضَبَ لما قاله، وبعدَها بيومٍ جاء وهو غاضب وينتظر أنْ أبدأ أنا الكلام معه، فعندما رأيته عانَدتُه ولم أكلِّمه أنا كذلك، فلم يُعجِبه الأمر وبَقِيت على هذه الحال لمدَّة أسبوع، فإذا بي وأنا أبحث في بعض صُوَرِه أرى ذكرياته القديمة، أرى ملفًّا معزولاً، فإذا بي أرى صُورًا له مع فتاةٍ في غرفة نوم، صورًا قديمة، محتفظًا بها، فازداد الأمر سوءًا عليَّ، لم أدرِ ماذا أفعَل بتلك الصُّوَر؟ فتركتُها مكانها ولم أدرِ ماذا أفعَل معه؛ هل أكلِّمه أو لا؟ فقرَّرت ألاَّ أكلِّمه، وأنْ أترك الأمر على هذه الحال، وليتني ما فعلت! لأنَّ هذا الخِصام زادَ البعدَ، والفجوةَ بيننا طِيلةَ شهر كامل، مع أنَّني والله في هذا الشهر كنتُ أُحسِن إليه جدًّا، وأسأله إنْ كان يَحتاج شيئًا، وكنتُ أجهِّز له الأكل ليَأخُذه معه إلى العمل، مع ما كنت أحسُّ به من تَعَبٍ من الحمل، وهو على عكس ذلك بالمرَّة.

 

تأخَّر مَوعِد ولادتي، فأحبَبتُ أنْ أُصلِح الأمور قبل ولادتي، فذهَبتُ فكلَّمتُه وسألتُه عن الصُّوَر، فقال لي: هذه الصُّوَر قديمةٌ، وقال لي: أنتِ أيضًا وجَدتُ لكِ رسالةً من أحد الشباب على صفحتك في البريد الإلكتروني، وأقول - والله يشهَدُ على ما أقول -: إنَّ الرسالة كان فيها: "السلام عليكم، كيف حالُكِ أختي الكريمة"، وكُتِبت هذه الرسالة قبل أنْ أعرفه، وقبل أنْ يخطبني، وأنا نَسِيت الأمر ولم أكُن أفتح بريدي منذ تزوَّجته إلاَّ نادرًا، وكانت هذه الرسالة من أحد الإخوة والدُّعاة؛ لأنِّي كنتُ مشتركةً في إحدى المجموعات للدعوة إلى القرآن والسنَّة، وليس غير هذا.

 

فسكتُّ قليلاً ثم قلتُ له: هل ترى الطلاقَ هو الحل؟ فقال لي: فهل ترَيْن أنتِ غيرَ ذلك؟ فلم أزد معه في الكلام، فتركتُ الأمر إلى الله - عزَّ وجلَّ - إنْ كان ابتلاءً ستُفرَج - إنْ شاء الله - وإنْ كان عِقابًا من الله لوجود التقصير وبعض المعاصي، فالله قادرٌ على أنْ يَغفِر لي ويرحمَنِي.

 

حَلَّ موعد ولادتي وأنجبتُ بنتًا - أصلَحَها الله ورَعاها - لكن كانت الصدمة بالنسبة لزوجي أنَّ ابنتي وُلِدت أذنها اليمنى غيرُ كاملة، وعندها لحمة زائدة صغيرة في وجهها، فلم يُعجِبه ولم يسَعْه هذا الأمرُ، لدرجة أنَّه لم يُكلِّفْ نفسَه أنْ يَدخُل إلى غرفة الولادة فيقول لي: حمدًا لله على سلامتك، وطِيلَة ثلاثة أيَّام وأنا بالمستشفى لم يُكلِّمني ولم يَسأَل عنِّي، وكان يَذهَب إلى العمل وكأنِّي لا أقرب له!

 

خرَجتُ من المستشفى أنا وابنتي وهو عَدِيم الإحساس تجاهي، لم يُراعِ مَشاعِري والآلامَ التي كنتُ أحسُّ بها في تلك الفترة ممَّا عانَيْت من رضاع ابنتي وآلام كثيرة وآلام تصرُّفاته، وأنا غير مبالية، وصابرة مُحتَسِبة حامدةً ربِّي على ما أعطاني.

