• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح (صفوة أصول الفقه) لابن سعدي - رحمه الله - ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعليق على رسالة (ذم قسوة القلب) لابن رجب (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة الدخان

رامي حنفي محمود

عدد الصفحات:12
عدد المجلدات:2

تاريخ الإضافة: 9/6/2019 ميلادي - 6/10/1440 هجري

الزيارات: 38363

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر


تفسير سورة الدخان

 

 

تفسير سورة الدخان [1]


 

الآية 1: ﴿ حم ﴾: سَبَقَ الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، واعلم أنَّ هذه الحروف تُقرأ هكذا: (حا ميم).

 

من الآية 2 إلى الآية 8: ﴿ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ (يُقسِم اللهُ تعالى بالقرآن الواضح لفظًا ومَعنًى، والمُوَضِّح للأحكام والحقائق): ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ﴾ أي ابتدأنا إنزال القرآن ﴿ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ وهي ليلة القدر في رمضان (وهي ليلةٌ كثيرة الخيرات)، ﴿ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ أي مُذَكِّرينَ الناسَ بما ينفعهم وما يضرهم (فلذلك أرسلنا إليهم الرسُل وأنزلنا إليهم الكُتُب؛ لتقوم حُجَّة الله عليهم)، ﴿ فِيهَا ﴾ أي في ليلة القدر ﴿ يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾: أي يُقضَى من اللوح المحفوظ - إلى الكَتَبة من الملائكة - كلُّ أمْرٍ مُحكَم من الآجال والأرزاق وسائر الأحداث في تلك السَنَة (لا يتبدل ولا يتغيَّر).

 

♦ وقد كان هذا الأمر الحكيم ﴿ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ﴾ (إذ جميع ما يُقَدِّره الله تعالى ويُوحيه، إنما هو بأمره وإذنه وعِلمه)، ﴿ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ أي مُرسِلينَ الرُسُل إلى الناس، وقد كان هذا الإرسال ﴿ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ أيها الرسول بالمُرسَل إليهم من الأمم والشعوب، ليَسعدوا في الدنيا والآخرة (إنْ هُم استقاموا على الحق)، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لجميع الأصوات وما تطلبه، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بحاجات خَلقه وما يُصلحهم (فلذلك أرسل إليهم الرُسُل وأنزل الكُتُب)، وهو سبحانه ﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾: أي خالق السماوات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾: يعني إن كنتم موقنينَ بذلك، فاعلموا أنّ رب المخلوقات جميعاً هو المعبود الحق، الذي لا تجب العبادة إلا له،﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾: أي لا يَستحق العبادة إلا هو ﴿ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ (إذ هو المتفرد بالإحياء والإماتة) ﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾.

 

من الآية 9 إلى الآية 16: ﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ ﴾ يعني: بل إن هؤلاء المُشرِكين في شك من الحق، فهم ﴿ يَلْعَبُونَ ﴾أي يلعبون بالدنيا وشهواتها، وهُم في غفلةٍ عن الآخرة وما سيَلقونه فيها، ﴿ فَارْتَقِبْ ﴾: أي انتظر أيها الرسول بهؤلاء المُشرِكين المستهزئين ﴿ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾ أي بدخان واضح - عند اقتراب الساعة -﴿ يَغْشَى النَّاسَ ﴾ أي يُغَطي عيونهم ويَخنق أنفاسهم، فيقولون: ﴿ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾،ثم يقولون سائلينَ ربهم أن يرفعه عنهم: ﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾: يعني إنْ كشفتَه عنا فإنا مؤمنونَ بك وبرسولك، ثم قال تعالى: ﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى ﴾: يعني كيف يكون لهم التذكر والاتعاظ بعد نزول العذاب بهم؟! ﴿ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴾ أي جاءهم رسول مُبَيِّن لهم الحق من الباطل، وهو محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يَعرفون نَسَبَه وصِدقه وأمانته وأخلاقه﴿ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ ﴾ أي أعرضوا عن تصديقه واتِّباعه ﴿ وَقَالُوا ﴾: ﴿ مُعَلَّمٌ ﴾ أي يُعَلِّمه غيره، وهو ﴿ مَجْنُونٌ ﴾ أي ذاهب العقل، وهم يَعلمونَ أنهم كاذبونَ في ذلك، فقد رَضوا بحُكمه عندما أرادوا إعادة بناء الكعبة (وذلك قبل بعْثَتِهِ صلى الله عليه وسلم)، فكيف إذاً يَقبلونَ حُكمَه ثم يَتهمونه - كَذِباً - بالجُنون؟ فعُلِمَ مِن ذلك أنهم يقولون ذلك على سبيل العِناد، حتى يَصُدّوا الناسَ عن دِينه، ﴿ إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴾: أي سنرفع عنكم العذاب قليلاً، وسترون أنكم ستعودون إلى ما كنتم عليه من الكفر والضلال، وسوف نعاقبكم على ذلك الكفر ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى ﴾ أي يوم نُعَذِّب جميع الكفار العذاب الأكبر يوم القيامة، وهو يوم انتقامنا منهم ﴿ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴾ من المجرمينَ المُكَذِّبين.

 

من الآية 17 إلى الآية 29: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ ﴾ أي اختبرنا قبل هؤلاء المُشرِكين: ﴿ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴾ أي كريمٌ عند ربه وكريمٌ عند قومه (وهو موسى عليه السلام)، إذ جاءهم قائلاً لهم ﴿ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ﴾: أي سَلِّموا إليَّ عبادَ الله من بني إسرائيل، وأطلِقوا سَراحهم ليذهبوا معي إلى أرض أبيهم إبراهيم ليعبدوا الله فيها، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ﴾: أي لا تتكبروا على الله بتكذيب رُسُله، ﴿ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾: يعني إني آتيكم ببرهان واضح على صدق رسالتي (وهي العصا)، ﴿ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ﴾: أي استجرتُ بالله ربي وربكم أن تقتلوني رجمًا بالحجارة، ﴿ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ﴾: يعني إن لم تصدقوني فيما جئتكم به فاتركوني، وكُفُّوا عن إيذائي.

 

﴿ فَدَعَا ﴾ موسى ﴿ رَبَّهُ ﴾ - حين كذبوه وأرادوا قتله - قائلاً: ﴿ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ﴾ أي مُشرِكونَ ظالمون، فنَجِّني منهم والمؤمنينَ، وأنزِل بهم عذابك، فأجابه ربه قائلاً: ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا ﴾ أي: سِرْ ليلاً بمن آمَنَ معك من بني إسرائيل وغيرهم من المصريين الذين آمنوا بك، فاخرجوا من أرض مصر ﴿ إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴾ أي سوف يَتبعكم فرعون وجنوده ليقتلوكم، فاخرجوا قبل أن يُدركوكم ﴿ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ﴾: أي اترك البحر على حاله، وذلك حتى يدخل فرعون وجنوده فنُطبقه عليهم ﴿ إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴾ أي سيَغرقون في البحر لا مَحالة،﴿ كَمْ تَرَكُوا ﴾ بعد غرقهم ﴿ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ (والمقصود بها أرض مصر، التي كانت مليئة بالبساتين وعيون الماء الجارية)﴿ وَزُرُوعٍ ﴾ متنوعة ﴿ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾ أي منازل جميلة ﴿ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ﴾ يعني: وعيشةٍ نَضِرة ومُتعة عظيمة كانوا فيها متنعمين، ﴿ كَذَلِكَ ﴾: أي كذلك سَلَبنا منهم هذه النعم بسبب جحودهم وعصيانهم، وكذلك أفعل بمن عصاني ولم يشكر نعمتي ﴿ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ ﴾ يعني أورثنا تلك النعم - من بعدهم - لقومٍ آخرين خَلفوهم ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ﴾ أي لم تَبكِ السماء والأرض حزنًا على فرعون وقومه، لأنهم كانوا كافرينَ لم يعملوا على الأرض خيراً ولم يصعد لهم عملٌ صالح إلى السماء ﴿ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾: يعني لم يُمهَلوا - ليتوبوا أو يعتذروا - حين نزلتْ بهم عقوبة الله.

 

 

من الآية 30 إلى الآية 33: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾ أي من العذاب المُذلِّ لهم (بقتل أبنائهم واستخدام نسائهم في الخدمة)، فنَجَّيناهم ﴿ مِنْ فِرْعَوْنَ ﴾ أي من عذاب فرعون ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا ﴾ أي كان جبارًا ظالماً ﴿ مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾: أي كان مُسرفًا في الظلم والتكبر على عباد الله،﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ ﴾ أي اخترنا بني إسرائيل للنُبُوّة والمُلك ﴿ عَلَى عِلْمٍ ﴾ أي على عِلمٍ منا بأنهم كانوا يَستحقون ذلك التفضيل ﴿ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ والمقصود هنا (عالَمي زمانهم المعاصرينَ لهم)، بسببصبرهم على أذى فرعون وقومه، وبسبب إيمانهم واستقامتهم ﴿ وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ﴾ يعني أعطيناهم من المُعجِزات على يد موسى ما فيه اختبارٌ عظيم لهم (أيَشكرون ربهم على نعمه أم يكفرون؟).

 

من الآية 34 إلى الآية 39: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ ﴾ أي هؤلاء المُشرِكين مِن قومك أيها الرسول ﴿ لَيَقُولُونَ ﴾:﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى ﴾ يعني ما هي إلا موتتنا التي نموتها (فهي الموتة الأولى والأخيرة) ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ﴾: يعني ما نحن بمبعوثين بعد موتنا ﴿ فَأْتُوا بِآَبَائِنَا ﴾ أي ائتونا - يا محمد أنت ومَن معك - بآبائناالذين قد ماتوا ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في أن الله يبعث مَن في القبور، قال تعالى: ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ﴾ يعني أهؤلاء المُشرِكون خيرٌ في القوة والحصون أم قوم تُبَّع﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ من الأمم المُكَذِّبة؟! (إنهم ليسوا بخَيرٍ منهم لا في المال ولا في الرجال)، ورغم قوة هؤلاء المُكَذِّبين السابقين فقد ﴿ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ (فكذلك نُهلِك هؤلاء المُكَذِّبين من قريش متى شئنا)، ثم قال تعالى -رداً على إنكارهم للبعث -: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ أي ما خلقنا ذلك كله لعباً ولا باطلاً، ﴿ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ أي ليَعلم الناس أنّ الذي خَلَقَ ذلك كله قادرٌ على أن يُحيى الموتى، لأنّ ذلك أهْوَنُ عليه مِن خَلْق السماوات والأرض ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي لا يعلمون حكمة الله تعالى في ذلك (بسبب انغماسهم في الجهل والضلال).

 

من الآية 40 إلى الآية 42: ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ﴾ (وهو يوم القضاء بين الخلق بما قدَّموه من الأعمال)، هو ﴿ مِيقَاتُهُمْ ﴾ أي موعدهم ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا ﴾: يعني في هذا اليوم لا يَدفع صاحبٌ عن صاحبه أو قريبه شيئًا من العذاب والأهوال ﴿ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾: أي لا يَنصر بعضهم بعضًا بشفاعتهم لبعضهم عند الله تعالى﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ﴾ من أهل الإيمان والتوحيد، فإن الله يَرحمه في الآخرة بأن يُشَفِّع فيه أحد الملائكة أو الأنبياء، أو ولياً من أوليائه المتقين، فيأذن سبحانه له بالشفاعة فيُنَجِّيه من النار، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ هُوَ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامه مِن أعدائه، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

 

من الآية 43 إلى الآية 50: ﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ﴾ التي تخرج في قعر جهنم، هي ﴿ طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾ وهو صاحب الآثام الكثيرة (وأكبر الآثام: الشِرك بالله)، والثمر الذي يَخرج من هذه الشجرة﴿ كَالْمُهْلِ ﴾ وهو المَعْدن الذي يذوب بسبب شدة السخونة، فـ ﴿ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ وهو الماء الذي يغلي في الآنية، ثم يُقال لملائكة جهنم: ﴿ خُذُوهُ ﴾ أي خذوا هذا الأثيم الفاجر ﴿ فَاعْتِلُوهُ ﴾ أي ادفعوه بعنف وجُرُّوه بغلظة وشدة ﴿ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾ يعني إلى وسط النار﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾ وهو الماء المَغلي، ويُقال له وهو يُعَذَّب:﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ﴾ في قومك، ﴿ الْكَرِيمُ ﴾ عليهم (وهذا على سبيل الاستهزاء والتوبيخ)، ﴿ إِنَّ هَذَا ﴾ العذاب هو ﴿ مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾ أي الذي كنتم تشُكُّون فيه في الدنيا.

 

من الآية 51 إلى الآية 57: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ الذين خافوا عذابَ ربهم - ففعلوا ما يرضيه واجتنبوا ما يُغضبه - أولئك ﴿ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾: أي في موضع إقامة واستقرار - وهي الجنة - آمنينَ من العذاب والخوف والهموم والأمراض، وهم﴿ فِي جَنَّاتٍ ﴾ أي في بساتين عجيبة المَنظر، ﴿ وَعُيُونٍ ﴾ أي أنهارٌ جارية ﴿ يَلْبَسُونَ ﴾ ثياباً ﴿ مِنْ سُنْدُسٍ ﴾ وهو الحرير الرقيق ﴿ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ وهو الحرير الغليظ، ﴿ مُتَقَابِلِينَ ﴾: أي تتقابل وجوههم في حُبّ، يَجمعهم مَجلس واحد، ويدور بهم مَجلسهم حيث أرادوا الذهاب في الجنة، ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾: يعني كما أدخلنا هؤلاء المتقين الجنات، فكذلك زوَّجناهم فيها بنساءٍ جميلات واسعات الأعين، ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ﴾: أي يَطلب هؤلاء المتقون في الجنة من كل أنواع الفواكه التي يشتهونها، ﴿ آَمِنِينَ ﴾ من انقطاع ذلك عنهم وفنائه﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ﴾: أي لا يذوقون الموت في الجنة بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا، ﴿ وَوَقَاهُمْ ﴾ ربهم ﴿ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ ﴿ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ﴾ أي تفضلاً منه وإحسانًا عليهم (بسبب تقواهم لربهم وخوفهم من عذابه)، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يقول اللهُ عز وجل: وَعِزَّتي لا أجمعُ على عبدي خوفَيْن ولا أجمعُ له أمْنَيْن، إذا أمِنَني في الدنيا: أخَفتُهُ يومَ القيامة، وإذا خافني في الدنيا: أمَّنْتُهُ يومَ القيامة) (انظر السلسلة الصحيحة ج: 6/ 355)، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ الذي لا فوزَ مِثله.

 

الآية 58، والآية 59: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ﴾: يعني فإنما سَهَّلنا لفظ القرآن ومعناه بلُغتك العربية أيها الرسول، ويَسَّرناه للحفظ والفَهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾: أي ليَتعظ قومك بأدلته وحُجَجه، فيؤمنوا به لينجوا ويسعدوا، ولكنهم تكَبَّروا عن الإيمان به والانقياد له ﴿ فَارْتَقِبْ ﴾ أي انتظر ما وعدناك به من النصر على هؤلاء المُشرِكين، فـ ﴿ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﴾: يعني إنهم أيضاً مُنتظرون موتك ليتخلصوا من دَعْوتك، (فلا تهتم بكَيدهم وتكذيبهم، فإنّ اللهَ ناصرك عليهم ومُنَجِّيك مِن كَيدهم، وسيعلمون لمن تكون النُصرة وعُلُوّ الكلمة في الدنيا والآخرة، إنها لك ولمَن اتَّبعك من المؤمنين).

 


[1] سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف أ.د. التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير. واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ضرر الدخان الأخلاقي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيات من سورة الدخان بتفسير الزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تترك التدخين؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • ضرر الدخان المادي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الدخان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • التفسير التربوي لسورة الدخان(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • تفسير سورة الدخان للناشئين (الآيات 40 - 59)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة الدخان للناشئين (الآيات 1 - 39)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير: (قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله ...)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/1/1447هـ - الساعة: 3:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب