جامعة الفيوم تستأنف جلسات مؤتمرها الدولي للمعاقين لليوم الثاني بخمسة أبحاث علمية

فاعليات اليوم الثاني من مؤتمر

«التوجهات الحديثة في رعاية متحدي الإعاقة»

الجلسة الثانية

متابعة: جلال الشايب، محمود مصطفى، أحمد شمس.

جامعة الفيوم تستأنف جلسات مؤتمرها الدولي للمعاقين لليوم الثاني بخمسة أبحاث علمية.

استأنفت جامعة الفيوم أمس الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر للعام الجاري - فاعليات مؤتمرها الدولي لمتحدي الإعاقة، وقد جاء هذا المؤتمر تحت رعاية الأستاذ الدكتور خالد إسماعيل حمزة رئيس جامعة الفيوم، وبرئاسة الأستاذ الدكتور فريد عوض حيدر نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، تحت شعار: "بإرادتنا نتحدى إعاقتنا".

وقد رأَس الجلسة الثانية من مؤتمر "التوجهات الحديثة في رعاية متحدي الإعاقة" - الذي أقامته جامعة الفيوم - الأستاذ الدكتور محمد عبدالعال الشيخ أمين المؤتمر، والمشرف العام على قسم الصحة النفسية، ومدير مركز الإرشاد النفسي بكلية التربية، جامعة الفيوم.

وبدأت الجلسة بمناقشة ورقة بحثية بعنوان: "القدرة على حل المشكلات أحد العمليات المعرفية لدى أُمِّ الطفل المعاق، وعلاقتها بأساليب مواجهة الضغوط: دراسة نفسية مقارنة"؛ للباحثة خلود عويس الأستاذة المساعدة بكلية الآداب قسم علم النفس، وتحت إشراف الأستاذة الدكتورة إيمان محمد صبري.

وفي عرض سريع لملخص الدراسة، ألقت الباحثة الضوء على أولياء الأمور الذين لدى أولادهم إعاقة ما، طارحةً تساؤلات حول مدى استعدادهم للتعامل الصحيح مع أبنائهم المعاقين، ذاكرةً أن الدراسة قد تناولت عيِّنة بحث لثلاثين أُمٍّ لأولاد ذوي إعاقة "التوحد".

وأفادت الباحثة أنها قد استخدمت مقياس القدرة على حل المشكلات، ومقياس أساليب مواجهة الضغوط كأدوات للبحث، متحدثة عن خروجها بنتائج، مفادها أنه لا توجد علاقة بين حل المشكلات وإستراتيجيات حل المشكلة بالنسبة لأُمهات المعاقين بمرض التوحد، كما أنه لا يوجد فرق بين متوسط دراجات أمهات ذوي مرض التوحد، وأمهات الأطفال المعاقين بالتخلف.

وقد عقَّب على البحث الأستاذ الدكتور مدحت أبو النصر أستاذ المجالات التربوية بكلية التربية جامعة حلوان، والأستاذ الدكتور محمود فتحي أستاذ ورئيس قسم مجالات الخدمة الاجتماعية، بكلية الخدمة الاجتماعية، جامعة الفيوم.

ثم انتقل الأستاذ الدكتور محمد الشيخ رئيس الجلسة إلى البحث الثاني في الجلسة الذي جاء بعنوان: "المشكلات التي يتعرض لها أصحاب الإعاقة"، وقد عرَضت مُلخصَه الأستاذةُ الدكتورة سميحة علي إبراهيم باشا، رئيس قسم الملابس الجاهزة كلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان.

وقد أوضحت في بحثها أن تأثير الإعاقة الحركية لا ينحصر في القصور الوظيفي للجسم فقط، وإنما يَمتد إلى عواقب اجتماعية ونفسية؛ مما يستوجب توجيه العناية إلى القيام ببحوث ودراسات تسعى إلى تحسين المظهر الخارجي للمعاق حركيًّا، بما يُشعره بالراحة والأمان.

كما عرَّفت المعاق حركيًّا بأنه هو الذي يعاني خللاً ما في قدرته الحركية أو نشاطه الحركي، وذلك بالطبع يؤثر على نموه العقلي والاجتماعي والانفعالي، فيصبح هناك حاجة إلى تأهيله تأهيلاً خاصًّا.

ومن هنا، انطلقت فكرة ابتكار مجموعة تصميمات ملابسية ومكملاتها للمعاق حركيًّا في إحدى أطرافه، والتي رُوِعي فيها سهولة الارتداء والخلع، وسهولة الحركة والاعتماد على النفس، وذلك بتقليل عدد وحدات القطع الملابسية، فضلاً عن تقليل المكملات الظاهرة؛ مثل: الأزرار الكبيرة، والعراوي الضيقة، وتجنُّب الفتحات الخلفية في الملابس، واستخدام خامات سهلة العناية - (الغسل والكي) - واستخدام حياكات متينة، واستخدامات خامات مُقاوِمة للاحتراق والكيماويات والانكماش.

وفي نهاية كلمتها أوصت الدكتورة بضرورة التوسع في إجراء البحوث والدراسات التي قد تعطي حلولاً منطقية للملابس ومكملات المعاقين بالإعاقات المختلفة، مع توفير خطوط إنتاج لملابس المعاقين بإعاقات جسدية لمختلف المراحل العُمرية.

وتحت عنوان: "تأثير الإعاقة الجسدية على صورة الجسم: دراسة نفسية مقارنة" - جاء البحث الثالث للمعيدة بقسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الفيوم، هناء كارم، وقد ألْقَت فيه الضوء على الإعاقات غير المرئية للمعاقين، وخصوصًا إصابة المرأة بسرطان الثدي وسرطان الرحم، مُركِّزةً على صورة الجسم كمتغير أساسي.

وقالت الباحثة: إنها استخدمت عيِّنة بحث لخمس عشرة سيدة مصابة بسرطان الثدي، وخمس عشرة سيدة أخرى مصابة بسرطان الرحم، تتراوح أعمارهنَّ ما بين 28 - 58، وقد تَم تطبيق مقياس صورة الجسم ومقياس التوافق الزواجي عليهنَّ.

وقد جاءت نتائج الدراسة مؤكدةً أن من أهم الآثار النفسية الناتجة عن الإعاقة الجسدية المتمثلة في استئصال الثدي أو الرحم - هي أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المرأة المعاقة جسديًّا باستئصال الثدي، والمرأة المعاقة جسديًّا باستئصال الرحم في صورة الجسم والتوافق الزواجي.

مع وجود علاقة عكسية دالة إحصائيًّا بين صورة الجسم والتوافق الزواجي لِمُسْتَأْصلات الثدي ومُسْتَأْصلات الرحم، بالإضافة إلى انخفاض صورة الجسم لدى كل من المرأة المعاقة جسديًّا باستئصال الثدي، والمرأة المعاقة جسديًّا باستئصال الرحم.

وفي بحث رابع تَمَّت مناقشته خلال جلسة اليوم الثاني للمؤتمر الذي جاء تحت شعار: "بإرادتنا نتحدى إعاقتنا"، وقد حمل عنوان: "أثر استخدام برنامج تربوي متعدد الأنشطة لتنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى أطفال الروضة وذوي صعوبات التعلم"؛ للدكتورة نجلاء فتحي أحمد عبدالحليم مدرس الفئات الخاصة بقسم دراسات الطفولة، كلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة.

وقد بيَّنت في بحثها أن من أهداف الدراسة التحقق من فاعلية برنامج تربوي متعدد الأنشطة في تنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى أطفال الروضة ذوي صعوبات التعلم النمائية، وتنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي في البيئة المحيطة بهم، فضلاً عن التحقق من استمرار فاعلية البرنامج التربوي متعدد الأنشطة في تنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي لديهم؛ مما يؤدي إلى أداء أفضل لدى أطفال الروضة ذوي صعوبات التعلم النمائية.

واختَتمت كلمتها بعرض أهم نتائج الدراسة، ومنها: فاعلية استخدام البرنامج التربوي متعدد الأنشطة في تنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى أطفال الروضة ذوي صعوبات التعلم النمائية، واستمرار الفاعلية بعد مرور فترة زمنية من تطبيقه (شهر).

وجاء البحث الخامس - الذي نُوقِش في هذه الجلسة - مُكملاً الجوانب التربوية لرعاية متحدي الإعاقة، فكان تحت عنوان: "اختلاف نوعية الحياة لدى كل من المعاقين حركيًّا والأصحاء"؛ للباحثة الدكتورة رانيا جمال حسين المعيدة بقسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الفيوم.

وفيه أظهرت الباحثة أن هذا البحث جاء ليُلقي الضوء على طبيعة المشكلات التي تعاني منها فئة المعاقين حركيًّا التي قد تؤدي بدورها إلى الشعور الدائم بالنقص الناشئ على القصور العضوي؛ مما يؤدي إلى انخفاض مفهوم الفرد لذاته، وكذا تهدف الدراسة إلى التحقق مما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المعاقين حركيًّا والأصحاء في نوعية الحياة.

واستعرضت الباحثة رانيا نتائج بحثها، ومنها: وجود فروق دالة إحصائيًّا بين المعاقين حركيًّا والأصحاء في كل أبعاد نوعية الحياة، ما عدا بُعد العلاقات الاجتماعية، "وكانت الفروق لصالح الأصحاء"، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق في كل أبعاد نوعية الحياة، باختلاف نوعية المهنة - (وظيفة حكومية، أو أعمال حرة) - وقد كانت هذه الفروق لصالح أصحاب المهن الحكومية.