 

الحمد لله هو يحبُّ ابنته ويَشتاق إليها ويَفرَح بها ويُلاعِبها، ومنذ شهرَيْن انتَقَل إلى العيش مع أصدقائه بحكم عملِه الجديد، ويأتي فقط السبت والأحد وأنا لا زلتُ أعيش في بيت أهلي، لا زال جافًّا معي بارِدًا لا يُكلِّمني ولا يهتمُّ بي، حتى اهتمامه بابنته قليل؛ طِيلَة الأسبوع لا يتَّصل إلاَّ إذا اتَّصلتُ به وسألتُ عن كلِّ ما تَحتاج ابنتي من طبيبٍ ومن أوراقٍ، إذا مَرِضَتْ أذهب بها إلى المستشفى، وأنا أذهب بها إلى عمل الفُحُوصات، أنا كلُّ شيءٍ في حياة ابنتي، وهو لم يُكلِّف نفسَه ولو مرَّة وسألني ماذا تَحتاج ابنتي؟ ولا شيء من هذا.

 

أقسم بالله تعبتُ، عندما يكون بعيدًا عنِّي أشتاق إليه، لكن بمجرَّد ما يأتي أحسُّ أنَّني أكرَهُه، بمجرَّد ألاَّ أجد منه مَشاعِر أو لهفة عليَّ حتى ولو جنسيًّا، صار باردًا معي، مع العلم أنَّ زوجي لديه ماضٍ سيِّئ جدًّا، صُحبته كلُّها سيِّئة إلى الآن، كان شاربًا للخمر، حتى إنَّه مرَّة أراني أشعة على كبده، ماذا صار فيها من شربه للخمر - اللهمَّ سلِّم يا رب.

 

زوجي لا يُفكِّر إلاَّ في نفسه فقط، يُرِيد إسعادَ نفسه ولا يهتمُّ بسَعادة غيرِه، وسَعادة أصدقائه الذين يُشكِّلون أكبرَ جزءٍ في حياته، حتى أسرته لا يُكلِّمهم إلاَّ نادرًا، ليس اجتماعيًّا بطبعه ولا يسأل عنهم ولا عن أحوالهم، حتى أخوه الذي يعيش هنا لا يُكلِّمه إلاَّ نادرًا ولا يسأل عنه، حتى إنَّه يُفضِّل أنْ يَسأَل عن أصدقائه بدلاً من أسرته بشكلٍ غير طبيعي، الآن أنتَظِر أنْ يُنظِّم أموره وعملَه، بعد ذلك يقول: سننتقل للسكن بمفردنا وأنا خائفةٌ جدًّا، أنا لا أدري ماذا أفعل؟ أنا مستعدَّة أنْ أصبِر وأتَنازَل، لكنَّ أصدقاءَه هم مِحوَر حياته، ويُؤثِّرون فيه بشكلٍ غير طبيعي؛ بدليل أنَّه البارحة كان يُحمِّل الأغاني من الإنترنت ولم يحتَرِمني وهو جالسٌ يستَمِع لها ويُسجِّلها عنده، أو يحترم ابنتَه الرَّضِيعة، واتَّصَل صديقُه يُوصِيه بأنْ يأتي بأفلامٍ إنْ كان عندَه في البيت، أنا أُرِيد أنْ أربِّي ابنتي تربيةً صالحةً، أريد أنْ أربِّيها على القرآن، أريد أنْ تكون ابنتي من حفظة كتاب الله، وأنا أُحاوِل - والحمد لله - الآن أنْ أحفظ القرآن.

 

والله إني خائفةٌ من مستقبلي ومستقبل ابنتي مع زوجي، متعبة من الداخل، لا أَدرِي إنْ كانت المشكلة فيَّ؛ ربما لأنِّي ما زلتُ أشعُر ببعض الخجَل منه ولستُ جريئةً معه بالكلام، أُفكِّر في الطلاق كثيرًا؛ لكن في الوقت نفسه أفكِّر في والدي الذي سيَحمِل عبئي وعبءَ ابنتي وهو لدَيْه مسؤوليَّات أخرى.

 

والله إنَّني لفي حيرةٍ من أمري، انصَحُوني ووَجِّهوني - بارَك الله فيكم - إلى اتِّخاذ القَرار الصائب والفعل الطيِّب مع هذا الزَّوج، فأنا في حيرةٍ من أمري، جَزاكم الله أحسنَ الجزاء، أعتَذِر على هذه الإطالة.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

غالِبًا ما يَحكِي لنا مُستَشِيرونا الكِرام عن مُعاناتهم مع مَن حولَهم، وكيف أنهم يُخطِئون في حقِّهم، ويستَفِيضون في الحديث وشرح المواقف السيِّئة من جانب مَن يتحدَّثون عنهم؛ حتى إنَّ قلوبنا لَتتَفطَّرُ حزنًا وهمًّا، ولكن للأسف يَصعُب علينا الحكمُ عند السَّماع لطرفٍ واحد، وفي الوقت نفسه يَصعُب على المستشير أنْ يتحدَّث بكلِّ صراحة عن عُيوبِه، أو أخطائه في حقِّ مَن يَشكُوه!

 

وأعتَرِف أنَّ هذا أمرٌ شاقٌّ لا يستَطِيعه إلاَّ القلَّة القليلة من البشر، ممَّن مَنَّ الله عليهم بإدراكٍ واسعٍ وفهم عالٍ وعقل متميِّز، لا أذكر كم مرَّة تحدَّث مستشيرٌ عن خطئه؛ لندرتها!

 

أختي الفاضلة:

كلُّ استشارتك تدلُّ على أنَّ زوجَك مُخطِئ، والمواقف التي ذكَرتِ تُحمِّله العبءَ الأعظَم، لكن - واسمعي من قلبٍ مُحِبٍّ مُشفِق - عليكِ أنْ تكوني أكثَرَ صدقًا مع نفسك، على الأقلِّ عند البحث عن الحلِّ الناجِع لمشكلةٍ حياتيَّة باتَتْ تُؤرِّقكِ وتهدِّد مستقبلَك ومستقبلَ ابنتك - حَفِظَها الله وعافاها.

 

اعذريني؛ فقد عزَمتُ على التحدُّث إليكِ بكلِّ صَراحة، وثِقِي أنَّكِ ستَصِلين للحلِّ - بإذن الله تعالى -:

أولاً: قُلتِ في بداية رسالتك أنَّ زوجَكِ كان في قمَّة الخُلُق والاحتِرام معكِ ومع أهلك، ثم قدَّر الله أنْ يتمَّ الزواج في بيت الأهل، وتَفاجَأ الزوج هنا بأمرٍ لم يخطر له على بالٍ؛ فالحياة في بيت أهل الزوجة تُشعِر الزوجَ بالذلِّ والاحتِياج إليهم، يستَشعِر في نظراتهم المَنَّ ويستَنشِق في بيتهم هَواءَ الإنعام، وما أقسى أنْ يشعر الرجلُ بذلك، ثم يجد نفسَه عاجزًا عن التصرُّف!

 

أيضًا كان خُلُق والدكِ أمرٌ مُستَغرَب عليه، ولا يستطيع أنْ يتفوَّه بكلمةٍ أو حتى يملك لنفسه حريَّة الابتعاد!

 

ماذا وجَد منكِ في هذه المدَّة؟

 

هل وجد الزوجة التي تدعمه نفسيًّا ومعنويًّا؟

 

هل وجَد مَن تُنسِيه تلك المِحنَة وتُصبِّره عليها وتُهوِّن عليه، أم وجَد زوجةً تستَحِي من زوجها وتُعامِله على غير ما يُحِبُّ؟ "ما زلتُ أشعُر ببعض الخجل منه.. ولستُ جريئةً معه"!

 

وتتعجَّبين من اعتِرافِه بأنَّه لم يجد فيكِ الأنثى والزوجة التي كان يحلم بها؟!

 

في هذا الوقت بدأ حبُّك في قلبه يأخُذ منحى خطيرًا، وكنتُ عن ذلك غافلةً، أليس كذلك؟

 

نَعِيْبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبَ فِينَا
وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
وَنَهْجُو ذَا الزَّمَانَ بِغَيرِ ذَنْبٍ
وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانَا

 

ثانيًا: لا بُدَّ أنْ تُفكِّري وتعمَلِي بصورةٍ جديَّة على الحصول على سكَنٍ مستقلٍّ، ناقِشِي معه الفكرةَ، ووضِّحي له رغبتَك في العَيْش معه بحريَّة واستِقلال عن الأهل، وحدِّثيه عن أحلامك في هذا البيت الجديد، ولا يهمُّ مكانه أو شكله أو حجمه، ما دام سيجمعكما في مكانٍ واحد، وستكون لكما حياة خاصَّة جدًّا لا يطَّلِع على أسرارها الناس، تعجَّبتُ كثيرًا من قولك: "يقول: سننتقل للسكن بمفردنا، وأنا خائفة جدًّا"!

 

ثالثًا: لا مانع من أنْ يكون للزوج رفقة يتروَّح بهم ويَتسامَر معهم بعيدًا عن جَوِّ البيت، لكن أنْ تكون تلك الرفقة من أهل السُّوء والإفساد، فهنا المشكلة، أو أنْ ينصَرِف بقلبه وعقله عن بيته إليهم، فهناك خللٌ واضحٌ لا بُدَّ له من علاج فوري.

 

ما الذي وجَدَه عندهم وفقَدَه عندك؟

 

وجَد معهم الأمانَ؛ فلا أحد يتفضَّل عليه ويُؤوِيه.

 

وجَد لدَيْهم المرَح؛ فليس فيهم مَن يُوبِّخه أو لا يُذكِّره إلاَّ بالواجب عليه.

 

أحسَّ معهم الحريَّة؛ فلعلَّهم لا يتحرَّجون في التعامُل معه كما تتحرَّج زوجته!

 

لماذا لا تفكِّرين أنْ تفعَلِي مثلَما يفعَلُون؟

 

لماذا لا تتخلين عن بعض الحَياء، وتجعَلِي لقاءَكما (لقاءَ مرح وبهجة) مهما كانت همومك؟

 

تأثيرُهم عليه غيرُ طبيعي؟ بإمكانك أنْ تكوني مثلَهم، صَدِّقيني.

 

رابعًا: يقول بشَّار بن برد:

 

إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِبًا
صَدِيقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لاَ تُعاتِبُهْ
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاك فَإِنَّهُ
مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ

 

أطلَعَكِ الله على بعض الصُّوَر السيِّئة، فما داعي العِتاب الآن؟ وما فائدته؟

 

ثم أتبعتِ العِتابَ بخِصام - كما تقولين - زادَ من الفجوة والبُعد بينكما!

 

من أكبر الأخطاء التي تقَع فيها الزوجة مُخاصَمة زوجها، واستِخدام هذا النَّوع من العِقاب؛ إذ تكون هي أوَّل مَن يُعانِي آثارَ هذا العِقاب؛ فالزَّوج - بكلِّ أسفٍ - يَعتاد هذا الجَفاء من جانبها، وقد يرَى فيه بعضَ الميزات، ويسهل عليه العيشُ دون زوجته؛ حيث يرى أنَّه لا مَنفَعة يرجوها منها! فتَراجَعِي عن تلك العادة بأسرع وقتٍ، فإنَّه قد ثبَتَ لك أنَّ ضررها أكبر من نفعها.

 

عليكِ أنْ تُعوِّضيه عن تلك الأيَّام التي كان على علاقة بفتاةٍ أو أكثر، وتُغدِقي عليه من حنانك وحبِّكِ وعاطِفَتك وغنجك ما يجعَلُه في غنًى، حتى عن الاحتِفاظ بتلك الصور.

 

خامسًا: بالنسبة لشرب الخمر، فيجب التحقُّق من هذه النُّقطة على وجْه الخصوص؛ فشارب الخمر المصرُّ على شربها لا يُرجَى صلاحُه، ويحقُّ لك حينَها الخوفُ على نفسِك ومستقبل ابنتك، أمَّا إنْ كان قد تابَ منها، فهذا لا يعني إلاَّ أنَّه بحاجةٍ لِمَزيدٍ من عَطفِك واحتِوائك، والمزيد من إشعاره برجولته وأهميَّته في حياتك كزوج.

 

وإنْ كان حديثَ عهدٍ بتركها، فعليك بذْل المزيد من الجهد معه، وأنصَحُك باصطحابه لمركزٍ من مراكز عِلاج الإدمان - إنْ تيسَّر لك - وإلاَّ فداوِمِي على رقيَتِه ومُعالَجته من آثارها الخبيثة بالآتي:

1 - الإكثار من السوائل، وبخاصَّة ما يحتوي على فيتامين (ج)؛ كعصير البرتقال الطازج، والليمون، وعصير الجريب فروت (Grapefruit)، وكذلك بعض السوائل الساخِنة كشراب النعناع، والينسون والبابونج.

 

2 - أكَّد بعض الباحثين أنَّ للأسبرين وبعض أدوية البرد تأثيرًا نافعًا، خاصَّة في وقت النقاهة.

 

3 - الحصول على قدرٍ كافٍ من الغِذاء المُتوازِن يوميًّا والمحتَوِي على كثيرٍ من المعادن والفيتامينات، وخاصَّة مجموعة فيتامين (Vit. B Complex) أو (ب) مركب.

 

4 - شرب الكثير من الماء؛ لتجنُّب الجفاف وتَعوِيض الجسم عمَّا فقَدَه من سوائل.

 

5 - الحصول على قدرٍ مُناسِبٍ من مادَّة السيستين (systien)، سواء من مَصادِرها الطبيعيَّة؛ كالبيض والقمح والبروكلي، أو في صورة مكمِّلات من الصيدليَّة؛ وذلك لأهميَّته البالغة في مساعدة الجسم على إنتاج الجلوتاثيون الذي يُكافِح الذرات الحرَّة، كما يستخدمه الكبد في التخلُّص من سموم الجسم، وثبتَتْ فاعليَّته في مُقاوَمة السُّموم التي يُسبِّبها الكحول والتبغ وغيرها.

 

سادسًا: حاوِلي التخلُّص من الحساسية الزائدة والتأثُّر بما يقول - خاصَّة وقتَ غضبه - فقوله: "لم أصدِّق أنِّي تزوَّجت بعدُ، فكيف أُصدِّق أني سأصبح أبًا؟!" لا يَعنِي بالضرورة عدمَ تقبُّله للحمل أو بغضه للمولود القادم، وهذه الكلمة نسمَعُها كثيرًا ممَّن تزوَّج ولم يحظَ بسعادةٍ أيَّام زواجه الأولى، فأرجو أنْ تُحاوِلي تعويضَه عن تلك الأيَّام، وكذلك تعويض ابنتك في بيتِكم الجديد وعشِّك الهانئ السعيد - بإذن الله.

 

سابعًا: حاوِلي ربطَه بالله بتدرُّج ولين ومحبَّة صادقة، وابتَعِدي تمامًا عن النُّصح المباشر أو التقريع المُؤلِم، فهذا السكِّين الحادُّ الذي تقطع به الزوجة حبلَ المودَّة، وتقضي على كلِّ ذرَّة حبٍّ لها في قلب زوجها، ولا تنسي الدُّعاءَ له بالهداية وصَلاح الحال، وثِقِي أنَّ الله لا يردُّ مَن يدعوه صفرَ اليدين، فبيدك كنزٌ عظيم لا تُهمِليه.

 

أخيرًا: يقول (نيوتن): "المرأة تُقنِع بلا أدلَّة، وتُؤنِّب بلا إهانة".

 

فتعلَّمي هذا الفن تسعَدِي في حياتك!

 

وفَّقكِ الله وأصلَحَ زوجكِ، وهَداه وجعَلَه لكِ قرَّة عين، وجعَلَكِ له كذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

مقالات ذات صلة

  • طلبت زيارة أهلي فتركني معلقة وتزوج
  • هل أرتبط بالشاب المتقدم أم أعود لزوجي؟
  • تخاف من أهل زوجها
  • لا أحتمل الحياة مع زوجي وأريد الطلاق
  • زوجي مسحور
  • أريد الطلاق لأن زوجي يعاملني كالخادمة
  • زوجي يسيء إلي رغم إحساني إليه

مختارات من الشبكة

  • أهل زوجي يريدون تزويج زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يريد شراء منزل لأخته(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يضربني ويهينني - هل زوجي مريض نفسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يسيء إليَّ ويظلمني(استشارة - الاستشارات)
  • أهل زوجي يسبونني(استشارة - الاستشارات)
  • أخت زوجي طردتني.. فهل أعود؟(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يهملني فما الحل؟(استشارة - الاستشارات)
  • لا أحب زوجي فهل الطلاق هو الحل؟(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي كثير الشك.. فما الحل؟(استشارة - الاستشارات)
  • ما الحل مع افتراءات زوجي وظلمه المستمر ؟(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 11:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب