• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (1)

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (1)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر


تاريخ الإضافة: 16/10/2025 ميلادي - 24/4/1447 هجري

الزيارات: 504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة

ودورهم في الفقه الإسلامي (1)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله ‌وصحابته، ‌والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فقد اختار الله تعالى ‌‌التابعين لإقامة دينه، وحِفظ فرائضه، فهم خلف الأخيار، وأعلام الأمصار، وشرفهم الله عز وجل، بأن ‌رضيَ عنهم ‌ورضوا ‌عنه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100].

 

وتهدف هذه المشاركة إلى تسليط الضوء على الجهود التي بذلت من التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الفقه الإسلامي، واستعراض أهم الإسهامات التي قدَّموها، مما يعكس تأثيرهم العميق وإسهاماتهم القيمة في الفقه ‏الإسلامي، ومنهم:

(1) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‌الهذلي ‌المدني

‌‌اسمه وكنيته:

عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، ‌الهذلي، ‌الأعمى، وكنيته أبو عبدالله[1].

‌

‌‌‌مولده ‌ووفاته:

وُلد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13 - 23 هـ)، وتُوفي سنة ثمانٍ وتسعين[2].

شيوخه:

سمع من ابن عباس، وعائشة، وروى عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وأم قيس بنت محصن، والمسور بن مخرمة، وأبيه[3].

تلاميذه:

تتلمذ على يديه جماعة من العلماء والفقهاء، منهم: أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبدالله بن ذكوان ‌أبو ‌الزناد المدني، وصالح بن كيسان أبو محمد الغفاري[4].

عبادته: كان ‌عبيد‌الله ‌يطيل ‌الصلاة ولا يعجل عنها لأحد[5].

إعاقته، والتحديات التي واجهها:

أولًا: ‎نوع الإعاقة التي اشتهر بها:

أبو عبدالله ‌الهذلي، ‌المدني، ‌الأعمى، قال الواقدي: كان ثقة، عالمًا، فقيهًا، كثير الحديث والعلم بالشعر، وقد ذهب بصره، وقال العجلي: كان أعمش[6].

ثانيًا: التحديات التي واجهها:

التحديات الجسدية: كان عبيدالله أعمى، وحملَه علوُّ همته في طلب العلم على ‌التنقل ‌بين البلاد، ومجالسة الفقهاء والصالحين وملازمتهم.

 

التحديات الاجتماعية: مما لا شكَّ فيه أن قيمة الفرد تكون في إيمانه وصلاحه وعلمه، والتابعي أبو عبدالله ‌الهذلي، ‌المدني، ‌الأعمى جمع بينهم، وهو صاحب قيمة علمية، وقد أثبت نفسه بين أقرانه، ومجتمعه، ومن المعلوم أن بعض المجتمعات تنظر إلى فقدان ‏البصر كعائق في التعلم، والاندماج مع غيره من الناس.

 

التحديات التعليمية: رغم الصعوبة البالغة التي يواجهها أي شخص يعاني من فقدان البصر؛ فإن التابعي عبيدالله لم يتوقف ‌عن طلب العلم، وتبليغه للناس.

 

التحديات النفسية: الحفاظ على الإيجابية والرضا، رغم أن فقدان البصر يتطلب قوة نفسية، وإيمانًا عميقًا.

 

لم يُعرف عنه رضي الله عنه أنه شكا من مرضه، بل اعتبر ذلك ابتلاءً من الله عز وجل، وتعامل معه بحكمة ورضًا.

 

جهوده، وإنجازاته العلمية:

جهوده في الفقه: قال ابن عبد البر: ‌"كان ‌أحد ‌الفقهاء ‌العشرة ‌ثم ‌السبعة[7] ‌الذين ‌يدور ‌عليهم الفتوى، وكان عالمًا فاضلًا مقدمًا في الفقه، تقيًّا، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا - فيما علِمت - فقيهٌ أشعر منه، ولا شاعرٌ أفقه منه؛ وقال عمر بن عبدالعزيز: لو كان عبيدالله حيًّا ما صدرت إلا عن رأيه"[8].

تأثيره على الفقهاء الذين جاؤوا بعده:

قال الزهري: "كنت أظن أني قد نِلت من العلم حتى جالستُ عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود".

 

قال أبو بكر: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبدالرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: "أدركت أربعة بحور؛ عبيدالله بن عبدالله أحدهم"[9].

التعليم والتدريس:

‌كان عبيدالله معلمَ عمر بن عبدالعزيز، وكان ضرير البصر، وكان أحد علماء المدينة[10].

واستنادًا إلى ما سبق ذكره، يتضح أن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذليَّ الأعمى، كان أحد الفقهاء السبعة الكبار الذين كانت الفتوى تدور عليهم في المدينة، وكان معروفًا بفقهه، وحديثه، وشعره، وعلمه الواسع، وعلى الرغم من فقدانه للبصر فقد كان مثالًا حيًّا على الإصرار والعزيمة، والصبر والتحمل، وقد أثبت أن الإرادة القوية يمكن أن تتغلب على الصعوبات الجسدية، وأن الإنسان يمكنه تحقيق إنجازات عظيمة، رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها.



[1] التاريخ الكبير، المؤلف: الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، ج6 ص506، تحقيق: محمد بن صالح بن محمد الدباسي، محمود بن عبدالفتاح النحال، الناشر: الناشر المتميز للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1440 هـ - 2019 م.
[2] سير أعلام النبلاء، المؤلف: شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، ج4 ص478، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة، 1405 هـ - 1985 م.
[3] الجرح والتعديل، المؤلف: أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت 327 هـ)، ج5 ص319، الناشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن – الهند، الطبعة: الأولى، 1271 هـ - 1952 م.
[4] الأسامي والكنى، المؤلف: أبو أحمد الحاكم الكبير، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي (ت 378 هـ)، ج5 ص74، المحقق: أبو عمر محمد بن علي الأزهري. الناشر: دار الفاروق للطباعة والنشر، القاهرة – مصر، الطبعة: الأولى، 1436 هـ - 2015 م.
[5] تذكرة الحفاظ، المؤلف: شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، ج1 ص63، وضع حواشيه: زكريا عميرات، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.
[6] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص476 (مصدر سابق)‏.
[7] ‌‌‌الفقهاء ‌السبعة ‌بالمدينة ‌هم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وقد جمعهم بعض العلماء في بيتين، فقال: ألا كل من لا يقتدي بأئمةٍ = فقسمته ضيزى عن الحق خارجه فخذهم: عبيدالله عروة قاسم = سعيد سليمان أبو بكر خارجه ولولا كثرة حاجة فقهاء زماننا إلى معرفتهم لما ذكرتهم، لأن في شهرتهم غُنية عن ذكرهم في هذا المختصر، وإنما قيل لهم: الفقهاء ‌السبعة ‌وخصوا ‌بهذه ‌التسمية؛ لأن الفتوى بعد الصحابة رضوان الله عليهم صارت إليهم، وشُهروا بها، وقد كان في عصرهم جماعة من العلماء التابعين؛ مثل سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنه وأمثاله، ولكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة. ينظر: "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، لابن خلِّكان (ت 681هـ)، ج1 ص283، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى، عام 1900م.
[8] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: أبو عمر بن عبدالبر النمري القرطبي (368 - 463 ه)، ج6 ص96، حققه: بشار عواد، وآخرون، الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث – لندن، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2017 م.
[9] ‏التعديل والتجريح: أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، ج2 ص888 (مصدر سابق)‏.
[10] تاريخ الثقات، المؤلف: أحمد بن عبدالله بن صالح العجلي الكوفي (ت 261هـ)، ص317، الناشر: دار الباز - مكة المكرمة، الطبعة: الأولى 1405هـ - 1984م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة