• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا نجاة إلا بالتوحيد
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    رفق النبي صلى الله عليه وسلم
    السيد مراد سلامة
  •  
    الظاهرة التكفيرية في العصر الحديث: تحليل شرعي ...
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    معنى اسم النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في ...
    دكتور صباح علي السليمان
  •  
    تخريج حديث: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    التلقيح الصناعي (PDF)
    لجين بنت عبدالله سليمان الصالحي
  •  
    الفقه الميسر (كتاب الطهارة- المسح على الخفين ...
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    الحديث التاسع عشر: الترهيب من سؤال الناس
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تفسير: (وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    أثر علوم القرآن في نشأة الدرس البلاغي
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن إرادوا إصلاحا (PDF)
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الرد والبيان على بطلان مقالة: "الأديان السماوية"
    صلاح عامر قمصان
  •  
    الحديث الثامن عشر: السماحة في البيع والشراء ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    أفضل الأعمال
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

تخريج حديث: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف

تخريج حديث: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/12/2025 ميلادي - 17/6/1447 هجري

الزيارات: 150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تخريج حديث: سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ

أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ


عن عليٍّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ». (1/ 229).

ضعيف جدًّا.


أخرجه الترمذي (606)، وابن ماجه (297)، ومن طريق الترمذي البغوي في «شرح السنة» (187)، قالا: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان، قال: حدثنا خلاد الصفار، عن الحكم بن عبد الله النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله علبيه وسلم، به.

 

وأخرجه البيهقي في «الدعوات الكبير» (53)، من طريق محمد بن حميد.

 

قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي، وقد رُوي عن أنس عن النبي صلى الله علبيه وسلم أشياء في هذا».

 

وقال البيهقي: «هذا إسناد فيه نظر».

 

قلت: محمد بن حميد الرازي.

 

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 69): «فيه نظر».

 

ومعناها عنده أنه متروك واهٍ.

 

وقال يعقوب بن شيبة السدوسي كما في «تاريخ بغداد» (3/ 60): «محمد بن حميد الرازي، كثير المناكير».

 

وفيه أيضًا: «قال النسائي: ليس بثقة».

 

وفيه أيضًا: «عن إسحاق بن منصور الكوسج، قال: قرأ علينا ابن حميد كتاب المغازي، عن سلمة، فقُضِيَ من القضاء أني صرت إلى عليِّ بن مهران، فرأيته يقرأ كتاب المغازي عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمد بن حميد؛ يعني: عن سلمة، قال: فتعجب عليُّ بن مهران، وقال: سمعه محمد بن حميد مِنِّي».

 

وفيه أيضًا: «قال إسحاق بن منصور: أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله أنهما كذابان».

 

وفيه أيضًا: «قال فضلك الرازي: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث، لا أحدِّث عنه بحرف».

 

وفيه أيضًا: «قال أبو علي صالح بن محمد الأسدي الحافظ: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه.

 

وقال: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد، وما رأيت أحدًا أجرأ على الله منه؛ كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض.

 

وقال: ما رأيت أحدًا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان ابن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد».

 

وفيه أيضًا: «قال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة، يعني: الرازي: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه، فقلت له: كان يكذب؟ فقال برأسه: نعم، قلت له: كان قد شاخ، لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني، كان يتعمد».

 

وفيه أيضًا: «قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله، وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدًّا، وأنه يحدِّث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة؛ فيحدِّث بها عن الرازيين».

 

وفيه أيضًا: «عن أبي العباس بن سعيد، قال: سمعت داود بن يحيى يقول: حدَّثَنا عنه - يعني: محمد بن حميد - أبو حاتم قديمًا، ثم تركه بأخرة، قال: وسمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: حدثنا ابن حميد، وكان - والله - يكذب».

 

وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (ص207): «محمد بن حميد الرازي، كان رديء المذهب، غير ثقة».

 

وجاء في ترجمته في «الجرح والتعديل» (7/ 232، 233): «سئل يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي؟ فقال ثقة، ليس به بأس، رازي كيس.

 

عن علي بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن حميد ثقة، وهذه الأحاديث التي يحدِّث بها ليس هو من قِبَله؛ إنما هو من قِبَل الشيوخ الذي يحدِّث به عنهم.

 

سمعت أبي يقول: سألني يحيى بن معين عن ابن حميد مِن قَبْل أن يظهر منه ما ظهر، فقال: أي: شيء تنقمون عليه؟ فقلت: يكون في كتابه الشيء فنقول: ليس هذا هكذا؛ إنما هو كذا وكذا، فيأخذ القلم فيغيِّره على ما نقول، قال: بئس هذه الخصلة، قَدِم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق بيننا، ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه، ولم نر إلا خيرًا.

 

سمعت أبي يقول: حضرت محمد بن حميد، وحضره عون بن جرير، فجعل ابن حميد يحدِّث بحديث عن جرير فيه شعر، فقال عون: ليس هذا الشعر في الحديث؛ إنما هو من كلام أبي، فتغافل ابن حميد ومَرَّ فيه.

 

سمعت أبي يقول: حضرت حانوت عَبْدَك خَتَن أبي عمران الصوفي، أنا وأحمد بن السندي، وعنده جزءان، فقلت: هذان الجزءان لك؟ قال: نعم، قلت: ممن سمعت؟ قال: من أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، فإذا مكتوب في أول الجزء: أحاديث لمحمد بن اسحاق، ثم على إثر ذلك شيوخ علي بن مجاهد، والآخر: أحاديث سلمة بن الفضل، فقلت: أحد الجزئين من حديث علي بن مجاهد، والآخر من حديث سلمة بن الفضل، فقال: لا، حدثنا به أبو زهير، فعلَّمت على أحاديث منها غرائب حسان، فلما رأيته قد لجَّ تركت الجزئين عنده، وخرجت، ثم دخلت أنا وابن السندي بعد أيام على ابن حميد، فقال: ههنا أحاديث لم ننظر فيه، فأخرج إلى جزئين فإذا أحاديث قد كتبه، وقرأ مشاهير مما مر بي في ذينك الجزئين، وإذا قد كتب تلك الغرائب، وإذا هو يحدِّث بما كان في الجزء الذي ذكرت أنا لعبدك أنه من حديث علي بن مجاهد عن علي بن مجاهد، والذي ذكرت أنه عن سلمة بن الفضل، يحدِّث به عن سلمة، على الاستواء، فقلت لابن السندي: ترى هذه الأحاديث هي الأحاديث التي رأيت في الجزئين اللذين كانا عند عبدك، فلما خرجنا من عند ابن حميد، وقد كتبت تلك الأحاديث الغرائب التي كنت اشتهيت أن اسمعه من عبدك سمعته من ابن حميد، ومررت على عبدك، فقلت: هات ذلك الجزئين لأطالعه، فقال: مَرَّ بي ابن حميد ورأهما في حانوتي فأخذهما وذهب بهما.

 

عن علي بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت أبا زرعة يقول: كُتِب إليَّ من بغداد بنحو من خمسين حديثًا من حديث ابن حميد منكرة، فيه أحاديث رواه شبابة عن شعبة، حدَّث به عن ابراهيم بن المختار عن شعبة» اهـ.

 

قلت: فتبيَّن من كلام الأئمة أن محمد بن حميد متروك واهٍ، وبعضهم يكذبه.

 

وليس كما وصفه الحافظ في «التقريب» بالضعف فقط؛ بل أمره أشد من ذلك.

 

وأما ما نُقل من توثيقه عن أحمد وابن معين؛ فهذا محمول على عدم معرفتهما بحاله؛ ويتبين ذلك من قول ابن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: سألني يحيى بن معين عن ابن حميد مِن قَبْل أن يظهر منه ما ظهر».

 

وقال الترمذي في «جامعه» (4/ 194)، عن البخاري: «كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي، ثم ضعفه بعد».

 

وتقدم قول داود بن يحيى: «حدَّثَنا عنه أبو حاتم قديمًا، ثم تركه بأخرة».

 

فدلَّ على أن أمره كان خافيًا، ثم انكشف بعد ذلك.

 

ولذلك جاء في «سير أعلام النبلاء» (11/ 504): «قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدَّث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه! قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه، لَمَا أثنى عليه أصلًا».

 

ثم إن الجرح المفسر يقدم على التعديل.

 

وأيضًا؛ فإن بلديه أبو حاتم الرازي وابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم ضعفوه جدًّا - كما تقدم - بل اتهمه ابن خراش بالكذب؛ وهؤلاء أعلم به من غيرهم.

 

وقد وجَّه ابن عدي توثيق الإمام أحمد توجيهًا آخر؛ فقال في «الكامل» (9/ 392): «وتكثر أحاديث ابن حميد التي أنكرت عليه إن ذكرناها، على أن أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيرًا لصلابته في السُّنَّة».

 

* والحكم بن بشير بن سلمان، صدوق.

 

* وخلاد بن عيسى، ويقال: ابن مسلم الصفار، لا بأس به.

 

* والحكم بن عبد الله النصري، مجهول.

 

قال الذهبي في «المغني» (1659)، وفي «ديوان الضعفاء» (1078): «الحكم بن عبد الله النصري، عن الحسن، مجهول».

 

وترجمه البخاري في «الكبير»، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، والمزي في «التهذيب»، وغيرهم، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه غير ابن حبان؛ وابن حبان يوثق المجاهيل.

 

وقال ابن حجر في «التقريب»: «مقبول».

 

والمقبول عند الحافظ ليِّن الحديث، إلا إذا تُوبع.

 

حيث قال الحافظ في مقدمة «التقريب»: «من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله، وإليه الاشارة بلفظ: «مقبول» حيث يتابع، وإلا فليِّن الحديث».

 

* وأبو إسحاق؛ هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ثقة، اختلط بأخرة، وهو أيضًا مدلس، وقد عنعن هنا.

 

* وأبو جحيفة؛ هو: وهب بن عبد الله السوائي، صحابي معروف.

 

قلت: ولم يتفرد به محمد بن حميد الرازي، فقد تابعه عليه يوسف بن موسى.

 

فقد أخرجه البزار في «مسنده» (484)، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان، قال: سمعته يذكره [يعني أبيه]، عن خلاد الصفار.

 

* ويوسف بن موسى، صدوق.

 

* وعبد الرحمن بن الحكم. لم أجد من تكلم فيه بجرح ولا تعديل، غير أبي زرعة الرازي فقد ذكره في «الضعفاء» (260)، ولم يُخَرَّج له في الكتب الستة.

 

وتابعه أيضًا محمد بن مهران الجمال.

 

فقد أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (1109)، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا الحكم بن بشير، عن خلاد أبي مسلم، عن الحكم النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن عليٍّ رضي الله عنه، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله علبيه وسلم أنه قال: «سِتْرُ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْجِنِّ بِسْمِ اللَّهِ».

 

* وجعفر بن أحمد؛ هو ابن فارس الأصبهاني، مجهول الحال، لم أجد له ترجمة إلا عند أبي نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/ 295)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

 

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (14/ 118) إسنادًا فيه جعفر بن أحمد بن فارس، وقال: «وهذا الإسناد لم أجد ترجمة لبعض من فيه».

 

* ومحمد بن مهران؛ هو الجمال، ثقة حافظ، كما في «التقريب».

 

قلت: فإن أُمِن جانب محمد بن حميد الرازي بهاتين المتابعتين - مع ما فيهما من ضعف وجهالة - إلا أنه يبقى في الحديث علتان:

العلة الأولى: جهالة الحكم بن عبد الله النصري.

 

العلة الثانية: عنعنة أبي إسحاق السبيعي، واختلاطه.

 

وهذا الحديث له شواهد، ولكنها لا تنفع في التقوية؛ وإليك بيانها:

الشاهد الأول: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2504)، قال: حدثنا أبو مسلم، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا إبراهيم بن نجيح المكي، قال: حدثنا أبو سنان، وليس بضرار، عن عمران بن وهب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ».

وهذا ضعيف جدًّا.

 

* أبو مسلم؛ هو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، الكجي، أو الكشي، ثقة.

 

* وحجاج بن المنهال، ثقة فاضل.

 

* وإبراهيم بن نجيح المكي، مجهول، ليست له ترجمة.

 

* وأبو سنان؛ هو عيسى بن سنان، ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، كما في «الجرح والتعديل» (6/ 277).

 

* وعمران بن وهب الطائي.

 

قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 396): «ضعيف الحديث، ما حدَّث عنه إسحاق بن سليمان فهي أحاديث مستوية، وحدَّث محمد بن خالد حمويه صاحب الفرائض عن عمران بن وهب عن أنس أحاديث معضلة تشبه أحاديث أبان بن أبي عياش، ولا أحسبه سمع من أنس شيئًا» اهـ.

 

وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» (555): «قلت لأبي: عمران بن وهب الطائي سمع من أنس؟ قال: لم يسمع من أنس» اهـ.

 

وهذا الحديث مروي عن أنس رضي الله عنه من طرق أخرى:

فقد أخرجه الطبراني في «الدعاء» (368)، من طريق سعيد بن مسلمة الأموي، عن الأعمش، عن زيد العَمِّي، عن أنس رضي الله عنه، قال رسول اللَّه صلى الله علبيه وسلم:«سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ».

 

وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (7066)، وابن عدي في «الكامل» (7211) و (8441)، وابن السني في «اليوم والليلة» (274)، وأبو الشيخ في «العظمة» (1107)، وأبو بكر الإسماعيلي في «معجم أسامي شيوخه» (165)، وابن منده في «فوائده» (23)، والجرجاني في «تاريخه» (1164)، وتمام في «فوائده» (1709) و (1710)، وأبو يعلى الفراء في «مجالسه» (79)، وابن عساكر في «تاريخه» (19/ 383)، من نفس الطريق، ولكن بلفظ: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا نَزَعَ أَحَدُهُمْ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ».

 

* سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي.

 

قال ابن معين في «تاريخه» رواية الدارمي (368): «ليس بشيء».

 

وقال الدوري في «تاريخ ابن معين» (2891): سمعت يحيى يقول: «كان سعيد بن مسلمة عنده كتاب عن منصور، فقال له رجل: سمعت هذا الكتاب من منصور؟ فقال: حتى يجيء ابني فأسأله».

 

وقال أبو حاتم الرازي في «الجرح والتعديل» (4/ 67): «ليس بقوي، هو ضعيف الحديث، منكر الحديث».

 

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 516): «فيه نظر».

 

وقال في «الضعفاء الصغير» (143): «منكر».

 

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (272): «ضعيف».

 

وقال العقيلي في «الضعفاء» (2/ 465): «حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: سعيد بن مسلمة الأموي، منكر الحديث، في حديثه نظر».

 

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 403): «منكر الحديث جدًّا، فاحش الخطأ في الأخبار».

 

وقد أنكر ابن عدي عليه هذا الحديث، فرواه في «الكامل» (5/ 488)، وروى له حديثًا آخر، ثم قال: «وهذان الحديثان عن الأعمش لا أعلم يرويهما عنه غير سعيد بن مسلمة، ولسعيد عن إسماعيل بن أمية نسخة، وعندي عن غير واحد عن سعيد، ما وجدت فيها ما لم يتابع عليه غير ما ذكرت من حديث ذكر فيه أبو بكر وعمر، وله عن الأعمش وغيره من الحديث ما لم أجد أَنْكَر مما ذكرته».

 

* وزيد العمي، واهي الحديث.

 

وقد توبع سعيد بن مسلمة على هذا الحديث من رجلين:

فأما المتابعة الأولى: فقد رواه ابن عدي في «الكامل» (7212)، قال: حدثنا محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم؛ يعني: شاذان الفارسي، قال: حدثنا سعد بن الصلت، قال: حدثنا الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله علبيه وسلم، نحوه.

 

قال ابن عدي: «وهذا الحديث لم يكن يُعرف إلا بسعيد بن مسلمة عن الأعمش، ثم وجدناه من حديث سعد بن الصلت عن الأعمش، ولا يرويه عن الأعمش غيرهما.

 

وقال الطبراني في «الأوسط» (7/ 128): «لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا سعيد بن مسلمة، وسعيد بن الصلت».

 

قلت: بل يرويه عنه أيضًا يحيى بن العلاء، كما ستأتي روايته.

 

* وسعد بن الصلت، مجهول الحال؛ ترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 86)، وسكت عنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، حيث ذكره في «الثقات» (6/ 378)، وقال: «ربما أغرب».

 

وترجمه الذهبي في «السير» (9/ 318)، وقال: «هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحًا» اهـ.

 

قلت: ولم يُعلم فيه تعديل أيضًا، فيصير مجهول الحال، ولذا فقد ضعفه ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 153).

 

وأما المتابعة الثانية: فقد أخرجه ابن السني في «اليوم والليلة» (21)، من طريق يحيى بن العلاء، عن الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الْخَلَاءِ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ حِينَ يَجْلِسُ».

 

* يحيى بن العلاء.

روى العقيلي في «الضعفاء» (6/ 414)، عن عبد الرزاق، قال: سمعت وكيعًا، وذكر يحيى بن العلاء، فقال: كان يكذب، وحدَّث في خلع النعال نحو عشرين حديثًا.

 

قال أحمد كما في «الضعفاء» لابن الجوزي (3/ 200): «كذاب يضع الحديث».

 

وقال البخاري في «الأوسط» (2/ 141): «تكلم فيه وكيع وغيره».

 

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (627): «يحيى بن العلاء، متروك الحديث».

 

وروى العقيلي في «الضعفاء» (6/ 415)، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: يحيى بن العلاء، شيخ واه.

 

وقال ابن عدي في «الكامل» (4/ 248): «أحاديثه موضوعات».

 

وروى له ابن عدي (10/ 531) أحاديث، ثم قال: وله غير ما ذكرت، والذي ذكرت مع ما لم أذكره كله لا يتابع عليه، وكلها غير محفوظة، والضعف على رواياته وحديثه بيِّن.

 

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 180): «عن عبد الرزاق، قال: قلت لوكيع: ما تقول في يحيى بن العلاء الرازي؟ فقال: ما ترى ما كان أجمله ما كان أفصحه، فقلت ما تقول فيه؟ فقال: ما أقول في رجل حدَّث بعشرة أحاديث في خلع النعل إذا وُضِع الطعام.

 

سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين عن يحيى بن العلاء، فقال: ليس بشيء.

 

وعن عمرو بن علي قال: يحيى بن العلاء الرازي، متروك الحديث جدًّا.

 

سمعت أبي يقول: رأيت أبا سلمة ضعف يحيى بن العلاء وكان قد سمع منه.

 

سألت أبي عنه، فقال: تكلم فيه وكيع.

 

وقال أبو زرعة: في حديثه ضعف.

 

سمعت أبي يقول: ليس بالقوى» اهـ.

 

وقال ابن حجر في «التقريب»: «رُمي بالوضع».

 

والحديث أخرجه ابن السني في «اليوم والليلة» (273)، قال: حدثنا ابن منيع، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرٌ بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْرَحَ ثِيَابَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ».

 

* ابن منيع؛ هو: أحمد بن الأزهر النيسابوري، صدوق.

 

* وسويد بن سعيد. تكلم فيه الأئمة، وضعفوه.

 

* وعبد الرحيم بن زيد العمي.

 

قال ابن معين في «تاريخه» رواية الدوري (4039): «ليس بشيء».

 

وروى العقيلي في «الضعفاء» (3/ 570)، عن ابن المعمر الصنعاني، قال: سألت يحيى بن معين عن عبد الرحيم بن زيد العمي، فقال: تركوه.

 

وقال في «تهذيب التهذيب» (6/ 305): «قال العقيلي: قال ابن معين: كذاب خبيث».

 

وقال البخاري في «التاريخ الأوسط» (2/ 254)، و«الضعفاء الصغير» (243): «تركوه».

 

وقال أبو زرعة في «الجرح والتعديل» (5/ 340): «واهٍ، ضعيف الحديث».

 

وقال أبو حاتم في «العلل» (1/ 551): «متروك الحديث».

 

وقال في «الجرح والتعديل» (5/ 340): «تُرك حديثه، كان يُفسد أباه، يحدث عنه بالطامات».

 

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (411): «لا يكتب حديثه».

 

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (368): «متروك».

 

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 150، 151): «يروي عن أبيه العجائب، لا يشك مَن الحديثُ صناعتُه أنها معمولة أو مقلوبة كلها، يروي عن أبيه، روى عنه العراقيون، فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما، وهذا لا سبيل إلى معرفته؛ إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخر بخبر لا يتهيأ حُكْم القدح في أحدهما دون الآخر، وإن كان وجود المناكير في حديث منهما معًا أو من أحدهما استحق الترك» اهـ.

 

وأخرجه تمام في «فوائده» (1708)، من طريق بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا محمد بن خلف الكوماني[1]، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا نَزَعَ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ».

 

قال تمام: «لم يروه إلا بشر بن معاذ».

 

* وبشر بن معاذ، صدوق.

 

* ومحمد بن خلف الكوماني، أو الكرماني. مجهول، لم أقف له على ترجمة.

 

قال الدارقطني قي «العلل» (12/ 101)، وسئل عن حديث عاصم، عن أنس، قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «ستر ما بينكم وبين أعين الجن إذا تعرى أحدكم يقول: بسم الله».

 

فقال: «يرويه محمد بن خلف الكرماني، ومحمد بن مروان السدي، عن عاصم الأحول، عن أنس، عن النبي صلى الله علبيه وسلم، ووهما فيه، والصحيح عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، قوله؛ كذلك رواه ابن عيينة، وعلي بن مسهر.

 

ورُوي هذا الحديث عن زيد العمي، عن أنس.

 

ورواه سلام الطويل، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري، والحديث غير ثابت» اهـ.

 

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (15789)، عن شيخه محمد بن أحمد بن سهيل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا نَزَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ».

 

قال ابن عدي عن شيخه محمد بن أحمد بن سهيل: «وهو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، ويسرق حديث الضعاف يلزقها على قوم ثقات»، ثم ذكر له عدة أحاديث من هذا النوع، منها هذا الحديث، ثم قال: «وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل».

 

الشاهد الثاني: أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (4624)، وابن السني في «اليوم والليلة» (20)، والطبراني في «الدعاء» (356)، والمخلص في «المخلصيات» (2866)، من طريق قطن بن نسير، قال: حدثنا عدي بن أبي عمارة الذارع، قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «هَذِهِ الْحُشُوشُ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ، وَالشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».

 

ولفظ ابن السني: «هَذِهِ الْحُشُوشُ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ».

 

قلت: ذكر البسملة فيه شاذ.

 

* عدي بن أبي عمارة.

 

قال العقيلي: «في حديثه اضطراب»، وذكر هذا الحديث مما أنكر عليه.

 

قال الطبراني: «لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن قتادة في متنه: «بسم الله» إلا عدي بن أبي عمارة» اهـ.

 

وقال ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 195): «هذا حديث غريب من هذا الوجه، أخرجه ابن السني عن عبدان وأبي يعلى كلاهما عن قطن، باختصار.

 

وأخرجه الدارقطني في الأفراد من هذا الوجه، وقال: تفرد به عدي عن قتادة» اهـ.

 

وقال ابن حجر في «لسان الميزان» (4/ 161) في ترجمة عدي بن أبي عمارة: «ومن أغلاطه أنه روى عن قتادة عن أنس في القول عند دخول الخلاء؛ وإنما رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم، وقيل: عن النضر بن أنس عن أبيه، والأول أصح» اهـ.

 

قلت: وحديث زيد بن أرقم - على ما فيه من اختلاف واضطراب - ليس فيه ذكر البسملة.

 

وقال العقيلي: «وتابعه إسماعيل بن مسلم على هذه الرواية، وإسماعيل دونه» اهـ.

 

قلت: كما قد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (8825)، قال: حدثنا المقدام، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: حدثنا عبد الرحيم، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، وقتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله علبيه وسلم إذا دخل الغائط قال: «بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ وَالنَّجَسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».

 

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الحسن وقتادة إلا إسماعيل بن مسلم، تفرد به: عبد الرحيم بن سليمان» اهـ.

 

* وإسماعيل بن مسلم؛ هو المكي، أبو إسحاق البصري.

 

جاء في ترجمته في «تهذيب الكمال» (3/ 200- 204): «قال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدِّثان عن إسماعيل المكي.

 

وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني: سمعت يحيى، يعني القطان، وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قيل له: كيف كان في أول أمره؟ قال: لم يزل مخلِّطًا، قال: يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب.

 

وقال محمد بن جعفر، عن إسحاق بن أبي إسرائيل: سمعت سفيان يقول، وذكر إسماعيل بن مسلم، فقال: كان يخطئ في الحديث، جعل يحدِّث فيخطئ؛ أسأله عن الحديث من حديث عمرو بن دينار فلا يدري إن كان عَلمه أيضًا لَمَّا سمع منه الحديث كما رأيته، فما كان يدري شيئًا.

 

وقال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: إسماعيل بن مسلم المكي منكر الحديث.

 

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ما روى عن الحسن في القراءات، فأما إذا جاء إلى مثل عمرو ابن دينار، وأسند عنه بأحاديث مناكير، ليس أراه بشيء - فكأنه ضعفه - ويسند عن الحسن عن سمرة بأحاديث مناكير.

 

وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء.

 

وقال محمد بن أحمد بن البراء، وأبو العباس القرشي، عن علي بن المديني: إسماعيل بن مسلم المكي لا يُكتب حديثه.

 

وقال عمرو بن علي: إسماعيل المكي يحدِّث عنه أهل الكوفة: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة، وكان ضعيفًا في الحديث، يَهِم فيه، وكان صدوقًا يكثر الغلط؛ يحدِّث عنه من لا ينظر في الرجال.

 

وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي: إسماعيل بن مسلم واهي الحديث جدًّا.

 

وقال النسائي: إسماعيل بن مسلم يروي عن الزهري، متروك الحديث» اهـ.

 

قلت: وقد رُوي الحديث عن إسماعيل بن مسلم وغيره دون ذِكْر البسملة.

 

فقد أخرجه الطبراني في «الدعاء» (365)، من طريق يوسف بن عدي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله علبيه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».

 

وقد أخرجه ابن السني في «اليوم والليلة» (18)، من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله علبيه وسلم إذا دخل الغائط، قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».

 

وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (355)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: أنبأ عبد الرزاق، قال: أنبأ معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله علبيه وسلم قال: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ».

 

الشاهد الثالث: أخرجه عبد الله بن عون الخراز في «نسخته عن شيوخه» (37)، وأبو الحسين البغدادي في «فوائده» (519)، وأبو الشيخ في «العظمة» (1108)، وتمام في «فوائده» (1711)، وابن النقور في «فوائده» (12)، من طريق محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله علبيه وسلم قال: «سِتْرُ بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَبَيْنَ عَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ».

 

قلت: هذا موضوع.

 

* محمد بن الفضل بن عطية بن عمر، أطبق الأئمة على أنه كذاب.

 

* وجعفر بن زيد العبدي، وثقه أبو حاتم.

 

قال الألباني في «الضعيفة» (4/ 101): «والظاهر أنه لم يسمع من أبي سعيد»، فيكون الحديث منقطعًا أيضًا.

 

الشاهد الرابع: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (7/ 255)، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حميد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبد الملك الآدمي، قال: حدثنا السري بن مزيد، قال: حدثنا الأعرج بن الفضل، قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى، قال: حدثنا مسعر، عن عطية، عن ابن عمر ﭭ، قال: قال رسول الله صلى الله علبيه وسلم: «إِذَا نَزَعَ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ أَوْ تَعَرَّى فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، فَإِنَّهُ سِتْرٌ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ».

 

قلت: هذا موضوع أيضًا.

 

قال أبو نعيم: «غريب من حديث مسعر، تفرد به إسماعيل».

 

قال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 155): «هكذا أخرجه أبو نعيم في «الحلية»، وقال: تفرد به إسماعيل عن مسعر.

 

قلت [ابن حجر]: وهو ضعيف، وفي عطية أيضًا ضعف» اهـ.

 

قلت: إسماعيل بن يحيى؛ هو: التيمي.

 

قال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (79): «متروك كذاب».

 

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 133): «إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي؛ كنيته أبو علي، يروي عن مسعر، وابن أبي ذئب، ومالك، وفطر، روى عنه أهل العراق، وإسماعيل بن عياش، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وما لا أصل له عن الأثبات، لا تحل الرواية عنه والاحتجاج به بحال» اهـ.

 

وقال أبو نعيم في «الضعفاء» (12): «إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، حدَّث عن مسعر ومالك بالموضوعات، يشمئز القلب وينفر من حديثه، متروك» اهـ.

 

وقال الأزدي، كما في «الضعفاء» لابن الجوزي» (1/ 123): «ركن من أركان الكذب، لا تحل الرواية عنه».

 

وروى الخطيب في «تاريخه» (7/ 221)، عن أبي علي الحافظ، قال: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، كذاب.

 

قلت: وفي الإسناد أيضًا من لا يُعرف.

 

الشاهد الخامس: أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (5) و (29902)، حدثنا هشيم، عن أبي معشر، هو نجيح، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، أن النبي صلى الله علبيه وسلم، كان إذا دخل الكنيف قال: «بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ».

 

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في «الدعاء» (358).

 

ومن طريق هشيم أخرجه ابن عدي في «الكامل» (17283)، وذكره مما أُنكر عليه من الأحاديث.

 

ومن طريق أبي معشر أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 643)، ولكنه قال فيه: «عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة».

 

والطبراني في «الدعاء» (357)، ولكنه قال فيه: «عن حفص بن عمر بن أبي طلحة».

 

قلت: ذِكْر البسملة فيه منكر.

 

فهذا الحديث قد رواه الثقات الأثبات عن أنس رضي الله عنه دون زيادة البسملة.

 

* وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن.

 

قال في «تهذيب الكمال» (29/ 326): «قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: أبو معشر المدني يُكتب حديثه؟ فقال: حديثه عندي مضطرب، لا يقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر به».

 

وفيه أيضًا: «عن يحيى بن معين: ضعيف، يُكتب من حديثه الرقاق، وكان رجلًا أميًّا يُتقى أن يروى من حديثه المسند».

 

وقال أحمد أيضًا كما في «الجرح والتعديل» (8/ 494): «كان صدوقًا، لكنه لا يقيم الإسناد، ليس بذاك».

 

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 114): «منكر الحديث».

 

وفي «الضعفاء» للعقيلي (6/ 205): عن أبي كامل مظفر بن مدرك، قال: «كان أبو معشر نجيح رجلًا لا يضبط الإسناد».

 

وفيه أيضًا (6/ 206): «عن عمرو بن علي الفلاس، قال: كان يحيى لا يحدِّث عن أبي معشر المدني، ويستضعفه جدًّا، ويضحك إذا ذكره، وكان عبد الرحمن يحدِّث عنه، ثم تركه».

 

وفي «سؤالات ابن أبي شيبة» لابن المديني (106): «سألت عليًّا عن أبي معشر المدني؟ فقال: كان ذلك شيخًا ضعيفًا ضعيفًا، وكان يحدِّث عن محمد بن قيس ويحدِّث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحه، وكان يحدِّث عن المقبري وعن نافع بأحاديث منكره» اهـ.

 

الشاهد السادس: ذَكَره الحافظ ابن حجر في «الفتح» (1/ 243)؛ حيث ذَكَر حديث أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله علبيه وسلم إذا دخل الخلاء قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ»، ثم قال رحمه الله: «وقد روى العُمَري هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد العزيز بن صهيب، بلفظ الأمر؛ قال: «إِذَا دَخَلْتُمُ الْخَلَاءَ فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ».

 

وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية، ولم أرها في غير هذه الرواية» اهـ.

 

قلت: ذِكْر البسملة فيه شاذ.

 

والحديث مخرَّج في «الصحيحين»، وغيرهما، عن عبد العزيز بن صهيب دون هذه الزيادة، والراوون عنه أوثق من عبد العزيز بن المختار، وأكثر عددًا.

 

فقد رواه عن عبد العزيز بن صهيب: شعبة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وهشيم، وابن علية، وغيرهم، فلم يذكروا فيه هذه اللفظة.

 

قال العلامة الألباني في «تمام المنة» (ص57): «قلت: وهي عندي شاذة؛ لمخالفتها لكل طرق الحديث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس في «الصحيحين» وغيرهما» اهـ.

 

قلت: وقد اعترض الشيخ الحويني في «بذل الإحسان» (1/ 199) على كلام الألباني؛ حيث ذَكَر كلامه هذا، ثم قال: «قلت: والأقرب عندي إلى القاعدة أن عبد الله بن المختار لم يخالف أصحاب عبد العزيز بن صهيب بذِكْر «التسمية»، بل هو زاد عليهم ذلك، ثم هو ثقة، ولم يغمزه أحد، فزيادته مقبولة» اهـ.

 

قلت: والصواب ما ذهب إليه العلامة الألباني؛ وذلك لأن زيادة الثقة إنما تُقبل إذا كان المتفرد بالزيادة مساويًا لمن لم يذكرها في العدد والثقة، أو كانت هناك قرينة قوية على قبولها، وأما إذا انفرد الثقة بزيادة في الحديث لم يذكرها من هم أوثق منه أو أكثر منه عددًا، فلا تُقبل زيادته - حينئذ - إلا بقرينة قوية تدل على أنه حفظها.

 

وهذه الزيادة - كما تقدم - لم يذكرها جميع من روى الحديث، وهم من الأئمة الحفاظ الكبار الذين لا يدانيهم عبد العزيز بن المختار في الثقة، وهم جماعة كثر، وقد تفرد هو عنهم بذكر التسمية.

 

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله - كما نقله عنه الإمام البيهقي في «القراءة خلف الإمام» له (ص138) مؤيدًا له، مستدلًا به -: «لسنا ندفع أن تكون الزيادة في الأخبار مقبولة من الحفاظ، ولكن إنما نقول: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والإتقان والمعرفة بالأخبار، فزاد حافظ متقن عالم بالأخبار كلمة، قُبِلت زيادته؛ لا أن الأخبار إذا تواترت بنقل أهل العدالة والحفظ والإتقان بخبر، فزاد راو ليس مثلهم في الحفظ والإتقان زيادة، أنَّ تلك الزيادة تكون مقبولة. كذا قال ابن خزيمة رحمه الله.

 

[قال البيهقي]: وقد قال الشافعي رحمه الله في مسألة إعتاق أحد الشريكين: وزيادة مالك ومن تابعه في الحديث: «وإلا فقد عُتق منه ما عُتق»؛ إنما يغلط الرجل بخلاف من هو أحفظ منه، أو يأتي بشيء في الحديث يَشْرُكُه فيه من لم يحفظ منه ما حفظ منه؛ وهم عدد وهو منفرد» اهـ.

 

وفي سؤالات السلمي للدارقطني (ص360): «وسئل عن الحديث إذا اختلف فيه الثقات؛ مثل أن يروي الثوري حديثًا، ويخالفه فيه مالك، والطريق إلى كل واحد منهما صحيح؟

 

قال: يُنظر ما اجتمع عليه ثقتان يُحكم بصحته، أو جاء بلفظة زائدة تثبت، تُقبل منه تلك الزيادة، ويُحكم لأكثرهم حفظًا وثبتًا على من دونه» اهـ.

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «النكت» (2/ 689، 690) - معقبًا على كلام الإمام الدارقطني -: «قلت: وقد استعمل الدارقطني ذلك في «العلل» و«السنن» كثيرًا؛ فقال في حديث رواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي عياش، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في النهي عن بيع الرطب بالتمر نسيئة: قد رواه مالك، وإسماعيل بن أمية، وأسامة بن زيد، والضحاك بن عثمان، عن أبي عياش، فلم يقولوا: «نسيئة»، واجتماعهم على خلاف مارواه يحيى يدل على ضبطهم ووهمه» اهـ.

 

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في «التمهيد» (2/ 690): «إنما تُقبل الزيادة من الحافظ إذا ثبتت عنه، وكان أحفظ وأتقن ممن قَصَّر، أو مثله في الحفظ» اهـ.

 

وقال الحافظ ابن عبد الهادي - ونقله عنه الحافظ الزيلعي في «نصب الراية» (1/ 335، 336) مؤيدًا له - في معرض ذِكْره لزيادة زادها نعيم المجمر: «فإن قيل: قد رواها نعيم المجمر، وهو ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة! قلنا: ليس ذلك مجمعًا عليه، بل فيه خلاف مشهور؛ فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقًا، ومنهم من لا يقبلها؛ والصحيح: التفصيل؛ وهو أنها تُقبل في موضع دون موضع؛ فتُقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظًا ثبتًا، والذي لم يذكرها مثله، أو دونه في الثقة، كما قَبِل الناس زيادة مالك بن أنس، قوله: «من المسلمين» في صدقة الفطر، واحتج بها أكثر العلماء، وتُقبل في موضع آخر لقرائن تخصها» اهـ.

 

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في «شرح علل الترمذي» (1/ 429): «الدارقطني يذكر في بعض المواضع أن الزيادة من الثقة مقبولة، ثم يرُدُّ في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثقات، ويُرَجِّح الإرسالَ على الإسناد؛ فدَلَّ على أن مرادهم: زيادة الثقة في مثل تلك المواضع الخاصة؛ وهي إذا كان الثقة مُبَرَّزًا في الحفظ.

 

وقال الدارقطني في حديث زاد في إسناده رجلان ثقتان رجلًا، وخالفهما الثوري فَلَمْ يذكره؛ قال: «لولا أن الثوري خالف لكان القول قول من زاد فيه؛ لأن زيادة الثقة مقبولة».

 

وهذا تصريح بأنه إنما يَقْبَل زيادة الثقة إذا لم يخالفه من هو أحفظ عنه». انتهى كلام الحافظ ابن رجب.

 

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «النكت» (2/ 690، 691) - بعد ذِكْره لبعض كلام الأئمة في هذا المقام -: «فحاصل كلام هؤلاء الأئمة أن الزيادة إنما تُقبل ممن يكن حافظًا متقنًا حيث يستوي مع من زاد عليهم في ذلك؛ فإن كانوا أكثر عددًا منه، أو كان فيهم من هو أحفظ منه، أو كان غير حافظ، ولو كان في الأصل صدوقًا؛ فإن زيادته لا تُقبل.

 

وهذا مغاير لقول من قال: زيادة الثقة مقبولة وأطلق. والله أعلم.

 

واحتج مَن قَبِل الزيادة من الثقة مطلقًا، بأن الراوي إذا كان ثقة وانفرد بالحديث مِن أصله كان مقبولًا، فكذلك انفراده بالزيادة!

 

وهو احتجاج مردود؛ لأنه ليس كل حديث تفرد به أي ثقة كان يكون مقبولًا؛ كما سبق بيانه في نوع الشاذ، ثم إن الفرق بين تفرد الراوي بالحديث من أصله وبين تفرده بالزيادة ظاهر؛ لأن تفرده بالحديث لا يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات؛ إذ لا مخالفة في روايته لهم؛ بخلاف تفرده بالزيادة إذا لم يروها من هو أتقن منه حفظًا وأكثر عددًا؛ فالظن غالب بترجيح روايتهم على روايته؛ ومبنى هذا الأمر على غلبة الظن»اهـ.

 

وأخيرًا؛ وبعد عرض جميع الأحاديث الواردة في التسمية عند دخول الخلاء نرى أن التسمية عند الخلاء لا تثبت عن رسول الله صلى الله علبيه وسلم من وجه يصح، وهذا أمر عليه شبه اتفاق بين الأئمة.

 

وإنما اختلفوا: هل هذه الطرق والشواهد والمتابعات تصلح لأن يقوِّي بعضها بعضًا، ويشد بعضها من عضد بعض، أو لا تصلح لذلك.

 

أقول - والله أعلم -: إن هذه الأحاديث لا يعتضد بعضها ببعض؛ وذلك لأنه ما من طريق منها إلا وفيه راو أو أكثر من المجاهيل، أو الكذابين، أو المتهمين، أو المتروكين، وبعضها رواته ثقات، ولكنه شاذ؛ وأما الضعيف ضعفًا هيِّنًا منجبرًا، فلا يوجد، وأمثال هؤلاء لا تنجبر أحاديثهم، ولا يتقوى بعضها ببعض.

 

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في «نزهة النظر» (ص130): «ومتى توبع السيئ الحفظ بمعتبر؛ كأن يكون فوقه، أو مثله، لا دونه، وكذا المختلط الذي لم يتميز، والمستور، والإسناد المرسل، وكذا المدلَّس؛ إذا لم يُعرف المحذوف منه، صار حديثهم حسنًا، لا لذاته، بل وصفه بذلك باعتبار المجموع، من المتابع والمتابع؛ لأن كل واحد منهم احتمال أن تكون روايته صوابًا، أو غير صواب، على حد سواء، فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة لأحدهم رجح أحد الجانبين من الاحتمالين المذكورين، ودل ذلك على أن الحديث محفوظ؛ فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول» اهـ.

 

فبيَّن الحافظ رحمه الله أن المجاهيل إنما تُقبل أحاديثهم إذا توبعوا بمعتبر، وما سوى ذلك فلا يُقبل.

 

وقال المناوي رحمه الله في «فيض القدير» (1/ 41): «وإذا قوي الضعف لا ينجبر بوروده من وجه آخر؛ وإن كثرت طرقه، ومِن ثَمَّ اتفقوا على ضعف حديث: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا» مع كثرة طرقه؛ لقوة ضعفه، وقصورها عن الجبر؛ بخلاف ما خف ضعفه، ولم يقصر الجابر عن جبره؛ فإنه ينجبر ويعتضد» اهـ.

 

وقد ذَكَر العلامة الألباني رحمه الله نفس المعنى.

 

قال العلامة الألباني رحمه الله في «تمام المنة» (ص31، 32): «القاعدة العاشرة: تقوية الحديث بكثرة الطرق ليس على إطلاقه.

 

من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها ويصير حجة، وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفًا، ولكن هذا ليس على إطلاقه؛ بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئًا من سوء حفظهم، لا من تهمة في صدقهم أو دينهم؛ وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه، وهذا ما نقله المحقق المناوي في «فيض القدير» عن العلماء قالوا ...»، وذكر كلام المناوي المتقدم، ثم قال الألباني رحمه الله: «وعلى هذا فلا بد لمن يريد أن يقوِّي الحديث بكثرة طرقه أن يقف على رجال كل طريق منها حتى يتبين له مبلغ الضعف فيها، ومن المؤسف أن القليل جدًّا من العلماء من يفعل ذلك، ولا سيما المتأخرين منهم؛ فإنهم يذهبون إلى تقوية الحديث لمجرد نقلهم عن غيرهم أن له طرقًا دون أن يقفوا عليها ويعرفوا ماهية ضعفها، والأمثلة على ذلك كثيرة من ابتغاها وجدها في كتب التخريج وبخاصة في كتابي «سلسلة الأحاديث الضعيفة» اهـ.

 

وقد ذهب إلى عدم ثبوت أحاديث التسمية عند دخول الخلاء الإمام الدارقطني؛ وقد تقدم كلامه؛ حيث قال - بعدما ذكر بعض طرق الحديث -: «والحديث غير ثابت».

 

وقال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 155) - بعد سوقه طرق الحديث -: «فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيء. والله أعلم».

 

قلت: وقد رُوِي الحديث مقطوعًا.

 

فقد أخرجه محمد بن فضيل بن غزوان في «الدعاء» (110)، وعنه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (29735)، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: كان يقال: إن من ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أن يقول أحدكم إذا وضع ثيابه: بسم الله.

 

وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (1110)، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، قال: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل: بسم الله، إذا وضع ثيابه.



[1] «كذا في «فوائد تمام»، وفي «علل الدارقطني»: (الكرماني).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تخريج حديث: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو - فيسبغ الوضوء
  • تخريج حديث: كان أحب ما استتر به النبي صلى الله عليه وسلم إليه لحاجته
  • تخريج حديث: إذا أراد أحدكم أن يتبول فليرتد لبوله
  • تخريج حديث: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبول قائمًا فلا تصدقوه
  • تخريج حديث: «لا يبول في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه»
  • تخريج حديث: إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي
  • تخريج حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه

مختارات من الشبكة

  • تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث "نكاح الجاهلية على أربعة أنحاء" تخريج ودراسة (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوكأ على اليسرى، وأن ننصب اليمنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أنه كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: من أتى الغائط فليستتر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/6/1447هـ - الساعة: 16:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب