• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح (صفوة أصول الفقه) لابن سعدي - رحمه الله - ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعليق على رسالة (ذم قسوة القلب) لابن رجب (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

من نماذج المترفين في القرآن الكريم

من نماذج المترفين في القرآن الكريم
د. خالد بن محمد الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/4/2016 ميلادي - 10/7/1437 هجري

الزيارات: 59350

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من نماذج المترفين

في القرآن الكريم

 

من تتبع أخبار الماضين عبر الأجيال في القرآن الكريم، وجد الأغنياء والمترفين والكبراء هم الذين يعاكسون الدعاة إلى الله تعالى، ويقاومونهم ويؤذونهم ويضطهدونهم، وأن سنة الله تعالى في هؤلاء أنهم أبعد الناس عن الإذعان لدعوة الرسل وأتباعهم، وأقلهم هداية وإيماناً وهم بالإضافة إلى ذلك سبب كل خزي، وجلبُ كل ويل ووبال على بني الإنسان، فهم المفسدون المخربون الأولون، وهم الرائدون لكل زائغ ومنحرف.

 

ومن واجب الإنسان أن يكون دائم الاعتبار بالأمم الخالية والأجيال الغابرة، دؤوباً على التفكر في أحوالهم والاتعاظ بما حلّ بهم من العقاب والنكال وليذهب في بقاع الأرض وأصقاعها لينظر حالهم ويتعظ بآثارهم وبقاياهم، وقد كان فيهم من هو أظلم وأطغى وأعتى من هذه الأمة كما بقوله تعالى : ﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ﴾ [النجم: 50 - 54].

 

وقد أهلك الله عز وجل أمما ًوأقواماً وقروناً وأجيالاً، كانوا أشد منّا قوة وأطول أعماراً وأرغد عيشاً وأكثر أموالاً، فاستأصلهم وأبادهم ولم يبق لهم ذكر ولاأثر، وتركوا ورائهم قصوراً مشيدة وآباراً معطلة وأراضي خالية وزروعاً مثمرة ونعمة كانوا فيها فاكهين، وأورث كل ذلك قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين.

 

ومن سنة الله تعالى الكونية التي يسلكها مع عباده المنحرفين، أنه يهلكهم ويبيدهم ويستأصلهم ثم يستبدل بهم قوماً آخرين.

 

قال تعالى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ﴾ [النساء: 133].

 

وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

 

وعذاب الله تعالى وعقابه لا يختص بنوع واحد ولا لون معين بل جرت سنة الله تعالى في تنويعه على ألوان مختلفة ومتنوعة. فهو قد يكون صاعقة أو غرقاً، أو فيضاناً ، أو ريحاً، أو خسفاً، أو قحطاً ومجاعة وارتفاعاً في الأسعار، أو أمراضاً أو ظلماً وجوراً، أو فتناً بين الناس واختلافاً أو مسخاً في الصور كما فعل ببني إسرائيل، أو في الهيئات والأشكال والقلوب كما فعل بنا معشر هذه الأمة، أو مطراً بالحجارة ، أو رجفة، فالكل عقاب من الله تعالى وعذاب يرسله على من شاء تأديبه أو تربيته من عباده[1].

 

وقد أخبرنا ربنا عز وجل عن قصص بعض المترفين في كتابه الكريم وكيف صنع بهم ليكونوا عبرةً وعظةً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ومن هؤلاء:

1- صاحب الجنتين:

قال تعالى : ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 34 - 37].

 

قال ابن كثير: (قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً) وذلك اغترار منه لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف وذلك لقلة عقله وضعف يقينه بالله وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها وكفره بالآخرة ولهذا قال: ( وما أظن الساعة قائمة ) أي كائنة (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً) أي ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ليكونن لي هناك أحسن من هذا الحظ عند ربي ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا كما قال في الآية الأخرى: (ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) وقال: (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً) أي في الدار الآخرة تألى على الله عز وجل).

 

فكانت عاقبة هذا المترف المتكبر أن دمّر الله عزوجل عليه جنته من حيث لا يحتسب. قال تعالى: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً ﴾ [الكهف: 42].

 

2- قارون:

هل كانت فتنة قارون وكفره إلا بسبب ثرائه وترفه الشديد حتى دعاه هذا الغنى إلى أن ينسب الفضل إلى نفسه حين قال (إنما أوتيته على علم عندي).

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 76، 77].

 

قال ابن كثير رحمه الله : قال قتادة : (على علم عندي) على خير عندي، وقال السدي على علم أني أهل لذلك.وقد أجاد في تفسير هذه الآية الإمام عبدالرحمن بن زيد بن أسلم فإنه قال في قوله : (قال إنما أوتيته على علم عندي) قال لولا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا المال وقرأ (أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً) الآية وهكذا يقول من قل علمه إذا رأى من وسع الله عليه لولا أن يستحق ذلك لما أعطى.

 

فكان اغترار قارون سبب في هلاكه كما قصه الله عز وجل: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [القصص: 79 - 82].

 

واعلم أن هذا الهلاك والعقاب ليس مختصاً بالأفراد كصاحب الجنتين وقارون بل هو عام شامل للأمم إذا أبطرتها النعم قال تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

 

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].

 

3- العاص بن وائل:

قال تعالى : ﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴾ [مريم: 77 - 80].

 

أخرج البخاري ومسلم من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: (كنت رجلاً قيناً – أي حداداً – وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإني إذا متّ ، ثم بعثت، جئتني ولي مال وولد فأعطيك ، فأنزل الله فيه هذه الآية (أطلع الغيب..) فكان غناه وثراؤه في الدنيا سبب في عتوه وكفره وطغيانه حتى مات إلى جهنم وبئس المصير.

 

4- قبيلة سبأ:

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 15 - 17].

 

(سبأ قبيلة كانت باليمن، وكان منها ملوك اليمن ( في مسكنهم) هو مأرب، وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال ( آية جنتان عن يمين وشمال) عن يمين واديهم وشماله، وكانت مساكنهم في الوادي، وفي الجنتين من جميع الثمار، والآية هي الجنتان ( كلوا من رزق ربكم) أي: قيل لهم ذلك والمراد بالرزق ثمار الجنتين (واشكروا له) على ما رزقكم من هذه النعم، واعملوا بطاعته، واجتنبوا معاصيه ( بلدة طيبة) لكثرة أشجارها وطيب ثمارها (ورب غفور) أي إن المُنعم عليهم رب غفور لذنوبهم.

 

( فأعرضوا) عن الشكر وكفروا بالله ( فأرسلنا عليهم سيل العرم) فتق الله عليهم سدَّ مأرب ودفن السيل بيوتهم ، فهذا هو سيل العرم، والعرم: السيل الذي لا يطاق لقوته وشدته (وبدلناهم بجنتيهم جنتين) أعطيناهم بدلهما جنتين لاخير فيهما، ولا فائدة لهم فيما هو نابت فيهما (ذواتي أكل خمط) الخمط كل شجرة مُرّة ذات شوك (وأثل) الأثل: هو الشجر المعروف الشبيه بالطرفاء، ولا ثمر للأثل (وشئ من سدر قليل) أهلك أشجارهم المثمرة، وأنبت بدلها الأراك والطرفاء والسدر) انظر زبدة التفسير.

 

• هذه بعض النماذج التي وردت في القرآن من قصص المترفين الذين أطغتهم النعمة فكفروا بأنعم الله، وكان ابتلاؤهم بالنعمة سبباً في كفرهم وعتوهم عن أمر الله وظنوا بأنفسهم خيراً وأن الله عز وجل إنما وسع عليهم وأنعم عليهم لفضلهم ولمكانتهم عند الله وهذا الظن هو الذي أوردهم المهالك.[2]

 

• قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56].


وقال تعالى : ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].

 

وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الدين فقد أحبه).

 

وقال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (نختبركم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة) انظر زبدة التفسير.

 

فالكافر إذا ابتلى بالنعمة ظن أنها لخير عنده علمه الله فيه كما قال قارون ( إنما أوتيته على علم عندي)، أما المؤمن إذا أُبتلي بالشدة صبر، وإذا ابتلي بالرخاء والغنى شكر وأدى حق الله تعالى فيما آتاه من مال وخوله من نعمة كما ذكر الله عز وجل ذلك عن عبده سليمان عليه السلام: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].

 

فالمؤمن إذا شكر فإن شكره عائد له لما يناله من خير وزيادة لقوله تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم) فالمستفيد هو نفسه إذ يزيده الله عز وجل من فضله، وأما الكافر فإنه إنما يضّر نفسه ولا يضر الله شيئاً إذ الله عز وجل غني عن عباده سبحانه وتعالى وإنما تفضل عليهم وأنعم عليهم ليبتليهم، [فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظهر بها شكر الشكور وكفر الكفور، كما أن المحن بلوى منه سبحانه، فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب، قال تعالى ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ﴾ [الفجر: 15 - 17][3].



[1] أسباب هلاك الأمم تأليف عبدالله التليدي بتصرف.

[2] ذكر بعض الأخوة الذين راجعوا البحث فرعون والنمرود ولكني لم أذكرهم لأن فتنتهم بالرئاسة كانت أعظم ارتباطاً منها بالترف بحسب ما ظهر لي والله أعلم.

[3] الفوائد لابن القيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذم الترف
  • الترف في القرآن الكريم
  • كيف يصاب الإنسان بمرض الترف؟

مختارات من الشبكة

  • الرسم العثماني وأثره في توجيه المعنى: نماذج تطبيقية على بعض ألفاظ القرآن الكريم (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التدرج في القرآن الكريم ( نماذج تطبيقية )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعاء من القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أدعية من القرآن الكريم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/1/1447هـ - الساعة: 15:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب