• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مواقف من إعارة الكتب
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    رسالة في المطلق والمقيد للشيخ محمد حسنين مخلوف
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

توقيع الكتاب .. وقع وإيقاع

توقيع الكتاب .. وقع وإيقاع
محمد فايع عسيري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2013 ميلادي - 20/5/1434 هجري

الزيارات: 22176

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توقيع الكتاب.. وقع وإيقاع


انفجرتِ الأعوام الأخيرة في تاريخ البشرية عن بركانٍ معلوماتي ومعرفي هائل، نتج عنه كثير من الآثار الإيجابية والسلبية، والكتابُ الورقيُّ من أبرز وأثرَى وأعمق منابعِ المعرفة والمعلومات من قديم الزمان وفي العصر الحاضر، بفضل آلات الطباعة المتطورة، وارتبط ظهوره - كباقي مصادر المعرفة - بمجموعةٍ من النشاطات؛ كإقامة معارض الكتب الدائمة وغير الدائمة، سواء للتسوق المباشر من دار النشر، أو عبر الوسيط الإلكتروني، وبرامج الترجمة بين اللغات، وإعادة نشر الكتب المهمَّة في التاريخ.


ومن أبرز المظاهر المتعلِّقة بالكتاب - والتي بدأتْ تتزايد خاصةً في الآونة الأخيرة في العالم العربي - هو إقامة حفل التوقيع على الكتاب، فما هو هذا النشاط؟ وما جذوره؟ وأين ومتى وكيف تتم فعالياته؟ ولماذا الحرص على هذا الحدث؟ وما هي آراء بعض المثقفين حوله؟


هذا باختصار ما ستحاول هذه المقالة اليسيرة الإجابة عليه.


استُخدِمت كلمة التوقيع في الكتاب عند العرب؛ للدلالة على استدراك الكاتب، أو بيان النقاط المهمة لكتابه، وقد يكون هذا التوقيع بين السطور، أو في الحاشية؛ كما ذكر ذلك "لسان العرب"، ومعجم "الصحاح"، ومن ثَمَّ انتقل المعنى؛ ليكون إشارة على فنٍّ أدبي يَعمِد إلى كتابة أو تعليق على كتاب - مع ملاحظة مفهوم الكتاب عند العرب، والذي يعني أحيانا الرسالة تتوسل العبارة البليغة المختصرة في اللفظ والمعنى؛ كقول الخليفة عمر بن عبدالعزيز لأحد وُلاته بعد أن شُكي إليه، فقال لذلك الوالي: "لقد كَثُر شاكوك، وقلَّ شاكروك؛ فإما عدلتَ، وإما اعتزلتَ، والسلام".


وبعد هذه الظاهرة الأدبية لم تظهر التوقيعات في المشهد الثقافي، لكن جيناتها الوراثية ما زالت تجري عبر الزمن والحضارات، حتى ظهرت على الساحة الثقافية مجددًا في أوربا بمصطلح dedication، وهي تحمل سمات التوقيعات في القرون السالفة من الإيجاز والاختصار في عدد الكلمات، ولكنها تشكَّلت في نمط جديد؛ لتدلَّ على كتابة رسالة صغيرة في بداية الكتاب، يكتبها المؤلف، ويوجهها لشخص معين (المُهدَى إليه - القارئ)؛ ليقولَ فيها إن هذا العمل هو تعبيرٌ عن عواطفِه تُجَاه المُهدَى إليه/ القارئ.


وهذا يشير إلى أركان التوقيع على الكتاب؛ وهي: اسم المُهدَى إليه/ القارئ، الرسالة العاطفية، واسم المؤلف، وبعضهم يلغي الركن الأول؛ لأن بعض المؤلِّفين يوقِّعون على بعض الكتب، ويتركونها في المتجر للقارئ/ المشتري، الذي يُتَوقع أن يحصل عليها.


ويجدر التنبيه إلى أن المؤلِّف الذي شرح أو فسر كتابًا يمكنه أيضًا أن يوقع على ذلك؛ كما فعل جوادي الآملي في معرض طهران للكتاب، حيث وقَّع على تفسيره لنهج البلاغة.


نعود إلى سير حركة التوقيع وانتقالها من أوربا بعد ذلك إلى المجتمعات العربية عن طريق بوابة الثقافة العربية (مصر) قبل خمسة عقود تقريبًا؛ حيث يروي "علاء الأسواني" أن عملاق الأدب العربي "عباس محمود العقاد" كان يقف أمام الناشر الخاص به (مكتبة الأنجلو)، ويقف الجمهور صفًّا ليوقِّع له نسخته التي اشتراها، ثم دخلتْ بهدوء وحذر - كبقية المظاهر الثقافية - إلى المجتمع الثقافي السعودي قبل خمس سنوات؛ كما ذكر ذلك عضو نادي الأحساء الأدبي "محمد الجلواح".


وأمام هاتين المقدِّمتين هناك بعض الوقفات:
الأولى: يكادُ يُجمِع المثقَّفون على أن أصل التوقيع على الكتاب، هو للكتاب الذي يُهدِيه المؤلف لخاصته، أو ممن يعرفهم ثقافيًّا؛ كإهداء روائيين أو كاتبين لبعضهم البعض، وهذا يعني أن هذا المفهوم قد تغير جذريًّا، وتحول - بفعل عوامل ثقافة الرأسمالية، و"رأسمالية الثقافة" - إلى أن يكون مظهرًا من مظاهر المتاجرة بالثقافة، بل من تقنيات التسويق، والأدهى من هذا أن المفهوم الأصل - الإهداء - بدأ يتلاشَى شيئًا فشيئًا، حتى وصل إلى نقطة صراع بين الإهداء والبيع؛ كما يُروى عن ذلك الأديب الذي لم يَبِعْ أكثر من عشر نسخٍ في حفلٍ أقامه لتوقيع ديوانه الجديد، مع أن جميع أصدقائه حضروا؛ وذلك لأنهم افترضوا أن من واجب صاحب الدعوة أن يقدِّم لهم كتابَه هديةً، وهو ما حصل أخيرًا؛ حيث اضطر لشراء كتابه من دار النشر، ليقدِّمه مجانًا، مع التوقيع لأولئك الأصدقاء (الأوفياء)، بل إن العرف هذا انتقل من أصله - كما هو معلوم - إلى استهجانٍ عريض لمَن يأتي إلى منصَّة التوقيع، وهو لم يشترِ الكتاب؛ فهذا د. زياد منى مدير دار قدمس للنشر، يقول: "من الأفضل ألاَّ يأتي مَن لا يريد الشراء"، مندهشًا كيف يحضر أكثر من 200 شخصٍ حفلَ توقيع، بينما لا تباع أكثر من سبع أو ثماني نسخ! يقول: "هذا أمر محبط، هذه فضيحة"، وهذا يشير إلى الهَوَس المالي الذي سيطر على نفوس بعض الناشرين، الذين اعتبروا أن الثمانية قرَّاء، وأن المائتين ليسوا من أهل الثقافة والقراءة، أو هكذا ينظرون.


الوقفة الثانية: أن لبَّ التوقيع هو تلك الرسالة المشحونة بالعواطف والمشاعر الصادقة تجاه معرفة سابقة، وحبلِ وصلٍ ممدود، وليس لقاءً أوليًّا أو عابرًا قد لا يستمر لدقيقة واحدة، وهذا ما جرَّ بعضَ المثقَّفين إلى أن ينتقدوا اللغةَ المصطنعة في تلك العبارات، فهذا القاصُّ والناقد "سعيد الأحمد" يقول: إن لغة توقيع الكتاب "تحمل لمقتنِي الكتاب جملاً استهلاكية متعارفًا عليها، ودارجة بين عامة الموقِّعين في المناسبات الرسمية، التي يأتي التوقيع فيها عملية تسويقية أكثر منها ثقافية"، وتؤيد هذا المنحى الكاتبةُ "حليمة مظفر"، وترى أن لغة التوقيع "تجسِّد صورة (الأنا)، التي لا يجد فيها القارئ أحيانًا سوى لغة التعالي، وجفاف الدلالات، وسطحية العبارات"، بل تعتبره القاصَّة "بسمة النسور" "نفاقًا اجتماعيًّا"؛ لأن الكاتب مضطر لأن يجاملَ مَن سيوقِّع له في العبارة والجملة، ولكن في ظني أن المؤلِّف يُمكِنه في غير نفاقٍ أو مجاملة سامجة أن يتحدَّث بعاطفتين مختلفتين؛ واحدة لأصفيائه وأصدقائه، وأخرى لعامة قرَّاء كتبه، فتكون له عاطفة لخاصته وأقربائه في رحم الثقافة والعلم؛ حيث تقوم العبارة على معرفة تامة بالطرف الآخر وميوله واهتماماته، وربما بعض عيوبه من باب الدعابة؛ ولذا قد تختلف التواقيع في هذا الجانب؛ لأن لكلٍّ منهم شأنًا يُغنِيه، وفي الوقت ذاته تكون للكاتب مشاعرُ أخرى - وهو بالطبع سيكون له ذلك - لذلك القارئِ القادم الموجود في خيال المؤلف، والذي سيتمثَّل حقيقة بعد شراء الكتاب، ولا بد لهذا الجمهور من عبارة تليق به ويستحقها، خاصة مع كثرة القرَّاء وجماهير معارض الكتاب.


هذا بعد التأكيد على أن مسألة الدخول في نوايا المؤلِّف من غرورٍ، وعجب، وحب الشهرة - وإن كانت صحيحة في البعض أحيانًا - ليستْ من الوسائل المنطقية العقلية في محاكمة هذه الظاهرة، بل يوكل هذا الأمر لضميرِ الكاتب والمؤلف، وهو سيدرك هذا إن كان مثقفًا نزيهًا شريفًا.


أما الوقفة الثالثة، فهي تتعلَّق بدبيب هذه الثقافة المتسلِّلة على استحياءٍ إلى ثقافتنا العربية؛ حيث يستغرب الناشر الشهير "نجيب الريس" عن خجلٍ توقيعَ الكتاب في معرض دمشق رغم قِدَمها في الحياة الثقافية الدمشقية في الثمانينيات والتسعينيات، ورغم قناعة الغالبية بأنها وسيلة لتشجيع الثقافة.


وتحلِّل السبب الناشرة "سمر حداد" صاحبة دار أطلس، بأن هناك اعتقادًا راسخًا في الثقافة العربية بأن الثقافة يجب أن تكون منزَّهة عن البعد التجاري، وهذا يختلف تمامًا عمَّا هو لدى الغرب الذين ينظرون بعين تجارية لكل شيء تقريبًا، حتى إن الكاتبة "سامية البريدي" تقول: إنها رَأَت الكنديين يقفون بالطوابير؛ ليحصلوا على كتاب موقَّع من صاحبه بضعف سعره.


وأقول: إن ادِّعاء أن التجارة بمنأى عن الثقافة ليس صحيحًا على إطلاقه، فهناك قصص لبعض المثقَّفين العرب القدامى والمحدَثين، الذين كانوا يُتَاجِرون بثقافة أصيلة ووعي علمي؛ ليستعينوا بها على كدر الزمان، وقلة المُعين، وهذا ليس عيبًا ولا شرخًا في جدار الحياء؛ وإنما السبيل على الذين يجعلون التجارة أولاً؛ ليبيعوا الوهم والخرافة، والسطحي والساذج من الثقافة والمعرفة، التي لا تبنِي وعيًا، ولا تصنع مثقفًا، ولا تربي مفكرًا أو عالمًا.


ثم إننا لما جلبنا الحضارة الغربية بقضِّها وقضيضها - ومنها حفلة التوقيع هذه - هل ضاق بنا أن يكون جزء من أهداف التوقيع هو المكسب التجاري؟!


إنها أصبحت كذلك - كما بيَّنت سابقًا - شئنا ذلك أم أبينا، ولكن السؤال المهم: كيف نُرشد هذا السلوك الثقافي ونحميه من تلك الفراشات المتقحمة عليه؟!


وسيتعرَّض المقال لنموذجٍ من هذا التوجيه، وهي قصة الكاتب السينمائي الشهير "مورغان فريمان"، وكيف استطاع تحويل التوقيع إلى جدوى تجارية واجتماعية في آنٍ واحد!


نصل الآن إلى المعتاد وغير المعتاد في آلية التوقيع ومراسمه، وزمانه ومكانه، سواء في الوطن العربي أو غيره؛ حيث دأب الناس على الاعتياد على أن التوقيع عادةً يكون إما في معارض الكتب، أو في دُور النشر؛ كما اشتهرت بإقامة حفلات التوقيع مكتبتي (ديوان) و(آفاق) المصرية، وقد شاهدتُ منصَّة دائمة ثابتة في مكتبة تجارية بمدينة سياتل بأمريكا تهدف إلى اللقاءات الدورية بين المؤلفين وبين القراء؛ لمناقشة الإصدار الجديد، والحديث عن الأحداث التي رافقت الكاتبَ أثناء تأليفه.


ومن الأمكنة المشهورة المقاهي الثقافية، والتي بدأت تستعيدُ روحَها المعرفية، وتقدِّم مع كأس العصير أو القهوة أمسيةً شعرية، أو محاضرة ثقافية حول الكتاب أو الكاتب، يلتمس بعدها الجمهور التوقيعَ على الكتاب مع أخذ صورة تذكارية مع المؤلف.


لكن غير المعتاد في الأمكنة هو ما قرأتُه عمَّن يوقِّع كتابه في منزله، أو في مطعم فاخر، أو حتى مَن يعتبره حفلة ميلاد في بيته؛ فهذا "روجر ويلارد" يقول: "فكَّرنا - زوجتي وأنا - في إقامة حفل في منزلي لكتابي الجديد، لكننا خفنا من الحرج؛ لأن كل واحد يأتي ويأكل مجانًا، يحس بأنه يجب أن يشتري كتابي وعليه توقيعي، فاقترحتْ زوجتي؛ لأني أهديت الكتاب إلى أستاذي في الجامعة، أن نُقِيم الحفل في منزله، وحلت هذه المشكلة"، وفي هذه القصة تبرز أمور كثيرة؛ كاستشارة الزوجة، والتواصل الحميم مع الأساتذة، والبساطة في إقامة الاحتفال، والأهم من هذا كله هو محاولة النأي بالجمهور القارئ عن أي مؤثِّرات خارجية، قد تضغط عليهم لشراء الكتاب، وليس المنزل هو المكان الوحيد، بل هذه الروائية "سوسن روآن"، عندما أصدرتْ أوَّل رواياتها أقامت حفلاً في مطعم فاخر في سان فرانسسكو، لكنها لم تعرض الكتاب للبيع، بل وضعتْ كتابًا على كل مائدة؛ ليطلعَ عليه الضيوف، ومَن يريد منهم شراء الكتاب، فعليه الاتصال بها في وقت لاحق، وهذه الفكرة من جميل الاستثمار الثقافي للمكان الحيوي (المطعم)، والارتقاء بوعي وفكر ميسوري المال في تلك المنطقة، ولكن الأغرب من هذا كله ما فعلته "سوندرا ثايدرمان"؛ حيث تقول: "جرَّبت كل أنواع الحفلات لكتبي، وعندما أصدرت آخر كتبي، اعتبرتُه مثل مولودٍ، ودعوتُ إلى حفل في منزلي، وساعدني أولادي وبناتي على تزيين البيت، ووضع بالونات وملصقات عليها اسم الكتاب، وصنعت كيكة رسمت عليها غلاف الكتاب، ونجحت الفكرة"، إنها تصرح أنها جربت أنواعًا كثيرة من الاحتفالات، وهذا يُشِير إلى الرغبة في التغيير والتجديد، والخروج ولو بفكرة ساذجة قد يكون لها كبير الأثر في صندوق الذكريات.


وقبل أن أختمَ هذه الفقرة أودُّ أن أُشِير إلى أنني شاهدتُ من المؤلِّفين مَن يوقع على كتابه إذا قدَّم دورة علمية في مكان ما؛ مما يدلُّ على أن أمر التوقيع ينبغي ألا يكون محصورًا في زمن معين أو مكان معين؛ مما يسبب التضييق والحرج، والأهم من هذا كله أنه يفقد (حفلة التوقيع) بريقَها وهدفها الثقافي والفكري المنشود.


ولسائل أن يسأل: لماذا هذا الاهتمام بالاحتفال؟ وما الدوافع والنوازع وراء هذه المظاهر الثقافية وغير الثقافية التجارية؟ وهل هناك نسق يحرك هذا السلوك، أو أنه وعي وفهم للتجربة المعرفية على نحو أمثل؟


وقبل الإجابة على هذه التساؤلات من الجميل الإشارة إلى مسألة مهمة في الإجابة على الأسئلة في هذا العصر، وخاصة الأسئلة والإشكالات الثقافية والفكرية والمعرفية، فهذا العصر المتدفِّق بالمعلومات عبر قنوات مرئية ومقروءة ومسموعة، يحتاج منا أن نربِّي أنفسنا على ملكة التحليل، التي سوف تنتج عنها التفصيل في الإجابة، فأهم ملكة يحتاجها مَن يلتقي كثيرًا بالمعلومة - وكلنا كذلك - أن يتربى على تحليل المعلومة وتفصيلها؛ ليخرج بأحكام أقرب ما تكون إلى الدقة والصواب - بإذن الله.


ولتطبيق هذا الأسلوب - قدر الإمكان - للإجابة على السؤال الذي طُرح سابقًا، يمكن القول بما أن حفل توقيع الكتاب أصبح مظهرًا شبه تجاري، فإنه من الأفضل أن يكون الحديث عن أطراف المتاجرة، ألا وهي (الناشر/ البائع - والقارئ/ المشتري - والمؤلف/ الإعلان)، وهذا لا يعني عدم وجود عوائد أو فوائد للمجتمع أو للكتاب في ذاته أو للحركة الثقافية؛ كما سيتبين في الفقرات القادمة.


والبداية في هذا الشأن تكون بالحديث عن منطلقات (الناشر/ البائع)؛ لأنه هو الفاعل غالبًا؛ حيث تدفعه لإقامة مثل هذه الاحتفالات منطلقاتٌ تجارية - مصحوبة بدافع ثقافي أحيانًا؛ كمحاضرة، أو أمسية، أو إبراز لهذا الكاتب - تَهدف إلى تحصيل أكبر قدر من المال عبر بيع كمية كبيرة من مطبوعات ذلك المؤلف الذي أحضرته، يضاف إلى هذا الدافع الماديِّ دافعٌ آخر معنوي، يهتم بنشر وإشهار اسم الدار على نطاق واسع لدى القراء والمثقفين؛ مستعينًا بالمؤلف أيضًا في تحقيق هذا المأرب، وقصد هذا المرتع المادي والمعنوي متوازيًا مع المقصد الثقافي أمرٌ لا بأس به في الجملة - كما بُيِّن سابقًا - لكن الملاحظ أن هدف إشهار الدار لم يتحقَّق بشكل كبير ومرجو منه؛ وذلك لسبب يعودُ إلى إستراتيجية استخدام المؤلف في عملية التسويق، فالقرَّاء عندما يأتون لحفل التوقيع يأتون لأجل المؤلف، وينفضُّون عن الحفل لأجل المؤلف، لا لأجل الدار ولا لمطبوعات الدار القابعة والراكدة على الأرفف منذ أمد، ومن هنا تحتاج دُور النشر أن تتميز بذاتها، وأن تتمايز عن بقية دور النشر، بالاهتمام بجانب محدَّد من المعرفة؛ كالترجمة، أو موضوع أو مجال ثقافي؛ كما تفعل مجموعة غير قليلة من الدُّور لتسويق نفسها.


أما الطرف الآخر المهم جدًّا من الاحتفال، وهو المتأثر والمؤثر في آن واحد في هذا الاحتفال، ألا وهو (القارئ/ المشتري)، والحرص على إقران كلمة (القارئ) بكلمة (المشتري) في هذا المقال؛ هو للإبقاء على أصل وسبب حفل التوقيع، وهو أن يقوم على الإهداء لا البيع، ومن هنا فإن منطلقات القرَّاء الذين يحرصون على التوقيع شتَّى؛ منها ما هو (ثقافي/ عقلي)، ومنها ما هو غير (ثقافي/ نفسي).


أما الدافع الثقافي الوحيد، فهو رغبة القارئ في الجلوس إلى المؤلِّف، والتواصل معه، وسؤاله، ومناقشته حول الكتاب، وهذا يقتضي أن القارئ قد قرأ الكتاب قبل ذلك.


وأما بقية الدوافع، فهي - ولا شكَّ - نفسية، ولا علاقة لها بالجانب الثقافي بشكل كبير، فمن ذلك الشعور بالنشوة والسعادة عند الالتقاء بالكاتب الأثير، والمؤلف الذي طال انتظاره، واشتاقت النفس إلى لقائه وتقبيله على رأسه - إن كان من أهل التقبيل - على ذلك التغيير الذي أحدثه في نفس القارئ، فلا أبهج لدى القارئ من اللقاء وجهًا لوجه بالكاتب الذي غيَّر مسار فكره، ومشاعره، وسلوكه؛ فهذا الروائي "الأسواني" يقول: "ولك أن تتخيَّل السعادة الغامرة، حينما تمتلك نسخة موقَّعة بخط يد العقاد".


ينتقل هذا الاحتفاء من كونه عرضًا؛ ليصبح ورقة تاريخية، وذكرى ثمينة لدى كثير من القراء، فمما يذكره الناقد الثقافي الدكتور "ناصر الحجيلان" في أمريكا أنه رأى الناس متجمهرين بجوار مكتبة؛ ليحصلوا على توقيعِ الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" على كتابه "حياتي"، وعندما سأل أحدهم: وماذا يعني لك توقيعه على الكتاب؟ فردَّ: لأنه شخص مهم، وربما بعتُه بعد سنوات بملايين، وهذا البعد المادي - الذي يحكم نسق الشخصية الغربية عادة - لم يكن، لولا القيمة التاريخية التي يظن هذا المشتري أنه سيَجْنِيها بعد مدة طويلة من السنوات، لا يدري أحد مقدارها.


وفي الوطن العربي يحتفظ ويحتفي ويفتخر الروائي الجزائري "واسيني الأعرج" منذ نهاية السبعينيات بتوقيع رواية لحنا مينة، بل إن أحد قرَّاء الوطن العربي يعتبر حصول القرَّاء على كتاب موقَّع من صاحبة الثلاثية الروائية الجزائرية "أحلام مستغانمي" - كنزًا ثمينًا في يوم تاريخي، ويكاد يجزمُ أن الكثير منهم يحتفظون بالكتاب في مكان آمنٍ، وهذا يلوح بشيء فيه لطافة، ألا وهو أن المكتوب تزدادُ قيمته كلما جار عليه الزمن، فالآثار القديمة المكتوبة بلغة غير مفهومة بشكل صريح وواضح، هي أغلى وأثمن في المجال المعرفي والثقافي من كتاب أو صحيفة صدرت اليوم تتحدَّث عن أحداث قائمة.


أما العنصر الحساس، والذي يعتبر المحرك الأول للناشر، والجاذب الحقيقي للقارئ، ألا وهو (المؤلف أو الكاتب)، والكاتب له نفس بشرية كنفوس الآخرين؛ من حيث نوازع البحث عن الاحتفاء، والشهرة، والتشجيع، والمال أيضًا؛ فهذه "د. فاطمة البودي" - صاحبة مؤسسة دار العين للنشر - تقول: "إن الأهم من ترويج الكتاب هو الاحتفاء بالكاتب، وتسليط الضوء على عمله الإبداعي"، وهنا ملمح حساس جدًّا يجدر أن ينتبه له المؤلف، وهو أنه مع بيعِه الكتاب يقدِّم نفسه أيضًا للبيع؛ كما تذكر ذلك الكاتبة "ماري ديفسون" في مقالة لها بعنوان: كيف تحصل على توقيع كتاب بنجاح؟ (How to Have A Successful Book Signing)، وكلامها يُحمَل على أن (الكاتب/ الإعلان) قد يتشكَّل ويتلون؛ ليكون أقرب إلى جذب الجمهور (القارئ / الزبون)، وهذه اللعبة بين الثقافي والتجاري تحتاج لتفكيك وتحليل، لعل الله أن ييسر كتابة حول هذا الموضوع في المستقبل.


بقي أن أذكر أن هناك بعض الفوائد والأسباب التي تدعو للاهتمام بحفل التوقيع؛ منها أنه يبث الروح الحميمة، ويمد جسور التواصل بين الكاتب والقارئ، ويثري ويشجع على القراءة وشراء الكتب، كما ذكر ذلك غير واحد من المثقفين، ومع بعض التحفظ على هذه النقطة، إلا أن شراء الكتاب بحد ذاته يعتبر شيئًا محمودًا، وينبغي التشجيع عليه، ومن الفوائد أيضًا التي يَجْنِيها المجتمع من هذا الحفل يمكن أن ننمذج له بالممثل السينمائي "مورغان فريمان"، الذي أقام حفلاً لتوقيع كتاب له، وقال: إن نصف دخل الكتاب سيصرف لبناء مدارس في أحياء السود الفقيرة في المدن الأمريكية.


تقول ناقدة الكتب في جريدة (سنت بيترزبيرغ) (ولاية فلوريدا) "ألين هيلزيل": إن هذه "الفكرة تقلِّل من إحراج المؤلِّف الذي لا يُرِيد أن يجبر الناس على شراء كتابه، وتقلل من إحراج الضيوف الذين ربما يشترون الكتاب ليس حبًّا فيه، لكن بسبب الدافع الخيري وراءه".


وبعد هذه الإطلالة العاجلة على هذا الحدث الثقافي، الذي بدأ يحبو ليصبح عرفًا عالميًّا، يجدر المرورُ على وجهاتِ نظر بعض المؤلِّفين العرب، الذين طالتهم عيني بالقراءة، ورصدت رؤيتهم حيال ذلك، وقبل الشروع في آرائهم يحسن أن نحدِّد موطن النزاع، أو النقطة التي يرتكز عليها أولئك في تقييم هذا الحدث الثقافي، وما ذلك إلا لأن النقطة الجدلية هي ارتباط الثقافي بالتجاري، وهي تكاد تكون أقرب إلى خصوصية الثقافة العربية منها في الثقافة الغربية؛ إذ لا تشكِّل مسألة توقيع الكتاب في غير الثقافة العربية - حد علمي - الإشكال الكبير، كالذي يحصل عند الثقافة العربية.


من الجيد في البَدْء أن تتم تقسيم الآراء إلى مؤيدين ومعارضين، ولكل منهم شروطه وحججه؛ فالروائي "علاء الأسواني" يرى أن الحفل مقياسٌ على إقبال الجمهور على القراءة، أو انصرافه عنها، ولا أدري كيف تكون حفلة التوقيع دلالة على إقبال الجمهور على القراءة، في حين أن عددًا كبيرًا ممَّن اشترى بعض الكتب والروايات من معرض الكتاب، وزاحم في منصة التوقيع، و(فاز) بتوقيع المؤلف؛ كان آخر عهده بالكتاب في ذلك اليوم، ولم يقرأ منه صفحة واحدة؛ كما يقول الأستاذ "عبدالعزيز العسكر"، بل إن الشاعرة المصرية "فاطمة ناعوت" ترى أن هذه الحفلات دليلٌ محسوس على غياب القارئ؛ لأن الناشر يستجديه، ولو كان هناك قارئ لما احتاج الناشر أو المؤلِّف لهذا.


إذًا فالهدف لدى (القارئ/ المشتري) أولاً هو التوقيع، وليس شيء آخر في الظاهر، خاصة وأن منصات وحفلات التوقيع لا تتيح الفرصة والوقت الكافي للتواصل الثقافي مع المؤلِّف؛ مما يسقط هذه الحجة برمتها.


الدكتور "عبدالله مناع" يرى أن حفل التوقيع حلقة وصلٍ بين الأطراف الثلاثة (الناشر - المؤلف - والقارئ)، وهذه بحد ذاتها تُوجِد جوًّا من الحيوية الثقافية على حد قوله، ويضيف أن هذا حق من حقوق المؤلف، بمعنى لو طلبه المؤلف من الناشر، فلا يجوز للناشر منعه.


والسؤال الذي سيعود من جديد: هل فعلاً ما يتم في حفلات التوقيع هو حيوية ثقافية، أم أنها حيوية نشوة نفسية، ورغبة داخلية في الحصول على التوقيع لا غير، كما يعبر عن ذلك القراء أنفسهم؟!


وأيضًا: أين الوثيقة التي تُثبِت أن التوقيعَ حقٌّ من حقوق المؤلِّف لا يجوز منازعته فيه؟ كما يقول الشاعر "نزيه القسوس": إن حفل التوقيع ليس سوى ظاهرة استجداء (مشروعة) للكاتب والناشر معًا؛ لأن ترك الأمر مفتوحًا بغير ضابط ولا قانون، جاء لنا بأستاذ يوقِّع على مقرراته الجامعية للطلاب، وجاء لنا بذلك الذي كان غاية جهده أن قام بعملية النسخ واللصق فقط؛ كما يقول الدكتور "فهد السنيدي".


إن "مسرحية توقيع الكتاب"؛ كما يسميها الأستاذ "عبدالعزيز العسكر" هي من إفرازات ثقافة المَظاهِر، ويردُّ على مَن يقول بأن التوقيع يزيد في قيمة الكتاب، بأن لديه نوادر من الكتب مما لم ترخص قيمتها لعدم وجود توقيع المؤلف عليها، فالقيمة الحقيقة في الكتاب هي في مضمونه وأثره، لا توقيع صاحبه، وهذه النظرة نفيسة؛ لأنها تُعِيد الوعي للقارئ والمؤلف على حد سواء، وتذكِّرهم بالميثاق الحقيقي بينهم، ألا وهو الوعي والفكر والثقافة، إلا أن تَوقُّع سهولة خروج المؤلف والكاتب من عباءة مجتمعه شيءٌ صعب جدًّا، محفوف بالحرج والحياء، خاصة إذا بُرِّر للمؤلف بعض التبريرات؛ كأن يرى أن هذا نوع من التشجيع له على مواصلة التأليف، على الرغم من وجود وسائل كثيرة لتشجيع المؤلف، وأول وسيلة هي نشر إنتاجه على نطاق واسع، أو أن تتكفل الدار بعدد محدد من الكتاب توزعه مجانًا.


وأما في الضفة الأخرى من الرأي، فإني قرأتُ كلامًا جيدًا للكاتب "محمد العمري"، الذي سبر أغوار هذه التظاهرة، وحللها تحليلاً موفَّقًا - في ظني - وسأنقلُه بنصه لجودته؛ حيث كتب في مقال بعنوان: "توقيع الإصدارات.. التعويل على الهامش":


"هذا الذي نسمِّيه التوقيع على الإصدار هو تعويل على الهامش، وربما لا يكون تعويلاً أكثر من كونه توهمًا غير مدرك لقيمة مضافة، تأتي من خارج العقل، ويستجيب لها العقل؛ لأنه قابل للأسر، عقولنا قابلة للأسر؛ أسر العادة، وأسر المواطآت الثقافية، وأسر الرأي الآخر، وإلا فما الذي يعنيه أن أوقِّع على إصداري أو لا أوقِّع؟ أي إصدار إبداعي أو معرفي هو نفسه توقيع، إنما كم هي توقيعات لا تتماثل، قدر ما تتفاوت مثل تفاوت توقيعاتنا الشخصية، التي ندمغ بها الصفحات الأولى في إصداراتنا، بزعم قد أخمنه ولا أقطع به.


الحقيقة أننا إذا أردنا تعليلَ هذه الظاهرة، فإنه لا يمكن تعليلها إلا بالقياس على المتشابهات، ظاهرة توقيع الإصدارات تالية للمعنى الثقافي، إنها هامش على تاريخ المبدع، وهي منتوج شعبي غير ثقافي، ترتب على منتوج شعبي ثقافي؛ أي: إن الهامش دخل في المتن، بسببٍ ليس من قبيل المماثلة، إلا أن الذي يحدث أحيانًا أننا نريد صناعة القيمة الثقافية بتكريس فعل غير ثقافي، ظاهرة لتوقيع غير ثقافية وستظل، لو أننا نتخيَّل على سبيل الافتراض أن "المتنبي" حيٌّ يُرزَق، أو أن "ابن خلدون" صاحب (المقدمة) حي يرزق، وعلى افتراض شعبوية منتوجهما الثقافي، فإن توقيعات هذين العقلين الباذخين على منتوجهما يكون فعلاً مبررًا؛ لأن الشعبي غير الثقافي ترتب على الشعبي الثقافي وتبعه، فكان التوقيع حضورًا مشتهى للذَّات المبدعة؛ كما كان منتوجها حضورًا مشتهى للعقل القارئ".


ويذهب بذات الطريق التي ذهب إليها "العمري" الروائي "عواض العصيمي"؛ حيث يرى أن حفل التوقيع لا يأتي من بيئة خاملة ثقافيًّا، "فالسكون الثقافي في معظم مناحي المشهد المحلي، هو الآن أطول عمرًا من كثيرٍ من أعمار الكتَّاب الأحياء، فكيف تنتظر منه أن يمارس عادة أدبية اشتهرتْ بها محاضن الثقافة ذات التاريخ العتيد في النشر الأدبي، وصنع الجدل الثقافي والسجالات الفكرية الساخنة؟


هذا السكون رغم انتفاضته الأخيرة، وهذا اليسير من الإصدارات الأدبية طوال العام، لا يصنعان هذا الطقس، ولو صنعاه فسيكون خجولاً، متكلفًا، فيه ربكة مَن يكذب للمرة الأولى"، بل إنه يضيف ويقترح أسلوبًا جديدًا في التوقيع، ألا وهو أن يوقِّع القراء للكتاب والمؤلفين وليس العكس، مستندًا على ذلك بأن العلاقة الثقافية بين القارئ والمؤلف عَلاقة تفاعلية تبادلية، لا علاقة استعلائية، وهذه اللفتة الذكية تعزز من دور المتلقي، الذي أصبح لدى كثير من نقاد العصر الحديث مصدرَ التفسير والتأويل.


ومحاولة التقريب والتسديد في هذه الظاهرة ينبغي أن تقوم على دعائمَ، وترتكز على بعض الشروط الثقافية؛ فنوعيَّة الكتاب وموضوعه، وتفرده وتميزه، وهدف التوقيع، وشخصية وشهرة المؤلف - عوامل رئيسية في تقييم حفل التوقيع؛ لأن الحكم العامَّ على هذه الظاهرة الثقافية فيه إجحاف كما يقول الدكتور "فهد السنيدي"، وعلى هذا تستبعد الكاتبة "اعتدال الذكر الله" المبتدئين ومَن لم يشتهر على مستوى من النضج في التأليف، فمراعاة تلك العوامل والربط الدائم بين حفل التوقيع مع منشط ثقافي أمرٌ ضروري جدًّا، ولا يحسن ذلك إلا بصدور وثيقة تحدِّد نوعية الكتاب؛ كأن لا يكون أول إصدارات المؤلِّف، أو أن يكون المؤلف ممَّن له باع طويل في التأليف والبحث والكتابة، وأن تُخصَّص نسبة من الأرباح لصالح نشاط ثقافي أو اجتماعي؛ حتى يتم الخروج من الحرج التجاري، وأن تتنوَّع دُور النشر وتبدع في إقامة حفلات التوقيع في كل وقت ومكان، ولا تقتصر على مكان وزمان محدَّدَينِ؛ كل هذا حتى لا يندم القارئ - كما حصل للبعض - بأن اشترى كتابًا لا يعرفه، فقط لأنه رأى الناس يلتفُّون حول الكاتب، ويأخذون التوقيع منه، ومن سُوء حظه أن الكتاب الذي يوقِّع عليه المؤلف لا يمكن إعادته.


وصلات المقال:
الغذامي، عبدالله: اليد واللسان، القراءة والأمية ورأسمالية الثقافة؛ المجلة العربية 1432هـ.


جريدة الشرق الأوسط، العدد 10578.


جريدة الشرق، عدد 106.


جريدة الرياض، عدد 15581، 15982.


جريدة الاقتصادية، 6934.


جريدة الوطن، بتاريخ 16 - 03 - 2012.


جريدة اليوم، بتاريخ 2012/03/07.


مجلة الأربعاء، عدد 18228.


المجلة الثقافية، عدد 336


عين نيوز، بتاريخ 26 - 06 -2010.


ميدل إيست أونلاين، بتاريخ 12 - 5 - 2012.


جزايرس، بتاريخ 10 - 02 - 2012.


مجلة الكويت.


جسد الثقافة.


عالم الكتابة writing-world.com





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الكتاب في الإسلام
  • الكتابة وثقلها
  • أزمة الكتاب ومصير الكتب

مختارات من الشبكة

  • التوقيع الكودي والبيومتري والرقمي(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • احتفاء بتوقيع كتاب: رعاية الأسرة المسلمة للأبناء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جورجيا: 12 ألف توقيع لدعم بناء مسجد في باتومي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جورجيا: حملة توقيعات لبناء مسجد جديد في مدينة باطومي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: توقيع اتفاق الاستقرار والانتساب مع الاتحاد الأوروبي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: 80 ألف توقيع للقبض على نتانياهو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حجة التوقيع الإلكتروني في الإثبات(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إيطاليا: حملة توقيعات لإزالة مسجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: تهديد رئيس بلدية بعد توقيعه على رخصة بناء مسجد(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/8/1444هـ - الساعة: 14:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب