• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مواقف من إعارة الكتب
    د. سعد الله المحمدي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

دور المسجد وبعض المراكز الحضرية في تنمية الوعي الديني في عهد الدولة السعودية الأولى

د. محمد بن علي السكاكر

المصدر: مجلة الدرعية، العددان: التاسع والثلاثون والأربعون
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/5/2009 ميلادي - 1/6/1430 هجري

الزيارات: 24571

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دور المسجد وبعض المراكز الحضرية في تنمية
الوعي الديني في عهد الدولة السعودية الأولى

 

المقدمة

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، نبينا مُحمد وعلى آلِه وصحبه وسلم.
 
أما بعد:
فإن المساجد هي بيوت الله، وهي أطْهر البقاع وأحبها إليه، وهي مكان القراءة والذكر، وتعليم العلم، والخطب، وعقد الألْوية والرايات، وتأمير الأمراء، وفيها يجتمع المسلمون لما أهمَّهم من أمر دينهم ودُنياهم، أمَّا المدن فهي مراكز حَضَرِيَّة، يعمرها خلفاءُ الله في أرضه، عليها يبيعون ويشترون، وفيها يتعلمون ويُعلِّمون، فأحيانًا يتغلَّب جانبها التِّجاري على الثقافي، وأحيانًا يحصل العكس، وربما تشتهر بكلا النَّشاطَيْن، فتكون مدينة تجاريَّة وثقافيَّة، وقد برزت في عهد الدولة السعودية الأولى بعض المراكز الحضرية التي أمَّها البائع والمشتري، والمعلم والمريد، فكان لها دور كبير في تنمية الوعي الديني الذي شهدته تلك الدولة، ونظرًا للدور الكبير الذي قامت به هذه المساجد والمراكز الحضرية، فقد رأيتُ أن أكتبَ بحثًا حول هذا الموضوع جعلته بعنوان: "دور المسجد وبعض المراكز الحضرية في تنمية الوعي الديني في عهد الدولة السُّعودية الأولى".

عندما تأسَّست الدَّولة السعودية الأولى بعد اتفاق الدرعيَّة أواخر عام 1157هـ/ 1744م، بدأت دعوة الشيخ محمَّد بن عبدالوهاب الإصلاحيَّة تؤتي ثمارَها المرجوَّة؛ حيث اتخذ الشيخ محمد من حيِّ البجيري بشكل خاص والدرعية بشكل عام - مكانًا لاستقبال الطلاب والمريدين، وإلقاء الدُّروس العلميَّة، فوفد عليه كثيرٌ من طلاب العلم المتعطشين للتحصيل العلمي في العلوم الشرعية والعربية، وكثير من هؤلاء الطلاب استقرُّوا في مدينة الدرعيَّة التي أصبحت مركزًا مهمًّا للثقافة، قبل أن ينتقل أثرها إلى بعض المراكز النجدية الأخرى.

ومع توسُّع حدود الدولة السعودية الأولى، أخذت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تنتشر في هذه البلاد مصطحبة معها الرَّغبة في الطلب والتحصيل العلمي.

وهكذا نتج عن الدَّعوة السلفية والدولة السعودية الأولى تطوُّرُ الوعي الديني، وذلك بعد الاستقرار الذي نعمت به البلاد، وتخلُّصها من كثيرٍ من الشوائب العقدية والأفكار البدعية، وما تبع ذلك من تحفيز العلماء والأمراء للنَّاس على البحث والدِّراسة في أمَّهات المصادر الشرعيَّة، وحثِّهم على القراءة والاطِّلاع.

ولقد كان للمساجد وبعض المراكز الحضريَّة دور فاعل وكبير في نُمو الوعي الديني؛ حيثُ قامت بدورها المنوطِ بها على أكمل وجه وأحسن حال، فكان لها أثر يُذْكر، وفضل يشكر في تحقيق هذا النُّمو في عهد الدولة السعودية الأولى.


المبحث الأول: دور المسجد في تنمية الوعي الديني

المسجد جزءٌ مُهمٌّ من مكونات المجتمع المسلم، وركنٌ أساس في بنائه، فمن خلاله يؤدي المجتمع الإسلامي رسالته في الحياة، وعن طريقه يتم الانطلاق نحو الإصلاح، وعَبْرَه يتمكَّن المصلحون من توجيه النَّاس وإصلاح أفكارهم، وفيه يتعارف الناس، ويعرفون ما يجري حولهم[1].

فالمسجد إذًا ملكٌ عام لصالح جماعة المسلمين، فهو أشرف الأماكن عندهم، وبه تتعلق قلوبهم، ولم تكن صلة المسلم بالمسجد أداء الصلاة فقطْ، بل كان له وظائفُ عدَّة ظهرت في أبهى صورها في العهد النبويِّ، ففيه قضى الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بين المتخاصمين، وعن طريقه تتم إغاثة المحتاج، ومساعدة الفقير، وفيه يجمع الرسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أصحابه ليستشيرهم كلما حزبه أمر، وهو دارٌ للإفتاء، ومدرسة للعلم، وميدان لاستقبال الوفود في عهد النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كما أنَّه مقر القيادة العسكريَّة، يتمُّ به التخطيط لمواجهة الأحداث، وتبدأ التعبئة للحرب، وهو ساحة لقسمة الغنائم، وتوزيع الأموال[2].

وعندما انتقل مركز الدَّولة الإسلاميَّة خارج شبه الجزيرة العربية، وتعدَّدت مسؤوليَّاتُها، وظهرت الدَّواوينُ - اقتصر دور المسجد على إقامة العبادة والتَّعليم والدَّعوة، فحافظ على مكانته العلميَّة والدَّعوية؛ لكونه مركز إشعاع روحي يسهم في تنمية المجتمع، ودفعه نحو تحقيق غاياته؛ ولذلك فمن الخطأ الجسيم أن يتصوَّر البعض أنَّ المسجد دارُ عبادةٍ فقط، فهذا تصور كتابي عن الكنائس، أمَّا المسجد فهو مركزُ إشعاع روحي وعلمي، ومكانُ عبادةٍ، وتعلم وتعليم، وموطن تذكير وتفقيه وتوجيه، وهي أمور تسهم في تنمية المجتمع، وتدفعه نحو غاياته السامية التي رسمها له الدين[3].

ونظرًا لأهمية المسجد في حياة المسلمين، فقد حرصت الدول الإسلامية على العناية به وتنظيفه وصيانته، وبناء المزيد منه، واحتساب الأجر عند الله، منذ عصر النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - حتى وقتنا الحاضر في جميع بلاد العالم الإسلامي.

وبعد ظهور الدَّعوة الإصلاحيَّة، وقيام الدولة السعودية الأولى - زاد الاعتناء بالمساجد في ربوع الدَّولة؛ لما لها من دور في إيصال الدَّعوة للناس، ولأثرها في تنمية الوعي الديني الذي تدعو إليه، ولدورها في التطوُّر العِلْمي الذي ترعاه، وقد تنافس على بنائها الحُكَّام والأمراء والعلماء والعامَّة، فكثُرت المساجد وانتشرت في أنحاء الدَّولة السعودية[4].

وقد بدأت الدَّولة السعوديَّة الأولى في بناء المساجد مبكِّرًا، فعندما قدم الإمام محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعيَّة، وتمَّ بيْنه وبين الإمام محمد بن سعود "اتِّفاق الدرعيَّة 1157هـ/ 1744م"، أشارَ الشَّيخ محمد على الإمامِ محمد بن سعود ببناء مسجد كبير[5]؛ وذلك استعدادًا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طلبة العلم الذين يتوقَّع قدومُهم إلى الدرعيَّة، وليكون مقرًّا للدُّروس العلميَّة، إضافةً إلى حاجة البلد لمسجدٍ كبير يستوعب أعداد المصلين المتزايِدة نتيجةً للنُّموِّ السكَّاني المتوقع في الدرعية، فتمَّ بناء جامع الدرعيَّة الكبير في حيِّ الطريف تحت منازل آل سعود، واشترك في بنائه أهل الدرعيَّة وتلاميذ الشَّيخ وأتباعه[6].

والجدير ذكرُه أنَّ المساجد في عهد الدولة السعودية الأولى - إلى جانب كونِها مكانًا للعبادة - قد أصبحت مكانًا للتعليم والتوجيه والتبليغ، وكانت المتَّكأ والرَّافد الفكري الذي نجحت الدعوة من خلاله في بعث نصائحها الدينيَّة للناس.

ونظرًا لتزايد أعداد الطلاب، والرغبة في تعزيز رسالة المسجد الإصلاحيَّة، وتعميق أثره الفكري، فقد تمَّ اتِّخاذ خطوة جديدة تمثَّلتْ في بناء مجمع حول مسجد البجيري[7] في الدرعيَّة، يتَّسع لحوالي مائتَيْ مُصَلٍّ، وتمَّ تأمين مستلزمات الدَّارسين فيه، ويَؤُمُّه الناس للدراسة صباحًا، وتناوبَ التدريسَ فيه أبناءُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب[8].

وتجدر الإشارة إلى أن الناس جميعهم ملزمون بحضور صلاة الجماعة؛ حفاظًا على دينهم، ورغبةً في إفادتهم من الفرص التعليميَّة التي تعقد فيه يوميًّا، وقد خصِّص فيه مكان للنساء[9].

ومن المؤكَّد أنَّ الاهتمام بالمساجد لم يقتصر على الدرعية فقط، بل شمل البلاد التي خضعت للحكم السعودي جميعها، فعندما دخلتْ الرياضُ عام 1187هـ/ 1773م تحت حكم آل سعود، تمَّ الاعتناء بجامعها الكبير "جامع مقرن"، كما أنشأ الإمام عبدالعزيز بن محمد مسجدًا آخر، سمي مسجد دخنة، أو مسجد الشيخ عبدالله نسبةً إلى إمامه الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب[10].

وفي الأحساء قامت المساجد - إلى جانب كونها دُور عبادة - بدور كبير في الوعظ والإرشاد والتعليم، وكانت تقام فيها الندوات والحلق المفتوحة بعد الصَّلوات، وتناقش فيها مسائلُ العقيدة في اجتماعات كبيرة[11]، ومن أشهر المساجد التي تميَّزت بتعدُّد حَلَقِ الذِّكر فيها، وإقامة الدروس بصفة مستمرة - مسجد آل بداح، ومسجد آل عبدالقادر[12]، ومسجد الإمام سعود الذي كان أميزها في ذلك الوقت[13].

وفي منطقة عسير أُقيمت في المساجد حلقات تعليميَّة تسمَّى "المعلامة" أو "المدراسة"[14]، ومن أشهرها: المدارس الحفظيَّة في بعض بلدان عسير، وكان يرأسها الشيخ أحمد بن عبدالقادر الحفظي في رجال ألمع، وكان لابنه محمد جهود علميَّة بارزة[15]، كما كان لعبدالخالق بن إبراهيم الحفظي حلقات تعليمية في المسجد برجال ألمع أيضًا[16].

وبعد وصول الدعوة السلفيَّة إلى عسير، تقدَّم التعليمُ تقدُّمًا لا يقارن مع ما كان عليه قبل ذلك، مما كان له انعكاس على المجتمع؛ لاشتمال المساجد على كثير من أوجُه النشاط الفكري؛ نتيجة لتأثرها بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية[17].

وفي المخلاف السليماني انتشر التعليم في المساجد حتى أصبحت بعد وصول الدعوة الإصلاحية إليها مراكز علمية مرموقة، كان لها تأثيرٌ فكريٌّ في المجتمع[18]، ومن أشهر المساجد هناك: مسجد الشريف حمود بأبي عريش، ومسجد صبياء، وجامع ضمد[19].

وتجدر الإشارة إلى أنَّ دخول الحجاز - وما يحتله من مكانة علميَّة - تحت الحكم السعودي (1218هـ/ 1803م) جَعَلَ للحرمين الشريفين دورًا كبيرًا في الاستمرار في تنمية الوعي الديني، ونقله خارج الجزيرة العربية؛ حيث كان للدروس التي تعقد في الحرمين الشريفين أثرٌ مشكور في تصحيح مفاهيم كثيرة، وإزالة مخالفات عدَّة[20].

وهكذا فإنَّ المساجد - في عهد الدَّولة السعوديَّة الأولى - والمدارس الملْحقة بها، ومنازل العلماء، مثل: منزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأبنائه، ومنازل علماء الدِّرعية، وكذلك ما يعقد في دار الإمارة من دروس علميَّة، كان له جميعًا أثرٌ كبير في نمو الوعي الديني الذي تُنادي به الدعوة السلفيَّة، وخاصَّة في ظل المتابعة الدقيقة لهذه المناشط من قبل الأمراء والعلماء منذ عهد الإمام محمد بن سعود[21].

وكانت عمليَّة المتابعة اليوميَّة، ومعرفة المكتسبات العلميَّة التي تحققت، تتمُّ عبر أسئلة تُلقَى على الناس يوميًّا في المساجد، في مسائل متعدِّدة، في التوحيد، والفقه، والسيرة الذَّاتيَّة، وغيرها؛ يقول ابن بشر: "وأمر الشَّيخ محمد بن عبدالوهاب جَميع أهل البلدان، يسألون النَّاس في المساجد كلَّ يوم بعد صلاة الصبح، وبين العشاءَيْن، عن معرفة الأصول الثلاثة، وهي: معرفة الله، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة أركانِه، وما ورد عليْهَا من أدلَّةٍ من القرآن، ومعرفة محمَّد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ونسبه، ومبعثه، وهجرته، وأوَّل ما دعا إليه..."[22].

كما شملت العناية والمتابعة القائمين على المساجد من أئمَّة ومُؤذِّنين؛ إذ إن الاعتبار بهم يسهم في إبراز أثر المسجد الدَّعوي والفكري؛ لذا نجِد أغلب أئمَّة المساجد، وخاصَّة التي تكون في قُصْبِ - مركز - البلد، يتم اختيارُهم من العلماء والقضاة، كما يتم اختيار المؤذنين ذوي الكفاية علمًا وخلقًا، ويزوَّد الجميع بنصائحَ ثمينة في مسيرتهم الدَّعويَّة[23]، وقد جاء الدَّعم المادي والمعنوي الذي تلقَّاه أئمَّة المساجد من الأمراء والعُلماء وأهل الخير، مشجعًا لهم في إبراز أثَر المسجِد الإصلاحي؛ يقول ابن بشر: "وكان الإمام سعود بن عبدالعزيز يُرْسِل في كل مكانٍ صدقةً ألف ريال أو أقل أو أكثر لكلِّ ناحية أو بلد، وتُفرَّق على ضعفائهم، وأئمَّة المساجد، والمؤذنين، وطلبة العلم، ومعلمة القرآن ..."[24].

كما كانت هناك توجيهات من القيادات العُليا، لمتابعة الوافدين إلى البلاد وتعليمهم، وبيان قواعد الإسلام الصحيح لهم، فقد وجَّه الإمام سعود بن عبدالعزيز رسالة إلى الإخوان من أهل الدرعية، قال فيها: "... وأيضًا بلادكم يأتيها النَّاس من كل مكان ووِجْهة، ويروح أكثرُهم ما نعرف أحدًا واجَهَهم يدعوهم للإسلام، ويبيِّن لهم التَّوحيد من الشِّرْك، ويبيِّن لهم الكفر من الإسلام"[25].

كما كان للنَّصائح التي تقرأ في المساجد أثرٌ بارز في نمو الوعي الديني، فقد كتب الإمام سعود بن عبدالعزيز نصيحةً إلى أهل الدرعيَّة، وأرْسلها إلى أهل النواحي، حضَّهم فيها على التخلِّي عن الذنوب، والتوبة النَّصوح، وذكر فيها كثيرًا من المحظورات داعمًا آراءه بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة[26].

وكذلك فإنَّ الأحاديث اليوميَّة التي تُعقَد في المساجد بعد صلاة العصر، وقبل العِشاء الآخر، والخطب الوعظيَّة القصيرة، قد أسهمت في تصحيح أحوال الناس، وتنمية وعْيِهم الدِّيني، ولا تزال قائمةً إلى الوقْت الحاضر كأحدِ أبْرز آثار الدَّعوة السلفية[27].

كما كان لبعث نظام الحِسْبة في عهْد الدولة السعودية الأولى أثرُه الكبير في نموِّ الوعْي الديني، فقد جعل أئمَّة الدَّولة السّعوديَّة الأولى أناسًا يجولون في الأسْواق بعد الأذان، يذكِّرون الناس، ويأمرونهم بإقامة الصلاة في المساجد[28].

أمَّا أكبر أثر علمي تنمويٍّ للمساجد، فقد تمثَّل في العدد الكبير من العلماء والمصلحين، الذين قاموا بنقل مبادئ الدعوة إلى المناطق التي يقيمون فيها، ومنها إلى البلدان المجاورة عبر مساجدها في عمل جاد ومستمر، كان من نتائجه: نشاطُ الحركة العلميَّة، وتحلِّي الناس بالأخلاق والقيم الإسلاميَّة، واستقامة أحوال كثير منهم، بتصحيح عباداتهم، وتخلِّيهم عن الانحراف الذي أصاب عقائدهم[29].

وهكذا كان دورُ المساجد والمدارس الملحقة بها في بعث الحركة الفكريَّة، ونشر الدعوة السلفية في المناطق الخاضعة للدولة السُّعودية، وفي بعض دول العالم الإسلامي بعدما دخل الحِجازُ تحت حُكم الدولة السُّعودية الأولى.


المبحث الثاني: دور المراكز الحضرية في تنمية الوعي الديني

وُجِدَ في عهد الدولة السعودية الأولى كثيرٌ من المراكز الحضريَّة التي أسهمت في تنمية الوعي الديني الذي نادى به الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ورعته الدولة، وعملت جاهدة على تمكينه ونشره، فكان لهذه الجهود دور كبير في نموِّ كثير من هذه المراكز الحَضَرِيَّة، ومن أبرزها:

1- منطقة نجد:
وُجِدَ في نجد - قُبَيْلَ قيامِ الدَّولة السعوديَّة الأولى - بعضُ المراكز الحضرية التي رعت الحركة العلمية واهتمت بها، مثل: أشيقر والعُيَينة، وبعد ظهور الدعوة الإصلاحيَّة وقيام الدولة السعودية الأولى، تبدَّلت مكانةُ بعض هذه المراكز، فتضاءلت أهميَّة بعضها، في حين برزت أهمية مراكز جديدة، تبعًا للتغيرات السياسيَّة[30]، ومن أبرز هذه المراكز:

الدرعية:
احتلَّت الدرعيَّة مركز الصَّدارة العلميَّة في عهد الدولة السعودية الأولى، وتولَّت رئاسة المراكز العلميَّة الأخرى؛ لكونِها مقرَّ الدَّعوة، ومكان إقامة مؤسِّسها، وموطن انطلاق جهوده العلمية[31]، كما أنَّها عاصمة الحكم الجديد، ومركز العلماء الذين تولَّوا مهمَّة التدريس والتعليم لطلاب العلم وأهله[32]، إضافةً إلى كثرة الوافدين إليْها من طلاب العلم، من داخل الجزيرة وخارجها[33]، مما كان له أثرٌ كبير في قيام حركة علمية كبيرة لم تعرفْها البلاد النجديَّة من قبل[34].

لقد حافظت الدرعيَّة على مكانتها العلميَّة طوال عهد الدولة السعوديَّة الأولى، وبعد سقوط هذه الدولة باستيلاء إبراهيم بن محمَّد علي باشا على الدرعيَّة سنة 1233هـ/ 1818م، انتقلت هذه الزَّعامة إلى مدينة الرِّياض بعد قيام الدَّولة السعوديَّة الثَّانية عام 1240هـ/ 1824م.

العُيَينة:
تُعَدُّ العُيَيْنة أحدَ المراكز الحضريَّة المهمَّة في نجد قُبَيْل قيام الدَّولة السعوديَّة الأولى، ولكثْرة من وجد بها من العلماء، فقد كانت مركزًا علميًّا بارزًا، وهذا يؤكد كثرة سكانها، وازدياد عمرانها، ونفوذ سلطتها، ودعْمها للعلم[35]، وبعد ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب فيها، زادت مكانتُها العلمية، فتوجَّهت إليها الأنظار[36]، ولكن عندما تخلَّى أميرُها عثمان بن معمر عن رعاية صاحب الدَّعوة الإصلاحيَّة الشَّيخ محمَّد بن عبدالوهاب، وطلب منه الخُروج من العيينة، بدأت هذه المدينة تفقِد مكانتها العلميَّة، وتضاءلت أهمِّيَّتها التي انتقلت إلى الدِّرْعيَّة عاصمة الدَّولة السعوديَّة الأولى[37].

أشيقر:
تصدَّرت بلدة أشيقر المراكزَ العلميَّة قبل قيام الدعوة الإصلاحيَّة، ثم نافستْها أيَّام ظهورها[38]، وكانت مصنع العلماء النجديِّين الذين شكَّلوا في القرن العاشر الهجري والحادي عشر والنِّصف الأوَّل من القرن الثاني عشر قريبًا من ثُلُثي علماء نجد[39]، وفيها تَخَرَّج عددٌ كبير من علماء نجد، وكان فيها نشاط علميٌّ متميز، واجتمع فيها في وقتٍ واحد أربعون عالمًا كلُّهم يصلح للقضاء، يوم كان القضاء لا يصِل إلى مرتبته إلاَّ كبارُ العلماء وفحولُهم[40].

وهناك مراكز حضريَّة أخرى، لها مكانة علميَّة؛ حيثُ استقطبت بعض العلماء، مثل بريدة وعنيزة في القصيم، وشقراء في الوشم، وغيرها.

ومن المؤكَّد أنَّ نجدًا قد استفادت من الدَّعوة السلفية؛ إذ صححت أوضاعها الدينية، ونهضت بحركتها العلمية، وخرجت بها من عزلتها، وفتحتها على العالم الإسلامي، وخاصَّة بعد ضمِّ الدولة السعودية الأولى للحرمَين الشريفين[41]، فشاركتهم المسؤولية في إحياء الروح الإسلامية ودفع الأخطار عنهم، وحمل هَمِّ المسلمين وقضاياهم المهمة[42].

منطقة الحجاز:
تُعَدُّ مكة والمدينة أهمَّ المراكز الحضرية والعلميَّة في شبه الجزيرة العربية، وقد شهدت الفترة التي انضوتا فيها تحت حكم الدولة السعودية الأولى - بالرغم من قصرها - تأثيرًا علميًّا، كان قد بدأ بالجهود الدعوية مبكِّرًا، وذلك عندما وصل بعْضُ أتْباع الدعوة الإصلاحية في ستينيَّات القرن الثاني عشر الهجري، نهاية النصْف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي إلى الحجاز، وحاولوا الجهر بمبادئ الدَّعوة، فمنعوا من ذلك وتمَّ سَجْنُهم[43].

وبعد دخول الحِجاز تحت الحكم السعودي 1218هـ/ 1803م، أصبحتْ كتب الدعوة الإصلاحية، مثل كتاب: "كشف الشبهات"، و"كتاب التوحيد"، وكلاهما للشَّيخ محمد بن عبدالوهاب - تُدرَّس في الحرمين، إلى جانب الدُّروس الأخرى التي يحضرها العلماء والأهالي[44]، وقد ساعد على وصول الفكر الإصلاحي السلفي إلى الحجاز قَبولُ بعض عُلماءِ الحرَم المكِّي للدَّعوة الإصلاحيَّة، واعترافهم بصحَّة مبادئها؛ يقول العجيلي: "وحلَّقوا على مؤلَّفات شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في كتاب "التَّوحيد في حقِّ الله على العبيد" وفي "كشف الشبهات"، وغيرهما، وظهر فيهم محبَّة الدين[45]، والاعتراف أنَّه الحقُّ والصدق والصواب"[46]، كما أنَّ الإمام سعود بن عبدالعزيز قد جمع النَّاس في الحرم المكِّي وبيَّن لعلمائه حقيقة الدَّعوة السلفيَّة، وأمر بنشْرِها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[47]، كما أمر باجتماع المصلين في الحرم المكي على إمام واحد، وإبْطال العادة التي كانت قائمةً بتَكْرار الصَّلوات خلف أئمَّة المذاهب الأرْبعة؛ حرصًا منه على توحيد الأُمَّة واتِّجاهها الفكري[48]؛ قال تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].

وفي المدينة المنوَّرة استمرَّت الدروس العلميَّة في المسجد النبوي قائمة فيه إلى جانب تدريس كتب الدعوة الإصلاحية؛ إذ كان الشَّيخ أحمد بن حسن الحنبلي يُعلِّم ويدرس ويشرح كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويُناظر المخالفين ويحاورهم؛ مما نتج عنه تراجع الأفكار المخالفة، والمذاهب المعارضة للدَّعوة الإصلاحيَّة السلفية[49].

ومن أهم مظاهر نمو الوعْي الديني في الحجاز: إزالة المظاهر المخالفة للشريعة، مثل تحطيم القباب المقامة على المزارات والقبور[50]، ومنْع دخول المحمل المصاحب بالموسيقى، وإحراق الآلات الموسيقيَّة، ومواد التبغ، وأدوات استخدامه[51]، كما أُلْغِيت الضَّرائب الجائرة[52]، وألزم الناس بالصَّلاة جماعة، فازدحمت المساجد بالمصلِّين، وتَدافع الناس لحضور الدروس العلمية[53].

منطقة الأحساء:
تعدُّ الأحساء من أهم المراكز الحضريَّة والعلميَّة في شبه جزيرة العرب، وقد ساعد غناها، واحترام سكَّانها للعلماء، وكثرة الأسر العلمية، على دفع الحركة العلمية، حتَّى أصبحت مركزًا علميًّا مشعًّا يقصدُه طلاَّب العلم من مختلف النَّواحي[54]، كما ساعد الخلاف المذهبي فيها، وكثرة العلماء المتفرِّغين للتَّدريس في بيوتهم، وفي المساجد، وترحيبهم بطلبة العلم، وتأسيسهم للمكتبات على رفعة مكانتها العلميَّة، وجعلها مركزًا من مراكز الإشعاع الديني والفكري في المنطقة[55]، وممَّا يدلُّ على رفعة مكانتها العلميَّة زيارة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لها، وطلبه العلم على علمائِها[56].

وعندما دخلت الأحساء تحت حكم الدَّولة السعودية الأولى، زادها ذلك تقدُّمًا ونماءً، فقد نجح علماء الدَّعوة الإصلاحية في الدرعيَّة في التأثير عليها، وبترسيخ الفكر السلفي الإصلاحي فيها[57]، وممَّا يدل على ذلك: تمكُّن الشيخ مبارك بن علي آل حمد، وهو أحد علماء الأحساء من الردِّ على علماء الشيعة، والتغلُّب عليهم في أثناء المناظرة التي جرت في الدرعية بين السنة والشيعة بحضرة الإمام سعود بن عبدالعزيز[58].

منطقتا عسير والمخلاف السليماني:
وُجِدَ في منطقة عسير والمخلاف السليماني بعضُ المراكز العلمية، ولكن المعلومات المتوافرة لا تكاد تكون وافية عن بعْضِها؛ نظرًا لندْرة المصادر التي تتحدَّث عنها؛ لقلَّة التدوين من جهة، ولتلف كثير من المصادر المدونة نتيجة الإهمال والكوارث الطبيعية والبشرية من جهة أخرى[59]، وعلى الرَّغم من ذلك، فقد وجدت مراكز مهمَّة في تهامة، وفي المِخْلاف السليماني[60]، وضمَّت بين جنباتِها المساجد والمدارس الملْحقة بها "المعلامة"، وقد لقيت هذه المراكز عناية تامَّة من الأهالي[61]، وخاصَّة بعض الأسر المشتهرة بالعلم، كآل النعمي وآل بكري وآل الحفظي، وغيرها[62]؛ حيثُ قامت هذه الأُسَر بنشْر العلم، وتدوينه، وإنشاء المكتبات[63]، ومما ساعد على النهضة العلمية في المنطقة، وقوعها على طريق الحج اليمني، واتِّصالها بعلماء اليمن في أثناء مرورهم بهذه المنطقة.

لقد ساعدَتْ هذه الحركة العلمية النشطة في تسهيل قبول المبادئ السلفيَّة الإصلاحيَّة، التي وصلت إلى المنطقة منذ عام 1179هـ/ 1765م، وما قام به ابنا عامر المتحمي[64] من جهود في هذا الشأن في وقت لاحق بعد قدومِهِما من الدرعيَّة[65]، وكذلك ما قام به الداعية أحمد حسين الفلقي[66] الذي حمل رسالة من الإمام عبدالعزيز بن محمد إلى رؤساء المخلاف السليماني؛ لنشر الدعوة السلفية[67]، وما قام به أيضًا مجموعة من أعلام وعلماء المنطقة من جهود دعوية، مثل: العلامة محمد بن أحمد الحفظي[68]، والحسن بن خالد الحازمي[69]، وعبدالرحمن بن حسن البهكلي[70]، ومحمد بن ناصر الحازمي[71]،[72]، وقد أَعْطَى دعْمُ هؤلاء العلماء قَبولاً متزايدًا لمبادئ الدَّعوة السلفيَّة، وشكَّل نشاطًا متزايدًا لإِحْياء السنن، وإنْكار البِدَع، والمعتَقَدات الباطلة[73].

ولعلَّ أهمَّ مظاهر نموِّ الوعْي الديني في هاتَيْن المنطقتين: ترْك الأعمال المخالفة للشريعة والاتجاه لتطهيرها، وهدْم القباب والقبور المرتفعة وترك التبتُّل والانعزال[74]، والقضاء على وسائل الشرك بهدم صنم ذي الخلصة الذي كان قائمًا في تبالة[75]، وإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء الصلاة جماعةً في المساجد[76]، وترْك التَّأليف في التصوُّف والتشيُّع، والعمل بالكتاب والسنة، وترك البدع، والإقبال على الكتب النافعة[77].


المبحث الثالث: مظاهر نمو الوعي الديني

أ- تعزيز مفهوم الوحدة والأخوة الإسلاميَّة، والخروج بالمنطقة من محن الاختلاف والتفريق إلى الألفة والوحدة، فالمطَّلِع على ما كتب عن شبه الجزيرة العربية قُبَيْل قيام الدَّولة السعودية، يجد أنَّ أهلها كانوا في غاية الفُرقة والشَّتات والتَّطاحُن وسفك الدِّماء، وتسودُهم فوْضَى حكَّام المناطق، وأمراء المدُن، وشيوخ القبائل، ويُخيِّم عليْهِم الرُّعب والخوف[78]، بل إنَّ أهل البلد الواحد، توجد بينهم خصومات ومنازعات تصل أحيانًا إلى حَمْل بعضهم السلاح على بعض[79]، ممَّا نتج عنه سفْك دماء محرَّمة بغير حق، كما لا يستطيع البعض التسنُّم على كرسي الزَّعامة في البادية والإمارة في الحاضرة، إلاَّ عَبْر مسلسل من النِّزاع والقتال؛ يقول ابن بشر: "ثمَّ إنَّ هذا الدين الذي مَنَّ الله به آخِرَ هذا الزمان على أهل نجد، بعدما كثُر فيهم الجهل والضلال، والظلم، والجور، والقتال، فجمَعهم الله بعد الفرقة، وأعزَّهم بعد الذِّلَّة، وأغناهم بعد العيلة، وجعلهم إخوانًا"[80].

ومن المؤكَّد أنَّ هذا الانقسام والتفرُّق والاختلاف والاقتتال، كان نتيجة لانعدام الوَحْدة السياسيَّة، وضعْف الوازع الديني[81]، اللَّذين بتصحيحهما تزول هذه الانقسامات، وتتحقق الوَحْدة، وينعدم القتال بغير حقٍّ بإذن الله، وقد تحقَّق ذلك بقيام الدولة السعودية الأولى، وتوحيدها لأغلب نواحي شبه الجزيرة العربيَّة، وإدراك الناس لفوائد الوحدة والاجتماع نتيجة قبولهم مبادئ الدعوة السَّلفيَّة؛ مما كان له أكبر الأثر في نمو الوعي الديني لدى الناس، الذين نعموا بثمار هذه الوحدة، وجنى الجميع خيراتِ هذا الاجتِماع، وتم تجييش الجيوش بطريقة مرتبة إلزاميَّة لكلِّ القبائل، وتطوعيَّة حسب ما تقتضيه الظروف.

يقول لوثروب ستودارد: "وبينما كان ابن السُّعود سنة 1814م يَعُدُّ العُدَّة لفتح سورية وهِمَّتُه متينة، كان يخيَّل إلى العالم أنَّ الوهابيِّين متدفِّقون على الشرق تدفُّقًا، وصانعون ما شاء الله من الإصلاح في الإسلام"[82].

لم يكن أمر الوحدة والاجتماع مقتصِرًا على الحاضرة دون البادية، بل شاركت البادية هذا الاتجاه العام نحو الوحدة، وصار لشُيُوخها كلمة مسموعة، وشاركوا في صناعة القرار عندما أصبحوا من مستشاري الحكَّام السعوديين[83].

ب- تنمية الفكر الإصلاحي الديني، وذلك بمحاربة البدع والمعتقدات الباطلة، وإزالة مظاهرها، وتطهير النفوس من الشركيَّات، والخرافات والجهالة، وتحرير العقول منها[84]، وتجلية بعض المفاهيم الإسلامية، مثل: تعريف توحيد الرُّبوبيَّة والألوهية، وتحقيقِها، وإيضاحِ الشرك، والإيمان بالغيب، والاعتناء بأصول الدين وفروعه، وإزالة ما أصابها من انحراف وَفْقَ القاعدة الشرعية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، ونبْذ التصوُّف، والتشيع، وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتذكير الناس بواجباتهم الدينية، وجمعهم على الصَّلوات المكتوبة، والعمل على نشر الإسلام، وتقويم الأخلاق، وربط حياة الناس بدينهم، وإشاعة العدْل بينهم، وإحياء روح الجهاد بالمال والنفس والقلم واللسان، بعد أن كانت راياتُها ترفع فتنًا وقتالاً دون وجه حق[85]؛ ممَّا يؤكِّد أنَّ الدَّعوة الإصلاحية دعوة دينيَّة سياسية علميَّة جهادية[86]، نجحت في تعميق الوعْي الديني وتنميته بإقامة شرائع دين الله، وصناعة منهج التفكير القويم؛ ليكون المرءُ المسلم على سلامة في دينه؛ يقول ابن بشر: "ثم إنَّ محمَّدًا - محمد بن سعود - بسط يده، وبايع الشيخ - محمَّد بن عبدالوهاب - على دين الله ورسوله، والجهاد في سبيل الله، وإقامة شرائع الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"[87].

ويقول لوثروب ستودارد: "فتكوَّنت على التوالي وحدة دينيَّة، وسياسيَّة، في جميع الصحراء العربية، شبيهة بتلك الوحدة التي أنشأها صاحب الرسالة محمَّد - صلَّى الله عليْه وسلَّم"[88].

جـ- نمو الوعي الديني الاجتماعي والاقتصادي في الحاضرة والبادية، بتطبيق الشريعة، وإقامة العدل، وتحقيق الأمن، فانتزع فتيل المنازعات بين فئات المجتمع، وانطفأت الفُرقة والشَّتات التي كانت تَحدُث بين الحاضرة والبادِية أو بين قبائل البادية بعضها ضدَّ البعض الآخر[89]، أو ما كان يظهر بين سكَّان المراكز الحضريَّة من خلافات وتعصُّبات وساد الحبُّ والودُّ والوئام والإخاء والسَّلام بين الناس كافَّة، وتحقَّق الأمنُ في المجتمع، حتَّى سرحت المواشي وتركت في الفلوات في أمن واطمئنان ليس عندها مَن يرعاها ويحميها[90]، وحُقِنَت الدِّماءُ، وحلَّ النِّظام بدلاً من الفوضى التي كانت ظاهرة في البلاد؛ يقول ابن بشر: "وكسَوُا الكعبةَ المشرَّفة بالحرير والخَزِّ والقيلان، وسارت الظعينة إليْها من العراق، والشام، واليمن، والبحرين، والبصرة، وما حولها، وما دونها، لا تخشى أحدًا إلاَّ الله الواحد المنَّان.

وبَطَلَتْ في زمانهم - آل سعود - جوائزُ الأعراب على الدُّروب، فلا يتجاسر أحدٌ من سُرَّاقهم، ومَنَعَتِهم، فضلاً عن رؤسائهم - أن يأخُذَ عقالاً فما فوقه من الأثمان، فسمَّاها الأعراب: سنين الكمام[91]؛ لأنَّه كُمَّ عليهم عن جميع المظالم الصِّغار، والجسام، فلا يَلْقَى بعضهم في المفازات، والمخوفات إلا بالسَّلام عليكم وعليكم السلام"[92]، ويقول أيضًا: "ويخرج الراكب وحْدَه من اليمن وتهامة والحجاز والبَصْرة والبحرين وعمان ونقرة الشَّام لا يحمل سلاحًا، بل سلاحه عصاه، لا يخشى كيْدَ عدوٍّ ولا أحد يُريدُه بسوء"[93].

ومن هذين النَّصَّين يتبيَّن الوعْي الاجتماعي الجديد الذي نما لدى المجتمع، فلم يعُدْ أحدٌ يستطيع المجاهرة بعدائه لأخيه، وصار الجميع إخوانًا، ولاؤهم موجَّه لقادة الدَّولة وعلمائِها[94]، وبدؤوا يتعاونون على البر والتقوى، ويتناصحون فيما بينهم ويتكافلون، فوقف قويُّهم مع ضعيفهم، وغنيُّهم مع فقيرهم، وصارت الزَّكاة تسير وفْق ما شرع الله؛ مرضاةً لله، وإحسانًا إلى المحتاجين، فارتفعت المعاناة[95]، وقام مجتمعٌ صحِّيٌّ متكاتف، تحوطُه الرفاهية، والسَّعة، وكثرة الخيرات - بعد تحسن أوضاع البلاد الاقتصادية، الذي أعقب الاستقرار - ونُمُوُّ الوعْي الديني لدى الناس، وتحسن الوضع التعليمي الذي انصرف الناس إليه[96].

إنَّ توافُر الأمن والاستقرار عاملٌ رئيس يؤثِّر في غنى الناس واطمئنانهم، فقد راجت الأسواق النجدية وخاصَّة الدرعية بالبضائع، حتَّى لم يعُدْ يسمع في أسواقها إلاَّ بِعْتُ وشَرَيْتُ، وصارت من أعظم البلاد تِجارة وعمرانًا[97]، وسُدَّت أبواب التكسُّب المحرمة، مثل: النهب، والسرقة، والغزو، وقطع الطريق، ولم تعُدِ البادية قادرةً على رفع يدها على بادية أخرى أو حاضرة[98]، وصار الناس يبحثون عن مزيد من الرَّخاء، والرفاهية، وَفْقَ الطرق الشرعية، وسار الناس بتجاراتهم وأموالهم أفرادًا وجماعاتٍ دون خوف أو وَجَل[99]؛ مما يؤكد نمو الوعي الاقتصادي الذي قامت به المساجد والمراكز الحضرية.

د- إحداث نقلة علميَّة إصلاحيَّة كبرى كخطوة أولى نحو بعث الوعْي الديني، وتَمَّت هذه النقلة عبر المساجد والمراكز الحضريَّة، وبث من خلالها روح التحرُّر من القيود، وفتح أبواب الحوار الفكري، والمناقشة بين أطياف المجتمع، والانفتاح على الرأي الآخر، وعدم التعصُّب، ومن ذلك ما جرى في الحجاز من مُناظرة بين علماء الدَّعوة وعلماء مكَّة عام 1185هـ/ 1771م[100]، وكذلك ما جرى بين يدي الإمام سعود بن عبدالعزيز من مناظرة بين السُّنة والشيعة[101].

كما تمَّ تشجيع الطلاب على البحث والدراسة في أمهات الكتب الشرعية؛ نظرًا لحاجة المجتمع إلى هذا النوع من التعليم، وتشجيع الرحلة في طلب العلم، وتعزيز الأنشطة العلمية، ودفع حركة التَّأليف[102]، وتأصيل الاتجاه الإصلاحي، كما تم دعْم العلماء، وتوجيه التعليم، وجعل طلابه محلَّ عناية واهتمام المسؤولين، وفتْح المجال لتدريس علوم إنسانية أخرى.

ويمكن تصنيف مواد التعليم الموجَّهة للناس بما يلي:
أولاً: العلوم الشرعية:
أ- علم العقيدة: وتم تدريسه على أنَّه الأساس والأصل للعلوم الأخرى، ولأنَّه المرتكز الذي قامت عليه الدَّعوة، ومن أهم الكتب التي دُرست في هذا الجانب: كتاب التوحيد، وكتاب كشف الشبهات، وكلاهما للشيخ محمد بن عبدالوهاب، والتدريس في هذا العلم إلزامي في جميع أنحاء الدولة، وتتم متابعة نتائجِه بشكل يومي بعد صلاتي الفجر والمغرب[103].

ب- علم التفسير: وقد خصِّص له درسان في اليوم، وكان الشيخ محمد بن عبدالوهاب يوليه عناية تامَّة إلى جانب دروس العقيدة والفقه[104]، ومن أهم الكتب التي تدرس في هذا العلم: "تفسير ابن كثير"، وابن جرير، والبغوي، والبيْضاوي، والخازن والجلالين[105]، كما كان هناك اهتمامٌ بتدريس علْم التجويد، وعلم القراءات[106].

جـ - علم الحديث: ويدرس هذا العلم بعد تدريس القُرآن الكريم، بعد الظهر، وبعد المغرب، وكان العاملون من النَّاس يحضرون هذا الدرس في النهار ويحترفون في الليل[107]، ومن أشهر كتب الحديث المعتمدة لدى عُلماء الدعوة: أمَّهات الكتُب الستَّة، وشرح العسقلاني، والقسطلاني، على البُخاري، وشرح النَّووي على مسلم، وشرح المناوي على الجامع الصغير[108].

د- علم الفقه: واهتمَّ به العلماء نظرًا لحاجة الناس إليه في عباداتهم، ومعاملاتهم، ومن أهم الكتب التي درست في هذا العلم: كتاب الإقْناع للمقدسي، والمقنع لابن قدامة، والمنتهى للفتوخي، ومختصر كتاب الإنصاف، وآداب المشْي إلى الصلاة، والشرح الكبير، وكتاب شروط الصلاة[109].

ثانيًا: العلوم الإنسانية:
أ- علوم اللغة العربية، مثل: النحو والصرف والبلاغة والعروض، وأبْرَز مَن قام بتدريس هذه العلوم في الدرعيَّة هو الشيخ حُسين بن غنام، الذي استقْدمه الإمام سعود بن عبدالعزيز من الأحساء لهذه المهمة[110].

ب- علم التَّاريخ: وتم التركيز فيه على السيرة النبوية، وقد صنَّف فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب كتابًا سماه "مختصر السيرة النبوية"، ومن أشْهر من قام بتدريس هذا العلم: الشيخ عبدالله بن فاضل[111].

ج- الكتابة والحساب: بما أنَّ الكتابة والحساب من المعارف العامَّة، فقد كانت داخلة ضمن المواد التعليميَّة، ووجد من أوْلاها عنايته واهتمامه[112].

وهنا يطرأ سؤالٌ مفاده: لماذا كان التَّركيز في التَّعليم على العلوم الشرعيَّة دون غيرها؟ والجواب هو: أنَّ الواقع المُعاش في الدولة السُّعودية الجديدة يحتاج إلى هذا النوع من التعلُّم؛ حيث إن وجود البدع والخُرافات والانحراف العقدي يفرِضُ وجود مثل هذا النوع من التعليم للقضاء على مواطن الخلل الدينيَّة، وتصحيح مسار الفكر لدى المجتمع[113].

أمَّا أهمُّ طرق التدريس التي انتهجها العلماء في تدريس العلوم السابقة، ورأوا أنَّها الأفضل في إيصال المعلومة، وتحقيق كمٍّ أكبر من الفوائد فهي:
1- طريق التلقين: وهي طريقة ذات اتِّجاه واحد؛ حيث يقوم المعلم - الفقيه - بتلقين المتعلمين النصوصَ حتَّى يحفظوها.

2- طريقة الإلْقاء: وهي طريقة ذات اتجاه واحد أيضًا، وفيها يقوم المعلم بقراءة أحد النُّصوص على المتعلمين، ثم يتبعه بالشرح[114].

3- طريقة المناقشة: وهي طريقة ذات اتِّجاهين؛ حيث يلقي المعلم أسئلة على المتعلمين بصفة دوريَّة، لمعرفة مدى مكتَسَباتهم العلمية[115].

4- الطريقة التتبُّعيَّة: وفيها يعرض المعلم جزئيَّات موضوع درسه حتَّى يصل في النهاية إلى الهدف الذي ينشده[116].

5- طريقة التَّحقيق: وتتمُّ بأن يقوم أحد الدَّارسين بقراءة أحد النصوص، ثم يقوم المعلم بشرح مفرداته، والتعليق عليه[117].

6- الطريقة الحوارية: وتتمُّ بالنِّقاش المتبادل بين المعلم وبين تلاميذه؛ ليقوم باستدراجهم إلى ذكر حقائق عن موضوع الدَّرس، حتَّى يصل في النهاية إلى نتيجة كلية عن موضوعه[118].

7- طريقة الإفتاء: وهي طريقة ذات اتِّجاه معاكس؛ حيث يقوم المتعلم بإلقاء أسئلة على الفقيه الذي يتولَّى الإجابة عنها[119].

وتجدر الإشارة إلى أنَّ ما ذكرْنا من تعليم لم يكن في الحاضرة فقط، بل كان للبادية نصيبها من التعليم، وشملها هذا الاتجاه الإصلاحي العملي والثقافي، فنَمَا الوعي الديني فيها، وصُحِّح مسارُه، وذلك بنشر التعليم بين قاطنيها، وتبصيرهم بمبادئ دينهم، وإقامته فيهم[120]، والعمل على زرع الأُخُوَّة بينهم، ونبْذ العصبيَّات وبعث العلماء والمرشدين والوُعَّاظ إليهم، حتى رافقهم التعليم في مضاربهم، فكان الراعي يرْعى غنمه ولَوْح التَّعليم في عنقه[121]، هذا إلى جانب ما يتلقاه بعضُهم في المساجد والمراكز العلميَّة في القُرى والبلدان المجاورة لهم.

لقد كان تحقيق الوعي الديني مُلازمًا للدَّولة السُّعودية الأولى، وجنا ثمرتَه كثيرٌ من الناس، ولكن ما إن بدأت طلائعُ الحملات العثمانيَّة إلا وظهر المُمانِعون والمرجفون من معارضي الدَّعوة السلفيَّة، الذين أخذوا يبثُّون أفكارهم المعارضة؛ رغبةً في إعاقة نشْر الدعوة السلفية وهدْم منارات الإصلاح، وصرْف الناس عن الحق، في ظل الأوضاع المتردِّية بسبب هذه الحملات، وبدأ قادة الدولة السعودية الأولى في مواجهة الطَّرفين: الغزْو الخارجي من جهة، والعدوان الداخلي من المعارضين للدَّعْوة السلفيَّة من جهة أخرى، حتَّى سقطت الدَّولة باستيلاء إبراهيم بن محمد علي باشا على الدرعيَّة سنة 1233هـ/ 1818م[122]، فظَنَّ أعداء الدَّعوة السلفية سقوطَها ونهايتَها، ولكنَّهم فَشِلُوا؛ حيثُ انبرى لهم عُلماء الدَّعوة في عهد الدولة السعوديَّة الثَّانية، الذين حافظوا بكل اقتِدار على بقاء هذه الدَّعوة الإصلاحيَّة واستِمْرارها.


الخاتمة

لقد توصَّلت في نهاية هذا البحث إلى نتائجَ عدَّة، أُجملها فيما يلي:
كانت المساجدُ في عهد الدَّولة السعودية الأولى إلى جانب كوْنِها مكانًا للعبادة - مكانًا للتعليم والتوجيه والتبليغ، كما كانت المتَّكَأ والرافد الفكريَّ الذي نجحت الدَّعوة السلفية من خلاله في بعث إصلاحاتها للناس؛ ولذلك نجِد الدولة السعودية الأولى تُولي مساجد الدولة وأئمَّتها ومؤذِّنيها عنايَتها واهتمامَها؛ لتؤدِّي رسالتها في تنمية الوعي الديني.

كما كان للمدارس الملحقة بالمساجِد، ومنازل العلماء، وما يُعقد في دار الإمارة من دروس علميَّة وبعث نظام الحسبة - أَثَرٌ كبير في نمو الوعي الديني الذي تُنادي به الدعوة السلفية.

أمَّا أكبر أثر علمي تنْمَوِيٍّ للمساجد، فقد تمثَّل بكمٍّ كبير من العلماء والمصلحين الذين تخرَّجوا من هذه المساجد، وقاموا بنقل مبادئ الدعوة إلى المناطق التي يقيمون فيها، ومنها إلى البلدان المجاورة.

- وُجِدَ في نجد قُبَيْلَ قيام الدولة السعودية الأولى بعْضُ المراكز الحضرية، التي رَعَتِ الحركة العلميَّة واهتمت بها، مثل: أشيقر، والعُيَيْنة، وبعد قيام الدَّولة السعودية الأولى تبدلت مكانة بعض هذه المراكز، فتضاءلت أهمِّيَّة بعضها مثل: العُيَيْنة، وبرزت أهمية مراكز جديدة، مثل: الدرعيَّة التي احتلت مركز الصَّدارة العلمية والسياسيَّة؛ لكونِها عاصمة الدولة ومقرَّ الدَّعوة، ومركز العلماء الذين تولَّوْا مهمَّة التَّدريس والتعليم لطلاب العلم وأهله، ومن المؤكَّد أنَّ نجدًا قد استفادت من الدعوة السلفيَّة، بتصحيح أوْضاعها الدينية، ونهضتها العلمية، والخروج بها من عزلتا، وانفتاحها على العالم الإسلامي، وذلك بعد ضمِّ الحجاز إلى الدَّولة السعودية الأولى سنة 1218هـ.

ومنذ ستينيَّات القرن الثاني عشر الهجري بدأ تأثير الدَّعوة السلفيَّة في مكَّة والمدينة، وذلك عندما وصل بعضُ أتباعها إلى الحجاز، وحاولوا الجهْر بمبادئها، فمُنِعوا من ذلك وتم سَجْنُهم، ولكن بعد أن تمَّ الاستيلاء على الحجاز، تبدلت الحال؛ حيث ناظر علماءُ الدَّعوة المعارضين والمخالفين من علماء الحجاز، وأصبحت كتُبُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب تُدرَّس في الحرمين، وتمَّ تحطيم القباب المقامة على المزارات والقبور، وعن طريق الحرمين انتقلت آثارُ الدعوة السلفية إلى بلاد العالم الإسلامي، فأصبحت دعوة عالميَّة بعد أن كانت دعْوةً محليَّة فقط.

كما أنَّ تأثير الدعوة السلفية قد وصل إلى الأحساء والمخلاف السليماني، عندما دخلت هذه المناطق تحت حُكْمِ الدولة السعودية الأولى.

- نتج عن الدَّعوة السلفية عبر المساجد والمراكز الحضريَّة مظاهرُ عدَّة في نمو الوعي الديني، من أهمها ما يلي:
1- تعزيز مفهوم الوحدة والأُخُوَّة الإسلاميَّة، والخروج بالمنطقة من محن الاختلاف والتفرُّق، إلى الألفة والوحدة.
2- تنمية الفكْر الإصلاحي الديني، وذلك بمحاربة البِدَع والمعتقدات الباطلة، وتجْلية بعض المفاهيم الإسلامية، مثل: تعريف التوحيد وأقسامه، والاعتِناء بأصول الدين وفروعه، وتذكير الناس بواجباتهم الدينية... إلخ.
3- نمو الوعي الديني الاجتماعي والاقتصادي في الحاضرة والبادية، وذلك بتطبيق الشريعة، وإقامة العدل، وتحقيق الأمْن، فسار الناس بتجاراتهم وأموالهم دون خوف، وسرحت المواشي في مراعيها بلا حراسة أو رعاية، ولم يعُدْ يُسْمَع في أسواق نجد سوى: بِعْتُ وشَرَيْتُ، وراجت الأسواق النجدية بالبضائع والتِّجارات الشرعية.
4- إحداث نقلة علميَّة إصلاحية، فُتِحَتْ عن طريقها أبوابُ الحوار الفكري، والانفتاح على الرأي الآخر، مثل: مناظرة عُلماء الدَّعوة لعلماء مكة عام 1185هـ/ 1771م، وتشجيع العلم وأهله، وتوجيه التعليم، ودفع حركة التَّأليف، وفتح المجال لتدريس علوم: العقيدة، والتفسير، والحديث، والفقه، وعلوم اللغة العربيَّة، والتاريخ، والكتابة، والحساب، واسْتُخْدِمت في التدريس طُرُقٌ عدة مثل: التلقين، والإلقاء، والمناقشة، والتحقيق، والحوارية، والإفتاء.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِه وصحْبِه أجْمعين.


المصادر والمراجع

1- الأحسائي، محمد عبدالله آل عبدالقادر الأنصاري، "تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد"، القسم الثاني، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م.
2- البسام، أحمد عبدالعزيز، "الحياة العلمية في نجد في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريَّيْن، وأثر دعْوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فيها"، رسالة دكتوراه، كليَّة العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1413هـ/ 1993م.
3- البسام، "علماء نجد خلال ثمانية قرون"، (1/ 2، 5)، ط2، الرياض، دار العاصمة، 1419هـ.
4- ابن بشر، عثمان بن محمد، "عنوان المجد في تاريخ نجد"، تحقيق: محمد الشثري، ج1، ط10، بدون دار ومكان، 1420/ 1999م.
5- البهكلي، عبدالله عبدالرحمن، "نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود"، الرياض، دارة الملك عبد العزيز، 1402هـ/ 1982م.
6- بوركهات، جوهان "مواد لتاريخ الوهابيين"، ترجمة: عبدالله بن صالح العثيمين، ط2، بدون دار ومكان، 1424هـ.
7- التركي، سعود بن تركي، "موقف العلماء في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية من الحملات العثمانية"، تحت الطبع.
8- التركي، محمَّد بن عبدالرحمن، "الإمام سعود بن عبدالعزيز وجهوده في الدعوة إلى الله"، ط1، جدة، دار الأندلس الخضراء، 1419هـ/ 1998م.
9- الجبرتي، عبدالرحمن بن حسن، "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، ج2، بيروت، دار الجبل، بدون تاريخ.
10- الحازمي، محمد بن ناصر، "إيقاظ الوسنان على بيان الخلل الذي في صلح الإخوان"، تعليق علي محمد الحازمي، ط1، الرياض، دار الشريف، 1920/1990م.
11- أبا حسين، عبدالرحمن منصور، "الحركة العلمية في أشيقر في الماضي والحاضر، وعلماؤها في ستة قرون"، ط1، بدون دار ومكان، 1419هـ/ 1999م.
12- الحفظي، إبراهيم بن علي، "تاريخ عسير"، تحقيق: محمد بن مسلط البشري، محمد أبو داهش، بدون دار ومكان، 1405هـ/ 1985م.
13- الحفظي، محمد بن أحمد، "اللجام المكين والزمام المتين"، تحقيق: عبدالله بن محمد أبو داهش، بدون دار ومكان، 1405هـ/ 1985م.
14- أبو داهش، عبدالله بن محمد، "الحياة الفكرية والأدبيَّة في جنوب البلاد السعوديَّة"، (1200 - 1351هـ/ 1785 - 1932م)، ط1، الرياض، مطابع البتراء، 1424هـ.
15- أبو داهش، عبدالله بن محمد "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الفكر والأدب بجنوب الجزيرة العربية"، ج1، 2ط، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م.
16- ابن دهيش، عبداللطيف، "شبه الجزيرة قبل قيام الدولة السعودية الأولى"، مجلة العرب، ج1، ط2، السنة 22، الرياض، رجب - شعبان، 1407هـ/ مارس - أبريل 1987م.
17- الذرمان، عبدالله بن عيسى "أثر علماء نجد الثقافي في شبه الجزيرة العربية"، جريدة الجزيرة، العدد (10398)، الرياض، 23/12/1421هـ.
18- الرميان، عبدالله بن محمد، "تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها"، ط1، بدون دار ومكان، 1424هـ/ 2003م.
19- الريحاني، أمين، "تاريخ نجد الحديث"، ط6، بيروت: دار الجبل، 1988م.
20- آل زلفة، محمد بن عبدالله، "دراسات في تاريخ عسير الحديث"، ج1، بدون دار ومكان، 1412هـ/ 1991م.
21- الزهراني، حصَّة بنت جمعان، "الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الدولة السعودية الثانية"، رسالة ماجستير، قسم التاريخ والحضارة، كلية التربية للبنات، الرياض، 1418هـ.
22- السباعي، أحمد "تاريخ مكة"، ج2، ط8، مكة المكرمة، مكتبة إحياء التراث الإسلامي، 1920هـ.
23- السبيعي، عبدالله بن ناصر، "الحياة العلميَّة والثقافية والفكرية في المنطقة الشرقية" (1350 - 1380هـ/ 1930 - 1960م)، ط2، بدون دار ومكان، 1409هـ/ 1988م.
24- ستودارد، لوثروب، "حاضر العالم الإسلامي"، ترجمة: عجاج نويهض، ج1، دار الفكر العربي، بدون مكان وتاريخ.
25- السكاكر، محمد بن علي، "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، ودعوة الشَّيخ عثمان بن محمد فودى: دراسة تاريخيَّة مقارنة"، ط1، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة، 1420هـ/ 2000م.
26- الصقري، صالح بن حمد "العلاقات السياسية لأشراف مكة بنجد في النصف الأوَّل من القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي، في الفترة من 1205هـ/ 1790م، وحتَّى 1235هـ/ 1819م"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1398هـ/ 1978م.
27- أبو طامي، أحمد بن حجر "الشَّيخ محمد بن عبدالوهاب، عقيدته السلفيَّة ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه"، الرياض، الأمانة العامَّة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م.
28- عاكش، الحسن بن أحمد، "الديباج الخسرواني"، كتبه بالآلة الكاتبة: عبدالبصير عبدالمهيمن، عام 1377هـ.
29- عاكش، الحسن بن أحمد، "عقود الدرر بتراجم علماء القرن الثالث عشر"، تحقيق: إسماعيل محمد البشري، بدون دار ومكان، 1418هـ.
30- العثيمين، عبدالله الصالح، "تاريخ المملكة العربية السعودية"، ج1، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م.
31- العجلان، عبدالله بن محمد، "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"، ط1، بدون دار ومكان، 1409هـ/ 1989م.
32- العجلاني، منير، "تاريخ البلاد العربية السعودية"، ج1، الدولة السعودية الأولى، ط2، بدون دار ومكان، 1413هـ/ 1993م.
33- العجيلي، محمد هادي، "الظِّلُّ الممدود في الوقائع الحاصلة في عهد ملوك آل سعود الأولين"، تحقيق: عبدالله بن محمد أبو داهش، ط1، بدون دار ومكان، 1408هـ/ 1988م.
34- العريني، عبدالرحمن بن علي، "الإمام محمَّد بن سعود وجهوده في تأسيس الدولة السعودية الأولى"، الرياض، الأمانة العامَّة للاحتِفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م.
35- ابن عساكر، راشد بن محمَّد، "تاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الرياض إلى عام 1373هـ"، الرياض، مرامر للطباعة، بدون تاريخ.
36- العقيلي، محمد أحمد "تاريخ المخلاف السليماني"، ج1، ط2، الرياض، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1402هـ/ 1982م.
37- العيسى، مي عبدالعزيز، "الحياة العلميَّة في نجْد منذ قيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحتَّى نهاية الدَّولة السعوديَّة الأولى"، الرياض، دار الملك عبدالعزيز، 1417هـ.
38- آل فائع، أحمد يحيى، "آل المتحمي ودوْرهم في مدِّ نفوذ الدَّولة السعوديَّة الأولى في عسير وما جاورها، 1205 - 1233هـ"، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، الرياض، 1418هـ.
39- الفريح، صالح عبدالله، "الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، حياته وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى"، بدون دار ومكان وتاريخ.
40- فلبي، سنت جون، "تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية"؛ ترجمة عمر الديسراوي، ط2، القاهرة، مكتبة المدبولي، 1418هـ/ 1997م.
41- الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، "القاموس المحيط"، ط3، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ/ 1993م.
42- ابن قاسم، عبدالرحمن بن محمد، "الدُّرر السنيَّة في الأجوبة النجْديَّة"، ج1، 41، ط6، بدون دار ومكان، 1417هـ/ 1996م.
43- اللميلم، عبدالعزيز بن محمد، "رسالة المسجد في الإسلام"، ط5، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ/ 1993م.
44- مجهول، مؤلف، "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب"، تحقيق: عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، بدون تاريخ.
45- النعمي، هاشم بن سعيد، "تاريخ عسير في الماضي والحاضر"، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعوديَّة، 1419هـ/ 1999م.

 

 
ــــــــــــــــــــــ
[1]   عبدالعزيز محمد اللميلم، "رسالة المسجد في الإسلام"، ط5، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ/ 1993م، (ص: 60). 
[2]   عبدالله بن محمد بن رميان الرميان، "تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها"، ط1، بدون دار ومكان، 1424هـ/ 2003م، (ص: 21- 24). 
[3]   عبدالعزيز اللميلم، المرجع السابق، (ص: 60).
[4]   سعود بن تركي التركي، "موقف العلماء في الدَّولتين السُّعوديتين الأولى والثانية من الحملات العثمانية"، تحت الطبع، (ص: 24). 
[5]   مؤلف مجهول، "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب"، تحقيق: عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، الرياض، دار الملك عبدالعزيز، بدون تاريخ، (ص: 27، 28)، ومنير العجلاني، "تاريخ البلاد العربية السعودية"، ج1، ط2، بدون دار ومكان، 1413هـ/ 1993م، (ص: 98). 
[6]   مؤلف مجهول، المرجع السابق، (ص: 28)، ومنير العجلاني، المرجع السابق، (1/98)، وعبدالله بن عبدالرحمن البسام، "علماء نجد خلال ثمانية قرون"، "جامع التحصيل"، ط2، الرياض، دار العاصمة، 1419هـ، (ص: 63). 
[7]   البجيري: حيٌّ يقع شرق الدرعية، وفيه يقيم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأبناؤه.
انظر: عثمان بن بشر، "عنوان المجد في تاريخ نجد"، تحقيق: محمد الشثري، ج1، ط10، بدون دار ومكان، 1420هـ/ 1999م، (ص: 37). 
[8]   عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"، ج14، ط6، بدون دار ومكان، 1417هـ/ 1996م، (ص: 87)، ومي عبدالعزيز العيسى، "الحياة العلمية في نجد منذ قيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحتى نهاية الدولة السعودية الأولى"، الرياض، دار الملك عبدالعزيز، 1417هـ، (ص: 276). 
[9]   منير العجلاني، المرجع السابق، (1/99). 
[10]   عبدالله بن عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (1/171)، وراشد بن محمد بن عساكر، "تاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الرياض إلى عام 1373هـ"، الرياض، مرامر للطباعة، بدون تاريخ، (ص: 76). 
[11]   عبدالله بن عيسى الذرمان، "أثر علماء نجد الثقافي في شرق الجزيرة العربية"، جريدة الجزيرة، العدد: 10398، الرياض، 23/12/1421هـ، (ص: 5). 
[12]   عبدالله بن ناصر السبيعي، "الحياة العلمية والثقافية والفكرية في المنطقة الشرقية"، 1350 - 1380هـ/ 1930 - 1960م، ط2، بدون دار ومكان، 1409هـ/ 1989م، (ص: 40).
[13]   انظر وقف الإمام فيصل بن تركي على مسجد الإمام سعود بالأحساء، وثيقة رقم (1850)، الرياض، دار الملك عبدالعزيز. 
[14]   عبدالله بن محمد أبو داهش، "الحياة الفكرية والأدبية في جنوب البلاد السعودية"، 1200 - 1350هـ/ 1785- 1932م، ط3، الرياض، مطابع البتراء، 1424هـ، (ص: 24): وأحمد يحيى آل فائع، "آل المتحمي ودورهم في مد نفوذ الدولة السعودية الأولى في عسير وما جاورها"، 1205 - 1233هـ، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، الرياض، 1418هـ، (ص: 56). 
[15]   أحمد يحيى آل فائع، المرجع السابق، (ص: 81). 
[16]   الحسن بن أحمد عاكش، "عقود الدرر بتراجم علماء القرن الثالث عشر"، تحقيق:  إسماعيل محمد البشري، بدون دار ومكان، 1418هـ، (ص: 401 - 406). 
[17]   عبدالله بن محمد أبو داهش، "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الفكر والأدب بجنوب الجيرة العربية"، ج1، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م، (ص: 339). 
[18]   الحسن بن أحمد عاكش، "الديباج الخسرواني"، كتبه/ عبدالبصير عبدالمهيمن بالآلة الكاتبة، عام 1377هـ، (ص: 85). 
[19]   عبدالله أبو داهش، "الحياة الفكرية"، مرجع سابق، (ص: 52، 53). 
[20]   سعود بن تركي التركي، المرجع السابق، (ص: 25). 
[21]   عبدالرحمن بن علي العريني، "الإمام محمد بن سعود وجهوده في تأسيس الدولة السعودية الأولى"، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م، (ص: 90)، ومي العيسى، المرجع السابق، (ص: 279). 
[22]   عثمان بن بشر، المصدر السابق، (1/164). 
[23]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 26). 
[24]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/286). 
[25]   محمد بن عبدالرحمن التركي، "الإمام سعود بن العزيز وجهوده في الدعوة إلى الله"، ط1، جدة، دار الأندلس الخضراء، 1419هـ/ 1998م، (ص: 82). 
[26]   عثمان بن بشر، المصدر السابق، (1/249، 250).
[27]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 28). 
[28]   محمد بن عبدالرحمن التركي، المرجع السابق، (ص: 98)، جوهان بوركهات، "مواد لتاريخ الوهابيين"، ترجمة: عبدالله بن صالح العثيمين، ط2، بدون دار ومكان، 1424هـ، (ص: 52). 
[29]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 28). 
[30]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 30). 
[31]   محمد بن علي السكاكر، "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ودعوة الشيخ عثمان بن محمد فودي: دراسة تاريخية مقارنة"، ط1، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421هـ/ 2000م، (ص: 118). 
[32]   صالح بن عبدالله الفريح، "الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ: حياته وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى"، بدون دار ومكان وتاريخ، (ص: 10). 
[33]   عبدالله بن عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (1/16). 
[34]   المرجع نفسه، الصفحة نفسها. 
[35]   المرجع السابق، (1/15) وأحمد بن عبدالعزيز البسام، "الحياة العلمية في نجد في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، وأثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فيها"، رسالة دكتوراه، كلية العلوم الاجتماعيَّة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1413هـ/ 1993م، (ص: 40، 43). 
[36]   حصة الزهراني، المرجع السابق، (ص: 235). 
[37]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 31). 
[38]   أحمد عبدالعزيز البسام، المرجع السابق، (ص: 35 - 39)، وحصة الزهراني، المرجع السابق، (ص: 236). 
[39]   مي عبدالعزيز العيسى، المرجع السابق، (ص: 325 - 344)، وعبدالرحمن بن منصور أبا حسين، "الحركة العلمية في أشيقر في الماضي والحاضر وعلماؤها في ستة قرون"، ط1، بدون دار ومكان، 1419هـ/ 1999م، (ص: 107، 134). 
[40]   عبدالله عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (1/15).  
[41]   أحمد بن حجر آل أبو طامي، "الشيخ محمد بن عبدالوهاب عقيدته السلفية، ودعوته الإصلاحية، وثناء العلماء عليه"، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، الرياض، 1419هـ/ 1999م، (ص: 97 - 99).  
[42]   عبدالله بن محمد العجلان، "حركة التجديد والإصلاح في نجد في العصر الحديث"، ط1، بدون دار ومكان، 1409هـ/ 1989م، (ص: 223، 224).   
[43]   عثمان بن بشر، المصدر السابق، (1/55).  
[44]   أحمد السباعي: "تاريخ مكة"، (2/8)، مكة المكرمة، مكتبة إحياء التراث الإسلامي، 1420هـ، (ص: 498). 
[45]   المقصود بالدين هنا: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.   
[46]   محمد هادي العجيلي، "الظل الممدود في الوقائع الحاصلة في عهد ملوك آل سعود الأولين"، تحقيق: عبدالله بن محمد أبو داهش، ط1، بدون دار ومكان، 1408هـ/ 1988م، (ص: 30). 
[47]   عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، المصدر السابق، (1/325).   
[48]   أحمد السباعي، المرجع السابق، (2/498). 
[49]   عبدالله بن عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (1/459).  
[50]   عبدالرحمن الجبرتي "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، ج2، بيروت، دار الجبل بدون تاريخ، (ص: 585).  
[51]   عبدالرحمن قاسم، المصدر السابق، (1/225)، وصالح بن حمد الصقري، "العلاقات السياسية لأشراف مكة بنجد في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي في الفترة من 1205هـ/ 1790م، وحتى 1235هـ/ 1819م"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1398هـ/ 1978م، (ص: 126، 127).  
[52]   سنوك هورخرونيه، "صفحات من تاريخ مكة المكرمة"، ترجمة: علي عودة الشيوخ، ج1، الرياض، دار الملك عبدالعزيز، 1419هـ/ 1999م، (ص: 266). 
[53]   عبدالله عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (2/127).  
[54]   عبدالله ناصر السبيعي، المرجع السابق، (ص: 20، 25). 
[55]   المرجع السابق، (ص: 20، 21)، وعبدالله بن عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (5/4). 
[56]   عثمان بن بشر، المصدر السابق (1/30)، وعبدالله ناصر السبيعي، المرجع السابق، (ص: 22).  
[57]   عبدالله عبدالرحمن البسام، المرجع السابق (5/430) وحصة الزهراني، المرجع السابق، (ص: 239).  
[58]   عبدالله عبدالرحمن البسام، المرجع السابق، (5/430).  
[59]   عبدالله بن محمد أبو داهش، "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب"، مرجع سابق، (1/37).  
[60]   المرجع نفسه، (1/86).  
[61]   أحمد يحيى فائع، المرجع السابق، (ص: 55).  
[62]   المرجع نفسه، (ص: 66).  
[63]   محمد عبدالله آل زلفة، "دراسات في تاريخ عسير الحديث"، ط1، بدون دار ومكان، 1412هـ/ 1191م، (ص: 115).  
[64]   هما محمد وعبدالوهاب ابنا عامر المتحمي الرفيدي، والمتاحمة من ربيعة ورفيدة، ومحمد هذا أوَّل أمير عسيري يتبع الدرعيَّة إداريًّا، ويستمدُّ سلطانه من أئمتها؛ انظر: أحمد يحيى آل فائع المرجع السابق، (ص: 221). 
[65]   محمد هادي العجيلي، المصدر السابق، (ص: 22)، وهاشم بن سعيد النعمي، "تاريخ عسير في الماضي والحاضر"، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربيَّة السعوديَّة، 1419هـ/ 1999م، (ص: 134)، وإبراهيم بن علي الحفظي، "تاريخ عسير"، تحقيق:  محمد بن مسلط البشري، ط5، بدون دار ومكان، 1413هـ، (ص: 54). 
[66]   من أهل صبيا، اشتغل في شبابه بالبيع والشراء، ثم سافر إلى الدرعيَّة لطلب العلم، ثم عاد إلى بلاده يحمل رسالة من الإمام عبدالعزيز إلى رؤساء المخلاف السليماني، انظر: عبدالرحمن بن أحمد البهكلي، "نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود"، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، 1402هـ/ 1982م، (ص: 83).  
[67]   عبدالرحمن بن أحمد البهكلي، المرجع السابق، (ص: 83 - 89)، ومحمد بن أحمد العقيلي، "تاريخ المخلاف السليماني"، ج1، ط2، الرياض، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1402هـ/ 1982م، (ص: 20).  
[68]   من علماء عسير المعاصرين للشَّيخ محمد بن عبدالوهاب، وأحد أكبر من سعى لنشر الدعوة السلفية هناك؛ انظر: أحمد يحيى آل فائع، المرجع السابق، (ص: 85).  
[69]   من أشهر علماء المخلاف السليماني في عهد الدولة السعودية الأولى، ولد عام 188هـ، وتوفي عام 1234هـ؛ انظر: الحسن بن أحمد عاكش، "عقود الدرر"، المرجع السابق، (ص: 203 - 213).  
[70]   ولد في مدينة صبيا سنة 1182هـ، ورحل في طلَب العلم إلى ضمد، ثم إلى صنعاء، وتلقَّى العلم على الشيخ محمد بن علي الشوكاني، ثم عاد إلى صبيا، وتوفي عام 1248هـ، وهو مؤلف كتاب "نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود" الذي نشرته الدَّارة عام 1402هـ/ 1982م.
انظر: عبدالرحمن البهكلي، المرجع السابق، (ص: 55، 56). 
[71]   عالم محدث من علماء المخلاف السليماني، تلقَّى العلم في ضمد، ثم انتقل إلى اليمن والحجاز، وتوفي سنة 1283هـ، انظر: كتابه: "إيقاظ الوسنان على بيان الخلل الذي في صلح الإخوان"، تعليق: علي محمد الحازمي، ط1، الرياض، دار الشريف، 1420هـ/ 1990م، (ص: 10 - 18).  
 [72]   محمد أحمد الحفظي، "اللجام المكين والزمام المتين"، تحقيق: عبدالله محمد أبو داهش، بدون دار ومكان، 1405/1985م، (ص: 20).  
[73]   عبدالله بن محمد أبو داهش، "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب"، مرجع سابق، (1/54). 
[74]   المرجع نفسه، (1/79، 80، 88، 92). 
[75]   عثمان بن بشر، المصدر السابق، (1/23).  
[76]   عبدالله بن محمد أبو داهش، "أثر دعوة الشَّيخ محمد بن عبدالوهاب"، مرجع سابق، (1/197 - 199). 
[77]   محمد أحمد الحفظي، المصدر السابق، (ص: 57).  
[78]   عبداللطيف بن دهيس، "أحوال الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية"، مجلة العرب، ج1، ط2، الرياض، رجب - شعبان 1407هـ/ مارس - أبريل 1987م، (ص: 24).  
[79]   أورد ابن بشر في سوابقه كثيرًا من هذه الحوادث.  
[80]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/20، 21).  
[81]   عبدالله بن محمد العجلان، المرجع السابق، (ص: 183). 
[82]   لوثروب ستودارد، "حاضر العالم الإسلامي"، ترجمة: عجاج نويهض، ج1، دار الفكر العربي، بدون مكان وتاريخ، (ص: 262).  
[83]   عبدالله بن صالح العثيمين، "تاريخ المملكة العربية السعودية"، ج1، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999، (ص: 173).  
[84]   أحمد بن حجر آل أبو طامي، المرجع السابق، (ص: 96).  
[85]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/163).  
[86]   عبدالله بن محمد العجلان، المرجع السابق، (ص: 185).  
[87]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/35).  
[88]   لوثروب ستودارد، المرجع السابق، (ص: 261).  
[89]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/226).  
[90]   المصدر السابق، (1/21، 24)، وعبدالله بن محمد العجلان، المرجع السابق، (ص: 221).  
[91]   كَمُّ الشَّيْءِ: سَتْرُهُ، تَغْطِيَتُه، انظر: محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، "القاموس المحيط"، ط3، بيروت: مؤسسة الرِّسالة، 1413هـ/ 1993م، (ص: 491).  
[92]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/22).  
[93]   المصدر نفسه، (1/225).  
[94]   المصدر نفسه، (1/227).  
[95]   المصدر نفسه، الصفحة نفسها. 
[96]   سعود التركي، (ص: 35). 
[97]   ابن بشر، المصدر السابق (1/37).  
[98]   المصدر نفسه، (1/227). 
[99]   المصدر نفسه، (1/228). 
[100]   المصدر نفسه، (1/109).
[101]   عبدالرحمن بن عبدالله البسام، (5/430).  
[102]   أحمد عبدالعزيز البسام، المرجع السابق، (ص: 273 - 274). 
[103]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/164).  
[104]   المصدر السابق، (1/162). 
[105]   عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، المصدر السابق، (1/228).  
[106]   مي عبدالعزيز العيسى، المرجع السابق، (ص: 274).  
[107]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/36).  
[108]   عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، المصدر السابق، (1/228).   
[109]   سعود التكري، المرجع السابق، (ص: 37). 
[110]   محمد بن عبدالله آل عبدالقادر الأنصاري الأحسائي، "تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد"، القسم الثاني، الرياض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 1419هـ/ 1999م، (ص: 631، 632).  
[111]   مي عبدالعزيز العيسى، المرجع السابق، (ص: 274).  
[112]   سعود التركي، المرجع السابق، (ص: 38).  
[113]   المرجع السابق، (ص: 38).  
[114]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/283).  
[115]   المصدر السابق، (1/164).  
[116]   إذا كان الحديث عن الصلاة مثلاً، فإنَّه يبدأ الحديث عن الطهارة، ثم سنن الوضوء وفروضه، ونواقضه، ثم الأذان والإقامة، ثم يبدأ الحديث عن الصلاة. 
[117]   ابن بشر، المصدر السابق، (ص: 284).  
[118]   محمد بن علي السكاكر، المرجع السابق، (ص: 102).  
[119]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/278).  
[120]   المصدر السابق، (1/287 - 288).  
[121]   أحمد بن حجر آل أبو طامي، المرجع السابق، (ص: 96).  
[122]   ابن بشر، المصدر السابق، (1/235).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الدور المدرسي للمسجد .. بين ضرورات التفعيل وتحديات التعطيل
  • المسجد بيت كل تقي

مختارات من الشبكة

  • دور المسجد في تنمية الوعي المروري واحترام الطريق ومحاربة الانحرافات السلوكية في السياقة(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإعلام ودوره في نشر الوعي بقضايا حقوق الإنسان لدى متحدي الإعاقة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التحضر المجتمعي ودوره في إنتاج الوعي المدني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مظاهر الأزمة في الفكر الإسلامي ودور الوعي المنهجي في معالجتها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور المسجد في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • دور المسجد في التربية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور المسجد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إيطاليا: دور المسجد في الاندماج(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبد الرحيم - egypt 27-05-2009 02:59 PM

والدعوة إلى التنمية الشاملة تتوافق مع توجّهات الإسلام في تحسين أوضاع الإنسان، وتحقيق مزيد من الراحة والطمأنينة والكرامة والسعادة له. وقد سعى الإسلام إلى تحقيق التنمية من خلال عدة مجالات وميادين، ومن هذه الميادين المساجد. ولا عجب في هذا إذا عرفنا تعجُّل النبي صلى الله عليه وسلم في بناء مسجد قباء كأول مسجد في الإسلام حال قدومه صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة؛ وذلك قبل أن يدخلها ويستقر فيها.. حيث قام ببناء المسجد النبوي عند مبرك ناقته، وكان الموضع قبل ذلك أرضا لبني النجار.. ثم حث المسلمين على بناء المساجد وإكثارها لتسهيل المهمة المنوطة بها ونتمنى من الكاتب د. محمد بن علي السكاكر المزيد من الموضوعات على صفحات الألوكة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • على خطى أندية إنجليزية: برايتون يقيم إفطارا جماعيا بشهر رمضان
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/9/1444هـ - الساعة: 14:0
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب