• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   أخبار   نور البيان   سلسلة الفتح الرباني   سلسلة علم بالقلم   وسائل تعليمية   الأنشطة التعليمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تدريب على التشديد بالكسر مع المد بالياء
    عرب القرآن
  •  
    التشديد بالكسر مع المد بالياء
    عرب القرآن
  •  
    تدريبات على الشدة مع التنوين بالفتح
    عرب القرآن
  •  
    التشديد مع التنوين بالفتح
    عرب القرآن
  •  
    تعليم المد اللازم للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تدريبات على التشديد بالضم مع المد بالواو
    عرب القرآن
  •  
    التشديد بالضم مع المد بالواو
    عرب القرآن
  •  
    تعليم الحرف المشدد مع الفتحة للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    الضمة والشدة
    عرب القرآن
  •  
    التشديد مع الكسر
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التشديد مع الفتح
    عرب القرآن
  •  
    تعليم السكون للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التنوين بالضم للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    شرح التنوين بالكسر
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التنوين للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تعليم المد المتصل للأطفال
    عرب القرآن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الاستبشار بنزول الأمطار (خطبة)

الاستبشار بنزول الأمطار (خطبة)
د. عبد الرقيب الراشدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/8/2025 ميلادي - 24/2/1447 هجري

الزيارات: 154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستبشار بنزول الأمطار

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

عباد الله: اعلموا أن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم من البدع والضلالات والنار؛ أما بعد:

فقد روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أنه قال: ((صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب)).

 

أيها المؤمنون: كان الناس في الجاهلية يعتقدون أن نزول المطر بسبب كوكب من الكواكب، اسمه النوء، فكانوا يعتقدون أنه هو المُنزل للمطر، فأنكر الله عليهم اعتقادهم هذا، وجعله كفرًا يُخرج صاحبه من ملة الإسلام.

 

إن المؤمن بالله يعتقد أن الله تعالى هو وحده القادر على إنزال المطر، وأن من الخطأ الجسيم أن يُنسب إنزال المطر إلى غير الله من الكواكب والأنواء، أو ارتفاع الضغط الجوي أو انخفاضه، أو بسبب تغير المناخ، أو بسبب الاحتباس الحراري، أو غير ذلك من الأسباب المادية، وعلى المسلم أن ينسب نزول المطر لله وحده لا شريك له، وأن يقول: مُطرنا بفضل الله ورحمته، وألَّا يعلق نزول المطر بشيء من المخلوقات، سواء كان كوكبًا أو نجمًا أو طبيعة، كما يعتقد بعض الناس.

 

أيها المؤمنون: لا يخفى عليكم حال الناس في موسم الصيف في عامنا هذا؛ حيث تأخر نزول الغيث عن وقته المحدد، ونتج عن ذلك جملة من الأضرار، فقد يبس الزرع، وجفَّ الضرع، ويبست الأشجار، وأجدبت الأرض، وأُصيب كثير من الناس باليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وبدلًا من أن يُهرع الناس إلى ربهم، فيدعوه، ويتوبوا إليه من معاصيهم، ويحسن بعضهم إلى بعض، فيرحموا ضعيفهم، ويحنوا على مساكينهم، فبدلًا من ذلك كله، أخذ الناس يندبون حظهم، ويشكون زمانهم، وأصابهم القنوط من أن تدركهم رحمة بإنزال الغيث، وهذه الحالة من القنوط تعجَّب الله منها؛ روى الإمام ابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده بسند حسَّنه الألباني بمجموع طرقه، وضعَّف إسناده بعض أهل العلم، عن أبي رزين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عجِب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب))؛ قال ابن رجب الحنبلي في شرحه لهذا الحديث: "والمعنى أنه سبحانه يعجب من قنوط عباده عند احتباس القطر عنهم، وقنوطهم ويأسهم من الرحمة، وقد اقترب وقت فرجه ورحمته لعباده، بإنزال الغيث عليهم، وتغييره لحالهم وهم لا يشعرون"، وقال شارح العقيدة الواسطية: "جرت عادة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن الفرج مع الكرب، وأن اليسر مع العسر، وأن الشدة لا تدوم، فإذا انضم إلى ذلك قوة التجاء وطمع في فضل الله، وتضرع إليه ودعاء؛ فتح اللهم عليهم من خزائن رحمته ما لا يخطر على البال"؛ [انتهى كلامه رحمه الله].

 

أيها المؤمنون: وعندما وصل الناس إلى هذه الحالة من القنوط، تداركتهم رحمة الله، وأغاثهم بنزول المطر؛ مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28].

 

ولما نزل المطر، استبشر الناس به خيرًا، وفرحوا به فرحًا عظيمًا، وخرج الناس بهواتفهم يصورون مناظر نزول الأمطار، وجريانها في السهول والوديان، وتناقلوا ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلوا ذلك في حالاتهم، معبرين عن فرحهم واستبشارهم بنزول الأمطار؛ وقد وصف الله حالة الخلق هذه في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الروم: 48 - 50]؛ قال الإمام ابن القيم في تعليقه على هذه الآيات: "فإذا تأملت السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جوٍّ صافٍ لا كدورة فيه، وكيف يخلقه الله متى شاء وإذا شاء، وهو مع لينه ورخاوته حامل للماء الثقيل بين السماء والأرض، إلى أن يأذن له ربه وخالقه في إرسال ما معه من الماء، فيرسله وينزله منه مقطعًا بالقطرات، كل قطرة بقدر مخصوص اقتضته حكمته ورحمته، فيرش السحاب الماءَ على الأرض رشًّا، ويرسله قطرات مفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى، ولا يتقدم متأخرها، ولا يتأخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمزج بها، بل تنزل كل واحدة في الطريق الذي رُسم لها لا تعدل عنه، حتى تصيب الأرض قطرةً قطرةً، قد عينت كل قطرة منها لجزء من الأرض لا تتعداه إلى غيره.

 

فلو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا منها قطرةً واحدةً، أو يُحصوا عدد القطر في لحظة واحدة، لعجزوا عنه، فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقًا للعباد والدواب، والطير والذَّرِّ والنمل؟ يسوقه رزقًا للحيوان الفلاني في الأرض الفلانية، بجانب الجبل الفلاني، فيصل إليه على شدة من الحاجة والعطش في وقت كذا وكذا"؛ [انتهى كلامه رحمه الله].

 

أيها المؤمنون: إن نزول الأمطار من أجَلِّ نِعم الله على عباده؛ لأن حياتهم قائمة على وجود الماء؛ قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].

 

ولو انقطع عن الإنسان شربة ماء، لاشتراها بما يملك من مال وسلطان؛ جاء في البداية والنهاية لابن كثير، أن الواعظ ابن السماك دخل على هارون الرشيد يومًا، فبينما هو عنده إذ استسقى ماء، فأتى بقُلة من ماء، وفي الإحياء: فقال لابن السماك: عِظني، فلما أهوى بالماء إلى فيه ليشربه، قال له ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين، أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مُنعت هذه الشربة، فبكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب، هنأك الله، فلما شربها، قال له: أسالك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو منعت خروجها من بدنك، فبماذا كنت تشتريها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: إن ملكًا قيمته شربة ماء وبولة، لَجدير ألَّا يُنافَس فيه، فبكى هارون.

 

أيها المؤمنون: ومما يدل على عظيم نعمة المطر أن الله تعالى ينزله، متى شاء وكيف شاء، فيُنشئ به جنات متعددة الأشكال والألوان؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [المؤمنون: 18، 19].

 

فأكثروا من شكر الله جل وعلا على نعمة الأمطار التي منَّ بها عليكم؛ فإنه سبحانه يحب الشاكرين، ووعدهم بالمزيد إن استمروا في شكره؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].

 

قلت ما قد سمعتم، فاستغفروا الله، يا فوز المستغفرين...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فمن رزقه الله مالًا، فإن من أفضل صدقاته في أوقات أزمات المياه وشحتها سُقيا الماء، لمن يحتاجه من إنسان وحيوان؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((قال سعد: يا رسول الله، إن أم سعد كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء))، وفي رواية: ((أنه عليه السلام أمره أن يسقي عنها الماء)).

 

وسُئل ابن عباس عن أفضل الصدقات، قال: "الماء؛ ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة: ﴿ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 50]"، قال بعض التابعين: "من كثرت ذنوبه، فعليه بسقي الماء".

 

أيها المؤمنون: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة من الآداب والأدعية، نقولها عند نزول المطر في أحواله المختلفة، فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح يقول: ((اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به))، ((وكان صلى الله عليه وسلم إذا تخيلت السماء، واجتمعت السحب، تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت، سُرِّي عنه)).

 

ومن ذلك: أنه إذا سمع صوت الرعد والصواعق أن يُقال: ((اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك))؛ [رواه الترمذي والنسائي].

 

ومن ذلك أن نقول الذكر الوارد عند نزول المطر، وقد وردت عدة أذكار؛ منها ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: صيبًا نافعًا))، ومنها ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر: رحمة))، ومنها قول: ((مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله))؛ كما في حديث خالد بن زيد رضي الله عنه عند البخاري.

 

وإذا كثر المطر وخيف الضرر منه، يُسن أن يقول المؤمن: ((اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام، والجبال والآجام، والظراب، والأودية ومنابت الشجر))؛ [رواه البخاري].

 

ومن ذلك أن يحسر الإنسان عن شيء من جسده ويعرِّضه للمطر؛ ومما يدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم، قال أنس رضي الله عنه: ((أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرٌ، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لِمَ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهدٍ بربه)).

 

ومما يستحب عند نزول المطر الدعاءُ العام، فهو من مواطن استجابة الدعاء؛ كما في الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه، وحسنه الألباني، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثِنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر)).

 

أيها المؤمنون: ولا بأس للمُصلين أن يجمعوا بين الصلاتين إذا كثر المطر؛ فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، وزاد مسلم: من غير خوف ولا مطر ولا سفر))، فدلَّ ذلك أنه قد استقر عند الصحابة رضي الله عنهم أن الخوف والمطر عذر في الجمع كالسفر، لكن لا يجوز القصر في هذه الحال، وإنما يجوز الجمع فقط؛ لكونهم مقيمين لا مسافرين، والقَصْرُ من رخص السفر الخاصة.

 

كما يُسن للمصلين أن يصلوا الصلاة في منازلهم ورحالهم عند نـزول المطر مع شدة البرد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ((ألَا صلُّوا في الرحال، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول: ألَا صلوا في الرحال))؛ [رواه مسلم].

 

أيها المؤمنون: اشكروا ربكم على ما أولاكم من النعم، ومن ذلك شكره على نعمة الأمطار، وتأدبوا بالآداب الواردة عند نزول المطر؛ تنالوا رضا ربكم وتقتدوا برسولكم.

 

اللهم أدِم علينا نِعمك وفضلك يا رب العالمين.

 

الدعاء...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأمطار (قصيدة للأطفال)
  • الأمطار .. ونعيم الجنة
  • أسباب نزول الأمطار
  • ووقع الاستبشار بنزول الأمطار
  • هطول الأمطار ومقارعة الأخطار
  • خطبة الأمطار والأودية

مختارات من الشبكة

  • الاستبشار بشهر رمضان وتعظيم شعائر الله(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاستبشار بالنصر على الحوثي وداعميه من الباطنيين الصفويين(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • من فضائل النبي: استجابة الله تعالى لدعائه بنزول الغيث وانقشاعه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأحكام العقدية والفقهية المتعلقة بنزول المطر(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الأحكام العقدية والفقهية المتعلقة بنزول المطر (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بنزول القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الإعلام بنزول عيسى عليه السلام ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسباب منع وجلب المطر من السماء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خالق الناس بخلق حسن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/2/1447هـ - الساعة: 18:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب