• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا)

من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا)
د. منير لطفي


تاريخ الإضافة: 27/10/2025 ميلادي - 6/5/1447 هجري

الزيارات: 311

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أعلام الأدب الرشيد

(عماد الدِّين خليل أنموذجًا)


ما أَجمَل اجتماع التاريخ مع الأدب في وعاءٍ معرفيٍّ واحد! إذ يتحوَّل هذا التاريخ من قالب جامد وحقائق جافة إلى علم لطيف رقراق تستسيغه النفس ويهضمه العقل قائلًا: هل مِن مَزيد؟!


وهكذا كان المؤرِّخ والأديب ابن العراق العريق.


وُلد في الموصل عام 1941م لأسرة ملتزمة متوسطة الحال ينتمي عائلها إلى قبيلة الطائي الذائعة الصيت، وذلك بالتزامن مع دوران رحى الحرب العالمية الثانية.

 

وبعد اجتياز المراحل التعليمية الثلاثة؛ الابتدائية والمتوسطة والثانوية، التحق بكلية التربية في جامعة بغداد، ومنها تحصَّل على شهادة الليسانس في الآداب عام 1962م، ثم نال شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد أيضًا، قبل الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من كلية الآداب بجامعة عين شمس في القاهرة عام 1968م.

 

عمل عقب تخرُّجه في جامعة الموصل، وتدرَّج في سلكها الأكاديمي حتى حاز درجة الأستاذية، كما درَّس في الجامعات الأردنية والإماراتية لسنوات ذات أعداد، وناقش وأشرف على قائمة مطوَّلة من رسائل الماجستير والدكتوراه. وفي وقت مستقطَع لعشر سنوات، انتقل- أو أُبْعِد- إلى وزارة الثقافة مسئولًا عن قطاع المتاحف والآثار في المدينة الأحبِّ إلى نفسه وهي الموصل.

 

وقد كانت عدَّته وعتاده وراء كل تلك الإنجازات: اقرأ يا عماد، ولا تتوقَّف إلَّا إذا عميت عيناك ودُسَّ أنفك في التراب، وتَعامَل بالجِدّ المطلوب مع الزمن، ووظِّف ساعاته ودقائقه في ساح الفكر والقلم. وهو ما حرص على تلقينه لطلَّابه دومًا أينما التقاهم في كلِّ محفل علمي أو تربوي.

 

وكما ألَّف في التاريخ والحضارة من منظور إسلامي يتبنَّاه قلْبًا وقالبًا، فإنه ارتاد الأدب من المنظور ذاته مؤكِّدًا على ضرورة تناسُب الشكل والمضمون، وحتمية ائتلاف التصوُّر الصحيح مع جمالية العرض.

 

وبموسوعية احتذى فيها ابنَ خلدون وابنَ حزم والإمام الغزالي، ومن خيوط التاريخ والحضارة والأدب والفكر الإسلامي، غزل للمكتبة العربية تسعين من الكتب والدراسات والأبحاث القيِّمة التي أمَّم فيها -حسب تعبيره- كلَّ حرف وكل كلمة في سبيل ما آمن به، وهي شهادة "لا إله إلَّا الله"، وتأكيد مصداقية هذا الدِّين في حُكْم الحياة بجوانبها كافة، راجيًا أن يشفع له ذلك يوم الحساب.

 

فنراه نظم الشِّعْر، وسرد القصة والرواية والمسرحية، وأَدْلى بدلوه في النقد، إضافة إلى كتابة المقالة؛ بمعنى أنه حرث ضروب الأدب من محيطها إلى خليجها، إلى حدِّ احتفائه بأدب الرحلات محطِّ عناق التاريخ والفن، فكتب عن أسفاره إلى إسطنبول والخرطوم ومكة والمدينة، ليضع بذلك لبنة في جدار أدبٍ عريقٍ قال عنه: "وأدب الرحلات ليس بحثًا في التاريخ ولا وصفًا جغرافيًّا، كما أنه ليس قصة قصيرة أو رواية أو قصيدة شِعْر، وإنما هو هذا وذاك؛ ومن ثمَّ يكتسب خصائصه المتميزة وطعمه العذب، وقدرته في الوقت نفسه على تلبية مطالب المؤرِّخين والجغرافيين والأدباء الذين يطمحون إلى معاينة الوقائع وسبر غورها العميق".. وبالطبع ليست هذه الأربعة هي كل أسفاره، فقد شرَّق وغرَّب في بلاد العرب والعجم كسندباد، ولكنه أخضع هذا القدر الضئيل لقلم أدب الرحلات، بينما سرد بقية رحلاته كيوميات الرحَّالة ضمن الجزءيْن الرابع والخامس من سيرته الذاتيَّة.

 

وبينما كُتبت عن مصنَّفاته عددٌ من رسائل الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات العربية، فإنَّ بعضًا منها تُرجم إلى اللُّغات الأجنبية الغربية والشرقية؛ كالإنكليزية والفرنسية والتركية والفارسية والكردية والأندونيسية.

 

وقد أَحْسَن أيَّما إحسان إلى الأجيال الجديدة من محبِّيه ومريديه عبر تسطيره لسيرة ذاتية ماتعة من الوزن الثقيل؛ إذْ حلَّت في خمسة أجزاء كبحر لُجِّيّ لا يغشاه موج، وجابت حياتَه كالنهر من المنبع إلى المصبِّ، بعدما اختار لها عنوانًا فريدًا وكاشفًا لم يُسبق إليه وهو: (أشهد أن لا إله إلا أنت)، على اعتبار أنَّ مفهوم التوحيد- حسب قوله- يشكِّل الجملة العصبية لعقيدتنا وشريعتنا وحضارتنا ووجودنا وحياتنا اليومية.

 

وقد كانت تلك السيرة التي وضعَت قدمًا في الألفية الميلادية الثانية وأخرى في الألفيَّة الثالثة، وصِيغت بأسلوب واضح تفهمه العامة ولا تعيبه الخاصة، سببًا مباشرًا في تواصلي الأوَّل معه عبر البريد الإلكتروني، وذلك للاستدراك في معلومة طبية وردت بين صفحاتها الألْفية، وبكل ودٍّ ردَّ التحية بخير منها ووعد بتلبية الاستدراك في طبعة تالية، وليس هذا بمستغرَب منه وهو الذي كتب في صدر سيرته: "أحببْتُ التواضع حدَّ العشق، وجعلْتُ ممارسته جزءًا أساسيًّا من حياتي وسلوكي اليومي وتكوين شخصيتي التي طالما جذبَت محبة الآخَرين وتقديرهم؛ ذلك أنني رأيت في التواضُع تعليمًا أساسيًّا من تعاليم الدِّين الذي أَعلن حملته الشعواء ضد التكبُّر والكبرياء، بل إنه حرَّم الجنَّة على المتكبِّرين، كما أن ذوقي الشخصي- بحمد الله- يرفض أي صيغة من صيغ التكلُّف والتمثيل وابتزاز الآخَرين تحت مظلة الاستعلاء الممقوت".

 

ومن حسَنات قلمه- وما أكثرها!- أنه لم يكن يومًا بعيدًا عن الاشتباك مع واقع مجتمعه، والتفاعل مع قضايا أمَّته، وفكّ شفرة نكباتنا المتراكمة؛ فكثيرًا ما كشف زيف الحَداثيين العرب، وأبان عن تناقض أفكارهم، واهتزاز شخصياتهم وحقدهم الدفين على كل ما هو إسلامي سواء كان تاريخًا أو حضارةً أو أدبًا. ثمَّ حدَّد معالم النهوض الحضاري بالانفتاح على الغرب التقني دون الذوبان فيه، وضرورة استدعاء المنهج المعرفي الإسلامي داخل مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا في طول البلاد الإسلامية وعرضها، وتحديدًا فيما يخص العلوم الإنسانية التي تشكِّل الفكر وتصوغ الوجدان.

 

وعن هذا الاشتباك، أذكر أننا عقب طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض من تحت أقدام الصهاينة في أكتوبر ٢٠٢٣، قصدناه ليدوِّن تقديمًا لكتاب خَطّتْه أقلامُ نخبة من الكُتَّاب العرب نصرةً لإخوانهم المجاهدين تحت عنوان (الملحمة الفلسطينية)، فلم يتوانَ رغم تقدُّم العمر ووطأة الأسقام، وأَتحفَنا بمقدِّمة مسهبة باتت عمود خيمة الكُتَّاب، لتنضم تلك المقدِّمة إلى أكثر من مائة مقدِّمة كتبها لمؤلَّفات الآخَرين.

 

وفي خطوة إيجابية للغاية، وعلى طريق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، أنشأ موقعًا إلكترونيًّا، جمع فيه شتات مؤلَّفاته ومقالاته وحواراته ومشاركاته الإعلامية، لتكون تحت نظر الباحثين، سهلة الوصول، يسيرة الاطِّلاع، وليت أعلامنا جميعًا يحذون حذوه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، فالفضاء الإلكتروني مزدحم مصطخب حتى الحافة، ومَن يسَّر على الباحثين يسَّر الله عليه.

 

وعن هذه التكنولوجيا وأثرها السلبي فيما يراه العيان ماثلًا بيننا كشمس الظهيرة، كتب: "التكنولوجيا وبكل تأكيد، تُعَدُّ ولا ريب ضرورة من ضرورات الحياة عبر تجدُّدها، ولكن آه ممَّا اقترن بها من رغبات محمومة بالتكاثر بالأشياء، وركض مجنون صوب الأهداف حتى تتقطَّع الأنفاس، وتمزُّق للعلاقات الاجتماعية، وضمور للمشاعر الإنسانية الحميمة"[1].

 

وعلى نهج العظام أمثال الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه في قوله: لا أدري، أردتُ الاستئناس برأيه يومًا في أحد المؤرِّخين أكتب عنه، فلم يستنكف الجواب بأنه لم يقرأ له، ولو سُئل مَن هو دونه لتنهَّد تنهيدةً عميقةً وأَسند ظهرَه إلى كرسيِّه ثم أطنب في الحديث ولو عن غير علم حتى لا يُتَّهم بما يظنُّه عيبًا، وما هو بعيب، فلو أُوتي المرء عمْر نوح عليه السلام موصولًا بعمْر آدم عليه السلام ما أحاط بما تلفظه المطابع في تخصص واحد انقطع له، فما بالك بأعمارنا القصيرة، وكثرة صوارف الحياة ولوافتها، إضافة إلى تشعُّب المعارف، وتسارُع خطوات الطبع والنشر!

 

وفي سؤال وجَّهتُه إلى علَّامة العصر وفهَّامة المستقبل المُسمَّى بالذكاء الاصطناعي قلت فيه: ماذا تعرف عن عماد الدين خليل؟ أجاد حين أجاب قائلًا: "يبقى عماد الدين خليل رمزًا ثقافيًّا في العراق؛ حيث يمثِّل الجسر بين الأدب والتاريخ. ومن خلال إسهاماته المتعددة، استطاع أن يترك بصمة واضحة في الساحة الثقافية، مُشجِّعًا الأجيال القادمة على استكشاف التراث والتاريخ من منظور أدبي فنِّي".

 

ورغم أنه لوجه الله وحده ظل يدرِّس ويبحث ويكتب، ولا ينتظر من جهة ما جزاءً ولا شكورًا، فإنّي- وعلى مسؤوليتي الشخصية- أتساءل بكل أسًى: أين جوائز الدولة العراقية وأوسمتها ونياشينها منه؟ وأين جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام منه؟!

 


[1] "أشهد أن لا إله إلا أنت"، الجزء الأول، ص7.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة